أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد جليل البياتي - التطرف الإسلامي: هل هو نتاج عبد الناصر وأشباهه أم سيد قطب وأشباهه














المزيد.....

التطرف الإسلامي: هل هو نتاج عبد الناصر وأشباهه أم سيد قطب وأشباهه


احمد جليل البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 6652 - 2020 / 8 / 20 - 22:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يؤرخ الكثير بداية التطرف الإسلامي مع صعود الاخوان المسلمين وخصوصا سيد قطب وكتابه معالم على الطريق. ذاك الكتاب الذي جهل المجتمع الإسلامي ودعا الى العودة الى عصور الانتشار الإسلامي على يد رجالات الإسلام الأوائل. دعوة قطب للبعث الإسلامي, كما أسماها, دعوة وضعت في حسابها الرصيد الضخم من العلم والثقافة والأنظمة التي ابتدعتها العبقرية الاوربية, كما يسميها سيد قطب, ومدى ابتعاد العالم الإسلامي عنها. أدراك سيد قطب واقع الامة المتأخر بقرون عن العبقرية الاوربية جعله يفكر في عن مؤهلات أخرى لنهضة الامة كما عبر في كتابه معالم على الطريق (الصفحة 7 – طبعة وزارة المعارف في السعودية عام 1979). ولم يجد قطب مؤهل غير العقيدة والمنهج الإسلامي الأصيل المتمثل في حاكمية الله لا حاكمية البشر لبعث الامة. ولكن هذا المؤهل لابد له من طليعة تماثل جيل الصحابة لترفع الجهل عن الأمة. لحد الان لم يأت قطب ب جديد خلا كلمة جاهلية فهذا ما يردده الكثير من المسلمين وحتى غير المسلمين وهم ينتظرون المخلص الديني. ولكن المهم والاساسي في دعوة سيد قطب هو قوله إننا سندعو الناس الى ما نراه صحيحا" ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر في الصفحة 158.كذلك لم ينس قطب الواقعية الحركية للدين كما يسميها حيث إن لكل مرحلة وسائل مكافئة لمقتضياتها وحاجتها الواقعية (صفحة 57).
لم يكن سيد قطب داعشي في كتابه معالم على الطريق يدعوا الى أجبار الناس على افكاره وقتل المخالف وانما واقعي مدرك لظروف عصره ضمن فهمه للإسلام ولعوامل نهضة مجتمعه التي نختلف معه فيها. فهذه الامة لن تنهض بالعودة الى الخلف وانما بتتبع اسرار نهضة الأمم فلم يكن لدين دور مهم كما يتخيله البعض في نهضة الأمم اليوم والاهم انه لم يكن عاملا معطلا" أيضا.
أن كان الأمر كذلك فلما وكيف حدث التطرف الإسلامي؟ التطرف بطبيعته يعيش في الهامش أي في أطراف المجتمعات الإسلامية مثل الخوارج الذين عاشوا بعيدا" عن مراكز الحضارة الإسلامية نتيجة لتطرفهم. عندما ينتقل التطرف الى مراكز المدن مثل نينوى في العراق والرقة في سوريا وغيرها من المدن. يقول المؤرخ والباحث محمد عابد الجابري ان التطرف عندما ينتقل الى المركز فهذا مؤشر لوجود خلل في المجتمع نفسه مثل افتقارها للديمقراطية والحرية والمساواة وغيرها من الأمور التي تضمن الاستقرار في المركز. بالنتيجة لم يقتل سيد قطب جمال عبد الناصر وانما قتل جمال عبد الناصر سيد قطب، ولم يقتل محمد باقر الصدر صدام حسين وانما العكس ونفس الشيء حدث بين مرسي والسيسي. اذن نحن امام اقصاء وظلم واحتكار لجميع افراد المجتمع من قبل أنظمة عسكرية مخابراتية افقدت مجتمعاتنا كل مقومات الحياة ما خلا تمجيد الرئيس والقائد والأمير والملك. وهكذا سمحت هذه الأنظمة الناصرية واتباعها الصدامية والأسدية في انتاج اسلام متطرف لا مجال له لتعبير عن أفكاره غير السلاح والتنظيمات السرية. قدمت هذه الأنظمة الشمولية المجال لهذه المنظمات لنمو في السر والتعاطف الشعبي مما سهل انتقالها للمركز. فأساس التطرف الإسلامي هو عبد الناصر وأشباهه وليس قطب وأشباهه.
طبعا، لا بد من وجود أكثر من سبب لنتيجة واحدة، وطبعا قد تكون لكتابات سيد قطب الغير ناضجة دور في التطرف الحالي ولكن هذا موضوع اخر.... مسألة هامشية أمام أنظمة القتل والتهميش وتجهيل المجتمعات.



#احمد_جليل_البياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غدير خم وأثرها المعاصر
- دراسة الاداء الحكومي (6) : الدين و الدولة
- دراسة الاداء الحكومي (5) : الأبتعاث الخارجي لطلبة الدكتوراه ...
- دراسة الاداء الحكومي (4) : ماذا فعل عبد الكريم قاسم بالعراق؟
- دراسة الاداء الحكومي (3) : الوطنية العراقية
- دراسة الاداء الحكومي (2) : التعليم والتعيين
- دراسة الاداء الحكومي: سقوط عبد المهدي: سقوط الشعارات ومانيفس ...
- أنطولوجيا الباحث وتأثيرها على نتائج البحوث: ريتشارد داوكنز م ...
- حكومة الامام علي: بماذا ولماذا اخفقت
- اللاوسطية في منتج سعيد ناشيد -الحداثة والقرآن-
- لماذا نفشل دائما؟


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد جليل البياتي - التطرف الإسلامي: هل هو نتاج عبد الناصر وأشباهه أم سيد قطب وأشباهه