أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - أيمن الساسي - عن الإعدام














المزيد.....

عن الإعدام


أيمن الساسي

الحوار المتمدن-العدد: 6689 - 2020 / 9 / 27 - 04:54
المحور: الغاء عقوبة الاعدام
    


مشكلة العدالة أنها من دون تعريف محدد، يمكننا من إيجاد معايير دقيقة، لمعرفة العادل من غير العادل...هنا لم يبقى لنا إلا الحوار و مشاركة مختلف زوايا النظر...

لو نظرنا لقاتل و بحثنا عن عقوبة عادلة له، ستصادفنا عديد الآراء، البشرية بمختلف توجهاتها اختلفت حول ما يستحقه من عقوبة، هل يعدم أو يترك حيا مع عقوبة أخرى كالسجن مثلا،....

من الأسئلة التى تعترض الباحثين عن حكم عادل لقاتل مثلا، سؤال ما مدى تحمله لمسؤوليته، بعبارة أخرى هل كان حرا أثناء شروعه بالقتل؟ أم كان محكوما بجيناته، بيئته.... لكن الرأي الذي ذهب لنزع الحرية عنه، تراجع كون تركيبة الإنسان تفرض عليه الحرية فرضا، فالإنسان كائن الحرية قدره... كما أن نزع الحرية يقود لإسقاط كامل المنظومة الأخلاقية و القانونية التي تستوجب الحرية و بالتالي المسؤولية عما يصدر من الإنسان.... هذا لا يعني أن الرأي الثاني سقط بالمطلق كونه وجه النظر لعدة عوامل تتدخل في شخصية الإنسان و قراراته، دون أن تكون إجبارية... ما أثرى الموقف الأول...

الأديان هي الأخرى لم تترك المسألة تمر دون أن يكون لها رأي:

المسيحية مثلا دعت إلى تغليب روح المغفرة و التسامح، كون رد الفعل بفعل مماثل له اعتبرته مسألة لا أخلاقية، فلقد عارض المسيح صراحة عديد الأحكام التي تقر عقوبة القتل فى العهد القديم ( التوراة ) الذي اعتبره يفتقد للأخلاق في عدة مواضع.

“سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرّ بالشرَ... سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ” إنجيل متى

بالنسبة للإسلام رغم كونه عمد إلى زرع قيم كالعفو و الرحمة في متبعيه، و نزع عادة الثأر و الانتقام من الناس،

" ... يسألونك ماذا ينفقون، قل العفو. كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة ...." سورة البقرة

لكنه لا يرى حرجا في قتل القاتل متى ثبت تعمده ظمن شروط محددة،

"... يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى * الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ-- بِالْأُنثَىٰ-- .. وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ... " سورة البقرة

رغم إقرار الإسلام بعقوبة القتل فهو لا يمر لها مباشرة، و لا يربط إقراراها بأحد غير عائلة القتيل إن أقرت قتل القاتل كان الإعدام، و إن عفت سقطت العقوبة و نال القاتل حريته.

"... وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا... " سورة الإسراء

و حديث البخاري يدعم الآية : " ألا ومَنْ قُتِل لَهُ قَتِيلٌ فَهُو بِخَيْرِ النَّظَريْنِ بين أنْ يَقْتُل أوْ يأْخُذ الدّيَة "

و لئن قسم القرآن القتل لعمد و غير عمد، و حدد لكل منهما عقوبة معينة، فإن فقهاء الإسلام تناولوا نوعا ثالثا من القتل، يقع وسطا بين العمد و اللاعمد، كمن يرمي حجرا في الشارع لتسقط على رجل فتقتله، و إن كانت نية العمد حاضرة في رمي الحجر فإنها غابت عن القتل، هنا تدخل الفقهاء و جعلوا العقوبة دية مغلظة، كنوع من التشديد في العقوبة، حتى يفكر الناس أكثر في عواقب أفعالهم...

الفلاسفة هم الآخرون مختلفون بين مؤيد ككانط و رافض مثل دريدا....

لكن أليس رفض عقوبة الإعدام و التي تعني رفض القتل يحتم على معتنقيه الوقوف ضد جيوش بلدانهم، كون الجيوش من جملة مهامها القتل؟ و هل بتطبيق عقوبة الاعدام إنتهت جرائم القتل ماضيا و حاضرا؟



#أيمن_الساسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحث في العدالة


المزيد.....




- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين


المزيد.....

- نحو – إعدام! - عقوبة الإعدام / رزكار عقراوي
- حول مطلب إلغاء عقوبة الإعدام في المغرب ورغبة الدولة المغربية ... / محمد الحنفي
- الإعدام جريمة باسم العدالة / عصام سباط
- عقوبة الإعدام في التشريع (التجربة الأردنية) / محمد الطراونة
- عقوبة الإعدام بين الإبقاء و الإلغاء وفقاً لأحكام القانون الد ... / أيمن سلامة
- عقوبة الإعدام والحق في الحياة / أيمن عقيل
- عقوبة الإعدام في الجزائر: الواقع وإستراتيجية الإلغاء -دراسة ... / زبير فاضل
- عقوبة الإعدام في تونس (بين الإبقاء والإلغاء) / رابح الخرايفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - أيمن الساسي - عن الإعدام