أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سيد يوسف - لماذا ننتقد أكثر مما ندعو للإصلاح؟














المزيد.....

لماذا ننتقد أكثر مما ندعو للإصلاح؟


سيد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1382 - 2005 / 11 / 18 - 07:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


دار فى ذهني هذا التساؤل: لماذا ننتقد أكثر مما ندعو للإصلاح؟؟
وأزعجني بداية أن فئة المنتقدين هم من أصحاب الأقلام الحرة والجريئة
لكن
أخذت أفكر ما الذي يدعونا إلى النقد وربما بصورة يراها البعض قاسية
وقد تخرج أحيانا قليلة عن حدود الأدب؟
الحق أن سياق الحديث ههنا يختص بالنواحى السياسية وبالجو العام
المخيم على أوضاعنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
وقد خرجت بعدة ملاحظات أرجو أن يتسع لها صدر الغيورين على
مصلحة هذا البلد:
(1)
إن النقد طالما كان بأدواته الموضوعية وفى الدائرة التى
ينبغى أن يقال فيها فهذا أمر جيد يدعو إليه العقل والدين
والمصلحة الوطنية.
ورغم صعوبة النقد الموضوعي إلا انه متاح ولا سيما للذين لديهم
رؤية جيدة بالواقع لذا فالنقد مرحلة لازمة فى بداية أى نهضة أو
دعوة للخلاص من الفساد بل إن الحتمية التاريخية تعلمنا أن هذا
النقد يستمر ويستمر حتى تستقر بعض قواعده ثم يهدأ لتحل مكانه
الدعوات المتعددة للإصلاح ...
وتتعدد هذه الدعوات بدوافع شتى إلى أن تستقر على دعوة عامة
ثم يلتف حولها الكثير من الناس حتى تصير ذات مطالب شعبية
ومعبرة عن نبض الشارع...دون أن يلغى ذلك الدعوات الأخرى.
ومن البديهي أن ينتقد كبار المحللين والكتاب أوضاعنا الفاسدة وإلا
كيف يدعون الناس إلى الإصلاح؟؟؟!!
فالإصلاح يقتضى بداية تعرية النظام الفاسد الذى لا يملك مؤهلات
البقاء أو إدارة البلاد بشكل جيد فضلا عن الحكم...
هذه التعرية يسهم فيها الجميع بجهد تتنوع دوافعه لكن فى النهاية
فان الهدف العام المعلن هو تعرية وفضح الأنظمة المستبدة.
يستوى فى ذلك كبار الكتاب وصغارهم والهواة ومحترفى الكتابة
من غير الصحفيين فضلا عن الصحفيين والمفكرين والساسة .
(2)
ولهذا ففى البدايات فانه من غير المنطقي أن نطالب الكتاب
بالحل الذى عجزت عنه الصحافة بكتابها ومفكريها وعجزت عنه الحكومة بمؤسساتها وبرامجها
ونؤكد أن هذا العجز ليس ناتجا عن ضيق أفق
وإنما هو ناتج من وجهة نظرى عن عدم وضوح الرؤية وقلة المعلومات
فلقد تعودت الشعوب منذ تزييف إرادتها فى الانتخابات على تغييب المعلومات الصحيحة وكثيرا ما
كنا نسمع أرقاما تعبر عن اقتصادنا من ساستنا لو صدقت لكنا فى مصاف الدول الكبرى وكثيرا أيضا ما
يطلق ساستنا أبواقهم لتخدير عامة الناس بوعود كاذبة وأخبار فقدت مصداقيتها حتى صارت عبارة ( كلام جرايد)
تعبير دقيق على أن الشعوب لا تستنيم للدكتاتوريات حتى وان فقدت أسباب هز عروشهم ذلك أن الشعوب تلتف
حول الرموز وهو الأمر الذى بات غائبا فى مجتمعاتنا بفعل عوامل عدة.
فى يقيني أن الحركات المتعددة للتغيير إضافة للأحزاب والأخوان فى منطقتنا بدأت تتلاقى حول مصلحة
الوطن وبدأت تنحى خلافاتها الإيديولوجية والفكرية لاعتبارات تتعلق غالبا بمصلحة الوطن والله اعلم بنيات الجميع
لكننا نرجو للشعوب ألا تستعجل وألا تقفز من البدايات بعجلة حسنة النية إلى النهايات فيصيبها الفشل.
حينما تستقر رؤى حركات التغيير هذه ينتج عنها رؤية واضحة الملامح
حيث قد شارك فيها الجميع بجميع فئاتها وأنواعها وتعبر أكثر شىء عن
رؤية مجموع الفئات والحركات
حينئذ يمكن أن يلتقى الكثير منا حول بعض الأفكار وان يختلف مع بعضها لكن
كلنا مع الإصلاح سوف نمضى .
والحق أن توصيف الحل فى خطوات إجرائية لا يعجز عنه بعض الناس الفاقهين ولكن احد أهم مشكلاتنا :
الحساسية النفسية والنظر بعين الشك للآخر فضلا عن مشاكل أخر وجودها يعنى تغليب المصالح الخاصة أو الحركية أو الفئوية :
فمثلا
من يعترض على إعادة دستور البلاد وإطلاق حرية الصحف وإنشاء الأحزاب وإجراء انتخابات
حرة وإلغاء القوانين سيئة السمعة
وإعادة الحياة النيابية للمجتمع فى كل نقاباته ومؤسساته ومحاربة الفساد والقطط السمان
وهذه الأمور التى لا يعجز عن إدراكها الناس ولا يعجز عن التوصل لأدوات تفعيلها علماء الأمة بتخصصاتهم
المتعددة ولكن الأنظمة السياسية القائمة تعاند الإصلاح وشعارها مرحبا بالفساد وكثير منها تفعل ذلك لا خيانة للوطن
ولكن غباء جبلت عليه وتغليبا لمصالح شخصية على حساب الوطن.

(3)
لماذا نقول هذا الكلام؟؟؟
لان هناك من يقول حتى يبقى نقدنا موضوعيا علينا أن نقترح
الحلول وهذا جيد فى المناقشات الأكاديمية، وفى غيرها بالطبع
لكن
نحن نتحدث عن نظام فاسد يملك أدوات التغيير لأنه يحكم ولا
يصح منه إطلاق وعود كاذبة يستنيم بها الغر من الناس
فإذا فسد وأفسد ماذا نفعل؟.....
نقترح
والاقتراحات التى قدمها الناس اقتراحات مزمنة ولكن
إذا لم يستجب من بيده الأمر فماذا نفعل؟؟
فى اعتقادى أن الحل الطبيعى المنطقى يتضمن بعض ما يلى:
* تعرية النظام وفضحه.
* تمهيدا لعزله.
* ومد يد العون للذين يعرون النظام .
*ومد يد العون للذين يسعون نحو الإصلاح الحقيقى.
*وعدم تثبيط همم الذين يعملون أو يكتبون أو يفضحون ذلك النظام
ولا شك أن هناك أراء أخرى ولكن!!!
حتى كانت متعارضة متى ما استبان لنا حرصها على أمن البلد
وكونها تصب فى مصلحة مقاومة الفساد فمرحبا بها أو ببعضها
إننا حين نطالب أن نفعل مؤسساتنا الحاكمة لنكون دولة مؤسسات
لا دولة أشخاص فإننا لا نبتدع فى مطلبنا فكل أنظمة العالم الحر
لا تكترث بالأشخاص وإنما المؤسسات.
فى النهاية
ليس من المنطق أن نزعم أو نؤيد من يزعم أن الناقد عدو لبلده
بل لعله أكثر الناس حبا وحرقة على ما صارت إليه أوضاع الوطن
ولكل طريقته فى التعبير عن حبه ولكل طريقته فى توصيل ذلك .



#سيد_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقد استبان لى8
- غباء تطوعى
- لقد استبان لى-6
- كلام فى الشخصية الحساسة
- وقفات مع وخزات ضمير
- الخصائص النفسية للمواطن المصرى
- الضغوط اليومية وعلاقتها بالتنبؤ بالأمراض
- كيف تحاصر امريكا العقلية العربية
- لقد استبان لى 5
- أساليب معاملة الزوجة كما يدركها الزوج
- لقد استبان لى -4
- تأملات فى مسيرة حركات التغيير المصرية
- رؤية الإخوان فى التعامل مع السياسة الخارجية ج6
- رؤية الإخوان للمرأة ج5
- لقد استبان لى3
- رؤية الإخوان للإصلاح للأقباط ج (4)
- الولد طمعان فى العزبة
- رؤية الإخوان للإصلاح القضائى ج3
- رؤية الإخوان للإصلاح الاقتصادي ج2
- تاملات فى مسيرة العلمانية فى الوطن العربى


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سيد يوسف - لماذا ننتقد أكثر مما ندعو للإصلاح؟