أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - حتى نفهم الأتراك















المزيد.....

حتى نفهم الأتراك


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 6506 - 2020 / 3 / 4 - 23:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حتى نفهم الأتراك بدون تشويش!

لكى نستطيع ان نفهم ما يحدث من النظام الحاكم فى تركيا تجاه منطقتنا ينبغى أن نقوم بتحليل دقيق وواقعى ومحايد لكل الأحداث التى تسببت فى كل هذه الضوضاء المحيطة وبيان دوافعها ومآربها :-

أولا :- التعاطف التركى مع انصار ثورات الربيع العربى بالمنطقة خصوصا انصار الاسلام السياسى ،هذا التعاطف جلب صدامات عديدة لتركيا مع العديد من النظم الحاكمة بالمنطقة حيث ترى تلك النظم ان الاسلام السياسى هو العدو الأول الذى يهدد بقائها فى الحكم ؟ وبالتالى بدأت أذرع تلك النظم فى شيطنة تركيا وحكامها ،وهو موقف يتشابه مع تلك الحملات التى تعرض لها الاتحاد السوفيتى فى السابق حيث كان يحتضن كل كوادر النضال الشيوعى فى العالم كله ورغم ان الدول الاوروبية وامريكا والنظم الموالية لهم فى العالم الثالث كانوا يعتبرون اولئك الشيوعيين مجرد ارهابيين وخونة وعملاء، فإن الاتحاد السوفيتى كان يعتبرهم مناضلين اممين ويجب دعمهم ؟

ثانيا :- التصلب فى جريمة إغتيال الصحفى السعودى
جمال خاشقجى والوقوف بشكل عنيف ضد المملكة العربية السعودية، وهو أمر طبيعى فذلك الحادث الإجرامى تم فوق الأراضى التركية وبطريقة كادت ان تدين تركيا نفسها ، كما أن المواقف السعودية والاماراتية كانت مؤيدة لمحاولة الانقلاب التى وقعت عام 2015 ضد النظام التركى ممازاد وفاقم من ردة الفعل العدائية من تركيا تجاه السعودية تحديدا فى قضية اغتيال خاشقجى ،

ثالثا:- وسط التربص والتحفز الرهيب من الدول الخليجية بكافة ثورات الربيع العربى، وكذلك تآمرها الواضح ضد نظام الحكم فى تركيا ، حدث ذلك العداء الخليجى المفاجئ والغريب ضد دولة قطر الخليجية وفرض الحصار عليها برا وبحرا وجوا بل وتهديدها عسكريا ، فقامت تركيا بمحاولة فرض حل سلمى لتلك الأزمة لكن دول الحصار التى كانت مدعومة امريكيا فى البداية تجاهلت التدخل التركى السلمى و لم تعره انتباها ، فكان ان تدخلت تركيا عسكريا لحماية قطر القريبة منها ايديولوجيا وبناءا على موافقة الحكومة القطرية ؟

رابعا:- لماذا تدخلت تركيا فى سوريا بوجه عام؟
هناك مشكلة تاريخية بين الدولة التركية وبين الأكراد الذين لهم طموحات انفصالية فى تركيا وايران وسورية والعراق، وبالتالى اتبعت تركيا فى جانب كبير من سياساتها الخارجية والعسكرية سياسات وقائية خشنة لمنع ذلك الانفصال،حتى انها عقدت اتفاقية أضنة عام 1998 مع الدولة السورية والتى تتيح لتركيا التدخل العسكرى لكبح جماح الأكراد فى أى وقت ، فلما تغول وقوى نفوذ اكراد العراق نتيجة الاحتلال الامريكى ، قامت القوات التركية بعملية عسكرية داخل العراق اطلق عليها عملية درع الفرات لمطاردة وتدمير الفصائل الكردية التركية المسلحة داخل الاراضى العراقية ،، نفس الأمر فى سورية فالنظام السورى استعان بالاكراد لقمع الثوار السوريين و ساعدهم بالسلاح والذخيرة الروسية مما ادى الى استقواء تلك الميليشيات الكردية على السكان العرب فاستولت على القرى العربية المحيطة بالحدود التركية،ومارست تطهيرا عرقيا ضد السكان العرب وسط صمت سورى روسى ودعم امريكى، ولم يكتفى هؤلاء الأكراد بتلك الممارسات الانفصالية ولكنهم بدأوا يحتضنون
( اخوانهم) من اكراد تركيا وحزبهم المسمى بي كا كا الارهابى ، وكذلك حزب العمال الكردستانى ، مما هدد الأمن القومى التركى وبالتالى قامت الدولة التركية بالرد بعمليتين عسكريتين اطلقت عليهما نبع السلام، وغصن الزيتون وذلك لحماية حدودها واعادة اللاجئين العرب الى قراهم الذين طردتهم الميليشيات الكردية وقاموا باللجوء الى الاراضى التركية واصبحوا يمثلون عبئا اقتصاديا واجتماعيا بل وسياسيا ، ولا يمكن ايضا ان نتجاهل تعاطف حكومة اردوغان مع شباب الثورة السورية التى تعرضت للقمع والقتل رغم انها بدأت سلمية ، وكان ذلك التعاطف متناغما مع تأييدها لكل ثورات الربيع فى العالم العربى كما اشرنا فى البداية ،،

خامسا:- لماذا كان ذلك التدخل الأخير فى ادلب؟
التدخل فى منطقة ادلب تحديدا تم للعديد من الاسباب اهمها أن النظام السورى ظل مستمرا منذ سنوات فى ممارساته الوحشية ضد الشعب السورى أمام العالم كله و نتجت عنه مآسى كارثية ، أقلها نزوح اللاجئين بالملايين الى تركيا ، وذلك بسبب اتباع سياسة الأرض المحروقة عبر تدمير المدن المعارضة للنظام على رؤوس سكانها، حتى جاء الدور على مدينة حلب المكتظة بالسكان ، حيث تدخلت تركيا فى وساطة ومفاوضات مع ايران وروسيا لكى تمنع حمامات الدم فى حلب ،وافق النظام وحلفائه على خروج من يريدون الخروج من حلب بدون قتال سواء الى( إدلب ) او الى تركيا ، وتجميد الوضع فى ادلب من الناحية العسكرية لانها تضم أكثر من ستة ملايين نسمة غير الذين لجأوا اليها من حلب وغيرها من المدن ، وتم ذلك الاجلاء من حلب وفق اتفاقيات سوتشى وأستانا بين روسيا وايران وتركيا، وكانت تلك التفاهمات تقضى بدخول النظام الى حلب وتنظيم مناطق لخفض التوتر فى ريفى حلب وادلب ومدينة ادلب ، وتعهدت تركيا باقناع الفصائل الموجودة فى حلب بالانسحاب دون قتال ومعهم كل من يرغب من السكان لحين الوصول لحلول سلمية عبر المفاوضات فى استانة ، وقد هاجم الكثيرون تركيا واتهموها بتسليم حلب للروس والايرانيين وخيانة السوريين المعارضين لبشار الأسد، لكن بعد كل ذلك وبعد ان استتبت الامور فى حلب وبدلا من استكمال الحلول السياسية السلمية ، قامت القوات السورية المدعومة بالطائرات الروسية بشكل مفاجئ بقصف مدينة ادلب نفسها والتى تكتظ بالسكان و تعتبر الملاذ الأخير لرافضى حكم بشار الأسد ، وتم ذلك الهجوم بالمخالفة لاتفاقيات سوتشى ومفاوضات استانا وبالتالى وجدت تركيا نفسها فى مأذق كبير ، اذ انه لو دخل الروس والميليشيات السورية ادلب ستقع مجازر رهيبة وستكتظ الحدود التركية بملايين اللاجئين ، كما ان تركيا نفسها ستفقد مصداقيتها تماما فى العالم الاسلامى، وسيقال انها سلمت حلب لروسيا وتآمرت على المعارضة والمدنيين وتركتهم يلاقون مصيرهم الأخير فى ادلب على يد جنود قتلة طائفيين وأجانب،
وبالتالى كان خيار تركيا هو حماية ما تبقى لها من مصداقية وكذلك حماية حدودها من اللاجئين بالتدخل العسكرى فى ادلب لتنفيذ اتفاقيات سوتشى واستانه،،

سادسا: لماذا تم التدخل فى ليبيا؟
فى اطار المشاحنات التى تمت ضد تركيا فى موضوع غاز شرق البحر المتوسط، وما نتج عن تلك المكايدات من اتفاقات بين كل من مصر واليونان وقبرص واسرائيل واستبعاد تركيا ، فان القادة الاتراك ارادوا ان يردوا بنفس الطريقة ، فانتهزوا فرصة دعم بعض القوى الاقليمية والدولية لخليفة حفتر ودعم قواته العسكرية للإطاحة بالحكومة الشرعية فى طرابلس ، وقاموا بعرض تقديم الحماية لتلك الحكومة الشرعية مقابل عقد اتفاق عسكرى واقتصادى وتقسيم للحدود يعيد لتركيا بعض مما فقدته فى الاتفاق الذى تم بين مصر واسرائيل واليونان وقبرص، وكان من الممكن تفويت الفرصة ببساطة على تركيا لو لم يكن هناك انحيازا فاحشا لأحد أطراف النزاع فى ليبيا و محاولة دعم محاولات اسقاط الحكومة الشرعية مما دفعها للإرتماء فى احضان الاتراك ؟
أخيرا هل معنى كل ذلك ان السياسة التركية فى العالم العربى تمثل خيرا مطلق ، ولا دوافع مصلحية وطنية لها ، وهل لم ترتكب تلك السياسة اية أخطاء ؟
الاجابة بدون تفصيل هى انه لا توجد دوافع سياسية مثالية بشكل مطلق، بمعنى ان هناك دوافع تخص المصلحة الوطنية التركية جعلتها تتبنى سياسات محددة، مثلا التدخل فى سوريا لم يكن بهدف دعم الثورة السورية فحسب ولكن للقضاء على الجماعات الكردية التى تهدد الدولة التركية، كما ان مساندة فصيل الاسلام السياسى يساعد فى دعم النفوذ التركى بالمنطقة، كذلك كانت المصالح الخاصة بالغاز والطاقة وترسيم الحدود البحرية دافعا مهما للتحرك فى ليبيا،
كما ان السياسة التركية الحالية لها العديد من الاخطاء على الأقل من وجهة نظر من يناصبونها العداء، أهم تلك الاخطاء كانت تتمثل فى سماحها للفصائل المعارضة لنظم الحكم بالمنطقة بالتحرك والعمل بشكل عدائى عبر الأراضى التركية،
سواء كانت تلك المعارضة تعتمد على الاعلام او الممارسات السياسية من مؤتمرات وخلافه، او تكوين فصائل مسلحة،
ايضا من ضمن الأخطاء التركية بالمنطقة كان ذلك الاندفاع الغير مدروس فى مناصبة بعد النظم العربية العداء بلا رجعة والمطالبة باسقاط تلك النظم ،،،

هذا باختصار تحليل بسيط ومحايد للمواقف التركية بالمنطقة ، وهى مواقف لا تستدعى كل ذلك العداء الا من أولئك الذين يضعون الايديولوجيا والمصالح الذاتية والطائفية المتطرفة، فوق الحد الادنى من حقوق الانسان وهو حق الحياة فيزيفون الحقائق ويساندون القتلةوالمجرمين والذين سبقوا فاستعانوا بقوى اجنبية هى روسيا( فى سوريا وليبيا )بينما يتحدثون عن السيادة الوطنية ببجاحة منقطعة النظير ؟
نقطة اخيرة لكنها هامة للغاية وهى مهداه لمن يبكون على الاستقلال والعروبة المهدرة بسبب التدخل التركى ولا يرونه سوى كشر مستطير ،العراق نفسه كدولة عربية كاد ان يلقى مصير السودان وينقسم الى دولتين دولة عربية ودولة كردية فى الشمال عندما اعلن مسعود برزانى رئيس اقليم كردستان عن تنظيم استفتاء للإنفصال نهائيا عن العراق فى شهر سبتمبر 2017، وتم تأييد ذلك الاستفتاء من الولايات المتحدة واسرائيل وبعض دول أوروبا وبالطبع السعودية والامارات نكاية فى طهران، الا ان تعاون كل من تركيا وايران واغلاقهما الحدود مع الاقليم ومحاصرته ورفضهما معا النتيجة الكاسحة للاستفتاء المزعوم بالموافقة بنسبة 93% على ذلك الانفصال، وكذلك لولا الدعم الذى تم تقديمه من تركيا وايران معا للقوات العراقية وحكومتها فى بغداد ومنع المواد الغذائية عن الاقليم واغلاق المجال الجوى فى وجه الرحلات القادمة والخارجة وكذلك منع تصدير الغاز من كردستان ،لكنا نتحدث حاليا عن دولة كردستان برئاسة مسعود برزانى كما يتحدث البعض ويتعاملون مع دولة جنوب السودان ؟



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفارق بين استئصال الهوية والخلاف السياسى
- إبتسم ، وإتلهى !!
- الجلاسونست والبريسترويكا الإسلامية
- منظومة فارك- بيتان
- محافظة المنيا كمان وكمان
- بيان مثقفى اليمين الفرنسى
- الغباء الاستراتيجى لليسار فى مصر والعالم العربى ,
- هههههههههه
- حال مصر ؟
- زملائى فى اليسار ,جلبتم لنا العار ؟؟
- المصادر الحقيقية للأخطار التى تهدد الدولة المصرية ,,
- النظام البرلمانى الطريق الوحيد لانقاذ مصر ,,,
- سيناريو واقعى وبسيط ,لحل المعضلة المصرية الحالية ,,
- العملية بوتين - مكرر
- عندما يتحول العلمانى المتمدن ,الى مجرم ومرتزق ,,,,
- سد اسرائيل فى اثيوبيا ؟؟
- العداء الوهمى بين السنة والشيعة فى العالم الاسلامى ,من وراؤه ...
- من الذى يشعل الفتنة بين الشيعة والسنة فى العالم الاسلامى ؟؟
- يا عزيزى كلنا سلفيون ,,,
- السلفيون والناصريون على كفة واحدة ,,,


المزيد.....




- هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام ...
- زيلينسكي يشكو.. الغرب يدافع عن إسرائيل ولا يدعم أوكرانيا
- رئيسة وزراء بريطانيا السابقة: العالم كان أكثر أمانا في عهد ت ...
- شاهد: إسرائيل تعرض مخلفات الصواريخ الإيرانية التي تم إسقاطها ...
- ما هو مخدر الكوش الذي دفع رئيس سيراليون لإعلان حالة الطوارئ ...
- ناسا تكشف ماهية -الجسم الفضائي- الذي سقط في فلوريدا
- مصر تعلق على إمكانية تأثرها بالتغيرات الجوية التي عمت الخليج ...
- خلاف أوروبي حول تصنيف الحرس الثوري الإيراني -منظمة إرهابية- ...
- 8 قتلى بقصف إسرائيلي استهدف سيارة شرطة وسط غزة
- الجيش الإسرائيلي يعرض صاروخا إيرانيا تم اعتراضه خلال الهجوم ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - حتى نفهم الأتراك