أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - فكرة الدولة !














المزيد.....

فكرة الدولة !


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 6540 - 2020 / 4 / 17 - 19:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خلق الله الانسان حاملا بين جانبيه شيئان متناقضان هما فضيلة الخير، ورذيلة الشر، وذلك لحكمة يعلمها الخالق وحده سبحانه وتعالى ، ولو ان هذا الانسان كان كائنا نورانيا يمشى على الارض بلا رذائل أو خطايا، لما احتاجت البشرية الى الرسل والأنبياء ولا الأديان ،ولا إلى خلق وإختراع فكرة الدولة، ،فالدولة كفكرة وكتطبيق تعتبر شيئا هاما جدا كأى اختراع انسانى آخر مفيد ، لكن الاختلاف الجوهرى بين الدولة والإختراعات الأخرى المفيدة هو ان تلك الاختراعات تعتبر فى غالبيتها العظمى جمادا فرديا أصم مملوكا يتحكم فيه الإنسان او المالك ويسيره كيفما أراد فيستمتع بخيراته وله مطلق الحرية( على الأقل من الناحية النظرية) فى التخلص منه إن إستفحلت جوانبه السلبية على إيجابياته ، أما الدولة فهى كائن خرافى عملاق حى تم إختراعه ليحيط ويحتوى دائرة واسعة تتعايش فيها مجموعات من البشر، هذه المجموعات البشرية سلمت لذلك الكائن مقاليد ومفاتيح حريتها بل وحياتها بالكامل، مقابل قيام ذلك الكائن بحماية الأمن والامان والقيم الأخلاقية، وتنظيم سبل العيش والاقتصاد والصحة والتعليم والدفاع ، وذلك باستخدام آليات قسرية متعددة تتدخل بموجبها الدولة فى كافة تفاصيل الحياة اليومية الصغيرة والكبيرة لمواطنيها ،حتى وصل الامر الى التدخل فى تنظيم سير الناس فى الطرقات وفى كسب العيش وطريقة تبادل المنافع والزواج والانفصال وتراخيص وشهادات الولادة و الموت ، والمحاكمات للمخطئين، بل و أحيانا التحكم فى المشاعر الانسانية و تحديد كيفية التفكير والعبادة، كل ذلك بهدف معلن هو تحقيق سيادة العدالة والمساواة فى الحقوق والواجبات وتكافؤ الفرص والأمن والأمان لكل المواطنين،المشكلة الكبرى ان هذا الكائن العملاق الحى(الدولة) هو الآخر ليس كائنا نورانيا مثاليا ، فهو إختراع له خصوصية البشر فقد يكون خيرا عادلا تارة ، بينما قد يجنح إلى أقصى درجات الشر والبغى فى الكثير من الاحيان مثله مثل الإنسان، ومن ثم فقد تكون الدولة عادلة تضمن الحقوق وتحقق المساواة وتردع الظلم وتحقق الأمن فى أماكن وفى أزمنة وبين تجمع إنسانى معين ، وقد تكون مخلوقا شريرا مجرما كاذبا أفاقا قاتلا أيضا فى أماكن وأزمنة وتجمعات أخرى ، ومع إن البشر فى حال اجرامهم الفردى قد يجدون فى العقاب الدنيوى أو الحساب الدينى أو الوازع الأخلاقى رادعا مانعا فى حال نزوعهم للإنحراف ، إلا أن الدولة بحكم ما تمتلكه من سلطات مطلقة وقوة غاشمة ، لا يحدها أو يوقف انحرافها سوى توافر آلية منتظمة تتدخل بقوة وفى الوقت المناسب للحد من تسلطها و غيها وتشبثها بالأخطاء والجرائم ، فإن إنعدمت تلك الآلية أو شوهت أو باتت مجرد صورة ديكورية ، فإن الدولة تتحول بكل بساطة إلى مسخ متوحش يبطش ويقتل وينهب ويكذب ويعز ويذل ويزيف ويخون ويبيع أيضا،وتتعامل مع مواطنيها ومن أوجدوها كمجموعة من العبيد لا غير ؟



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان بترولى الطعم ؟
- سيناريوهات انتهاء هوجة كورونا
- كورونا ليس منا ؟
- كورونا وسد النهضة
- سد النهضة الأثيوبى
- روسيا هى الشيطان الأكبر
- روسيا ليست الإتحاد السوفيتى
- حتى نفهم الأتراك
- الفارق بين استئصال الهوية والخلاف السياسى
- إبتسم ، وإتلهى !!
- الجلاسونست والبريسترويكا الإسلامية
- منظومة فارك- بيتان
- محافظة المنيا كمان وكمان
- بيان مثقفى اليمين الفرنسى
- الغباء الاستراتيجى لليسار فى مصر والعالم العربى ,
- هههههههههه
- حال مصر ؟
- زملائى فى اليسار ,جلبتم لنا العار ؟؟
- المصادر الحقيقية للأخطار التى تهدد الدولة المصرية ,,
- النظام البرلمانى الطريق الوحيد لانقاذ مصر ,,,


المزيد.....




- السعودية.. مدير مكتب محمد بن سلمان يثير تفاعلا بصور تخرج ابن ...
- لحظة تفاجؤ متحدثة خارجية أمريكا عند علمها من مراسلة CNN بتغي ...
- العراق.. فيديو غضب مقتدى الصدر وما فعله على منصة خلال كلمة م ...
- بولتون: الفوضى جزء من حمض ترامب النووي
- مستشار سابق لبوتين: صفقة المعادن استعباد استعماريٌّ جديد لأو ...
- ترامب يعلن -أيام النصر- للحربين العالميتين الأولى والثانية
- -نحن نغرق-.. نداء استغاثة من سفينة -أسطول الحرية- المتجهة لغ ...
- مع حلول شهر مايو.. موسكو وضواحيها تتعرض لموجة قياسية من المط ...
- -ناطقة بالروسية-.. واشنطن تعين قائمة بالأعمال لسفارتها في كي ...
- عاجل | مصادر للجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة ن ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - فكرة الدولة !