أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيد يوسف - تجفيف منابع استنبات القادة














المزيد.....

تجفيف منابع استنبات القادة


سيد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1547 - 2006 / 5 / 11 - 10:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(إن الأمة التى تعجز أن تنتقل من حكم الأشخاص إلى حكم المؤسسات بينها وبين النهوض بون واسع)



بات من المعلوم ومن المسلم به أن اختيار القيادة وتحديد مدتها وتجديدها هى أمور اجتهادية تحكمها المصلحة العامة ، وليس في ذلك نص ديني محكم .

ولكن من الإصابات الخطيرة التي لحقت بمجتمعاتنا : عجزها وعدم قدرتها على استنبات قيادات متجددة ومعاصرة حتى بتنا نرى الغر من الناس يستلبون إرادتهم قائلين(من نعرفه أفضل ممن لا نعرفه) مسوغين بذلك استمرار أنظمة الحكم الراهنة.

فهل عجزت أمتنا عن إنتاج القيادات؟ أم باتت تخشى بطش الظالمين فخرست ألسنة مجموعها ؟ أم سلمت راية الاحتجاج والتنديد الصوتي لضميرها ممثلا فى بعض حركاتها النخبوية؟ أم أنها حين بحثت عن روافد صنع القادة وجدت جفافا وتجفيفا متعمدا؟
ولماذا ركب فى اللاشعور الجمعى للأمة انتظار القائد الملهم؟

(1)
فكرة القائد المخلص

لست أدرى ما سبب ولع بعضنا ب المحافظة على استمرارية القيادات حتى ولو أصبحت عاجزة عن العمل فهل هذا نوع من الوفاء مثلا ونحن شعوب تحكمنا العاطفة بدرجة كبيرة أم أنه خلل شديد فى البنية العقلية لكثير من أبناء أمتنا؟

ولماذا يصر البعض بغباوة رائعة ألا يفكر إلا بعقل القادة حتى على مستوى الإدارات الأقل ؟
لماذا السير فى إطار يحدده القادة فقط؟ ولماذا الارتباك حين نفقد القادة بمرض أو موت مثلا (القادة السياسيين)؟ ولماذا سيناريوهات الفراغ السياسي ومحاولة ملء الفراغ واجتهاد من هنا وهناك وكأننا –بل هو- لا نحكم إلا بالأفراد لا بالمؤسسات؟
ولكأننا قد جبلت طبائعنا على انتظار القائد المخلص الذى يعفينا من مسئولية العمل والمشاركة فى صنع الإنجاز والنجاح إن كان ثمة نجاح.

(2)
فروق بين القيادة الفكرية والقيادة الإدارية

يدرك الفاقهون أن ثمة فارقا كبيرا بين القيادة الفكرية وبين القيادة الإدارية وليس من يتميز فكريا ويستطيع تنظير قضايا أمته تشخيصا وعلاجا يصلح لقيادة العمل من الناحية الإدارية وقد اهتمت دراسات عدة فى ميادين مختلفة من فروع العلم بتحديد سمات القادة الإداريين وتحديد خصائص الإدارة الجيدة وهو الأمر الذى بات مفتقدا فى كثير من أنظمتنا العربية والتي باتت تعتمد فى إدارة البلاد على نظام الفهلوة أو النظر تحت الأقدام مع إقصاء ذوى الكفاية.

(3)
تجفيف المنابع

ومع سياسة الإقصاء هذى بتنا نرى أن من يتقلد المناصب الإدارية هم أهل الثقة وأهل النفاق فى مواطن كثيرة فى البلاد وليس أدل على ذلك من إلغاء الانتخابات فى تلك القطاعات سواء الجامعية أو المحلية أو المؤسساتية كالصحافة والإعلام.

ومن هنا اعتمدت سياسة تجفيف المنابع ...فمن أين يستنبت القادة إذن؟ من أين يستنبتون وراية العلم مغيبة ؟من أين يستنبتون وجامعاتنا فى ذيل قائمة الأمم؟من أين يستنبتون وكبت الإبداع مسلط بسياسة الإقصاء وتجفيف المنابع؟

إن وجود بعض النوابغ الإدارية هنا أو هناك ليس دليل تميز النظام وسياسته وإنما هو دليل تميز هؤلاء الأفراد ودليل على خمول العامة ...فلو أن مصالحنا ترعاها مؤسسات حرة لأنبتت لنا قادة كثر فى كل ميدان سياسي وغيره وفى جميع الأعمار ولعل بعضنا يستحضر من ذاكرته قول الشاعر:

وليس يهلك منّا سيّد أبداً إلاّ افتلينا غلاماً سيّداً فينا

(4)
إعادة تشكيل عقل الأمة حتى تعود إلى تربية قوامها استنبات القادة

لذا بات من الضروري على الأمة أن تنهض بتعهد بنيها فى الأسرة والمدرسة وعبر وسائط المجتمع الأخرى بتربية قيادية قوامها الحرية والقوة والقدرة على التنظيم وتنمية الإبداع و و و و ...وهذا قول سهل لكنه يحتاج إلى مجهود ضخم يحتاج أن يعاد النظر – بداية – فى عقل الأمة ومحتواه ليعاد تشكيله من جديد تشكيل يتشرب معاني حقوق الإنسان وحرية الإبداع و جودة الإنتاج وتجريم الكسل وتجاوز الارتكاز على الفرد والشخص إلى الاعتماد على المؤسسة القادرة على التخطيط والعمل الواعي المستمر.

قد تبدو هذه أحلام لكننا نرجو الانتقال بها إلى الفعل وعسى فأول الغيث قطرة .

فى النهاية
كانت هذى خطوط عامة عريضة لاستبيان أن هذه الأمة يحاك ضدها مخاطر كثيرة بدأت حين أراد الطغاة تجفيف منابع استنبات القادة ولو أنا أولينا الثغور التى تتعرض منها أمتنا للخطر لكان ذلك أولى لنا وأجدى .



#سيد_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة أمة أم أزمة نخبة؟
- نظام مختل كتب شهادة وفاته بيديه
- التوريث إهانة للمصريين
- العقل العربى ومنهج التعاطي مع الحضارة
- تساؤلات موجعة لكنها مجرد تساؤلات
- ثقافة الإقصاء السياسي
- ثقافة التبرير والحركات السياسية
- نقد الحكام أم تشويه بلادنا؟
- من القواعد الأخلاقية للمداخلات على الموضوعات
- هموم مصرية
- سذاجة القائلين بالتوريث فى مصر
- سوريا فى عيون الإدارة الصهيوأمريكية
- تدين فاسد مغشوش
- برقية إلى دعاة التغيير والإصلاح
- مشاهد مؤلمة فى واقع الأمة
- تساؤلات بلا إجابة
- لقد استبان لى 19
- نماذج من الاختلاف الدينى دون اقتتال
- ثقافة الاستلاب
- إن فى نفوسهم شيئا


المزيد.....




- السيسي يكشف عن أرقام مهولة تحتاجها مصر من قطاع المعلومات
- -عار عليكم-.. مظاهرة داعمة لغزة أمام حفل عشاء مراسلي البيت ا ...
- غزة تلقي بطلالها على خطاب العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض ...
- نصرة لغزة.. تونسيون يطردون سفير إيطاليا من معرض الكتاب (فيدي ...
- وزير الخارجية الفرنسي في لبنان لاحتواء التصعيد على الحدود مع ...
- مقتل شخص بحادث إطلاق للنار غربي ألمانيا
- أول ظهور لبن غفير بعد خروجه من المستشفى (فيديو)
- من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما ...
- إصابة جندي إسرائيلي بصاروخ من لبنان ومساع فرنسية لخفض التصعي ...
- كاميرا الجزيرة ترصد آخر تطورات اعتصام طلاب جامعة كولومبيا بش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيد يوسف - تجفيف منابع استنبات القادة