أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيمون عيلوطي - بليغ النَّغم: قراءة جديدة في تجربة بليغ حمدي الفنيَّة والانسانيَّة














المزيد.....

بليغ النَّغم: قراءة جديدة في تجربة بليغ حمدي الفنيَّة والانسانيَّة


سيمون عيلوطي

الحوار المتمدن-العدد: 6789 - 2021 / 1 / 16 - 10:14
المحور: الادب والفن
    


(عَجَبٌ...عَجَبُ/ وطنٌ عَجَبُ)
مظفَّر النَّواب

استطاع الموسيقار العبقريّ، بليغ حمدي بعد سيِّد درويش أن يعيد صياغة الموسيقى العربيَّة بقوالب نابعة من تراث بلاده، بعيدًا عن الطَّابع التُّركيّ الذي طبع الموسيقى العربيَّة بطابعه، فسار على هذا المنوال التُّركيّ عبر عشرات السِّنين؛ جميع الَّذين عملوا في مجال الموسيقى والغناء، سواء في مصر، أو غيرها من الأقطار العربيَّة. أمَّا الَّذين شَذُّوا عن هذه القاعدة إذا صحَّ التَّعبير، فقد ذهبوا إلى الموسيقى الغربيَّة التي لا تشبهنا إطلاقًا على أيِّ حال.
بليغ كان يهدف إلى تأسيس حركة موسيقيَّة –غنائيَّة، عربيَّة أصيلة، تتخلَّص من رومانسيَّة أحمد رامي، وتقليديَّة السُّنباطي، تُواصل شعبيَّة سيِّد درويش، تعتمد في أصولها ومراجعها على التُّراث الغنائيّ الشعبيّ المصريّ، والعربيّ، تتشكَّل بأسلوب جديد ومتطوِّر، يتناغم مع ذوق الشُّعوب العربيَّة من ناحية، ويُحاكي العالم الواسع من ناحية أخرى. موسيقى تصبو لأن تكون كونيَّة، مع المحافظة على هويَّتها المنفتحة على الآخر المختلف، تُؤثِّر في فنونه وموسيقاه، وتتأثَّر بها.
من هذه الرُّؤية الثَّاقبة انطلق صاحب "حُبِّ إيه" نحو تحقيق مشروعه الفنِّي، قاصدًا أغاني التَّراث الشعبيّ، منقِّبًا عن بواطن الجَّمال في نغماته، باحثًا عن الإيقاعات التي تميِّزه، ثمَّ يغوص في أعماقه، يستلهم منه ابتكاراته الموسيقيَّة-الإيقاعيَّة الجديدة التي صاغها بأسلوب منسجم مع ذوقنا وثقافتنا، بدأها مع المطرب الشَّعبيّ محمد رشدي في مجموعة من الأغاني، منها: "مغرم صبابة"، 1970، "طاير يا هوى"، 1971، "عَ الرَّمله"،1971، جميعها من كلمات محمد حمزة. أمَّا من كلمات عبد الرَّحيم منصور، فقد لحَّن "لرشدي"، "ما على العاشق ملام"،1971، " بياع القناديل"،1972، ومن كلمات عبد الرُّحمن الأبنودي، لحَّن لرشدي أيضًا "وسع للنور"،1974، "بلديَّات"، 1975، وغيرها الكثير من الأغاني المشبعة بروح التُّراث الشعبيّ، ما جذب عبد الحليم حافظ اليها جذبًا، لا سيَّما إعجابه بالتفاف الجُّمهور حولها، فطلب من بليغ أن يلحِّن له على غرار تلك الألحان الشَّعبيَّة قبل أن يسحب محمَّد رشدي البساط من تحت قدميه.
بليغ رأى أنَّه في هذه التَّجربة مع العندليب، يستطيع أن يُطعِّم الغناء الشعبيّ بالعاطفيّ، وذلك بأسلوب يساير فيه لون حليم وروحه في الغناء، ويحقق فيه ما يريده هو أيضًا من النَّكهة الشعبيَّة التي أخذت الأوساط الشعبيَّة تطلبها، وتتفاعل معها بشكل لافت.
حول ذلك يقول الكاتب عمرو فتحي في موسوعة التي صدرت في القاهرة عن دار الكرمة المصريَّة سنة 2019، "أنقلها عن "موقع جريدة المدن الإلكترونية": "أنا كل ما أقول التوبة" و"سواح" و"على حسب وداد قلبي"، أغنيات مختلفة الطابع، شعبية، قدمها عبد الحليم حافظ في ذلك العام، (يقصد عام 1966)، بعدما هدد مركزه الفني، محمد رشدي، المغني الذي كتب له الأبنودي “تحت الشجر يا وهيبة” فزلزلت الأرض في المسارح والحفلات، وشعر عبد الحليم حافظ بالخطر، فسارع إلى العمل مع ذلك الشاعر الذي كتب “تحت الشجر يا وهيبة”، وأتى بليغ حمدي لعبد الحليم بمثابة طوق نجاة أنقذ شعبيته من الانحدار بفعل زلزل محمد رشدي. وهكذا، بدأت المرحلة الفنية الثالثة لعبد الحليم حافظ، وتعاون فيها مع الأبنودي ومحمد حمزة كشاعرين مرموقين فذين، ومع بليغ حمدي الذي كان قد سبقهما في التعاون مع عبد الحليم حافظ في أغنيته الوطنية “الجزائر” في العام 1962، و "خايف مرة أحب" في العام 1961، إلا أن غزارة تعاونهم سيكون في هذه السنوات، الممتدة قبل النكسة بعام، وبعدها. فكتب الأبنودي لعبد الحليم، “أنا كل ما أقول التوبة”، وأغاني “الفنارة و” أحضان الحبايب" و"الهوا هوايا" و"عدى النهار" و"اضرب" و"المسيح" و"ولا يهمك يا ريس" و"ابنك يقولك يا بطل". وكتب محمد حمزة أغنية “سواح” و"جانا الهوا" و"زي الهوا" و"موعود" وغيرها".
لم يكن بليغ حمدي لعبد الحليم حافظ بمثابة طوق نجاة أنقذ شعبيته من الانحدار بفعل زلزل محمد رشدي، كما تقدَّم؛ فحسب، بل كان أيضًا مكتشف العديد من الأصوات الغنائيَّة، عفاف راضي مثلاً. إضافة إلى تشكليه للَّون الغنائيّ الذي ميَّز هذا الصوت أو ذاك، ولا أدلّ على ذلك أكثر من نجاة الصغيرة التي بلور شخصيَّتها الفنيَّة في بداية مشوارها، وحدَّد أيضًا لونها في الغناء. ثمَّ وردة الجزائريَّة التي ابتكر لها لونًا غنائيًا يميِّزها عن غيرها من المطربين والمطربات.
ما يحزُّ بالنَّفس هو: أن هذا العطاء الإبداعيّ الوافر الذي أضافه بليغ حمدي للموسيقى والغناء العربيَّين لم يُحفِّز وزاره الثَّقافة المصريَّة على منحه جائزة الدَّولة التي يستحقُّها، وفي هذا السِّياق أقول: آن الأوان لأن تنشئ وزارة الثَّقافة المصريَّة جائزة للفنون الموسيقيَّة، تحمل اسم بليغ حمدي، تمنحها سنويًا لمن يستحقّها من الموسيقيين والمطربين العرب. ففي حين أنَّ بيوت العظماء والفنانين تتحوَّل في العالم المتحضِّر إلى مزارات يقصدها الزوّار من كل صوب وحدب، فإن بلاد العرب للأسف الشَّديد لا تكترث كما يجب لتراثها الثَّقافيّ، ولا تهتمًّ بأصحابه من العظماء والمبدعين. مكتب بليغ حمدي في الزمالك يتحوَّل إلى ورشة لتصنيع الأقمشة، وبيع السُّجاد. وفيلا أم كلثوم القريبة من مكتب بليغ حمدي، هُدِمَت ليقام مكانها محطة وقود. أمَّا عوَّامة فريد الأطرش التي كانت راسية على ضفاف النيل، فقد أهملت بعد وفاته، ثم فُكِّكت وبيعت خردوات بالمزاد العلني. وكذلك، فإن بيت السَّيد درويش في الإسكندرية، تُرِكَ وأهمل لسنوات طويلة، حتى تداعى وأزيل تمامًا.
لا يسعني في هذا المقام سوى أن أردِّد مع مظفَّر النَّواب،
عَجَبٌ...عَجَبُ/ وطنٌ عَجَبُ".
(على الرَّابط التالي إحدى تجارب بليغ حمدي مع عبد الحليم)
https://www.youtube.com/watch?v=drXb8OftRro



#سيمون_عيلوطي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جئتكم أغنيِّ: كتاب جديد للشَّاعر سيمون عيلوطي
- جئتكم أغنّي
- موسى إبراهيم يستلهم في معرضه -شخصيات ووجوه- الواقع المعاش، و ...
- مجمع اللّغة العربيَّة يصدر العدد التاسع من مجلّته المجلّة
- كتاب -مرايا في الأدبِ والنَّقدِ والثقافةِ- للدُّكتور محمَّد ...
- مجمع اللّغة العربيّة يصدر كتابًا جديدًا للبروفسور إبراهيم طه
- لقاء مع الدكتور ياسين كتّاني، رئيس مجمع القاسمي للّغة العربي ...
- حوار مع أبرز مؤسّسي مجمع اللّغة العربيّة البروفسور ساسون سوم ...
- حوار مع أبرز مؤسّسي مجمع اللّغة العربيّة البروفسور ساسون سوم ...
- السّلطات المحليّة.. والثّقافة
- صدور ديوان-أخذتني القوافي- للشّاعر حسين مهنّا
- الفنان فوزي السعدي مبدع الأغنية الفلسطينية المحلية
- الموجِه كِفْرَت بِالبَحَر..؟!
- مستعار الإسم... مستعار الرأي..!
- نحو رؤية تنويرية....
- المرأة وانسجام المتناقضات في تماثيل سناء فرح بشارة
- مِثْل مْصَيِّف الغور *
- حلم
- إلتصاق الأغنية بواقع مجتمعها .. شرط لنجاحها وانتشارها !!
- العلقم


المزيد.....




- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...
- بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ ...
- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيمون عيلوطي - بليغ النَّغم: قراءة جديدة في تجربة بليغ حمدي الفنيَّة والانسانيَّة