أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - أيمن الساسي - الله ضد الإعدام














المزيد.....

الله ضد الإعدام


أيمن الساسي

الحوار المتمدن-العدد: 6694 - 2020 / 10 / 4 - 10:55
المحور: الغاء عقوبة الاعدام
    


في القصة الدينية, حينما أراد الله الارتقاء بالإنسان و جعله خليفة في الأرض، أي صاحب رسالة ثقافية-حضارية، احتجت الملائكة على تعيين مفسد، سافك للدماء... لقد كان الأولى عندها إعدامه لا جعله صاحب رسالة...

الإله رأى ما لم تراه، فرغم صحة ما قالته إلا أن في الإنسان جانبا خيريا لا يموت مهما بلغ شر الإنسان، و القوة الأخلاقية ليست في مبادلة الفعل بفعل من جنسه... بل في الاستثمار في جانب الخير فيه...

في نفس القصة، يكشف الله السر الذي جعله لا يفقد الأمل من الإنسان، هو القدرة على التعلم ( وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هؤلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) البقرة. المعرفة إذن هي أحد أهم الأسلحة لمجابهة الشر.
في قصة أخرى، قابيل أحد أبناء آدم يقتل أخاه هابيل، يتدخل الإله مرة أخرى لا ليسحب منه حقه في الحياة، و يعدمه... كما يطالب المتدينون... بل يتدخل ليعلمه كيف يواري جثة أخيه... هاته المرة الملائكة لم تسأل أو تستنكر كونها أدركت أن الحق في الحياة، حق مقدس للجميع دون استثناء، و الاستثمار في إصلاح الناس أفضل من التركيز على إدانتهم و قتلهم تحت أي مسمى...

إن المبدأ العام الذي تتمحور حوله القصتان هو " (... مَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ..) المائدة

تلك هي روح النص التي تنتصر للحياة لا للموت و غريزة العنف...

لكن إن كان ذلك المبدأ العام، فإن النزول به إلى الأرض ليس بالعملية السهلة، فالإنسان كائن معقد، و ليس كل الناس يبحثون عن الارتقاء الأخلاقي...

محاولة تنزل الموقف كما هو، ستبوء بالفشل في مجتمع تنتشر به الحروب ( كداهس و الغبراء... )، و عقلية الأخذ بالثأر....

الإسلام ليس دين روحي منزو في الجبال، كما أنه يدرك أنه لا يتعامل مع كائن كامل, لذلك سعى إلى إعادة بناء الشخصية العربية، انطلاقا من جملة قيم إنسانية، راهن أنها ستصنع شخصية جديدة أكثر إنسانية بطول الزمن... العفو كان أحد تلك القيم، حيث شجع عليه. " وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ * كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ " البقرة

و العفو هو أقرب للتقوى ( وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ) البقرة

قيمة أخرى هي السلم أيضا ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ * إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) البقرة

كما عمد إلى الفصل بين القتل الغير عمد و الذي جعل عقوبته دفع دية لأهل القتيل، و بين القتل العمد الذي و إن تماشى مع عقوبة الموجودة، كون من الصعب إزالتها، ربط إقرار العقوبة بعائلة القتيل لا بقانون القبيلة، حتى يكسر العادة.. و يسمح بمجال أوسع للعفو، بعد أن تتخفف العائلة من عادات القتل و الثأر، و تتشبع بالقيم الجديدة...

( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ) المائدة

في الآية يسمح القرآن لعائلة القتيل بالعفو, بالتالي الشخصية التي تشبعت بقيمة العفو ستختار العفو كونها تبحث عما هو أقرب للتقوى...

أخيرا أود من الناس التمييز ما بين المحكم أي الآيات المرتبطة بقيم كونية، و بين الآيات المرتبطة بطرق التطبيق و التي هي حبيسة الزمان و المكان، مرتبطة بثقافة الناس... و الذي نفهمه من القرآن أن الإنسان كلما زادت معرفته كلما نقص فساده و سفكه للدماء تحت أي مسمى...



#أيمن_الساسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الإعدام
- بحث في العدالة


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- نحو – إعدام! - عقوبة الإعدام / رزكار عقراوي
- حول مطلب إلغاء عقوبة الإعدام في المغرب ورغبة الدولة المغربية ... / محمد الحنفي
- الإعدام جريمة باسم العدالة / عصام سباط
- عقوبة الإعدام في التشريع (التجربة الأردنية) / محمد الطراونة
- عقوبة الإعدام بين الإبقاء و الإلغاء وفقاً لأحكام القانون الد ... / أيمن سلامة
- عقوبة الإعدام والحق في الحياة / أيمن عقيل
- عقوبة الإعدام في الجزائر: الواقع وإستراتيجية الإلغاء -دراسة ... / زبير فاضل
- عقوبة الإعدام في تونس (بين الإبقاء والإلغاء) / رابح الخرايفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - أيمن الساسي - الله ضد الإعدام