أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - البطالة بين اصحاب الشهادات العليا في العراق اهدار للكفاءات الوطنية














المزيد.....

البطالة بين اصحاب الشهادات العليا في العراق اهدار للكفاءات الوطنية


عادل عبد الزهرة شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6784 - 2021 / 1 / 10 - 10:39
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


منذ 2003 والى اليوم عجزت الحكومات العراقية المتعاقبة في معالجة مشكلة البطالة في العراق ما ادى الى تفاقمها , وبحسب آخر الاحصائيات التي اصدرتها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية فإن عدد العاطلين عن العمل في العراق بلغ نحو ( 1,6) مليون شخص وبفئات مختلفة بينهم ( 10) من حملة الشهادات العليا, وبحسب احصائيات الأمم المتحدة فإن اكثر من 45 ألف شخص يتخرجون سنويا في الجامعات والمعاهد في العراق . وفي سنة 2019 كان هناك 50 ألف خريج وتم تعيين نحو الفين فقط من هذا العدد , وهذا يبين حجم المشكلة الكبير والتحدي امام الحكومة التي بينت انها غير قادرة على تعيين أي شخص ( عدا ابناء المسؤولين واقاربهم !).كانت نسبة البطالة في العراق عام 2019 ( 22%) الا انها ارتفعت الان لتصل الى اكثر من 40% نتيجة تفشي جائحة كورونا .
ويعود السبب في ارتفاع نسبة البطالة في العراق وتفاقمها المستمر الى سوء الادارة وتفشي الفساد وغياب الرؤى الاستراتيجية اضافة الى نهج المحاصصة الطائفية الاثنية المعتمد وعدم فتح المجال امام الاستثمارات الأجنبية, واعتماد الاقتصاد الريعي الوحيد الجانب الذي يعتمد على تصدير النفط الخام والحصول على العوائد المالية وبنسبة 95% وتهميش القطاعات الانتاجية الاخرى كالصناعة والزراعة والتعدين والسياحة وغيرها , الى جانب احتلال داعش لثلث الأراضي العراقي وتسببه في تدمير المدن التي احتلها وتهجير سكانها مما زاد من عدد العاطلين عن العمل .
ان تفاقم البطالة بين اصحاب الشهادات العليا من الشباب وحرمانهم من الحصول على فرص للعمل في الوقت الذي يتعين فيه ابناء كبار المسؤولين من الأحزاب المتنفذة واقاربهم على الرغم من عدم حصولهم على الشهادة والمؤهلات اللازمة , دفعت بهم الى التظاهر امام مقر رئاسة الوزراء وامام الوزارات المختلفة كوزارة النفط والكهرباء والتعليم العالي والصحة وغيرها اضافة الى طرقهم ابواب القطاع الخاص لأجل الحصول على العمل ولكن دون جدوى . وهذا ما دعاهم الى تنظيم الوقفات الاحتجاجية والتظاهرات والاعتصامات للمطالبة بفرص العمل وتشريع قانون التعيين المركزي لحملة الشهادات العليا اضافة الى تخصيص الدرجات الوظيفية ضمن حركة الملاك الوظيفي لحملة الشهادات العليا .
ان المشكلة في تفاقم البطالة بشكل عام في العراق لا تكمن في نقص الموارد المالية وانما في سوء الادارة وتفشي الفساد , فموازنة البلاد تجاوزت في الماضي القريب مئة مليار دولار ومع ذلك فالبطالة باقية ولم تعالج . اضافة الى حرمان خزينة الدولة من الموارد المالية لكثير من المصادر بسبب الفساد مثل موارد المنافذ الحدودية الكبير وموارد التعريفات الجمركية والضرائب وموارد النفط المهرب وغيرها . ويرى البعض ان الطبقة السياسية في العراق تعاملت مع فرص التوظيف كمكاسب حزبية لتوسيع قاعدتها الجماهيرية والاعتماد عليها عند المواسم الانتخابية , واول ما يوعد به النائب المرشح اثناء الدعاية الانتخابية هو الوعد بالتوظيف. ويعتبر العراق من الدول التي يوجد فيها تضخم في اعداد الموظفين والبالغ نحو ( 7 ) ملايين موظف ما تسبب في انفاق نحو 70% من الموازنة المالية السنوية كرواتب واجور . وهذا مرتبط بسوء التخطيط وسوء الادارة وتعيين الأحزاب المتنفذة للمقربين والمؤيدين خلافا لقانون الخدمة المدنية رقم 24 لسنة 1960 المعدل .
اصبحت البطالة في العراق نتيجة عوامل اقتصادية وسياسية واجتماعية استشرت وتعمقت جذورها في الاقتصاد العراقي بعد 2003 , واصبحت ظاهرة لا يمكن تجاهلها او تركها لآليات سوق العمل , اذ أن ارتفاع معدلاتها يمثل احد المؤشرات الدالة على تدهور الوضع الاقتصادي وغدت مشكلة ذات ابعاد اقتصادية واجتماعية تعبر بوضوح عن عجز في البنى الاقتصادية وعن خلل اجتماعي على الصعيد الوطني وتمثل آفة اجتماعية خطيرة تعطل القدرات البشرية وتبدد فرص النمو والرفاه الاقتصادي , وهذا ما دعا الجماهير الشعبية وخصوصا الشباب العاطلين عن العمل الى الانتفاضة في بغداد و البصرة ومدن الجنوب وفي مختلف محافظات العراق مطالبين بتوفير فرص العمل من قبل الدولة بعيدا عن المحسوبية والمنسوبية .
وبهذا الصدد فقد اكد الحزب الشيوعي العراقي في برنامجه على ضرورة ( تبني استراتيجية تنمية مستدامة واعتماد خطط تنموية متوسطة وقصيرة الأجل بالاشتراك مع حكومة الاقليم والحكومات المحلية , تهدف الى توسيع وتنويع وتحديث قاعدة الاقتصاد وتنمية القدرات البشرية والاستخدام العقلاني والكفوء لموارد البلاد بما يحقق مستوى ونوعية حياة افضل لجميع المواطنين. مع وضع سياسة اقتصادية فعالة والقيام بالإصلاحات الضرورية لتأمين ما يقتضيه ذلك من تنسيق وتكامل بين السياسة المالية والسياسة النقدية وتطوير آليات وضع الموازنة العامة وتخطيط وتنفيذ البرامج الاستثمارية , مؤكدا على توظيف العوائد النفطية لأغراض الاستثمار والتنمية بالدرجة الأساسية , ومكافحة البطالة باعتبار ذلك من الأهداف الرئيسية للسياسة الاقتصادية وتنفيذ قانون الخدمة المدنية العامة وتشكيل مجلس الخدمة الاتحادي على صعيد السلطة الاتحادية وسلطات الاقليم والمحافظات وايجاد الضوابط والآليات التي تضمن التوظيف على اساس التكافؤ والنزاهة والمهنية والكفاءة .) . فهل ستعالج الورقة الحكومية البيضاء بطالة اصحاب الشهادات العليا وتنصفهم ؟ أشك بذلك...



#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يقف وراء تراجع سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار ؟
- هكذا حال البصرة العاصمة الاقتصادية للعراق وميناؤها الوحيد
- كيف تطورت كوريا الجنوبية ؟ وكيف يمكن للعراق الاستفادة من تجر ...
- تعزيز دور الكومبرادور التجاري والفئات الطفيلية في العراق
- الاقتصاد العراقي أسير تذبذب أسعار النفط العالمية
- هل توجد تنمية اقتصادية - اجتماعية في العراق ؟ وما هي مؤشراته ...
- هل القطاع العام في العراق بحاجة الى تأهيل ؟ وما هو موقف الحز ...
- كيف يمكن تنويع مصادر دخلنا في العراق؟
- من له الدور الأول والأخير في تدمير الاقتصاد العراقي ؟
- الفقر احد الأنجازات المهمة للحكومات العراقية المتعاقبة منذ 2 ...
- هل يساهم القطاع المصرفي في العراق بتحقيق التنمية الاقتصادية ...
- حاجة العراق للاستثمار الخارجي ولكن بشروط
- الى متى تبقى الجوانب السلبية في الاقتصاد العراقي ؟
- الآثار الاقتصادية لمشاكل انهار العراق والمعالجات المطلوبة
- ماذا تعني الطائفية في العراق ؟
- هل توجد وصفة جاهزة للأشتراكية ؟
- خصخصة التعليم في العراق كبديل عن التعليم الحكومي المجاني
- تفشي الأمية في العراق احد الانجازات المهمة للحكومات المتعاقب ...
- هل توجد البنى التحتية اللازمة في العراق للربط الكهربائي مع د ...
- هل حول العراق نفطه الخام الى منتجات نفطية لسد الحاجة المحلية ...


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - البطالة بين اصحاب الشهادات العليا في العراق اهدار للكفاءات الوطنية