الكاظمي وبوادر صناعة صنم

احمد جليل البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 6784 - 2021 / 1 / 10 - 20:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ظهرت في الأيام السابقة مؤشرات قد تكون صدفة او قد تكون مقصودة ومدروسة بهدف صناعة صنم اجتماعي أسمه مصطفى الكاظمي. فكلمات مثل مبخوت وقطعة القماش الخضراء حول اليد لها مدلولات اجتماعية ذات جذور قوية في المجتمع العراقي وخصوصا" الشيعي.

يقرر الدكتور عبد الجليل الطاهر انه من ليس من الضروري ان تكون الأصنام مصنوعة من الخشب أو الذهب أو الفضة وانما المهم أنها ترمز الى بعض من القيم الاجتماعية والروحية المقدسة فهي بالمحصلة شيوع مجموعة من الأوهام التي لا تخضع للبحث العلمي والمنطق.

صناعة الاصنام هي علم وخطوات مدروسة يتم التخطيط لها بدقة ومن خلف الستار. يحتاج المخطط الى صنم والى سدنته. الصنم يجب ان يحتل موقع مهم في السلطة الرسمية او الدينية او المعنوية. بعد ذلك يأتي دور السدنة وهم افراد يساهمون ب صناعة الصنم بمعرفة او بغير معرفة ولكن بالمجمل تكون مساهمتهم ضمان لوصولهم الى المراكز التي يتمنون الوصول اليها او على الأقل عدم فقدانهم لمناصبهم.

يعمل السدنة على تزييف الحقائق وتشويه الواقع لتأليه الصنم حتى يصبح نصف إله أو حتى إله كامل في نظر البسطاء حيث يضعون له أسماء لتلفت انتباه الناس وهي منتقاة بعناية ونحتها سدنة ماهرين في الخداع مثلا" القائد المؤمن أو الضرورة أو المبخوت. الصنم عندما يبدأ بالترويج لمثل هذه الأمور فهو بالضرورة يلمس مشاعر الناس وأحاسيسهم وهذا هو هدفه. ينشط ظهور الاصنام في المجتمعات التي لا تحترم الفرد بشكل عام لإنجازاته وانما موقعه في السلطة.

من هنا ما يحدث اليوم حول الكاظمي قد يكون مؤشر لمحاولة صناعة صنم وخصوصا" إذا استمرت مثل هذه المؤشرات بالتصاعد في المستقبل القريب.

#احمد_جليل_البياتي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل