أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علجية عيش - الثّورات العربيَّة.. الزَّارِعُونَ و الحَاصِدُونَ















المزيد.....

الثّورات العربيَّة.. الزَّارِعُونَ و الحَاصِدُونَ


علجية عيش
(aldjia aiche)


الحوار المتمدن-العدد: 6798 - 2021 / 1 / 25 - 20:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد عَلّمَتْ ( بتشديد اللام و فتحها )الثورات العربية دروسا ثمينة لم يكن من السهل اكتسابها بنفس السرعة و بنفس العمق، ثورات أعطت للأنظمة و من يحركها درسا لا يُنْسَى، و نجاح هذه الثورات يعود إلى تطور الممارسة الثورية للجماهير التي رسمت آفاق الثورة العربية و حددت مضمونها و طريقها، لكن وجب هنا التساؤل لمعرفة من هو الرابح و من هو الخاسر في هذه الثورات، أي معرفة من هم الزارعون و من هم الحاصدون؟ ، يقول متتبعون للشأن العربي أن نظرية ستالين في الأمّة و القومية لم تستطع أن تحتوي الواقع العربي الحرّ، و مأساة هؤلاء هي أنهم يحاولون إخراج التاريخ من رؤوسهم

لم تعد شعوب دول العالم الثالث وحدها التي عاشت ثورات داخلية، بل العالم كله حتى الدول المتقدمة و التي كانت في يوم ما تتحكم في مصير الشعوب و لا تزال إلى يومنا هذا ، و تتدخل في شؤونها الداخلية بطريقة أو بأخرى، تارة باسم التسامح و التعايش، و أخرى باسم التعاون الإقتصادي و ربط الشراكة فيما بينها من أجل تقوية العلاقات، و تناست الدول المُسْتَعْمِرَة ( فرنسا كنموذج) ما ارتكبته من جرائم في حق الشعوب، و التي كانت سببا في قيام الثورات العربية في كل دولة من الدول التي اصطدمت أنظمتها مع شعوبها و عاشت حربا أهلية ما تزال آثارها إلى اليوم ، و الشارع العربي يحيي الذكرى العاشرة ( 2011) على ثورة الياسمين في تونس 2011 ، أو كما يمسيت بثورة الخبز، والثورة في سوريا التي بدأت في مارس من نفس السنة، رفع فيها الشعب السوري لافتات تطالب بإقالة الأسد، خلفت آلاف القتلى و النازحين.

و الثورة في مصر أو ما اصطلح عليها بميدان الثورة، أو ميدان التحرير، عاش المصريون أحداثها في نفس السنة، ثورة قيل عنها أنها حركت الضمائر الميتة، بعدما أشعلت الشرارة في الأوساط الشعبية، أسقطت فيها الرؤوس الفاسدة، ثم انتفاضة الليبيين في 2011 ، عندما خرجت الجماعير العربية في مظاهرات مطالبة بإقالة الزعيم معمر القذافي، و حق الشعب الليبي في التعبير عن رأيه ، و وقعت صدامات دموية في مدن ليبية أبرزها في بنغازي و طرابلس و درنة و البيضاء، سقط فيها الآلاف من القتلى ، بعد حملات عسكرية قامت بها الولايات المتحدة ضد ليبيا بمساعدة الحلف الأطلسي، و لا يزال الليبيون اليوم رغم إقالة القذافي يدفعون ثمن التدخلات الخارجية، بل يواجهون مرحلة أشد قسوة في انتفاضتهم ضد نظام حفتر، و هم يواجهون الحرب من كل الجبهات، حرب القذاذفة و أولاد سليمان، وحرب التوارق و التبو، و...و...الخ.
هذه الثورات التي يطلق عليها اليوم اسم "الربيع العربي"، يقول عنه البعض أنه مسَّ دولا دون دول أخرى ، ما يجعلنا نعود إلى الوراء بعشر سنوات أو أكثر، عاشت بلدان أخرى ثورات شعبية حركت العالم كله، و لعله يجدر بنا الوقوف على أحداث سبقت الربيع العربي عاشتها دول من قبلها، و تمكن شعبها من الصمود في وجه جلّاديهم رغم الإعتقالات و الإغتيالات، فقبل ميلاد الربيع العربي في 2011، انطلقت ثورات شعبية لم يتوقع أحد حدوثها في العالم كله، والتجربة الجزائرية خير مثالٌ عمّا عاشته من أحداث بدءًا من الربيع الأمازيغي الذي عاشته في الثمامنيات من القرن الماضي ، استيقظ فيها العالم على ثورة اندلعت شرارتها في بداية 1980 ثم 05 أكتوبر 1988، لقد لقبت أحداث أكتوبر 88 بثورة عربية قبل الأوان، انقلب فيها الشعب على النظام ، ثم العشرية السوداء التي دامت عشر سنوات كاملة، هي تجربة رائدة حققها الشعب الجزائري من أجل مواجهة استعمار داخلي عاث في الأرض فسادا، استعمار داخلي جوّع الشعب و أغرقه في الفقر و البطالة، فكان عليه أن ينتفض و يواجه جلاده ، و إجهاض كل مخططاته، و وضع حد للصراعات الداخلية، بعدها بعشر سنوات عاشت الجزائر اضطرابات أخرى عنيفة إثر مقتل الفنان معطوب الوناس في 1998، ثم مقتل الطالب مايسنيسا في الجزائر عام 2001 ، فيما عرف بـ: "الربيع الأسود" ، اشتعل فتيل المظاهرات بمنطقة القبائل و الولايات المجاورة لها، ارتفعت فيها أصوات تنادي بحقوق الإنسان وحرية التعبير و توفير الحقوق الطبيعية للإنسان والمساواة وتحقيق العدالة الإجتماعية و الديمقراطية، شهدت فيها المنطقة كثير من التغيرات و حركات التمرد، أثرت سلبا على الأوضاع الإجتماعية و السياسية و الثقافية.
كان هذا من باب وجه المقارنة بين هذه الأحداث و أحداث 2011 ، لم تكن هذه الثورات ثورة رجال، بل كانت معركة النساء ايضا ، نساءٌ خرجن لمحاربة الثقافة "الذكرية" و وضع حد لإيديولوجيا متحيزة للرجل، كما عرفت هذه الثورات بثورة الطلاب، و العمال، و النقابيين و المحامين و الأطباء، وقفوا وقفة المتمرد الرافض لكل سلوك دكتاتوري، من أجل إحداث نسق لقيم جديدة، فلكل دولة و لكل شعب مشروعه الوطني، و لكل مجتمع خصوصياته، و ثقافته ، رغما ما حدث، هناك من يقول أن ثورات الربيع العربي مبالغ فيها، و تجاهل أن هذه الثورات قامت من أجل "الحرية و الكرامة" ، سُفِكَتْ من أجلها الدّماء، مات من مات تاركا أطفال يتامى، و الذين كتبت لهم الحياة بعضهم أصيب بالإعاقة و الشلل، و آخرون مازالوا صامدين إلى اليوم، حتى تسقط الأنظمة الدكتاتروية الفاسدة، و من هذا المنطلق يتبادر إلى الأذهان سؤال يجب ان يطرح و بشكل عقلاني لمعرفة كيف نقيس عمر الثورات، هل بالأعوام أم بالأحداث؟، و من كان وراء تحريك الشعوب لنفض عنها الغبار و النهوض مجددا لإسكات صوت الأنظمة و قطع لسانها؟.
لم تغير هذه الإنتفاضات أو الحروب الأهلية الوضع السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي للمواطن العربي ، بل ساهمت هذه الإنتفاضات و الحروب الأهلية في انتشار الجريمة المنظمة، بظهور عصابات تهريب الوقود والسلاح والمخدرات وصولا بالإتجار بالبشر، دون أن ننسى جرائم القتل والإختطاف و الإغتصاب، كما ساهمت في تزايد المضاربين في السلع و رفع الأسعار ، فكان الرابح الوحيد فيها هو السلطة و أرباب المال و الأعمال و الإنتهازيين من رجال السياسة ، الملقبون بـ: " الستاليين العرب" ، و المواطن الفقير لا يزداد إلا فقرا كلما تأزمت الأوضاع، و لكن، فبالرغم من ذلك، و من باب التفاؤل، يمكن القول أن هذه الثورات تظل "رائدة" لأنها أوصلت صوتها إلى العالم كله، و إلى الرأي العام الدولي، و حركت بعض الضمائر، و علّمت دروسا ثمينة ، لم يكن من السهل اكتسابها بنفس السرعة و بنفس العمق، حيث أعطت للأنظمة و من يحركها درسا لن تنساه ، و يمكن القول أن نجاح ثورة من الثورات يعود إلى تطور الممارسة الثورية للجماهير اتي رسمت آفاق الثورة العربية و حددت مضمونها و طريقها، الجماهير المناضلة ، المجاهدة، النزيهة الصادقة في نضالها و جهادها ، المخلصة لدينها و وطنها، و كما يقال فالتاريخ تكرار و ليس تجاوزا، و التاريخ لا تصنعه الملوك أو القادة فقط، بل تصنعه الشعوب و الجماهير أيضا، و المثقفون مطالبون اليوم بتسليط الضوء على دور الشعوب في صنع التاريخ و صنع الأنظمة الجديدة.



#علجية_عيش (هاشتاغ)       aldjia_aiche#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة بداية الجزائرية تدعو إلى حوار وطني تشارك فيه جميع الأطر ...
- جريس الهامس و حديث عن الحركة الشيوعية و الثورية العربية
- الكبار يكذبون..
- من هم الفاشيستيون؟
- -الإنتماء- جذر من جذور -الهوية-
- هو الأفلان المُعْتَدَى عليه
- في الحديث عن التعديل الدستوري في الجزائر
- مع مؤسس أول إذاعة كوردية عربية الشاعر و الإعلامي العراقي جلا ...
- الصراع اليوم هو صراع الأوبئة و الحضارات مهددة بالسقوط
- حياتنا دواء..
- هل كانوا عمالقة؟
- كوفيد19 ..بين الطب الحديث والطب الروحاني
- نداء منظمة -آفاز- الدولية و هيئة الأمم المتحدة
- هل تخضع مختبرات الأدوية للرقابة العسكرية؟
- لماذا التآمر على البشرية؟ و من يسعى لتدمير الإنسانية؟
- حِراكُ الشُّعوبِ و مسألة التَّحَرُّرِ
- هل سيكون قطاع الصحة جوهر التعديلات في الدستور الجزائري القاد ...
- عندما ينتصر الفيروس على الأنظمة
- ابتكارات يهودية للقضاء على الكورونا في العالم..لكن ماهو المق ...
- هل الحداثة مشروع ماسوني؟


المزيد.....




- هل يعيد تاريخ الصين نفسه ولكن في الولايات المتحدة؟.. وما علا ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يناقش مشروع قانون ترامب للإنفاق وسط انق ...
- محكمة إسرائيلية توافق على تأجيل جلسات محاكمة نتانياهو في قضا ...
- يضم معارضين سياسيين ومواطنين أجانب... القصف الإسرائيلي يلحق ...
- فرنسا تعتزم أداء -دور محوري- في مفاوضات النووي وطهران تبدي - ...
- مشاهد للجزيرة توثق قصف مسيّرة للاحتلال فلسطينيا يحمل كيسا من ...
- ماذا تعرف عن إنفلونزا العيون؟
- الفساد يطيح بوزير يوناني و3 نواب
- غزة تنزف منذ 630 يوما.. إبادة ممنهجة ومعاناة لا تنتهي في ظل ...
- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علجية عيش - الثّورات العربيَّة.. الزَّارِعُونَ و الحَاصِدُونَ