غباء تطوعى

سيد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1377 - 2005 / 11 / 13 - 10:41
المحور: المجتمع المدني
    

قال لى: إيه رأيك فى الأوضاع العربية والمصرية تحديدا؟
قلت: كن أكثر تحديدا.
قال: الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدينية ؟
قلت: أحدثك عن بلادى عن مصر.
قال: ماشى يا عم.
قلت: أحدثك أولا عن أوضاعنا الاقتصادية: من حيث الإمكانيات جيدة ومن حيث الإدارة سيئة جدا.
قال: مش فاهم.
قلت: لدينا موارد جيدة يمكن استغلالها متى ما وجد العقل اليقظ والعلم الفاعل والضمير الحى.
قال: يا عم وضحها شوية.
قلت: لدينا مصادر جيدة للدخل مثل قناة السويس والغاز الطبيعى والتصنيع والزراعة والسياحة وتحويلات العاملين بالخارج لكن القائمين على إدارة تلك الموارد فى بلادى همهم شيء واحد فقط؟
قال: إيه هو ؟
قلت: الإفساد .
قال: تقصد الفساد؟
قلت: كلا ..أقصد الإفساد: من تهريب أموالنا بالخارج إلى عدم معاقبة السارقين
إلى معاقبة الضعفاء ممن لا يدفعون فواتير الكهرباء وأمثال تلك التوافه إلى....
قاطعنى: ليه هو أنت مش عايزهم يعاقبوا الناس ديت؟
قلت: وهل يحمل كلامى هذا المعنى؟!!!
قال: أيوة طبعا ما أنت نازل نقد نقد نقد وكأنك مبتشفش حاجة حلوة فى البلد؟
قلت: هل تريد منى أن أقول ما تريد أم أن أقول ما أريد؟
قال: أنت عايز إيه ؟ بص قول اللى أنت عايزه بس بالمعقول مش تبالغ يعنى.
قلت: إذن أنت لا تريد منى أن أتحدث فى الشأن السياسى والاجتماعي والدينى؟
قال: لو حتتكلم بالطريقة ديت يبقى تسكت أحسن.
قلت: نعم سأسكت لكن اسمح لى بسؤال؟
قال: اسأل يا عم.
قلت: ألم يتم تهريب أموال بنوكنا للخارج وقدرت تلك الأموال من أقل تقدير إلى أعلى تقدير ب 80 إلى 200 مليار ؟؟؟
قال: اممممممم وإيه كمان قول قول ناقص تقولى إنهم بيجففوا منابع الدين وبيسمحوا لمنابر الإعلام بمهاجمة وتشوية الدين وكأنهم يريدونها معوجة مش بتقولوها كدا ؟
قلت: يكفى هذا فالحديث غير ذى جدوى.
قال: أنت عينك مبتعديش إلا على صحف المعارضة أنت إيه مشكلتك يا عم؟
قلت: لا شيء لكنى أؤمن بحكمة تقول:
هبنى قلت إن الشمس غائبة فهل عميت عيون الناظرين
قال: مش فاهم إيه علاقة الكلام دا باللى بنقوله؟

قلت فى نفسى ولم أبدها له: مشكلتى أنى لا أحب الأغبياء.

قال:شوف أديك مش عارف ترد مفيش علاقة بين اللى بنقوله وبين الحكمة
اللى أنت مؤمن بيها علشان تعرف انك بتتكلم كلام فى الهوا زيك زى بتوع الحريات كلام فى الفاضى ومبتشفوش الا فضائيات الجزيرة والجرايد اللى
بتهاجم بلدنا ومديين ودنكم لشوية ناس بيحشروا فيها اللى هما عايزينه
وبعد كدا بترددوا كلامهم عمال على بطال انتم يابنى مضحوك عليكم
ملقيتوش اللى يفهمكم الصح من الغلط.

يا بنى السياسة ديت ليها ناسها آه أمال إيه أنت فاكر أى حد يتكلم فى السياسة.

قلت: لكنى كنت أتحدث فى الأحوال الاقتصادية و....
قاطعنى ثانية: وهى السياسة إيه والاقتصاد إيه انتو بس اللى عايزين تعملوا فيها أبو العريف.
قلت: نعم

ثم رجعت إلى نفسى
1/ فى حياتنا الاجتماعية كثير من تلك النماذج عقول مغيبة خلف الجهل
والجدل....وكثير من أعضاء النظام الحاكم من أمثال هؤلاء.
ماذا يضير الإنسانية أن يزداد المغفلون واحدا؟
لا شيء.

لكن ماذا يفيدنا أن نحول هؤلاء من مغفل إلى بصير ؟
سنستفيد كثيرا فصوت هؤلاء مسموع...
لكنى أعلن أن عمل ذلك صعب يحتاج إلى صبر وعلم وحكمة.

2/ وأخطر نوع من هؤلاء من يتعامى بخبث لبث سموم الفرقة
أو إثارة جدل يذهب بصفاء بعض القلوب.
كالذي لا هم له سوى تشويه معالم الدين أو المخلصين أو العاملين....
شغله الشاغل تثبيط همة الفاعلين من أبناء امتنا وتعطيل المراكب
السائرة بهدف إنقاذها من تضليلها للآخرين !!!!

3/صنف غبى تقول له هاهى الشمس فيقول أين هى ؟ انك لا ترى شيئا أنت أعمى
تقول له خذ هذا المصدر وذاك وذاك واقرأ ثم دعنا نتناقش فيرد عليك لا أجد وقتا لمثل تلك الترهات.

تقول له مصادرك ضعيفة مردود عليها فيرد عليك ( أنت عايز تحتكر المعرفة هو أنت من ملاك الحقيقة المطلقة )!!!
وهكذا من أمثال هاتيك النماذج التى تبعث على الضيق من الغباء.

4/ بالصبر والتجاهل المدروس بحكمة يمكننا أن نتعامل مع هؤلاء
فبعضهم لا يستحق عناء الرد عليه .
عاش...... وسيموت...... لا ضير ففى الدنيا ........كثيرة .

فى النهاية:
نسال الله أن يهيىء لنا أمر رشد .
سيد يوسف

#سيد_يوسف (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات