أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - سابق عصره المبدع شفيع شلبى















المزيد.....

سابق عصره المبدع شفيع شلبى


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 6788 - 2021 / 1 / 14 - 10:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سابق عصره وأوانه
المبدع شفيع شلبى

كل من تابع الإذاعة والتليفزيون فى فترة السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضى كان يعرف شفيع شلبى فقد كان شفيع من أشهر وأنجح الإعلاميين المصريين والعرب سواء بالإذاعة أو التليفزيون خلال فترة السبعينيات من القرن الماضي، حيث عرف بفكره التحرري وطريقته المميزة فى تقديم البرامج والتى سبقت عصره بسنوات طويلة ، فمن الناحية الشكلية كان يطل علينا من الشاشة الصغيرة بملابس كاجوال وقميص مفتوح وشعر كانيش مجعد بخلاف زملائه الذين كانوا يلتزمون بالبدل الكاملة والشعر الحليق والمظهر النمطى( المنشى ) ، وعلى الرغم من الجدل الذي أثاره هذا السلوك وقتها، إلا أنه حقق نجاحًا كبيرًا بين الجماهير ببساطته وتلقائيته التي كان أداء التلفزيون يفتقدها في ذلك الوقت، وساعده على ذلك أنه عمل دون أن يتقاضى مليمًا واحدًا لأنه يرى نفسه مهنيًا، فالمهنى وفقا لإعتقاده لا يجب أن يتقاضى أجرًا أو يعمل لحساب شخص أو جهة، كما ساعده ايضا ثقته الكبيرة فى القيمة والمصداقية التى تتضمنها أعماله ، لم يكن شفيع شلبى مجرد مذيع بالتليفزيون المصرى فقد كان مخرجا ومنتجا سينيمائيا وخاصة للأفلام التسجيلية ، وكذلك كان محاورا بارعا فى برامج تليفزيونية رائعة سبقت وتفوقت على كل ما يقدمه الإعلاميون المعاصرون فى الوقت الحالى ، الذين لا يجرؤون على التحلى بنفس شجاعته،

بدأ شفيع شلبى عمله في التلفزيون المصرى منذ مايو 1971 إلى سبتمبر 1981 لمدة عقد كامل قارئًا للأخبار، وفي ذلك الوقت كان يعمل بالإذاعة قامات عظيمة مثل الاعلامى الكبير الأستاذ صلاح زكي والأستاذة سميرة الكيلاني في التلفزيون، ولكنهم كانوا يؤدون نفس أداء الراديو بدون تفرقة ، الأمر الذى جعل شفيع شلبى يذهب إلى الأستاذ صلاح زكي ويخبره عن ملاحظاته تلك، فكانت المفاجأة أن الأستاذ صلاح زكى وافقه على رأيه و أجرى له اختبارًا لتقييم آدائه التليفزيونى، وبالفعل نجح فى الإختبار ، ومن الطريف أن الأستاذ صلاح زكى طلب منه أن يطلق شاربه لكى يبدو كبيرا فى السن لإنه مجرد شاب صغير ، الأمر الذى رفضه شفيع شلبى بالطبع لكنه التحق بالتليفزيون فى النهاية ، حيث كانت له بصمات مختلفة متميزة كقارئ للنشرة التليفزيونية من الناحيتين الشكلية والموضوعية أيضا ، فهو لم يكتفى بمظهره المختلف ولا بدوره كمجرد قارئ نمطى للنشرة المكتوبة، لكنه كان يضع لمسته على الخبر المطلوب إذاعته ، كما كان يحاول احيانا مناقشة ابعادالخبر وتأثيراته ، وهو مالم يكن مسموحا به وقتها ، فتعرض للمتاعب والايقاف اكثر من مرة ، بالرغم من ان قنوات عربية كالجزيرة تتبع نفس الأساليب حاليا مما ساهم فى إنتشارها !! كما نجح نجاحا باهرا كمقدم برامج رائعة متميزة ، وكان اولها برنامج السهرة الكبرى الذى قدم فى عام 1971 مع الكاتب المقرب من الدولة وقتها الأستاذ يوسف السباعى فوجه له شفيع شلبى عدة أسئلة محرجة جعلته يخرج عن هدوئه وينفعل على شفيع شلبى ، ومن ثم تم ايقاف البرنامج نهائيا ، كذلك كان هو الذى أبدع وإبتكر برامج قراءة الصحف المحلية والعالمية على شاشات التليفزيون و التى لا تزال تقدم حتى الآن على بعض الشاشات العربية ، حيث قدم برنامج بإسم فلاش ، لكنه كان يختار الاخبار أو المقالات المثيرة للجدل والتى تنتقد الحكومة ، فتم ايقاف البرنامج مرة أخرى ،
قدم بعدها برنامجه " من قلب الشارع المصرى " وكان يعتبر برنامجا سياسيا معارضا يتفوق على كل البرامج السياسية التى يقدمها مشاهير الإعلام بقنوات المعارضة المصرية فى وقتنا الحالى ، ويكفى ان أشير الى أن احد حلقات هذا البرنامج كانت تناقش مدى جدوى قرار رئيس الجمهورية وقتها ( أنور السادات) الذى كان قد قرر إيقاف بيع اللحوم او ذبحها لمدة شهر كطريقة لتخفيض اسعارها ! فقدم شفيع شلبى حلقه مع الفقراء فى القرى والنجوع والمناطق العشوائية والمدن الشعبية محاولا إثبات عدم جدوى قرار إيقاف الذبح ( لاحظ انه يتحدث عن قرار جمهورى فى تليفزيون الدولة ) وأن الفقراء لا يأكلون لحوما من الأساس ، وان القرار كما افاده المختصون يعتبر شكليا ولا يعالج أصل المشكلة ؟
و فى برنامج آخر وكانت هناك نية لتعديل الدستور المصرى لكى يتمكن الرئيس الراحل أنور السادات من الاستمرار فى الحكم ، إستضاف شفيع شلبى الفنان الكبير عبد الوارث عسر وإتفقا سويا على الحديث عن الدستور ولكن بطريقة تاريخية ، وبالفعل روى الفنان عبد الوارث عسر كيف اتحد الشعب المصرى كله ضد تغييب الدستور المصرى وكيف خرجت المدارس والمواطنين العاديين يهتفون ضد الخديوى وهو يمر من شارع المعز قائلين الدستور يا أفندينا الدستور يا أفندينا !!
لم تتحمل مصر الرسمية مثل تلك العقلية فتم ايقافه عن العمل بقرار جمهورى عام 1981 ، ولم يعد للتليفزيون بعد مجئ مبارك ، ورفض هو فكرة السفر والعمل بالخارج ، فأنشأ المركز العربى للإنتاج الوثائقى وهو مؤسسة لم تكن تهدف للربح أنتجت سلاسل أفلام عديدة منها موسوعة "أعلام معاصرون" وسلسلة "رائدات من القرن العشرين"، حيث إهتم بالتاريخ لأنه أدرك أنه لكي نفكر في المستقبل لا بد أن نعي الماضي جيدًا، فمن لا يعرف التاريخ ويحفظ ذاكرة أمته يهدر عقل الإنسانية، فالأشخاص يرحلون وتبقى صنائعهم!!
كان هو ايضا صاحب فكرة إنشاء قنوات وإذاعات محلية خاصة يتملكها الشعب عن طريق الاكتتاب لكى تتحرر من سيطرة الحكومات ، وكانت تلك الفكرة غريبة جدا فى ذلك الوقت لكنها كانت أحد أحلام شلبي التي يريد تحقيقها ولعله رأى بعينيه فى عصر اليوتيوب والانترنت كيف اصبح هذا الحلم حقيقة واقعة ،.ورغم اختفائه وبعد الاعلام عنه الا انه عمل كمخرج ومؤلف ومنتج وكاتب سيناريو ، وتميزت الأعمال التى شارك فيها بامتلاك الرؤية والعمق كفيلم العوامة 70 وخلف اسوار الجامعة إلخ ،،
لم يكتفى الأستاذ العبقرى شفيع شلبى بعمله الإبداعى، لكن تم انتخابه لمجلس نقابة المهن السينمائية، على مدى العقد الأخير من القرن العشرين لدورتين متواليتين،وكذلك انتخب لمجلس اتحاد السينمائيين التسجيلين عام 1990، و لمجلس جماعة الفنانين والكتاب عام 1999 ،،،
كما مارس أعمالا وطنية معارضة حيث تولى مهمة منسق التوافق الوطنى بين القوى السياسية الوطنية المصرية عام 1995،،
كما ساند ثورة 25 يناير 2011 ، منذ اليوم الأول ، وحاول جاهدا إنقاذها من براثن الثورة المضادة ،
ورغم الحصار الذى تم ضربه حول الرجل لمدة أربعون عاما تم حرمانه خلالها من دخول مبنى التليفزيون الرسمى أو الخاص، ولم تذع له سوى مقابلة باهتة بعد ثورة يناير ، إلا أن الرجل ظل صامدا ثابتا على مواقفه منحازا الى شعب مصر وبسطائه مناضلا من اجل سيادة قيم الحرية والعدالة ، وعاش حياة الكفاف رافضا الدخول فى حظيرة فاروق حسنى كما دخلها آخرون من الشعراء والمثقفين الذين نالوا الملايين ، وظل قابضا على جمر الوطن حتى لقى ربه راضيا مرضيا يوم 12 يناير 2021 ،
كل التحية والسلام والرحمة لروحه الطيبة



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أربعون سببا لفشل الثورة المصرية
- جائزة نوبل للسلام 2016
- فكرة الدولة !
- بيان بترولى الطعم ؟
- سيناريوهات انتهاء هوجة كورونا
- كورونا ليس منا ؟
- كورونا وسد النهضة
- سد النهضة الأثيوبى
- روسيا هى الشيطان الأكبر
- روسيا ليست الإتحاد السوفيتى
- حتى نفهم الأتراك
- الفارق بين استئصال الهوية والخلاف السياسى
- إبتسم ، وإتلهى !!
- الجلاسونست والبريسترويكا الإسلامية
- منظومة فارك- بيتان
- محافظة المنيا كمان وكمان
- بيان مثقفى اليمين الفرنسى
- الغباء الاستراتيجى لليسار فى مصر والعالم العربى ,
- هههههههههه
- حال مصر ؟


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - سابق عصره المبدع شفيع شلبى