أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كلكامش نبيل - فيلم ابن علي بابا: رؤية استشراقية لبغداد فارسية!














المزيد.....

فيلم ابن علي بابا: رؤية استشراقية لبغداد فارسية!


كلكامش نبيل

الحوار المتمدن-العدد: 6798 - 2021 / 1 / 25 - 17:24
المحور: الادب والفن
    


كانت سهرة البارحة مع فيلم ابن علي بابا للمخرج الأميركي كورت نيومان وبطولة توني كرتيس وبيبر لوري عام 1952. يتحدث الفيلم عن أكاديمية عسكرية لقوات النخبة في بغداد ببلاد فارس! ويتطرق للعلاقة المتشنجة بين "كاشما" ابن اللص الشهير علي بابا و"حسين" ابن الخليفة.

بعد شجار بين كاشما وحسين ورفاقه في قصر ابن علي بابا وإهانة ابن الخليفة وإلقاءه في بركة مياه، يزداد الحقد. في اليوم التالي يستيقظ كاشما ليجد نفسه أمام شابة فاتنة اسمها كيكي وتقصّ عليه حكاية بخصوص هربها من فرقة راقصين من المغرب ووحشية المدرّب ويقرر إبقاءها في منزله. بمرور الوقت، نكتشف أن كيكي لم تقل الحقيقة وأنها أميرة من فاس وأنها مرسلة من الخليفة ليوقع بعلي بابا ويسرق كنزه. تتوالى الأحداث والمعارك ويضطر كاشما لأخذ كيكي إلى وادي الشمس حيث يقع قصر والده "علي بابا" على ضفاف الفرات. تطارد قوات الخليفة كاشما وتقوم بحرق القصر واعتقال علي بابا وأخذه رهينة حتى يتم تسليم كنزه. كالعادة يختتم الفيلم بانتصار قوى الخير واكتشاف الشاه لحقيقة ما يجري وتعيين علي بابا خليفة على بغداد.

من الناحية التاريخية، يقع الفيلم في المغالطة الدائمة التي تجعل بغداد – أو بابل – جزء من بلاد فارس وتجعل الخليفة هنا بمثابة منصب حاكم محلي خاضع لسلطة الشاه الفارسي، بل أنه جاء بتعيين من الأخير. يستخدم الفيلم أسماء غير عربية ويظهر بعضها بشكل مغلوط مثل "كريب بدل كريم" وتبدو الأسماء هندية في الواقع، بل أن المخرج قد لجأ لتوظيف بعض الممثلين الهنود لأداء الأدوار الثانوية.

من الملاحظات المأخوذة عن الفيلم إظهار مراسيم استعراض الفرسان في شوارع بغداد وفق طرق غربية وخدمة حسين – ابن الخليفة – كضابط في الكتيبة مع البقية وتعاملهم معه بحرية وبدون عواقب. كيف نتصور تعرض ابن الخليفة للإهانة والإلقاء به في بركة مياه في قصر كاشما بدون أن ينتقم بشكل مباشر من دون الحاجة لإيجاد طريقة لتحقيق انتقامه. كما أن الفيلم يظهر رفض كاشما دعوة حسين ورفيقيه إلى الوليمة التي عقدها في منزله من دون بقية أفراد الأكاديمية. تظهر مشاهد الوليمة تأثيرًا هنديًا وآخر مستوحى من ألف ليلة وليلة حيث الرقص والشراب والبذخ – وليست هناك أية إشارة للإنغلاق والتعقيد الإسلامي. في الحفل، تظهر راقصة يفترض أنها مصرية وهي تؤدي رقصة تشبه الباليه أكثر من كونها رقصًا شرقيًا – ناهيك عن الموسيقى الغربية الكلاسيكية بلمسة شرقية – والأغرب إرتداء الراقصة قناع يشبه الأقنعة الفينيسية. في القصر أيضًا نشاهد برك زنابق وأزهار اللوتس – في مظهر يذكرنا بشرق آسيا بشكل كبير.

من الملاحظات المعمارية العامة، لفت نظري استخدام منائر مربعة الشكل ذات طابع مصري ومغربي-أندلسي أكثر من تلك التي يمكننا تصورها في العراق. وعند اقتحام القصر، سنشاهد بوابات من قضبان حديدية تشبه كثيرًا بوابات القصور الأوروبية الحديثة، فضلاً عن وجود شرفات في كل المنازل ووقوف الفتيات لتحية ضباط الأكاديمية من هناك والإطراء على وسامتهم. في قصر علي بابا، وفي خضم المعارك، برزت مخلوقات قروسطية مرعبة بأجنحة تذكرني بمنحوتات كاتدرائية نوتردام بباريس. من ناحية البيئة، لم يصوّر الفيلم الشرق صحراء قاحلة كالعادة، بل أنه أظهر غابات وشلال – مصطنع – وأزهار وأحراش في رحلة كاشما برفقة كيكي نحو قصر والده في وادي الشمس على ضفاف الفرات.

بالنسبة لاعتقال مصطفى – رفيق كاشما المقرب، نجد أنه بقي مستلقيا بكل ثقة ويتناول الفاكهة عندما اقتحمت قوات الخليفة القصر. وعند اعتقاله بعد العثور على دليل وجود كيكي – التي تبين أنها أميرة مغربية تم أسرها في القاهرة وبيعها في بغداد للخليفة الذي قرر إهداءها للشاه – لم يتم تقييده وكان يسير برفقة الحرس وكأننا نشاهد تقاليد عصرية تبقي الاحترام لمن كان في منصب رفيع حتى بعد مخالفته القانون.

لم يصور الفيلم الشرق المنغلق، على العكس نرى طالا – صديقة كاشما أيام الطفولة – وهي تمتطي جوادها وتسير بحرية وعلى ظهرها قوس النشاب وهي ترتدي ملابس فارسة. لا يظهر الحجاب في الفيلم، بل ملابس بقصات عصرية غربية وبطون مكشوفة على الطراز الهندي وتسريحات حديثة. ونشاهد أيضًا فتيات يطاردن الشبان من على شرفات النوافذ وهن يحلمن بوسامة الضباط ويرغبن في لفت أنظارهم.

الفيلم لطيف جدًا وممتع لسهرة جميلة والعيش في أجواء ألف ليلة وليلة ومشاهدة الشرق بمنظور آخر – رغم الأخطاء المتوقعة في فيلم من منتصف القرن الماضي.



#كلكامش_نبيل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيام سيئة في البصرة: كتاب يبرر فشل مهمة سلطة الإئتلاف في جنو ...
- هارا أوتيل: رواية بريطانية عن أزمة اللاجئين السوريين في اليو ...
- في يومها العالمي: لم أعد أكره العربية
- بلاد فارس في مطلع القرن العشرين بعيون زوجة طبيب إنجليزي
- الموصل في مطلع القرن العشرين بعيون زوجة طبيب إنجليزي
- مسلسل ماركو بولو - إطلالة مثيرة على عالم المغول في القرون ال ...
- تمجيد القوة واحتقار الشفقة – تتمة في قراءة كتاب -هكذا تكلم ز ...
- أرض الأرواح: رؤى قبيلة كوز عن الخليقة والطوفان والموت والحيا ...
- مسلسل فرويد - دراما ورعب وتشويق، كل شيء عدا التاريخ
- فيلم -بطاقات القتل البريدية-: الهوس بالفن والحب الممنوع والج ...
- فيلم -برسيبوليس-: قصة الثورة التي حولت إيران إلى سجنٍ كبير
- فيلم -المحطة الأخيرة-: الأيام الأخيرة لتولستوي وحقيقة الحركة ...
- فيلم -على أساس الجنس-: كفاح محامية أميركية وصولاً إلى المحكم ...
- فيلم -أغاثا ولعنة عشتار-: رومانسية وغموض في جنوب العراق
- فيلم -مُشع-: دراما رومانسية تاريخية عن حياة العالمة ماري كور ...
- فيلم -الغرفة 212-: تأملات فانتازية في الزواج والحب والخيانة
- فيلم -نحو النجوم-: حياة المراهقات في الريف الأميركي في الستي ...
- فيلم -أكثر امرأة مكروهة في أميركا-: حياة رائدة الإلحاد الأمي ...
- فيلم الصدمة والترويع: أكاذيب لتبرير قرار مسبق بغزو العراق
- رحلة حول العالم: النمسا: صعود وسقوط آل هابسبورغ


المزيد.....




- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كلكامش نبيل - فيلم ابن علي بابا: رؤية استشراقية لبغداد فارسية!