أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الطايع الهراغي - الوفاء كلّ الوفاء للمناضلين والشّهداء. الذكرى السّنويّة الأولى لوفاة منصف اليعقوبي















المزيد.....

الوفاء كلّ الوفاء للمناضلين والشّهداء. الذكرى السّنويّة الأولى لوفاة منصف اليعقوبي


الطايع الهراغي

الحوار المتمدن-العدد: 6789 - 2021 / 1 / 16 - 03:00
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


هذا النّصّ جزء من وفاء لكلّ من ناضل بدون حساب وأبى أن يكون نضاله بضاعة في بطاحي المزا د العلنيّ .ويوم رحل لم يكتب وصيّة ليترك للمولعين بالتّنقيب في هوامش الحيثيّات ما به قد يدبّجون ذات يوم مرثيّة تصلح لكلّ آن وحين . . لمّا في حلكة اللّيل يداهمنا الحزن، تخيّم علينا الظّنون ، يلبسنا الشّعور باليتم تطلّ علينا أهلّة الشّهداء والمناضلين تحمل عنّا ثقل اللّحظة وما اعترانا من وجوم . . يوم الأربعاء 15جانفي 2020 غادرنا منصف اليعقوبي-- كاتب عام جامعة البريد لأكثر من دورة وأحد صانعي مجد البريديّين وملاحمهم ، عضو المكتب التنفيذيّ الوطنيّ للاتّحاد العام التّونسي للشّغل لثلاث دورات -- بعد صراع طويل ومرير مع المرض.
قد تكون اعترته رعشة، قد يكون أنّ من الألم ، قد يكون غالب وغلبه الشّجن حزنا على وصيّة أبت المنيّة أن تمنحه فرصة ليدبّجها لحظة قبل أن تفارق الرّوح الجسد . أكثر من احتمال. ولكن أكيد أنّ ابتسامة حزينة اعتلت محيّاه و هو يعتصر الذاكرة ليستذكر حصاد العمر في لحظة الغيب الأخير. لعلّها اللّحظة الوحيدة النّادرة التي يصبح فيها الصّدق صدقا ويبلغ مداه، صدق الذّات مع نفسها، مادام لم يعد لها مّا منه تخجل وليس لها ما منه و عليه تخاف.
******** ****** ****** ****** ******
منصف، كثر هم الذين صنعوا من قضايا نبيلة أمجادا زائفة ، يعتلون كلّ المنابر بكثير من الضّجيج
وكوم من اللّغو وبما يلزم من المكابرة وتغييب الحياء، لتكون أسماؤهم متداولة في بورصة المفاخرات المنقولة والمتاجرات السيّارة ، علّهم يقبرون فضائح سنوات الجمر أيّام كانوا يسبّحون بحمد أولياء النّعمة ، وبمغالاة يفاخرون. . وقلّة هم الذين كان نضالهم -- الذي اقتلعوه اقتلاعا يوم كان للنّضال ثمن وللمروق عن " الصّراط
المستقيم " ضريبة أبهى من كلّ " الأمجاد " وأحلى -- وساما يعتزّون به دوما ، وما به فاخروا أبدا أبدا. وأشهد أنّك واحد منهم. لبست المسؤولية وما لبستك. كسرت عادة بروتوكول بليد ركيك مشؤوم يرى المسؤوليّة هيبة وأبّهة فيصبح البعض لها أسيرا، ويغالي البعض من المغرمين بصبابة كرسيّها ويزيد، فيتمرّغ في أسر غرامها ويناجي شبق سحرها العجيب . . .
***** ****** ******************* ****** *********
وأشهد، اقترح عليك الباجي ، أيّام كان-- لسبب ما -- قبلة " الأقوام "، ترؤّس إحدى قائمات النّداء في انتخابات 2014، لم تفكّر أصلا. رفضت أمرا لا يماشي هواك ، حين كان غيرك - وهم كثر، وبعضهم من بني جلدتك - يحرقون البخور لتدبّر مكان ما في قائمة ما طالما كانت مطيّة لنجاح ما ، ولسان حالهم يردّد: طريق البرلمان ( برّ الأمان ) مغر يا سندي وعالم القناعات مضن يا كبدي.
في مؤتمر الكرم 2 ( مؤتمر اتّحاد الشّغل 1999 ) اصطفّ القوم أغرابا وأعرابا مع الأمين العامّ في قائمة قدّت على المقاس ولاقت هوى في نفس صانعها وفي نفس " صانع التّغيير". وترشّحت ضدّ الأمين العامّ وآلة الأمين العامّ، والبقيّة تفاصيل قد تفيد في صنع ربيع أدب التّخيّل الرّوائيّ لفرط العجائبيّ فيها وتواتر الخوارق الهجينة في مسيرة " أبطالها " .
في مؤتمر جربة الاستثنائيّ 2002 شكّلت الاستثناء وأفلحت في النّجاح ضدّا لقائمة رسميّة دأبت العادة على اعتبار فوزها تحصيل حاصل بحكم إرث توارثته أجيال عن أجيال : سطوة الآلة الانتخابيّة العجيبة . بكيت بحرقة لا فرحا بنجاح بل انتشاء بردّ اعتبار لذاتك ولجهات كنت تعتقد أنّها مقصيّة و بتعمّد . وما خجلت ، وفيم الخجل ؟ و بكاء عن بكاء يفرق ، تماما كما تختلف خيمة عن خيمة ونجمة عن نجمة و انتصار عن انتصار . خيمة للتّفجير بأمر دبّر ليلا وخيمة للتّدبير بعقل هو " خير مشير ضمّه النّادي" ، " مشيرا في صبحه والمساء " كما شدا بذلك حكيم ذاك الزّمان المعرّي أبو العلاء ، نجمة هي للعشّاق -- إخوان الصّفاء وخلاّن الوفاء -- راع ونديم ونجمة هي " لأولاد الحلال " في الخسيس من المهمّات هاد ودليل ، انتصار هو بالهزيمة أشبه وإلى العار أقرب ، وانتصار يمحو ما قد علق بنا من أدران . ويظلّ يذكّر دوما بان لا قيمة لحياة ليست مشدودة إلى هدف وقناعة هي يوم يستبدّ بنا الشّكّ سبيلنا إلى كلّ يقين .
****** ****** ****** ****** ****** ****

عزاؤنا يا منصف أنّ الأحداث النّاجمة عن عوامل طبيعيّة -- والموت أحدها -- تحمل في طيّاتها
بعضا من نزر من مواساة تخفّف ما يثقل من وقع المأساة،
عزاؤنا أنّ البعض يرحل فكأن لم يكن ، والبعض الآخر يمضي وفعله باق ، خلود الأمل ، خلود الأحلام ، بقاء العناد ذخرا لأيّام الحساب . منصف ، قد يلهينا عنكم الشّأن اليوميّ المعتاد ، قد ننساكم في غمرة العاديّ المكرور. قد. ولكن، لن نخون ، أبدا لن نخون، لأنّنا نخجل من غضب المناضل ومن حزن الشّهيد ، ونهلع من امتزاج الفرحة باللّوعة في عيني أمّ المناضل والشّهيد ونرتعب من حكم التّاريخ ، عهدا قطعناه على أنفسنا ، به آمنّا وبه التزمنا وعنه لا محيد، لا محيد ، لا محيد . ****** ****** ********************************* ****
من حقّنا عليكم يا منصف أن تلهبوا ظهورنا بالسّياط كلّما خيّم علينا بعض الوجوم ، كلّما قلّ العتاد ونفذ الزّاد وتهنا في عسير المسالك وتهدّدنا نفق المهالك، لمّا بنا الدّروب تتشّعب والثّنايا تتوزّع وإلينا يدبّ الشّكّ ويتسرّب الظنّ . .
ومن حقّكم علينا أن نتدثّر بعباءة العناد سلاحا به نجابه ما قد يتزعزع من قناعات يوم ينضب الزّاد ويعسر المراد ويكثر الجدل في ما سلّمنا يوما أنّه في منعة من كلّ جدل .
قد نخطئ الاجتهاد والتّقدير ، ولكن ليس من حقّنا أن نهجر الحلم والتّدبير.
نعرف أنّ غضب المناضل -- كما الشّهيد -- كالرّياح العاتيّة لا تصدّها الجبال ولا تعبأ بالوهاد ، سلاحها إعصار العناد .
****** ******* ******* *************************
منصف، أراك -- أراكم -- قادما من بعيد البعيد في تصميم غريب عجيب ، شارة النّصر في العلا ترفرف ، وعلى الخدّ تنساب دمعة شاردة لفرح شارد يبدّد حلكة الظلمة ويرسم دوائر في الأفق ، تشدو بما به صرخت " اليمامة " يوم على الصّلح فاوضتها الوفود. قالوا، ما عاد بنا قدرة على امتشاق السّلاح . فهلاّ جنحنا للسّلم بديلا عن مطبّات الكفاح ؟؟. أعيتنا الحيلة وتعطّل التّدبير. فلم لا نبدّل التّقدير؟؟ .
قالت قولها الفصل : صرعكم الشّكّ / سكننا اليقين / نحن لا نبدّل تبديلا / ما لنا غير العناد سبيلا / يتبعنا كظلّنا/ يطارد الشّجون / فحيث ما كان نكون . أنا لا أصالح ولو قيل ما قيل عن فنون التّصالح . تلك وصيّة أبي، وعلى دم أبي أبدا لا أساوم . قال يوم باغتته المنيّة : دمي يا دمي لا تسالم ، لا تسالم ، لا تسالم ، وكيف تصالح على ما ليس فيه مجال للتّصالح ؟ ؟ كيف ؟؟. لا تجب. فقد تنكأ الجراح ويقتل الجواب جوهر السّؤال.
******** ****************** *************** *************************

منصف ، رجاء لا تنس الموعد .
متى ؟؟ في الحالك من ظلمة اللّيل ، متى عنّ لك أن تخاتل زوّار اللّيل.
رفاقك، رفاقنا ( ميّة الجريبي / لينا مهنّي / الطّاهرالحدّاد / محمد علي الحامّي / نجيب الزّغلامي / جلبار النّقاش / شكري بلعيد / محمد البراهمي / عبد الرزاق الهمّامي / غسّان كنفاني / الحكيم جورج حبش / الشّيخ إمام عيسى / نبيل بركاتي / عمر المختار / كارل ليبنيخت / روزا لوكسمبورغ / فرحات حشاد / شهدي عطيّة الشّافعي ) الذين قاسمتهم آمالا وهموما ، ما أظنّهم يمانعون . لعلّ الشّوق يهزّهم هزّا إلى تنسّم أخبار محننا -- محنكم -- بعد رحيلهم الدّامي. لعلّهم يكلّفونك باسم كلّ المناضلين ونيابة عن كلّ الشّهداء شرف تبليغنا بيان صيغ على مهل بدم كم هو غزير ودمع كم هو عزيز . البيان : وطن لا تحميه أنّى له أن يحميك ، وعشق لا تفنى فيه كيف يفنى فيك ؟؟. أين ؟؟ في سباقات المسافات الطّويلة. .
لماذا ؟؟ عهد قطعناه على أنفسنا ، فبات كلّ منّا لخلّه " أسيرا ".
عهد كلّما نأى عنّا ابتعادا زاد منّا اقترابا .
منصف اليعقوبي : وفاء.



#الطايع_الهراغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة التّونسية // تعقّد المسلك وتشعّب الألغاز
- الثورة التونسية وسيل المفارقات
- الثورة التّونسيّة: عسر المسير والمصير. من اجل نقد جادّ.
- الذكرى العاشرة لثورة 17 ديسمبر/ 14جانفي.ماذا تبقى من الثورة ...
- افي ذكرى وفاته الخامسة والثمانين /الطاهر الحداد ذلك الثوري ا ...
- النّخبة التّونسيّة ولعنة الثّورة


المزيد.....




- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الطايع الهراغي - الوفاء كلّ الوفاء للمناضلين والشّهداء. الذكرى السّنويّة الأولى لوفاة منصف اليعقوبي