أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الهيموت عبدالسلام - قول في السياسة














المزيد.....

قول في السياسة


الهيموت عبدالسلام

الحوار المتمدن-العدد: 6784 - 2021 / 1 / 10 - 18:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1/ لا يعود ضعف الممارسة السياسية في المغرب فقط
للعزوف والشعور بالإحباط والخذلان من السياسة ومن ممارسيها والخوف من الاعتقال وطغيان القمع والتضييق وانغلاق النسق السياسي وتكريس السياسة بميزان القبيلة والزاوية وانصراف الكثير للتجارة والفن والرياضة والعمل الجمعوي وتحويل السياسة لغنيمة وأداة لتوسيع قاعدة الطبقة المسيطرة ، هذه بعض العوامل فقط لمقاربة ضعف الممارسة السياسية في المغرب.
2/ينبغي ألا يصدمنا أن الذين يمارسون السياسة في المغرب وفي كل دول العالم هم مواطنون تحكمهم نزوعات نفسية مثل الطمع والطموح والحاجة والولاء والغيرة والتملك والثأر ،والنوازع هي المادة الأولى للسياسة ممارسة وتنظيرا والنوازع هي أساس الاجتماع والسياسة كما يقول العروي ، النوازع النفسية من طموح و حاجة و ولاء وطمع وخوف هي محددات أساسية في الممارسة السياسية حسب المدرسة الواقعية التي يتزعمها ميكيافيلي (الغاية تبرر الوسيلة) وهوبز (الإنسان ذئب لأخيه الإنسان ) ومننتسكيو وابن خلدون (ليس كل امرئ مالك لنفسه ) ويعني ابن خلدون بذلك أن المجتمع البشري فيه حاكم ومحكوم، وتابع ومتبوع ،وسيد وخادم، وشيخ ومريد ،ومعلم ومتعلم ،وبالغ قاصر ...
للتدليل على أن السياسة تمارس بمنطق النزوعات النفسية أن أغلب من تزعم الحركة الوطنية المغربية ينحدرون من الطبقة البورجوازية الذين انتفعوا من الحماية وحين استعاد المغرب استقلاله الشكلي تزعم وانتفع الوطنيون الجدد حين لم تستوعب الدولة كل الوطنيين المنتفعين فتحولوا إلى معارضة بدعوى الدفاع عن الأغلبية الصامتة والمنسية في الجبال والأرياف ، نوازع الطمع والانتفاع هو من كان وراء ظهور الانشقاقات الكثيرة في الأحزاب وفي صراع الأحزاب مع شبيبتها التي غالبا ما يتم حلها بإدخال بعض قيادات الشبيبة إلى الدواوين أم المجالس .
حتى صراع الطبقات في الماركسية هدفه استيلاء الفقراء على ثروة الأغنياء وعل سلطتهم ، وتحدث لينين عن الرشوة التي قدمتها الدول الإمبريالية والاستعمارية لزعماء النقابات والتي تدخل في طمع هذه الزعامات الأرستقراطية.
يتحدث العروي في كتابه "ديوان السياسة" في سياق نزوع الطمع أن "يوليس قيصر " كان قد احتكر كل السلط والثرواث و استمال حتى وجدان الفقراء ، فتآمر على القيصر بعض النبلاء والمقربين منه واغتالوه ، فقام المساعد الأول للقيصر "ماركس أنطونيوس" وقام بتأليب الشعب على قاتلي القيصر بدعوى أن القيصر أوصى بجل ما ترك من ثروة للمحرومين ،وهكذا اشترى يوليس قيصر ولاء الغوغاء حيا وميتا .
ما يفسر كذلك أن السياسة نزوعات نفسية أن الفاشية والنازية قادت المعوزين والفقراء والعمال كذلك بدعوى حمايتهم من البورجوازية والعزف على وتري القومية والوطنية،وتسيطر حاليا الأنظمة الفاشية والشعبوية على ربع الاتحاد الأوروبي وتتقدم نفس الأحزاب انتخابيا في جميع دول أوربا وتصويت 75 مليون صوت في الولايات المتحدة الأمريكية على ترامب رغم عنصريته وغطرسته ودعمه الانقلابات والاغتيالات ودعم غير مسبوق للصهيونية وانسحابه من جميع المؤسسات الدولية ...
4/ في مقابل نزوعات الطمع والطموح والعدوان والغيرة التي تُبنى على الحيوانية والغريزة هناك نزوعات العفة والشرف والشجاعة والعطف والتضامن والقناعة وأن الإنسان خير بطبعه وأن الظروف التي تفسده ،وهي نزوعات تنتمي للمدرسة العقلية التي شيدت نظريتها على أساس الفرد الحر العاقل الفاضل الخيٌر المنفصل عن الحيوانية والمتحكم في نزوعاته وفي قيادة هذه المدرسة روسو ،وجون لوك، واسبينوزا والفارابي ،هذه الفئة من الناس في مجتمع التي تطغى فيه نوازع الطمع والعدوان والثأر والتملك تبدو في أخلاقها أقرب للرهبانيات والزوايا والتصوف ، هذه الفئة توجد في كل المجتمعات هي من تعطي للسياسة مبادئها ونبلها وهي من أكثر فئات المجتمع تضحية وقناعة وتعقلا وعملا وشجاعة واستقلالية .
إن الصراع بين الفئتين هو صراع بين الحيوانية وبين العقل ، وبين الغريزة والعقل، وبين التبعية والاستقلال ،وبين الولاء والمواطنة ،وبين الطمع والقناعة، وبين التحرر والاستعباد ..
إنه صراع بين الطبائع البشرية التي تعود في جذورها إلى التربية الأولى أو تربية الأم كما يقول العروي وما السياسة سوى تهذيب للنفوس وليس تغييرا للطبائع.



#الهيموت_عبدالسلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العصبية العرقية
- لا مجال
- فرنسا وتركيا والإرهاب
- نهاية كوفيد 19 أم نهاية الرأسمالية المتوحشة ؟
- ثورة الجهل
- ما معنى أن تكون أسودا في أمريكا
- أسلافنا المزارعون
- عودة التأميم تكتيك أم استراتيجية
- ضحايا جائحة كورونا
- الخفاش الصيني أم الجوع الكافر ؟
- حين يساهم تجار الدين في نشر وباء كورونا
- أمراض الفيسبوك
- وباء كورونا أم وباء الفقر؟
- أمبراطورية الفايسبوك : معطيات إحصائية
- لعب الكبار
- حول جرائم البنوك
- التفاهة المغربية
- لدعاة التطبيع
- من المسؤول عن تهديد الكرة الأرضية بالزوال : النظام الرأسمالي ...
- إحصائيات حول الإرهاب والعنف والكراهية والاندماج والتعايش... ...


المزيد.....




- حفلات زفاف على شاطئ للعراة في جزيرة بإيطاليا لمحبي تبادل الن ...
- مباحثات مهمة حول القضايا الدولية تجمع زعماء الصين وفرنسا وال ...
- الخارجية الروسية تستدعي سفير بريطانيا في موسكو
- الحمض النووي يكشف حقيقة جريمة ارتكبت قبل 58 عاما
- مراسلون بلا حدود تحتج على زيارة الرئيس الصيني إلى باريس
- ارتفاع عدد قتلى الفيضانات في البرازيل إلى 60 شخصًا
- زابرينا فيتمان.. أول مدربة لفريق كرة قدم رجالي محترف في ألما ...
- إياب الكلاسيكو الأوروبي ـ كبرياء بايرن يتحدى هالة الريال
- ورشة فنية روسية تونسية
- لوبان توضح خلفية تصريحات ماكرون حول إرسال قوات إلى أوكرانيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الهيموت عبدالسلام - قول في السياسة