أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيد يوسف - نقد الحكام أم تشويه بلادنا؟















المزيد.....

نقد الحكام أم تشويه بلادنا؟


سيد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1500 - 2006 / 3 / 25 - 08:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نقد الحكام أم تشويه بلادنا؟
(وإذا المرء لم يفرق بين حق وباطل فما انتفاعه بعقله يومئذ)
سيد يوسف

تمهيد
لقد استبان لى أن المراهقين فكريا – أيا كانت أعمارهم – لا يستطيعون التمييز بين ثلاث:
* بين نقد الأخطاء التى تطفح بها مجتمعاتنا ولا سيما السياسية والاجتماعية.
*وبين شتم الأنظمة الحاكمة والتي لها أحوال فرط تهدد أمن البلاد.
*وبين تشويه صورة بلادنا وإبرازها فى صورة قميئة.

والحق أن التمييز بين الثلاثة سهل ميسور إلا على الذين فى عقولهم شيئا أو فى قلوبهم عمى،ولقد استبان لى أن الصنف الأول فاهم عاقل نرجو له الاستمرار ، وأن الصنف الثانى متسرع نخشى له التحول للصنف الثالث، وأما الصنف الثالث فهو نموذج بشرى قميء بالفعل.

حول هذى المعانى تدور هذى المساجلة .

قال صديقى: لا يعجبنى كثرة النقد الذى تتعرض له بلادى ..إنكم تصورون البلاد وكأنها بيت خرب لا يصلح للسكنى..وكأن بلادى قد خلت من كل خير...إنكم تشوهون صورة بلادى بين دول العالم وبين دول المنطقة...وتنشرون (غسيل بلادى) أمام الغرباء...على رسلكم أيها الناقدون..لقد أحرجتم بنى وطنى الذين يعيشون فى الخارج...رفقا بهم..بم يدافعون عن بلادهم..؟!

قلت: ما الذى لا يعجبك تحديدا ...النقد أم

قاطعنى قائلا: ألست من نشر عن الفساد فى مصر- أنت وغيرك - وقلت – فيما قلتم-
والآن بماذا تشير أرقام ‏تقرير‏ ‏التنمية‏ ‏البشرية‏ ‏الدولي‏ ‏لعام‏ 2005 ‏والذي‏ ‏أصدرته‏ ‏الأمم‏ ‏المتحدة‏ ثم قلت:لقد وضع هذا التقرير مصر فى ‏المركز‏ ‏الــ‏ 119 ‏عالميا‏ ‏من‏ ‏بين‏ 177 ‏دولة‏ ‏في‏ ‏معدل‏ ‏التنمية‏ ‏ورقم‏ 13 ‏عربيا‏.

‏واحتلت‏ ‏مصر‏ ‏المركز‏ ‏الــ‏ 55 ‏في‏ ‏دليل‏ ‏الفقر بين‏ 103 ‏دولة‏ ‏نامية،‏‏والمرتبة‏ 87 ‏في‏ ‏معدلات‏ ‏الالتحاق‏ ‏بالتعليم‏، ‏والمركز‏ 105 ‏في‏ ‏الناتج‏ ‏المحلي‏ ‏الإجمالي‏ ‏للفرد.

‏‏والتقرير‏ ‏أشار‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ 10.7 ‏مليون‏ ‏مصري‏ ‏لا يستطيعون‏ ‏الحصول‏ ‏علي‏ ‏احتياجاتهم‏ ‏من‏ ‏الغذاء‏ ‏ومستوي‏ ‏الفقر‏ ‏في‏ ‏مجتمعنا‏ ‏وصل‏ ‏إلي‏ 17% .
‏‏شركات‏ ‏القطاع‏ ‏العام‏ ‏التي‏ ‏تمت‏ ‏خصخصتها‏ ‏كانت‏ ‏قيمتها‏ ‏الأصلية‏ 100 ‏مليار‏ ‏جنيه‏ ‏وتم‏ ‏بيعها‏ ‏بـ‏ 16 ‏مليارا‏ ‏فقط ....وما أحداث عمر أفتدى عنا ببعيد ؟!

‏وضاع‏ ‏من‏ ‏قوت‏ ‏الشعب‏ 150 ‏مليار‏ ‏جنيه‏ ‏سرقها‏ ‏أباطرة‏ ‏قروض‏ ‏البنوك‏ ‏ووصل‏ ‏حجم‏ ‏الديون‏ ‏الداخلية‏ ‏إلي‏ 674 ‏مليار‏ ‏جنيه‏ ‏بما‏ ‏يقرب‏ ‏من‏ 98% ‏من‏ ‏حجم‏ ‏الناتج‏ ‏القومي‏.
‏ووصل‏ ‏عدد‏ العاطلين‏ ‏إلي‏ 6 ‏ملايين‏ ‏شخص‏ .
‏وحسب‏ ‏التقارير‏ ‏البرلمانية‏ ‏فإن‏ 66% ‏من‏ ‏الدعم‏ ‏الحكومي‏ ‏لا يذهب‏ ‏لمستحقيه‏.

‏وفي‏ ‏دراسة‏ ‏للخبير‏ ‏الاقتصادي‏ ‏نعمان‏ ‏الزياتي‏ ‏عن‏ ‏قضايا‏ ‏الرشوة‏ ‏واستغلال‏ ‏النفوذ‏ ‏قال‏:

إن‏ ‏تكلفة‏ ‏الفساد‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏بلغت‏ 50 ‏مليار‏ ‏جنيه‏ ‏سنويا‏ ‏وتقارير‏ ‏هيئة‏ ‏النيابة‏ ‏الإدارية‏ ‏تقول‏ ‏إن‏ ‏هناك‏ ‏قضية‏ ‏فساد‏ ‏كل‏ 90 ‏ثانية‏ ‏وهو‏ ‏معدل‏ ‏عالمي‏, ‏أما‏ ‏وحدة‏ ‏قياس‏ ‏الرأي‏ ‏العام‏ ‏بكلية‏ ‏الاقتصاد‏ ‏والعلوم‏ ‏السياسية‏ ‏فلها‏ ‏دراسة‏ ‏تم‏ ‏إجراؤها‏ ‏علي‏ ‏عينة‏ ‏ضمت‏ 680 ‏من‏ ‏النواب‏ ‏والكوادر‏الحزبية
‏‏والإعلاميين‏ ‏أظهرت‏ ‏أن‏ 78.8% ‏منهم‏ ‏يعتقدون‏ ‏أن‏ ‏معدلات‏ ‏الفساد‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏في‏ ‏تزايد ‏مستمر

‏أما‏ ‏المركز‏ ‏القومي‏ ‏للبحوث‏ ‏فأشار‏ ‏في‏ ‏دراسة‏ ‏عن‏ ‏ظاهرة‏ ‏الرشوة‏ ‏والاختلاس‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏حجم‏ ‏أموال‏ ‏الكسب‏ ‏غير‏ ‏المشروع‏ ‏وصل‏ ‏إلي‏ 99 ‏مليار‏ ‏جنيه‏ ‏في‏ ‏السنوات‏ ‏العشر‏ ‏الأخيرة‏.
‏وعلي‏ ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏ذلك‏ ‏فإنه‏ ‏لدينا‏ 13 ‏جهازا‏ ‏رقابيا‏ ‏وتم‏ ‏ضبط‏ ‏عشرات‏ ‏القضايا‏ ‏أي‏ ‏أن‏ ‏الواقع‏ ‏بالفعل‏ ‏كارثة‏!‏ ( نقلا عن جريدة الشباب عدد نوفمبر 2005)...

ثم قال: ألست من نشر ذلك؟ أليس فى ذلك إساءة لمصر وتشويه لها ؟ وإحراج للمصريين خارج أوطانهم؟

قلت: كلا
قال :إنك تناقض نفسك وكيف لا وأنتم مهرة فى تشويه كل جميل وتزيين كل قبيح؟

قلت: على رسلك..لم لم تناقش ما جاء بالمقال؟ لم لا تكذب ما نشر ؟ لم تدفع عن الظالمين؟ ما بالك لم تتحرك وبلدك تنهب و..؟

قاطعنى: مثل هذا الكلام يشوه بلدنا .. هكذا أنتم ظاهرة صوتيه...ماذا فعلتم لمصر؟ شوهتموها فقط؟ هل دافعتم عنها؟ هل بنيتم شيئا؟ هل أتقنتم عملكم؟!

قاطعته منفعلا : هل الشعب هو الذى اعتقل الآلاف؟ هل الشعب هو الذى نشر الفساد وحمى المفسدين؟ هل الشعب هو الذى هرب أموالنا للخارج؟
من شوه مصر : من يصرخون من أوجاع الظالمين أم الظالمون؟
أتستنكرون أن يقول المتألمون آه ؟! ما بالكم؟ كيف تحكمون؟ أين ذهبت عقولكم؟!

يا صديقى يقول تعالى (لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً) النساء148
ثم عاد إلى هدوئي فقلت : لا عليك ليقضى الله أمرا كان مفعولا.
قال : لا أفهم .

قلت: الحق أننا كلنا نحب بلادنا وحب الوطن من الإيمان ولكن لكل وسيلته فى التعبير عن حبه وأنت حين رأيتني أخطىء فقد رأيتك أيضا مخطئا بتقاعسك ودفاعك عن الظالمين.. صحيح أننا ننتقد أكثر مما ندعو للإصلاح ولكن هدفنا دوما لفت الانتباه لعل وعسى....

ثم قلت لصديقي سأفكر فى كلامك وما لبثت حتى عدت إلى نفسي أحادثها :
الحق أننا لا نملك إلا إيقاظ الوعى المخدر فى نفوس أبناء وطننا لعل وعسى ..
والحق أننا لم نشوه بلادنا بل شوهها من باعها ونهبها وأمرض شعبها وقتل أبناءها بحماية المعتدين وهرب أموالها بحماية المهربين وسعى لتوريث الحكم بعد أن عانت بلادى حتى تصير جمهورية...فما بال بعض الناس لا يفقهون؟!

والحق أنه من الغباء أن يحزن الملوثون حين يقال لهم ملوثون ولا يحزنون حين يعلمون ذلك من أنفسهم حقيقة وحين لا يستبشعون قذارتهم ..

والحق أن دفاع المراهقين عنهم يذكرنا بقصة أصحاب السبت حين صارت منهم فئة جعلت همها لا أن تقول للظالم اسمع كلام الناصح الأمين ولكن حين وجهت جهدها للذين ينصحون أمتهم ويعظونهم قائلين (لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً) الأعراف164 ولقد نالوا جزاء غباءهم إهمالا وازدراء .

والحق رغم كل هذا أننا مطالبون أن نغير من لهجة ومستوى ولغة حوارنا مع الناس ..

والحق أنه لا وعى بلا لسان مبين وعقل يقظ...وصبر على المصائب والتشويه وغير ذلك.
والحق انه لا قيمة لكل هذا ما لم تصحبه نية صادقة وعقل يقظ وقلب سليم.

فى النهاية
أسأل الله أن يحمى بلادنا من كل سوء ونهب وتوريث...بيقظة وعى العاقلين القادرين.
سيد يوسف



#سيد_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من القواعد الأخلاقية للمداخلات على الموضوعات
- هموم مصرية
- سذاجة القائلين بالتوريث فى مصر
- سوريا فى عيون الإدارة الصهيوأمريكية
- تدين فاسد مغشوش
- برقية إلى دعاة التغيير والإصلاح
- مشاهد مؤلمة فى واقع الأمة
- تساؤلات بلا إجابة
- لقد استبان لى 19
- نماذج من الاختلاف الدينى دون اقتتال
- ثقافة الاستلاب
- إن فى نفوسهم شيئا
- لقد استبان لى 18
- فساد عريض فمن يتصدى له؟
- لقد استبان لى (17)
- حين يجتمع الفشل مع الغباء والبلطجة
- والله ممكن ..... إيه المشكلة؟؟
- اتفاقية معبر رفح فى الميزان
- لماذا ننتقد أكثر مما ندعو للإصلاح؟
- لقد استبان لى8


المزيد.....




- مزاعم روسية بالسيطرة على قرية بشرق أوكرانيا.. وزيلينسكي: ننت ...
- شغف الراحل الشيخ زايد بالصقارة يستمر في تعاون جديد بين الإما ...
- حمير وحشية هاربة تتجول على طريق سريع بين السيارات.. شاهد رد ...
- وزير الخارجية السعودي: حل الدولتين هو الطريق الوحيد المعقول ...
- صحفيون وصناع محتوى عرب يزورون روسيا
- شي جين بينغ يزور أوروبا في مايو-أيار ويلتقي ماكرون في باريس ...
- بدء أول محاكمة لجماعة يمينية متطرفة تسعى لإطاحة الدولة الألم ...
- مصنعو سيارات: الاتحاد الأوروبي بحاجة لمزيد من محطات شحن
- انتخابات البرلمان الأوروبي: ماذا أنجز المشرعون منذ 2019؟
- باكستان.. فيضانات وسيول عارمة تودي بحياة عشرات الأشخاص


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيد يوسف - نقد الحكام أم تشويه بلادنا؟