أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيد يوسف - تساؤلات موجعة لكنها مجرد تساؤلات















المزيد.....

تساؤلات موجعة لكنها مجرد تساؤلات


سيد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1521 - 2006 / 4 / 15 - 11:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هى مجموعة تساؤلات قد تبدو موجعة لكنها مجرد تساؤلات وعسى أن يعي قومى.

(1)
يدرك الفاقهون أن الحرية لا تعنى مطابقة للديمقراطية وأن الغرب ليست لديهم الحرية الكاملة غير المنقوصة فهي مهما أبدوا من دفاع حرية لها إطار وحدود وقيود وسلوا عن فلسطين وعن العراق وعن محرقة اليهود وعن استئصال الإسلام من الغرب وتداعيات كل هذا فى صحفهم ومحاكمة روجيه جارودى وغير ذلك...لا جرم فسواء اتفقنا أو اختلفنا فى قراءة وتفسير دلالات تلك الأحداث فهذا على الأقل شأنهم- ولو مؤقتا حتى حين- رغم أنه يمسنا ...فلماذا ينبرى للدفاع عنهم وعن قيمهم بعض بنى جلدتنا أكثر مما يدفعون عن أمتنا الخطر المحدق بها أليست هذه حرية أيضا؟ ولماذا نرى هؤلاء رموزا للتنوير والفكر ولا نرى من يدفع عن أمته تلك الأخطار مجاهدين يستحقون التقدير والمساندة؟
إنه تساؤل قد يكون موجعا لكنه مجرد تساؤل.

(2)
حين انهار الاتحاد السوفيتي بحث الغرب له عن عدو سواء كان عدوا على الحقيقة أم على التوهم وذلك حتى يبقى متحفزا للإبداع والإنتاج ولا مانع من سحق الآخرين حتى لا يهددوا مدنيته المسماة زيفا بالحضارة فاختار بدعة صراع الحضارات وضم فيها الإسلام وأهله..وحاولوا وقف دورات التاريخ ولو حتى حين ...لا جرم هذا سعى حقير فلماذا لا يكون لنا كأمة سعى حميد لخلق حافز للإبداع والإسهام فى الحضارة الإنسانية مستمدين من حضارتنا السابقة بعض الزاد محاولين دفع دورة التاريخ باتجاه الشرق مرة ثانية ...لماذا؟
إنه تساؤل قد يكون موجعا لكنه مجرد تساؤل.

(3)
بعضهم يرى أن ما يجرى فى ساحة أمتنا ليس سياسة ولا التهام من الآخر لنا ولا هو علمانية مضادة للإسلام لكنه مسألة بحث عن هوية معتبرين أن البحث‏ ‏عن‏ ‏هوية‏ ‏ليس‏ ‏مسألة‏ ‏فائض‏ ‏نفسي ‏يمضيه‏ ‏الفرد‏ ‏أو‏ ‏المجتمع‏ ‏فى ‏إصدار‏ ‏تعريفات‏ ‏أو‏ ‏إدارة‏ ‏حوارات‏، ‏لكنه‏ ‏أساس‏ ‏الوجود‏.
فهل الأولى استيراد الحلول من الآخر بثقافته وإرهاصاته التاريخية التى لا تنفك عنه أم بإنتاج حلول تمس صميم تاريخنا وإرهاصاتنا التاريخية والقيمية؟
إنه تساؤل قد يكون موجعا لكنه مجرد تساؤل.

(4)
لا وجود بلا حركة وفعل،والوجود الايجابي يقتضى حركة وفعلا ايجابيا والآن
ماذا نفعل كأمة بين الأمم سوى التغني بماضينا والتحرك داخل ثقافة وقيم الآخر؟
كثيرون يقرءون عنا كأمة...... فهل يمكننا أن نجعلهم يقرءون لنا كأمة مبدعة ومنتجة بعد أن سمعوا لنا صوتا عاليا – أحيانا- دونما فعل ايجابي مبدع يصحبه؟
إنه تساؤل قد يكون موجعا لكنه مجرد تساؤل.

(5)
كثير منا يقلدون الآخرين ولا سيما الغربيين يدرك ذلك الفاقهون بوعي وببصيرة ويلزمون الصمت إيثارا للسلامة من صخب الحوار مع البلهاء أو لأسباب أخرى، فهل شبابنا الذى يقلد الغرب فى ملبسه أو تسريحة شعره أو بارتداء بعض السلاسل هل تراه يقنع بما يفعل أم هو يقلد دونما شعور بما يفعل أم للأمر تفسيرات أخر؟
ومثال آخر يطرحه د/ يحيي الرخاوى هل الذى ‏يقلد‏ ‏البحث‏ ‏العلمى ‏هو‏ ‏عالم‏ ‏راض‏ ‏عن‏ ‏حقيقة‏ ‏علاقته‏ ‏بالمعرفة‏؟
‏هل‏ ‏الذى ‏يقلد‏ ‏الرفاهية‏ ‏التكنولوجية‏ ‏بقادر‏ ‏على ‏التمادي ‏إلى ‏غاية‏ ‏اللذة‏ ‏الحسية‏ ‏الخليقة‏ ‏بأن‏ ‏تطرح‏ ‏نفسها‏ ‏كهدف‏ ‏يسمى ‏أحيانا‏ - ‏من‏ ‏ ‏ ‏التعمية‏- ‏الرفاهية‏ ؟
إنه تساؤل قد يكون موجعا لكنه مجرد تساؤل.

(6)
يعرض د/ يحيي الرخاوى تشخيصه للأزمة المصرية بقوله (بتصرف واختصار):
تشخيص‏ ‏الأزمة‏ ‏ ‏هو‏ ‏كما‏ ‏تصورته‏ ‏هكذا‏ (على أربعة محاور): ‏

أولا‏: ‏مسافة‏ ‏شاسعة‏ ‏غير‏ ‏قابلة‏ -‏على ‏مدى ‏الرؤية‏- ‏للعبور‏ ‏الإيجابي:‏
بين‏ ‏التنويريين‏ ‏والمتطرفين‏،‏ بين‏ ‏الشارع‏ ‏والسلطة‏،‏ بين‏ ‏القول‏ ‏والفعل‏،‏ بين‏ ‏النظرية‏ ‏والتطبيق‏،‏ بين‏ ‏الدين‏ ‏والإيمان‏، بين‏ ‏العمل‏ ‏والإنتاج‏،‏ بين‏ ‏التعليم‏ ‏والثقافة‏.

ثانيا‏: ‏تسويات‏ ‏جاهزة‏ ‏تؤدى ‏إلى ‏حلول‏ ‏وسط‏ ‏مائعة‏:‏
‏1- ‏شويــــة‏ ‏دين‏ ‏على ‏شويــــة‏ ‏علم‏ (‏دولة‏ ‏العلم‏ ‏والإيمان‏).‏
‏2- ‏شويــــة‏ ‏عروبة‏ ‏على ‏شويــــة‏ ‏إسلام‏ (‏تحيا‏ ‏الوحدة‏ ‏العربية‏، ‏الله‏ ‏أكبر‏ ‏فوق‏ ‏كيد‏ ‏المعتدي‏!).‏
‏3- ‏شويــــة‏ ‏رأسمالية‏ ‏على ‏شويــــة‏ ‏اشتراكية‏ (‏الحزب‏ ‏الوطنى، ‏المدعى ‏الاشتراكي‏).‏
‏4- ‏شويــــة‏ ‏تكنولوجيا‏ ‏على ‏شوية‏ ‏حداقة‏ (‏الاستعمالات‏ ‏الخبيثة‏ ‏للتكنولوجيا‏ ‏الحديثة‏).‏
‏5-‏شويــــة‏ ‏نتائج‏ ‏علمية‏ ‏على ‏شوية‏ ‏تفاسير‏ ‏سطحية‏ ‏للدين‏ ( ‏التفسير‏ ‏العلمى ‏للقرآن‏).‏
‏6- ‏شويــــة‏ ‏معلومات‏ ‏متراصة‏ ‏على ‏شويــــة‏ ‏إحصاء‏ ‏على ‏شوية‏ ‏توثيق‏، (‏البحث‏ ‏العلمى ‏القابل‏ ‏للنشر‏ ‏بلا‏ ‏معنى ‏ولا‏ ‏هدف‏ ‏ولا‏ ‏فائدة‏).‏

ثالثا‏: ‏تحجيم‏ ‏الحوار‏، ‏وحوار‏ ‏الصم‏، ‏واللاحوار
كثيرة‏ ‏هى ‏الندوات‏، ‏واللجان‏، ‏والمؤتمرات‏، ‏والحلقات‏، ‏وقليل‏ ‏تماما‏ ‏ما‏ ‏يصاحبها‏ ‏من‏ ‏حوار‏ ‏حقيقى ‏يـخرج‏ ‏من‏ ‏الآخر‏ ‏آخر‏ ‏فعلا‏، ‏ولكنها‏ ‏إما‏ ‏حوارات‏ ‏محجمة‏ ‏بالتكفير‏ ‏أو‏ ‏المنهج‏ ‏الجامد‏، ‏أو‏ ‏بالاتهام‏ ‏بقلب‏ ‏نظام‏ ‏الحكم‏، ‏وإما‏ ‏حوارات‏ ‏لا‏ ‏يسمع‏ ‏فيها‏ ‏مقترفها‏ ‏إلا‏ ‏نفسه‏، ‏وإما‏ ‏لاحوار‏ ‏إطلاقا‏ ‏مثلما‏ ‏يحدث‏ ‏فى ‏المؤتمرات‏ ‏المسماة‏ ‏العلمية‏ ومثال ذلك ‏الحوار‏ ‏السياسي ‏المزعوم‏ ‏المنتهى ‏إلى ‏استحالة‏ ‏تغيير‏ ‏الحكم‏: ‏هو‏ ‏ليس‏ ‏حوارا‏ ‏أصلا‏.‏

رابعا‏: ‏إجهاض‏ ‏الإبداع
وهو‏ ‏نتيجة‏ ‏حتمية‏ ‏لما‏ ‏سبق‏.

وأختتم كلام د/ يحيى ب"‏مصيرنا‏ ‏الأقرب‏ ‏يقع‏ ‏بين‏ ‏قهر‏ ‏عسكرى ‏صريح‏ ‏بديلا‏ ‏عن‏ ‏التلويح‏ ‏من‏ ‏تحت‏ ‏المائدة‏، ‏وبين‏ ‏قهر‏ ‏دينى ‏صريح‏ ‏بديلا‏ ‏عن‏ ‏الانقضاضات‏ ‏من‏ ‏جوف‏ ‏الظلام‏.‏"

والسؤال: أليست هذى الرؤية تعبر عن قطاع عريض من مجتمعنا بغض النظر اتفقنا عليها أم اختلفنا معها(والتى يختلف كاتب هذه السطور مع دلالات تفسيرها وبعض نتائجها)؟
أليست –بها- توصيفا دقيقا لقطاع عريض لأراء أبناء هذه الأمة؟
إن كان نعم فما دلالته فى قراءة المستقبل لدى من يتبنى تلك الرؤية؟
إنه تساؤل قد يكون موجعا لكنه مجرد تساؤل.

فى النهاية
أسأل الله أن يهيىء لهذه الأمة أمر رشد فقد تكالبت عليها عوامل هدم خارجية نقدر عليها وداخلية شديدة الخطر.
سيد يوسف



#سيد_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الإقصاء السياسي
- ثقافة التبرير والحركات السياسية
- نقد الحكام أم تشويه بلادنا؟
- من القواعد الأخلاقية للمداخلات على الموضوعات
- هموم مصرية
- سذاجة القائلين بالتوريث فى مصر
- سوريا فى عيون الإدارة الصهيوأمريكية
- تدين فاسد مغشوش
- برقية إلى دعاة التغيير والإصلاح
- مشاهد مؤلمة فى واقع الأمة
- تساؤلات بلا إجابة
- لقد استبان لى 19
- نماذج من الاختلاف الدينى دون اقتتال
- ثقافة الاستلاب
- إن فى نفوسهم شيئا
- لقد استبان لى 18
- فساد عريض فمن يتصدى له؟
- لقد استبان لى (17)
- حين يجتمع الفشل مع الغباء والبلطجة
- والله ممكن ..... إيه المشكلة؟؟


المزيد.....




- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...
- ضجة كاريكاتور -أردوغان على السرير- نشره وزير خارجية إسرائيل ...
- مصر.. فيديو طفل -عاد من الموت- في شبرا يشعل تفاعلا والداخلية ...
- الهولنديون يحتفلون بعيد ميلاد ملكهم عبر الإبحار في قنوات أمس ...
- البابا فرنسيس يزور البندقية بعد 7 أشهر من تجنب السفر
- قادة حماس.. بين بذل المهج وحملات التشهير!
- لواء فاطميون بأفغانستان.. مقاتلون ولاؤهم لإيران ويثيرون حفيظ ...
- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيد يوسف - تساؤلات موجعة لكنها مجرد تساؤلات