أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أيمن الساسي - 14 جانفي اللحظة الضائعة














المزيد.....

14 جانفي اللحظة الضائعة


أيمن الساسي

الحوار المتمدن-العدد: 6789 - 2021 / 1 / 15 - 01:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تفريغ المفاهيم من مضمونها، و جعل الناس تتبنى و تدافع عن تلك المفاهيم الفارغة، هو أحد الأساليب المعتمدة لتطويع الشعوب، طبعا هذا لا يتم دون مثقفين خونة للمثقف بوعي أو بدون وعي...

إحدى أهم التجارب التي كان يمكن توظيفها و الاعتماد عليها بعد 14 جانفي، هي لجان الحماية، فأن ينتظم الشعب بعد أن تهاوت مؤسسة الداخلية و بقية مؤسسات الدولة، و لم يقف متفرجا بل ألهمه عقله و عقلانيته إلى أن يفرز لجنان حماية تتكفل بحماية أحياءه... تلك اللجان كانت لب الديمقراطية...

فالديمقراطية تعني التسيير الذاتي، أي حق الشعب في تسيير نفسه بنفسه انطلاقا من مؤسساته التي يوجدها بنفسه، و هنا أنا لا أتحدث عن الجمعيات الخيرية كما يحلو للبعض أن يتصور، بل أشمل من هذا، أنا أتحدث عن القضاء، الداخلية، البرلمان.... و كذلك المشاركة في تسيير الشركات و المؤسسات التي تتداخل مصالحها مع مصالحه...

الديمقراطية الفارغة تعني انتخاب ممثلين كل فترة زمنية، ليتصرفوا في البلاد و العباد كما يشاءون، أو يشاء أسياد الخارج، صندوق النقد الدولي، الاتحاد الأوربي... أما الديمقراطية الحقيقية، فتعني أن لا يكون الشعب قشة في مهب الريح، أو آخر من يعلم، أو لا يمكنه أن يعلم من أمره شيئا بتعلة أسرار، و أمور دولة... بل تعني أن يكون الشعب مطلعا على أموره، مشاركا في اتخاذ القرار، و له القدرة على تنفيذ قراراته، و أن يختار قبل كل شيء النمط أو الأنماط الحياتية التي يريد أن يحيا وفقها... مادامت تلك الأنماط مسالمة...

هذا يعني أن الديمقراطية لا تشمل دمقرطة الشأن العام فقط، بل دمقرطة الاقتصاد أيضا، فعلى العمال أن لا يكونوا قشة داخل الشركات و المؤسسات، بل عليهم المشاركة في تسييرها و اتخاذ القرار عن طريق ممثليهم... و عليهم الاستغناء عن عبودية الأجرة و التحول لشركاء، فكل منتوج هو محصلة عمل جماعي، و لا معنى و لا عدالة لأن يحتكر طرف كل شيء... و من يفشل في دمقرطة الاقتصاد، فهو يقبل بوجود حصان طروادة داخل بناءه...

الديمقراطية الحقيقية مرعبة و مخيفة للسلطة، لذلك سعت منذ الأيام الأولى لإجهاضها عبر مثقفيها، و ذلك باستغلال الاعلام لنشر المفهوم الفارغ، و إعادة تقوية السلطة و إضعاف المجتمع، و شيطنة كل من خالفها... و اختزلت الثورة في البطون، لتبدأ و تنتهي هناك، و كما كان النظام السابق يحكم بالخبز، واصل النظام الجديد سياسة الحكم بالخبز... و الفكرة الأساسية ليست احتقار الخبز، فالطعام، الملبس، المسكن، الجنس... كلها أمور أساسية، مشتركة بين الإنسان و الحيوان... و اختزال الإنسان فيها و جعله يركض طيلة حياته خلفها، يعني إفشاله كمشروع إنسان، و الحكم عليه بأن يتحيون طيلة حياته، محكوم بالغرائز و العاطفة ليسهل التحكم به...

الإنسان كمشروع هو نتيجة لوقت الفراغ، كل الأعمال العظيمة، العبقرية، الأفكار الكبرى، الفلسفات، الروايات، القصائد، الاكتشافات العلمية... هي نتيجة لوقت الفراغ، فكلما زاد وقت الفراغ كلما زادت إنسانية الإنسان
و كلما نقص كلما نقصت تلك الإنسانية...

اليوم و بعد أن سرقت منا لحظة 14 جانفي، سرقت منا إنسانيتها، جنونها، أفكارها... و اختزلت في الصراعات السياسية، أو العودة اليوم كما يفعل الكثيرين بأسلوب أنيق عبر دمى أنيقة، متأنقة... بتجاوز الصراع السياسي و محاولة تقديم أو اختزالنا في إنسان اقتصادي... ذلك الإنسان الذي يعيش وفقا لمبدأ " أنا أستهلك، إذن أنا موجود "، إنسان غرائزي، لا عقلاني... مغترب عن ذاته، تسرق قيمته لصالح هاتف، سيارة، وجبة غداء في مطعم... إنسان تحكمه الشهوة في علاقته و غرائزه... إنسان فقد علاقته مع الطبيعه، في سباق محموم مع غيره في الاستهلاك، ينشئ دولة تتسابق مع البقية لأجل الاستهلاك.... سباق دمر كل شيء ليس فقط الإنسان، بل الطبيعة بأشجارها، حيواناتها...

إن ما يبنى اليوم و ما يقدم على أساس أنه حداثة... هو لا عقلاني في أساسه، رغم العقلانية التي تطغى على سطحه، حيوان بجلد إنسان و ليس إنسان يحاول أنسنة الحيوان الذي بداخله...



#أيمن_الساسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 14 جانفي و الاسلام السياسي
- الله ضد الإعدام
- عن الإعدام
- بحث في العدالة


المزيد.....




- -زيارة غالية وخطوة عزيزة-.. انتصار السيسي تستقبل حرم سلطان ع ...
- رفح.. أقمار صناعية تكشف لقطات لمدن الخيام قبل وبعد التلويح ب ...
- بيستوريوس: ألمانيا مستعدة للقيام بدور قيادي في التحالف الغرب ...
- دعوات للانفصال عن إسرائيل وتشكيل -دولة الجليل- في ذكرى -يوم ...
- رئيس الأركان الأمريكي السابق: قتلنا الكثير من الأبرياء ولا ي ...
- تفاصيل مثيرة عن -الانتحار الجماعي- لعائلة عراقية في البصرة
- الإيرانيون يعيدون انتخاب المقاعد الشاغرة في البرلمان وخامنئي ...
- السلطات اللبنانية تخطط لترحيل عدد من المساجين السوريين
- هتاف -فلسطين حرة- يطارد مطربة إسرائيلية في مسابقة -يوروفيجن- ...
- الجيش الإسرائيلي ينسف مباني في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أيمن الساسي - 14 جانفي اللحظة الضائعة