أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد جليل البياتي - دراسة الاداء الحكومي (3) : الوطنية العراقية














المزيد.....

دراسة الاداء الحكومي (3) : الوطنية العراقية


احمد جليل البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 6603 - 2020 / 6 / 27 - 20:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحلقة الثالثة – الوطنية العراقية
الوطنية العراقية, مفهوم مهم واصيل قد يجنبنا فهمه الكثير من النقاشات والصراعات وهدر الامور والاحلام. تاريخ العراق الحديث كما ماضيه لم يكن مفروشا" بالورود, بالعكس كان مطرزا بالدماء والقتل في سبيل الوطن. شعار الغاية تبرر الوسيلة سحقت تحته اجساد العراقيين ما دام الهدف اسعاد العراقيين وحريتهم ووحدتهم ورفعتهم واستقلالهم. تبين بعد ذلك ان الشعب لم يحصد سوى الوسيلة وهي القتل والدمار, أما الغاية فبقيت بعيدة المنال. يقول عالم الاقتصاد الامريكي الفائز ب جائزة نوبل ان شعار الغاية تبرر الوسيلة شعار لا خلاف حوله ولكن الخلاف حول الغاية. وهذا هو السؤال الأهم عند كلام عن الوطنية العراقية, فما هي الغاية منها؟ هل الغاية منها رفعت العراق أم العراقييون؟ على الرغم انه لا فصل هناك بين الوطن ومواطنيه ولكن السؤال هو من اين نبدأ؟ هل نبدأ بالوطن ام بالمواطنين؟ هل نبدا بهموم الناس أم هموم الوطن؟ قد يبدوا السؤال بديهي ولكن التاريخ يخبرنا اننا لم نجب عنه لليوم. أمر مخجل ومعيب. التاريخ الحديث للعراق يخبرنا ان الغاية في العراق كانت دائما تقتل المخالف أو كما يقول الأخرس في كتابه خريف المثقف في العراق دورة القتل والقتل المضاد في معرض كلامه عن صراع المثقفين وصراعتهم وكتاباتهم المحرضة على قتل المثقف المخالف تحت مسميات الخونة المثقفون أو مداحي السلطة. ان كان هذا الحال بين اصحاب القلم فما بالك بحملة السلاح. حملة السلاح لا يفكرون وانما ينفذون ومن هنا يتضح ان دورهم اقل رعبا" من حملة القلم لانه حملة القلم هم اصحاب القرار. نشرت جريدة الوطن الكويتيه ان احد قتلة عبد المجيد الخوئي في النجف ( من حملة السلاح) كان يقول دعني اشفي غليلي من البعثيين الخونة وهو يطعن عبد المجيد الخوئي! وانه تفاجئ بعد ذلك بان كان يقتل شخص لم ينتمي للبعث في حياته.
التعصب هذه الظاهرة العالمية ليست مقتصرة على العراق والعراقيين بالطبع, ولكنها متجذرة في ثقافتنا, فمن من دول العالم حكمه صدام والبعث لثلاثين سنة؟ ثقافتنا تتسم ب قبول عام لأقصاء او عدم رؤية المختلف بالرغم من وجوده وبقوه في سبيل الغاية وهي العدالة المفقوده واحلام العودة الى بغداد الحضارة تحت مسميات القومية والرشيد والعراق وغيرها.
قد يكون الملك فيصل الاول من أوائل من ادرك واقع الاختلاف في المجتمع العراقي, الاختلاف القومي والعشائري والمذهبي, " أن البلاد العراقية هي من جملة البلدان التي ينقصها أهم عنصر من عناصر الحياة الأجتماعية, ذلك هو الوحدة الفكرية والملية والدينية. " هذا الاختلاف ( النقص كما يسميه فيصل وهي تسميه خاطئة) هو ميزة العراق الأولى وهو بالتأكيد ليس ميزة بشرية عامة مثل تلكم التي عالجها علي الوردي في كتاباته. هذه الميزة لم يكن علاج الملك الفيصل لها بالمستوى المطلوب ," لا يوجد في العراق شعب عراقي بعد, بل توجد تكتلات بشرية خيالية, خالية من اي فكرة وطنية, متشبعة بتقاليد و اباطيل دينية." كما هو واضح, كان فيصل يحلم بأستبدال الشعوب العراقية (التكتلات كما يسميها) ب شعب وطني وهو حلم يراود الاغلب الاعم من الشعب حتى يومنا هذا. هذا الحلم سحق العراقيون لانه لا يتقبل فكرة الأختلاف وينزلها الحضيض مقابل فكرة الوطن والشعب الواحد. اذن الغاية هي الوطن وكل ما دونه هراء. المفروض ان لا نلوم أصحاب هذا التفكير فهذا التكفير كان هو السائد, ألم يقل غوستاف لوبون بما معناه أن المركزية ضرورية للأمم قليلة التجانس لمنع الانحلال, حيث تقوم المركزية مقام الروح. مرة اخرى نرى أن الغاية ( الوطن ) تبرر الوسيلة ( المركزية) بغض النظر عن سيئات الوسيلة ومشاكلها. هذا تفكير قديم يجب تجاوزه.
الغاية في العراق اليوم يجب ان تكون الانسان قبل الوطن, فهذا هو الطريق الوحيد لبناء الوطن. يجب ان نحتفل بالمختلف, ان نحتفل بالعراق الشيعي وبالعراقي السني وبالعراقي الكوردي وبالعراقي الكلداني والايزيدي فهولاء هم ابناء العراق وهم اصله يجب ايضا" ان نفهم أن تاريخ العراق الحديث و المعاصر فرض على كل مكون تحديات مختلفه وبالتالي لأصبح لكل مكون احلام وشجون مختلفه لا يمكن جمعها تحت مسمى واحد وأن كان هذا المسمى هو الوطن والوطنية. يجب ان نسمع للأخر ولمشاكله ولمخاوفه ويجب ان يتم تشريع القوانين التي تطمئنه. يجب ان يخرج رئيس الحكومة ورئيس البرلمان في تقرير سنوي لمئة سنة قادمة ليقول هذا ما تفعله الحكومة والبرلمان لتطمين التكتلات البشريه في العراق بما يوفر لهم بلد أمن مطمئن يستحق ان ينتسب أليه ويدافع عنه. هذا لا يعني ان يتم توزيع موارد العراق ومناصبه على المكونات, فالموارد يجب ان تكون في خدمة الجميع وكل حسب دوره والمناصب يجب ان توزع على الكفاءات. المحاصصة بشكلها الحالي, هي مجرد ادارة سخيفة لموارد العراق البشرية. ادارة العراق عن طريق قوانين منصفة وعادلة تقودها الكفاءة عن طريق خطط توظيف عادلة هي ما يحتاج العراق.



#احمد_جليل_البياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسة الاداء الحكومي (2) : التعليم والتعيين
- دراسة الاداء الحكومي: سقوط عبد المهدي: سقوط الشعارات ومانيفس ...
- أنطولوجيا الباحث وتأثيرها على نتائج البحوث: ريتشارد داوكنز م ...
- حكومة الامام علي: بماذا ولماذا اخفقت
- اللاوسطية في منتج سعيد ناشيد -الحداثة والقرآن-
- لماذا نفشل دائما؟


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد جليل البياتي - دراسة الاداء الحكومي (3) : الوطنية العراقية