أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ذياب مهدي محسن - من رذاذ الذاكرة ...















المزيد.....

من رذاذ الذاكرة ...


ذياب مهدي محسن

الحوار المتمدن-العدد: 6795 - 2021 / 1 / 22 - 20:15
المحور: سيرة ذاتية
    


الجندي المنزوع السلاح، ذياب أبو سفيان النجفي، وانوير و ريمة... 1984 وكانت الحرب العراقية العبثية.. 2019 زرت الديوانية، سائحا، لأتذكر، تجولت في صوبيها، وفي نهاية السوق المسقف، عجوز وامرأة تجاوزت الأربعين وصبية وصبي، يتسولون، وقفت متسمرا في مكاني، فتحت عيني على وسعهما، ركزت نظري، وحدثت نفسي : هي أم لا ؟ هل أنا في وهم وحلم، ام يخلق من الشبه 40 !! تقربوا مني، العجوز تستعطي مني، الصبية تنظر لي بتعجب، الصبي امسك بيدي يطلب مالا.. لم اتفوه بكلمة، الصمت والذهول، لازلت اترس بصري بها، احدق بوجهها، هي لو لا!؟ يارب كل شيء توهج، ثارة حمية دمي، اتقد وجهي احمرارا، تقربت المرأة التي لازالت مليكة، رغم سنين العمر، مدت يدها الموشومة، هي يا ابو سفيان! طلبت مالا، بهمسة وخجل و وجل، تسترحمني من أجل بعض دنانير، ولازال الصبي متعلق بكفي.. أنا في وله وتيهان، هي يا ذيبان: نفس العيون النرجسية الواسعة كالبحر وقت الأصيل، الأنف الروماني، الشفتين، آه منهما، طولها، هيبتها حينما كانت مراهقة، كررت طلبها، ركزت بصري في عينيها، صفنتْ، صمتتْ وسكوتها بتعجب.. كأنها تقول : مالك يارجل!؟ وبإبتسامة كونية، رسمتها بشفتيها الوردة الجورية المارونية، التي خلقهن الله سبحانه وفي خلقه شؤون!!.. همستْ : " انتَ اجنبي؟ ما تحچي! "، بصمت هززت رأسي بالنفي، لا.. " جا گول"!، دمعتي بطرف العين تكابر أن لا تفارق جفنها، وتضايقتُ من زفير، نفثته جانبا وقلت لها :" تسمحين لي بسؤال"؟، ضحكت بتعجب : " انت عراقي"!؟ سألتني؟، قبل سؤالي!؟.. آه ياملاكي خطاب داخل روحي، ورغم رثاثتها وملابسها العتيقة، لا أعرف كيف خرجت الجملة من فمي ( ولچ انتي مو ريمه !؟) اتسعت عينيها، غيمة وانجلت عن عين الشمس، فغرت فاها، " منو انته " وبحسرة كبيرة، " ولچ ريمه نسيتيني، أنا أبو سفيان النجفي صديق ( انوير ) في أيام الجيش والحرب مع إيران!؟"... لم تصدق في البدء، لكنها طارت من الفرح وغمرتها البهجة، قلبي تسارعت دقات نبضه، كل شيء امامي اختفى، السوق والناس فقط ريمه والعجوز والصبية واخيها.. استرجاع ذاكرة: انوير جندي معي في الساتر الامامي قاطع كشك البصري، جنوب مجنون، في البدء لم اعرفه غجري، جاء منسب للواء، وطلب مني أن اساعده، ليعلم اهله أين هو الآن، في الحضيرة نحن نتعاون في موضوع النزول يومين ( قچق) بعنوان مساعدة، جهزت نموذجين، طبعا تزوير، وابلغت عريف فتاح بذلك، وفي المساء حيث سيارة الحانوت تذهب للبصرة، ركبناها وبعد ساعة ونيف وصلنا، الدير، ومنه إلى اليدوانية، وعند قضاء ( عفچ ) اشار انوير بالنزول، " وصلنا اهلي"؟ قلت له :" طيب انت تنتظرني في كراج العمارة بعد غدا"، سحبني بالرجاء أن أذهب معه لاهله لاكون شاهد، نزلنا فتوقفت سيارة ڤولكا، سلم سائقها على انوير، ورحب بي، ركبنا، هنا نزل الوحي عليَّ!؟ أن انوير كاولي من أهل الفوار، ( غجر الفوار) يامرحبا فرحة في القلب.. وبعدما وصلنا، كان الأستقبال، والفرحة، والبهجة، كَاولي ورجع أبنه سالم!؟، وأتضح لي أن أنوير أبن گليط الكاولية، وريمه المراهقة حينذاك من ( أخواته؟؟) .. أعود لسالفتي في هذه المصادفة!.. نادت ريمه على عجوزها : " عمه، عمه، هذا ( صديج انوير) ".. وبين قلبي وعقلي أغنيه حذفت أسم " نجوه" وجعلته، ريمه :" هلچ وين يريمه"؟ ضحكت والدمع بلهفة اللقاء فرحاً وحزناً،" ريمه وين اتسكنون"؟ لم تكلمني، اشارة على سيارة التكسي، وركبنا، مكان سكناهم خرائب تحيطها اكوام من المزابل وثمة نُهير ( بزل) فيه مياه ملوثة، وفيه ما فيه من مصائب.. مكان لا يصلح زريبة للحيوانات، وجدت انوير صار كهلاً، والعجوز أمه، و ريمه، كانت من ( اخواته ؟؟) صارت زوجته، كانوا كبار الساسة والشيوخ واقسم تركع لقدميها، جمالها الملائكي، كانت حينما يأتي أبو سفيان، تقفل على كل المواضيع ( الدنيا ربيع) وبعد الأحتلال وسقوط الطاغية، هجرهم ممن كان يعتاش عليهم!؟ صار مؤمن صالح يسعى!! من حسنات النظام السابق أنه، منح الهوية العراقية، الجنسية لغجر العراق الكاولية.. وكانوا اهلاً لها في التضحية والأيثار.. أخذت ريمه تنشج وتندب حظها العاثر، ريمه ليست بالاصل من الغجر! حكاية أخرى عنها.. وأنا أبو سفيان النجفي، في وله وتعجب وتيهان في رذاذ الذاكرة، كيف تمت هذه المصادفة، سبحان الله أن القلوب سواقيا ... 1984 /2019 ... نلتقي وتلك الأيام، ريمه ترتدي ثوبها الأزرق رمت عبائتها و وشاحها، وراحت ترقص امامنا، فتحت محفظتي، منحت انوير بعض من المال، كذلك إلى العجوز، ومن كان موجود، وحتى الأطفال، اعطيتهم، شيء والفرحة تتوهج في عيونهم البريئة ووجوههم الطافحة بالطفولة والجمال.. ريمه؛ دخلت للحجرة ونادتني، وعندما دخلت، اسدلت ( الپرده) على الباب وتعرت، مهرة شامخة ممتلئة الجسد بعض الشيء بقوامها الممشوق طراوة ونداوة وبياض يشوبه بعض الاحمرار، " أبو سفيان ريمتك ( اغزيلتك) تتذكرها! هأنذا امامك هيتلك" قالت لي:... اعتذرت، احتظنتني، قبلتني، آهات، وتاوهات، ونشيد، ونشيج، ودموع.. حاولت، امتنعت... " ها أبو سفيان چنك مو هذاك أنت من سنين، صاير اجنبي هههههه"، قبلتها وهي بين بيني؟، بلهفة الغريق لنشغة شهيق، مددت يدي لمحفظتي اخرجت ورقتين خضراويتين ( 200 دولار) وبين نهديها وضعتهما، لا زالا نهديها يتحديان سنوات العمر، ورثاثة الحياة والفقر، وما آلت إليه حياتهم الآن.. التصقت بي من جديد، اوعدتها بالعودة باي فرصة قادمة، لبست ثوبها المهيوبة، المهره الطيوبه، وقلت له: " سوف أكتب عن لسانك نص جميل كأنك أنت تقوليه، وانعل أبو الزمان الذي يحكم على الجمال بهذا الوضع المزري!!" ... ريمه تتنفس الصعداء، والدموع كانها للخشوع، ودعت ( صديجي ) انوير، وامه، والبقية والأطفال تودعني ويدي تمسكها ريمه بتفاخر، " ذياب أبو سفيان لاتنساني، خذني وياك !؟ أتتذكر يابو سفيان، كيف كنت تتوهج، يالاحمر هههههههه"، كان انوير الجندي الاسمر بعيونه الكحيلة وللتو خط شارباه، وريمه آلهة من الرومان.. ودعتهم وعند الشارع العام، ركبت سيارة التكسي راجعاً للگراج، ومنه إلى الحلة الفيحاء، وفي الطريق كان هذا النص، عن لسان حالها :
( يا ريمه... هلچ وين ياريمه؟)
بكل طقوسي وبأكمل اشتياقي
بزماني وقبل الآواني
لاتسألوني من انا وماذا عساي أن أكون
أنا بكامل انوثتي غجريه
أنا بمنتهى عفويتي غجريه
أنا بطفولتي الشقيه غجريه
انا بقساوة حناني غجريه
معي أبو سفيان ذياب ، يمتلى صدره بالحروب الأزليه!
ويلتهم شوقه، بقايا ضلعن كان لي!
هو أحبني واراد حبي غجرياً
ليصل به اقصى مراحل الإبحار في اعماقي
ليتسكع بين اوردتي والشرياني!
ليشرب خمر انوثتي حد الهيماني!
امتلكه كله من أخمص قدم الاشواقي لأعلى قمة هذيانه
يتنفس عشقي وغرامي
ويهيم حتى بفستاني
ينازع ثوبي الفضفاضي
بكل غرورآ وادماني
يراقصني على سيمفونيه اوتار قلبه ولايشبه احدآ من العشاقي
يتقن حفظ حروف تفاصيلي الابجديه!
ويفخر دوما بي وبكل قواميسي اللغويه!
واعلم انه اسير لقلائد عنقي ولون شفاهي الجوريه
يجادلني دومآ على بحر عيني والزبرجديه
تتقافز اوردته بالحب مكتظه
حتى اهديه رضايا كميداليه
يعلقها بصدره مع ضحكات سخريه
يحبني بكل اجوائي البحريه
وبعواصفي الريفيه
وبمعاطفي الصقيعيه
وبكل قصصي الشهرزاديه
تعانده قطرات غيرتي وقساوة لهفاتي الغجريه
وتدميه ضحكاتي الشقيه
ينكوي امامي وينصهر
و تذبل ملامحه برنين خلخالي الذي قدمه لي هديه
ويتخبط بحبه كالضرير واكون له العصا واكون له الطريق
وأنير له بلمعة عيني الدمعيه
غجرية أنا أهب الرياح نسمات من شغب
غجرية أنا اغمر قلبي بنبضاً كـ/الطرب
غجرية أنا اضع لعقارب فرحتي صوت ضجيجاً من شجن
يفرح كل من حولي والشجر
انظروا اوتار قلبه كيف تجادل اضلعي على عيني والهدب
تغازلني نفحات عطره ويأبا سمعه الا ان يستلذ لصوت خلخالي الهدهدي الأنق
وتضيع عيناه بين خصلات شعري المموج بين يده تاره وعلى هبات الهواء تتطاير تاره
أحبني لانه عشق ملامحي العفويه
دون تبهرج مساحيق ولا اية رتوش تنكريه
أحبني لبراءة الأطفال ف عيني الزمرديه
أحبني لبسمتي المشبعه بالصدق والشفافيه
أحبني لغجريتي الرقيقه
التي حاز بسببها معشر الغجر
الرقي والجمال والملكيه..
تلك هي أسباب تميزي بين معشر النساء!
نعم : غجرية أنا لكن من نوعا خاص بي فقط
بقلمي ريمه ...
(عنفوان انثى ) مع آرق قرنفلاتي الحمراء



#ذياب_مهدي_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذياب جندي في معسكر التاجي 1976
- صافيناز- صافي- طالبة في محو الأمية...
- نسور واخذ الحيف؛ وذياب الجسور..!؟
- رب ضارة، نافعة... ولقائي مع ست كاردينيا..!؟
- الحلة ... الوردية ... وعباس غلآم رجل سماوي
- كنت على وهم؛ ولكن هذا ما حدث...!
- طويرة الجنة ولقاء قبل الدوام ...
- صوفيا - صوفي - والجندي الاحتياط ذياب
- قمر ... ودخول السنة في النجف ...
- ناردين بعد منتصف الليل ...
- نتاشا وذكريات في ناظم المشخاب
- تارا وليلة حمراء في البيتونة
- من المهن النجفية خياطة النساء
- من ملحمة الشلامچه معركة نهر جاسم للدريهمية وابوسفيان
- ذيبان فوق نخلة ديرية خلاسية
- شريعة نهر أبو چفوف وشهرزاد
- مضيف وليلة صيف وست قمر
- ذياب أبو سفيان ويهتم وهسهسات روحية
- وتلك الأيام وضحه وذيبان وچل البوه ..
- نسائم ذكرى بعطر الشيح والبابنگ والگيصوم


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ذياب مهدي محسن - من رذاذ الذاكرة ...