أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سيد يوسف - لا أحب الأغبياء














المزيد.....

لا أحب الأغبياء


سيد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1620 - 2006 / 7 / 23 - 05:15
المحور: المجتمع المدني
    


لا أحب الأغبياء ولست بدعا بين البشر فكل الناس لا تحب الأغبياء حتى الأغبياء وهم لا يحسبون أنفسهم أغبياء لا يحبون الأغبياء وأقصد بالأغبياء أولئك الذين لديهم حَول فكرى ، الذين تحادثهم فى شيء فيفهمونه خطأ ويبترون كلامك عن سياقه ثم يكيلون لك اتهامات أنت أساسا لم تتفوه بها فلا هم أحسنوا القراءة ولا هم أحسنوا الفهم ولا هم أحسنوا الأدب.

وأشد ما تجد هذا الأمر فى الشخصنة ونقصد بها رؤية الموضوعات المطروحة من خلال ما فى نفوسنا من أشخاصها أو ما فى نفوسنا من فكرة ما يطرحه الكاتب فيتحول نقدنا لهجوم على الشخص لا الفكرة ولنضرب مثالين لهذا (ولأستأذن القارىء أن يكونا لموضوعين لكاتب هذه السطور).

أما أحدهما فقد كان لكاتب هذه السطور موضوعا بعنوان (كلمة فى حق شهداء المسلمين أبى مصعب نموذجا) كان الحديث فيه أساسا عن الشهداء وليس على النموذج فإذا ببعضهم يسيئون قراءة الموضوع فيستمسكون بالنموذج الذي يمكننا أن نتفق أو نختلف فى تقديره ويدعون فكرة الموضوع الخاصة بالشهداء وتنهال على صاحبه مجموعة من الشتائم والسباب التي يعف عنها اللسان ( وكان هذا أيضا وحول نفس الموضوع تقريبا ما تعرض له الأستاذ فهمى هويدى ، والأستاذ زياد أبو غنيمة).

وأما الآخر فقد كان لكاتب هذه السطور أيضا موضوعا بعنوان (فلتتواروا خجلا......) تحدث فيه عن فرحتنا بما فعل السيد حسن نصرالله بالصهاينة وليس فى هذا بدع من الدين فمن قبل تمنى المسلمون حين قاتل الرومُ الفرس َ أن ينتصر أهل الروم لقربهم منهم بوصفهم أهل كتاب وبعد الفرس كعبدة الأوثان عنهم فانتصر الفرس فحزن المسلمون فنزل قول الله تعالى:
"الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ " الروم 1-6

نقول وليس فى هذا بدع لكن البعض ترك فرحتنا بما يوجع الصهاينة وأخذ يظن بصاحب المقال تمجيدا للمذهب الشيعى وانتصارا له ثم أخذ يطيل الحديث عن الشيعة والرافضة متناسيا فرحتنا بضرب الصهاينة .

وهكذا ففي المثال الأول نجد سوء قراءة وفهم للموضوع بناء على رفض ما تحمله نفوس بعضنا من الشخص (الزرقاوى) وفى المثال الثانى وجدنا سوء قراءة للموضوع بناء على رفض ما تحمله نفوس بعضنا من فكرة التشيع .

والحق أن داء الشخصنة كأحد ملامح ثقافة الاستلاب التي تعانى منها شعوبنا العربية قلما يسلم منه أحد إلا الفاقهين...حول هذه الشخصنة تدور هذه الكلمات على عجالة سريعة.

* لقد أدرك الفاقهون – لعمق تجاربهم- أن العقول ثلاثة أنواع :
- عقول صغيرة تناقش شئون الناس وشخصنة الأمور دوما.
- عقول عادية تناقش أحداث المجتمع اليومية .
- عقول كبيرة تأبى مناقشة شئون الناس أو أحداثهم اليومية ذلك أنها تناقش الأفكار المطروحة فى المجتمع وتتناولها بالدحض أو التأييد أو التعديل .
* وتتسع الشخصنة لتشكل أداة فى فهم وتشخيص وعلاج واهم لكثير من ظواهرنا الاجتماعية والسياسية فمثلا مشكلة الطالب الراسب هى فى (شخص) الممتحن والمراقب له بدلا من البحث عن الأسباب الحقيقية للرسوب من تقصير وإهمال (هذا بخلاف الظروف الاستثنائية التى تقدر بقدرها ومن ثم فلا يمكن تعميمها) ، ومشكلة شعوبنا النامية هى فى (شخص) الحكام وما يمارسونه من دكتاتوريات ضد مواطنيهم بدلا من البحث عن العوامل المشتركة التى تجمع أسباب التخلف ،ومشكلة التعليم فى بلادنا هى فى (شخص) وزير التعليم حيث.............
ومشكلة العرب مع الصهاينة هى فى(شخص) رئيس وزرائهم س أو ص بدلا من البحث عن أسباب ضعفنا وتأخرنا....وهكذا تترى.

والحق أن عزل الأشخاص عن الأحداث صعب لكن جعل الأشخاص هم أساس وكل المشكلة و وهم أساس وكل الحل خطل ينبغى ألا نردده احتراما للعقل.

* وتساهم عوامل متعددة فى بروز تلك الظاهرة من شيوع مناخ ثقافي يسمى بالاستلاب ، إلى غياب دور الوسائط التربوية والإعلامية ، إلى تجفيف منابع الثقافة ،إلى انتشار نسبة الأمية فى قطاع عريض من المجتمع ، إلى انتشار ثقافة الاستسهال ، الشعور العام بالإحباط ، وغير ذلك.

* ولأن المشخصنين يلفظهم الفاقهون ويشفقون عليهم لشدة غبائهم لذا عليهم المبادرة سريعا إلى ملاحظة أنفسهم تمهيدا لتغييرها عساهم يفيدون ويستفيدون.

* وكم نرجو من الإعلام ووسائطه ، والأسرة ، والمساجد ، والنوادي ، وجمعيات تنمية المجتمع ، ومؤسسات التعليم ، ومنظمات المجتمع المدني أن تنتبه لهذا الداء تعريفا وتشخيصا وعلاجا ،ولبعض مراكز التنمية البشرية دور هاهنا طيب نرجو تعميمه.

على هامش الموضوع
هناك فارق –كبير جدا- بين الشتم وبين الحقيقة المرة فمثلا حينما نقول عن شارون إنه خنزير فهذى شتيمة لكننا حينما نقول عنه سفاح فهذه حقيقة ، فإذا انتقلنا إلى حكامنا العرب فإن كثيرا من الناس يتناسون ذلك ليجعلوا أى نقد هو بمثابة شتيمة : وسؤال بسيط هل من الشتم والسب أن نصف موقف كثير من حكامنا بأنهم أضاعوا بلادهم بالفساد؟؟ مجرد سؤال.



#سيد_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم للجهاد..لا للإسلام!!
- فلتتواروا خجلا....جتكم ستين نيلة
- قراءة هادئة فى قانون الصحافة المصرى
- حقا إنهم حمقى
- أحداث غزة 2006 فى منظور اتفاقية كامب ديفيد 1978
- يا ليتنا كنا سلحفاة
- تأملات حول تشكيل العقل العربى
- التهم المعلبة
- حماس بين خيارى التراجع والحرب الأهلية
- العقلية الحزبية وتأثيرها على الواقع السياسى
- قلب نظام الحكم أم إهانة الرئيس ؟
- أين القائد الملهم؟
- عندما ترعى الذئاب الشعب المصرى
- تجفيف منابع استنبات القادة
- أزمة أمة أم أزمة نخبة؟
- نظام مختل كتب شهادة وفاته بيديه
- التوريث إهانة للمصريين
- العقل العربى ومنهج التعاطي مع الحضارة
- تساؤلات موجعة لكنها مجرد تساؤلات
- ثقافة الإقصاء السياسي


المزيد.....




- جندته عميلة أوكرانية.. اعتقال المشتبه به الثالث في محاولة اغ ...
- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...
- الأمم المتحدة تطلب فتح تحقيق دولي في المقابر الجماعية في مست ...
- أرقام صادمة.. اليونيسيف تحذر من مخاطر -الأسلحة المتفجرة- على ...
- أهالي الأسرى الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب لإطلاق أبنائهم


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سيد يوسف - لا أحب الأغبياء