أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - خالد بوفريوا - قلعة مكونة وأشياء أخرى ... قراءة في رواية -ليال بلا قمر-














المزيد.....

قلعة مكونة وأشياء أخرى ... قراءة في رواية -ليال بلا قمر-


خالد بوفريوا
صحفي

(Khalid Boufrayoua)


الحوار المتمدن-العدد: 6794 - 2021 / 1 / 21 - 04:33
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    


لا شيء، نعم. لا شيء غير صرخة الغيوان الرافضة (علاش أنا ضحية للصمت) تستحق أن تستهل هذا القسط من الكتابة، باعتبارها ضربًا من ضروب الصلاة بلغة «كافكا»:

غير خذوني لله، غير خذوني..

روحي نهيب لفداكم، غير خذوني..

معدوم ولفي لله دلوني..

ما صابر على اللي مشاو، أنا ما صابر..

صفايح فيدين حداد، أنا ما صابر..

هذه الكلمات كانت وما زالت وستبقى تعبر بدون رتوش عن أنين حواري المغرب المنسية، وعن معتقلات المغرب ومخافره وسراديب ظلامه، بل وتعبر كذلك عن تجبر النظام القائم على مواطنيه -إن لم نقل رعاياه- ومواطني أقرب جيرانه إبان مغامرته الاستعمارية للإقليم المقبرة (إقليم الصحراء الغربية). فخلال 161 صفحة من الحجم المتوسط استطاع -وكله محاولة- ذ. عبد الرحمان خوجا في روايته «ليال بلا قمر» أن يعرض بضاعة انتقامية بكل تقنيات Marketing على هامش محج أعتى ديكتاتوريات القرن الماضي، بضاعة فيها الضرب بسياط الإنسانية الشيء الكثير للعنصر والعرق والوجود الصحراوي على أرضه، ومستنبت تاريخه، وبدوية وطنه، المكبل بلعنة الجبر الشمالي؛ منْ تتناغم معهم وبهم عشوائيات البعد الأورو-إفريقي؛ بل ونسبح بمعيتهم داخل تيار المصير المشترك ووحدة اللغة والدين وتضارب المصالح… لكن الشمال وإقطاعيه اختاروا لغة Colonial.

ما إن تُلامس غِلافه الخشن حتى تصدم بعنوان مُحمر، عريض معلق على دفته الأمامية (ليال بلا قمر، تتوسطه صورة مكفهرة تحيل لآهات الجراح المنغمسة حد التخمة في تجاعيد الأسى وتجاويف الفكرة؛ حفر المعتقلات السرية (درب مولاي شريف، قلعة مكونة، قصر الباشا، أكدز). قد تختلف النعوت والأماكن لكنها تتقاطع في حقبة زمنية يخيل لنا أنها انقطعت، الا أن جمرها ورصاصها باقٍ ما بقيت سلطة التاج.

[لم تكن تلك الليلة في ظاهرها سوى ليلة كسائر الليالي، إلا أنها كانت ليلة بلا قمر! موقعها في تاريخ الميلاد هو 17 من مارس من سنة 76 في القرن العشرين، لكن وقعها في ذاكرتي لم يكن يعد بالساعات، وإنما بالشهور، ولربما بالسنين!]، بهذه الجمل النازفة، الدامية، المثخنة بالوجع، المثقلة بالغرائز؛ استهل كاتبنا ميلاد مولوده من جنس السرد الذي يضاجعك وتضاجعه بدون حياء، يغريك، يغويك، يمارس تجبره على خيالك حتى بدون أدنى مقاومة أو اعتراض. لأنك أمام هالة! الهالة لو قُرنت بسجال ألف ليلة وليلة لذابت الأخيرة أمام حجم الفظاعات الملكية، وسادية نيكروفوبيا الانتقام.

(3 أجزاء) مُشكلة قوام الرواية برمتها كانت كافية لانبلاج نص خرج كالعنقاء بعد مخاض عسير من «شفهية الحكاية» التي لم تعرف تدوينًا يشملها، يلملمها من كل الزوايا، بعدما جفت جفون رفوف أدب السجون بالصحراء الغربية وأصابها القحط الموسمي، اللهم باكورة كاتبنا -القيد القراءة- و(أشعار الحياة) للمعتقل السياسي السابق «سعيد البيلال»، و(قبو العمر) للمعتقل السياسي «سيد امو بابوزيد» [..]، إلى غير ذلك من التراتيل التي كانت وستظل ندبة جرح على نهدي الإنسانية، بل شكوى أمام عدالة السماء غير القابلة للتقادم.

ما نحن بصدد نفض الأتربة عن جنباته ليس «عملًا روائيًّا» يعبر عن حزمة خواطر مخصية على ناصية بقشيش عشاق القرن 21، ولا بصراع جدلي بين ثنائيات فلسفية ضيقة (الظلام/النور، الجهل/العلم، الخير/الشر…) ولا حتى بخيال درامي نابع من مخيال كاتبه. إنها ذكرى، وجع منسي، حشرشة شعب لا يعرف غير الخيام، هوية أُريد لها أن تكون ضمن التراث، بل ليس هذا ولا ذاك، إنها «لغة البرافدا الحقة» النابعة من كومة الظلام وزنازين تحالف (فرانكو وليوطي) التي يرويها كاتبنا بضمير المتكلم العارف الذي كان يجرجر أقلامه بين ممرات كلية الطب بمدينة الرباط، حتى يجد نفسه بين رفاقه المعتقلين السياسين الصحراويين في رحلة اللاعودة منتقلين على حر الجمر، حفاة تحت سياط الجلاد وصرخاته، بين (حلكة درب الشريف) و(قصر الباشا)، مرورًا (بقلعة الورد وأي ورد؟!)، ووصولًا إلى (براري أكدز). مسلطًا معول سرده على أقبية السجون السرية السيئة الاسم والسمع، بأسلوب أدبي جد بسيط قد يجوز قبوله بكونه الأنسب لحمل دفقة الكاتب الشعورية المضطربة، إلا أنه لا يصل لتطلعات تلك المأساة الإنسانية التي عاينها وكان جزءا لا يتجزأ من صلبها خلال حقبة التواجد في ذياك المكان خلال سبعينيات وثمانينيات وبداية تسعينيات القرن المنصرم، حينما كانت بوصلة الأرض تغلي تحت أغلال الرفض والاستعباد، محاولاً طمر أحذية العسكر الخشنة. خصوصا تلك التي لطخت رمال الصحراء الغربية، وجعلت من كهكهة الموت صكًّا مع التاريخ على قوام الإقليم، وهل من سلك هذه الرحلة تستطيع أن تتلوا على مسامعه آيات «العهد الجديد» و«زخرفة حقوق الإنسان»؟

تتلوا فقط، وما بالك بالإقناع. وما بين التلاوة ومحاولة الإقناع مسافة وُشم عليها صرخات (مظفر النواب):

يأس..

يأس يا سيد الموقف

أعصف ودمر..

أقبل حزن يديك

اتقد..

طهر الشعب من لعنة الجبر

شمر..

وذوب مباذلنا الشاحمة

تمرد.. تمرد



#خالد_بوفريوا (هاشتاغ)       Khalid_Boufrayoua#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حالة الطورئ الصحية أم حالة الطورئ -القمعية- !!
- ’’القبعات الزرق’’ وشهادة الوفاة بالصحراء الغربية :
- جامعة بالصحراء الغربية (حق على هيكل التاريخ) :
- سوسيولوجيا القبيلة الصحراوية :
- مجرد فكرة
- في ضيافة الجيش الصحراوي :
- أمنستي في مواجهة ’’شيخ المخزن’’
- خذوا حصتكم من دمنا و انصرفوا [2]
- إنتهى شهر العسل بين نظام الأسد و الكرملين :
- لا تصالح على الدم .. حتى بدم !
- عندما يتحول الأبيض إلى أسود :
- بين دفتي كورونا و إعادة إنتاج القهر :
- أيها الصامتون عن دم الشهيد _ على هامش الذكرى الرابعة لإغتيال ...
- الجائحة التي كشفت الأوبئة :
- الدرس السوسيولوجي المغربي :
- فلسطين مش للبيع
- قراءة في كتاب (الثورة الان او ابدا)
- الطلبة الصحراويين و سؤال المرحلة
- تحالف العار :
- مرحبا بحكمكم :


المزيد.....




- سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك ...
- شاب يبلغ من العمر 18 عامًا يحاول أن يصبح أصغر شخص يطير حول ا ...
- مصر.. أحمد موسى يكشف تفاصيل بمخطط اغتياله ومحاكمة متهمين.. و ...
- خبير يوضح سبب سحب الجيش الأوكراني دبابات أبرامز من خط المواج ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافا لـ-حزب الله- في جنوب لبنان (فيد ...
- مسؤول قطري كبير يكشف كواليس مفاوضات حرب غزة والجهة التي تعطل ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع ومظاهرات في إسرائيل ضد حكومة ن ...
- كبح العطس: هل هو خطير حقا أم أنه مجرد قصة رعب من نسج الخيال؟ ...
- الرئيس يعد والحكومة تتهرب.. البرتغال ترفض دفع تعويضات العبود ...
- الجيش البريطاني يخطط للتسلح بصواريخ فرط صوتية محلية الصنع


المزيد.....

- حملة دولية للنشر والتعميم :أوقفوا التسوية الجزئية لقضية الاي ... / أحمد سليمان
- ائتلاف السلم والحرية : يستعد لمحاججة النظام الليبي عبر وثيقة ... / أحمد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - خالد بوفريوا - قلعة مكونة وأشياء أخرى ... قراءة في رواية -ليال بلا قمر-