أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد جليل البياتي - لماذا نفشل دائما؟














المزيد.....

لماذا نفشل دائما؟


احمد جليل البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 6535 - 2020 / 4 / 12 - 14:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تظاهر العراقيون في مناسبات عديدة اخرى ضد الفساد وسوء الادارة والتخطيط مستغلين حرية التعبير التي اكتسبت ضمن حدود معروفة بعد سقوط النظام الصدامي البعثي . اخر هذه الاحتجاجات حدث في الأهر القليلة الماضية, حيث اتخذت هذه الاحتجاجات منحنى مختلف تميز باستمراريته وكذلك بحضور وتأييد واسع من أطياف الشعب المختلفة وخصوصا" في المناطق ذات الأكثرية الشيعية من البلاد مما أكسب المظاهرات زخما" مضاعفا" لأبتعادها عن النفوذ البعثي والتكفيري. ظهر هذا التوجه واضحا" في هتافات الجماهير وشعاراتهم المناهضة للبعث ودول التكفير بالاضافة الى الفساد و سوء الأدراة والتخطيط . أما المحافظات ذات الاغلبية السنية التي عانت الكثير نتيجة المغامرات السابقة فلم تشارك في التظاهرات وأكتفت بالتأييد وهذا نتيجة لما ألت اليه احتجاجات هذه المحافظات في السابق من تهجير ودمار. الاحتجاجات في العراق مثلت رغبة الجماهير في الانعتاق من براثن الجهل والفقر والفساد وهي استمرار لرغبة الشعوب العربية التي افرزت الربيع العربي. هذا الربيع الذي ولد بعوق دائمي وتشوه خلقي. الرغبة في الانعتاق من الجهل والفساد ليست جديدة وانما كانت حاضرة في وعي واحلام الشعب للعقود مضت حيث اقترنت هذه الرغبة للأسف بتاريخ طويل من القمع والدم. حيث كانت هذه الرغبة والشعارات المرتبطة بها ممر للأنقلابات العسكرية التي شهدها العراق و مكنت الجيش من الملكية الدستورية ومكنت الحرس القومي من رقاب الشيوعيين واخيرا" صدام وجماعته من العراق كاملا". بالمحصلة, هذه الرغبة وهذا النضال الطويل الدامي لم يقدم للشعب العراقي الكثير, فما زال الجهل والفساد وفقر الخدمات هو المسيطر. هذا النضال الذي رفع رايته ألاف من الشرفاء الصادقين عبر السنين لم يؤتي أوكله لليوم بالرغم من التضحيات والاحلام والألام والدماء التي رافقته. بالعكس, ان هذه الرغبة الصادقة كانت ممرا" لما هو اسوء, كما حدث في الاعتصام الطلابي الكبير عام 1962 الذي استغله البعث للقيام بأنقلاب شباط الأسود. فأين يمكن الخلل؟
لطالما أستوقفتني مقولة المفكر المصري حامد نصر ابو زيد, أن الحضارة العربية الأسلامية هي حضارة نص لأنها تتمحور حول النص الذي هو القرأن الكريم والنصوص المنسوبة للرسول وغيرها من النصوص التي قدسها العرب والمسلمون. النص أصل حضارة العرب ولذا تستهوينا الشعارات وتحركنا العواطف بدل الأفعال والاعمال. ألم يقتل المتنبي بسبب شعره؟ ألم يتباهى أحمد سعيد عبر الأذاعة المصرية والصحاف عبر القنوات العراقية والعالمية بالانتصارات الميدانية والصمود الاسطوري بينما كان الواقع يروي الانهزامات المدوية والانتكاسات المتكررة؟ توفيق الحكيم في كتابه "عودة الوعي" كان يصف عصر جمال عبد الناصر ب: "عصر حلت فيه الحناجر محل العقول."
نضالنا نضال لا ينضج و تضحياتنا لا تثمر ما دام الكلام هو أقصى انتاجاتنا وليس الفعل والتخطيط. يتظاهر الشباب ويقتل فنستنكر ونطالب بالعدالة ونقيم حفلات التأبين على أرواحهم لنبكيهم ونروي بطولاتهم ثم نمضي لنرثي الشهيد التالي بالاشعار ودعوات الثأر والانتقام. غياب الاستراتيجة والتخطيط وأعلاء الشعارات ليس مجرد خطأ عابر وانما خطا قاتل كلف الجماهير الكثير وسيكلفها الكثير. هناك حاجة ملحة الى بحوث ومراكز تخطيط يقودها ناشطون وباحثون وهذا ما نفتقده وبشده. ففي كل الاحوال, الحلول الصحيحة المستديمه تأتي بعد تشخيص الخلل بشكل واضح وسليم وهذا ما تحاول هذه المقالة الاِشارة أليه.



#احمد_جليل_البياتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- في تركيا.. لماذا استئجار هذه الفيلا الفاخرة قد يكلفك 50 ألف ...
- فيديو يُظهر اللحظات الأولى بعد تحطم مقاتلة شبح أمريكية من طر ...
- -أمر مفجع-.. شاهد كيف وصف زعيم الجمهوريين بمجلس النواب الأمر ...
- فيضانات مفاجئة تُخلف دمارًا في سوتشافا شمال رومانيا: 2500 مت ...
- بعد إعلان نيتها الاعتراف بدولة فلسطين.. ترامب: خطوة كندا تجع ...
- زيلينسكي يصف المهاجمين بـ -الإرهابيين-.. قتلى بينهم طفل في ق ...
- في مواجهة رسوم ترامب.. الرئيس البرازيلي يتعهد بالدفاع عن سيا ...
- ترامب ينتقد وماكرون يرحب.. كندا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطيني ...
- روسيا تعلن السيطرة على مدينة تشاسيف يار الاستراتيجية شرق أوك ...
- قتلى بقصف روسي على كييف وموسكو تعلن السيطرة على مدينة أوكران ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد جليل البياتي - لماذا نفشل دائما؟