أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هرمز كوهاري - الدكتور علي الوردي يناقش الماركسية من خلال الدين















المزيد.....



الدكتور علي الوردي يناقش الماركسية من خلال الدين


هرمز كوهاري

الحوار المتمدن-العدد: 6777 - 2021 / 1 / 3 - 15:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدكتور الوردي يناقش ...
موقف الماركسية من الدين
[ 7 ]

تقديم وتعليق
هرمز. كوهاري

كتب الدكتور علي الوردي في هذا الموضوع فقال :
" لماركس رأي معروف في الدين حيث وصفه بانه " أفيون الشعوب " وقد تابعه انجلز في هذا الرأي ، ثم جاء لينين بعدئذ فأوضحه وزاد عليه وسأحاول في هذا ،مناقشة هذا الرأي من الناحية الاجتماعية ! "

حول ظاهرة التدين
اما الوردي يعلق ويقول : "ان ظاهرة التدين في المجتمع البشري ليست بمثل هذه البساطة بحيث يمكن الحكم عليها بانها أفيون الشعوب ونكتفي به انها في الواقع اكثر عمقا من ذلك" .
ثم يضيف : " عاش ماركس في بيئة ثقافية كانت نزعة التدين ضعيفة فيها، فادى ذلك به الى التصور ان الدين امره هين وان في مقدور البشر الاستغناء عنه ، انه غفل عن حقيقة اجتماعية كبرى : هي ان التدين ليس أمرا طارئا ! 0على الطبيعة البشرية بل يتبع من حاجة عميقة فيها ، وربما صح القول ان النفس البشرية ، بل ينبع من حاجة عميقة فيها ،وربما صح القول ان النفس البشرية تحتاج الى التدين في بعض الأحيان كمثل ما يحتاج البدن الى الغداء !! ( لنا تعليق لهذا ادناه ) "

ويسترسل الوردي ويقول : "و ان التدين ظاهرة اجتماعية عامة موجودة في جميع الشعوب حتى أشدها بدائية ، ولم يجد الباحثون في اية بقعة من بقاع الارض شعبا ليس له دين على وجه من الوجوه ويعزى سبب ذلك الى ان الانسان مهدد بالأخطار ومحاط بالمشاكل دائماً ، وهو اذن
في حاجة الى عقائد وطقوس دينية تساعده على مواجهة تلك الاخطار والمشاكل وتبعث في نفسه الطمأنينة تجاهها ."
والكلام لا زال للوردي : " ان الحيوان ليس في حاجة الى التدين لانه يعيش في لحظته الحاضرة ،وليس له قدرة على التفكير فيما يأتي من الايام من خطر او مصيبة .
ولا يمكن ان نقول هذا عن الانسان حين يواجه مختلف المشاكل والأخطار في حياته ، فهو
لا يستطيع ان يبق قابعا في لحظته الحاضرة تجاهها ،ان يفكر قبل كل شيء في الطريقة التي تنقذه منها ،فاذا شعر بالعجز عن ذلك لجأ الى العقأئد والطقوس الدينية من اجل الحصول على العزاء والسلوى او الصبر والتحمل وقوة العزيمة ."
ويواصل الوردي ويقول : " اذا جاز لنا ان نقول عن الدين بانه أفيون الشعوب على نحو ما قال ماركس ، جاز لنا ان نقول ايضا انه أفيون ضروري !! لا يمكن ان تستغني الشعوب عنه . فاذا منعنا الشعوب عنه لجأت هي الى مخدر من نوع آخر للاستعانة به على مواجهة الحياة وأخطار. "
وقد يعترض معترض فيقول : " ان المفكرين الكبار من البشر لا يستطيعون الاعتماد على الدين الذي لا يخلو من الحكايات والأساطير والخرافات التي لا يقبلها العقل السليم ولولا الترغيب والترهيب لما صدق بها حتى اولئك المؤمنون !! لأنهم لا يشعرون بالثقة والطمأنينة مما جاءت به الاديان من طقوس وعقائد المفكر " .

يرد الوردي ويقول :
" ان هذا اعتراض وجيه ، لكننا يجب أن لا ننسى ان المفكرين الكبار من هذا الطراز قليلون جدا ، وهم لا يؤلفون من مجموع البشر سوى نسبة ضئيلة جدا ، نحن لا ننكر ان هذه النسبة تزداد بتقدم الحضارة ، انما هي لا يمكن أن تكون كبيرة في اي حال من الاحوال ، أن اكثر الناس عاميون في تفكيرهم وسيظلوا عاميين الى ما شاء الله ، ومعنى ذلك انهم سيبقون في حاجة الى التدين على وجه من الوجوه ."

" هناك اعتراض اخر قد تواجهه في هذا الصدد ، هو ان البشر ربما تمكنوا في المستقبل من حل جميع مشاكلهم ، ودرء جميع الاخطار التي تهددهم ، وهم اذن لن يكونوا في حاجة الى التدين ، الواقع اننا نتمنى أن يصل البشر الى هذه المرحلة السعيدة في المستقبل ، ولكن القرائن تشير الى أن هذه المرحلة بعيدا جدا او هي لن تأت أبدا ."
هنا يتمنى الوردي ان يحل العلم محل الدين في درء جميع الاخطار ولن يكونوا بحاجة الى الدين !! ولكن لنسأل الوردي اي اخطار تمكن الدين حماية البشرية منها : الأوبئة الأمراض بأنواعها ام شلل الاطفال ام ، الفياضانات ام الزلازل ، ام لهيب الحر في الصيف او البرد القارص في الشتاء ، ام الموت المبكر الهم اخراج الشياطين بضرب المسكين بالخزرانات ، ام بالدعاء وقراءة الايات ، ولكن رجال الدين قبل غيرهم يهرعون الى الأطباء والمستشفيات بعد ان فشل دينهم في شفائهم !!

ويعترف الوردي ويقول " ان البشر ربما تمكنوا في المستقبل من انشاء نظام يسد جميع حاجياتهم المادية ، كما تنبأ به الما كمسيون ، ولكن هذا النظام غير قادر على اي حال أن ينقذ الانسان من مشاكل الأمراض والعاهات ، او مشاكل الخيبة في الحب او الطموح ،وهو قبل كل شيء لا يستطيع إنقاذ الانسان من مخالب الخطر الأعظم الذي يهدده دائماً - وهو الموت !."

ويقول الوردي ايضا " نلاحظ أن المتدينين حين يتقدم بهم العمر ، ويقتربون من الموت ، يلجأوون الى الله بلهفة يسألونه أن يغفر لهم ذنوبهم الكثيرة التي اقترفوها في ايام شبابهم ، وتراهم يصلون ويحجون ويزورون ، ويقرأون الادعية ، ويكثرون من التسبيح ، وهم واثقون أن القصور الرائعة تبنى لهم في الجنة وهي مليئة بحور العين والولدان المخلدون وانهار الخمر والعسل وانهم سينتقلون اليها بعد موتهم مباشرة !!"

ثم يضيف : حين نقارن هولاءالمتدينين بالملحدين الذين يشعرون بانهم يقتربون من الفناء يوما بعد يوم تدرك الفرق الكبير بينهم ، فهؤلاء سعداء وأولئك أشقياء وقد صدق سلامة موسى حين قال : اني احسد المؤمنين !! .

لينين والدين
ثم ينقل الوردي عن لينين : " كان موقف لينين أوضح من موقف ماركس وأشد تأكيدا ، وقد بلغ به الامر الى درجة انه شجع الماركسيين الى الدعوة الى الالحاد ومكافحة الاتجاهات الدينية بين الناس فهو يقول ذلك ما نصه : ء" ان برنامجنا قائم كليا على الفلسفة العلمية المادية الصارمة ، ولكي نشرح برنامجنا يتحتم علينا أن نشرح الجذور الحقيقية ، التاريخية والاقتصادية للضباب الديني ،ان دعايتها يجب ان تكون بالضرورة مشتملة على الدعاية للإلحاد ."
ويعلق الوردي عرض رأي لينين : " وتحقيقا لهذه الغاية فان نشر الادبيات العلمية التي منعها ولاحقها بقسوة الى اليوم ..... الاقطاعي يجب ان يبح الان مهمة من مهمات حزبنا ، وربما كان علينا ان نطبق النصيحة التي أسداها انجلز يوما للاشتراكيين الالمان : ترجموا وانشروا
بين الجماهير أدب القرن الثامن عشر الفرنسي الملحد والمضاد للتضليل "
وقال لينين ايضا :
... ان الأساس الفلسفي للماركسية ، كما أعلنه ماركس وانجلز مرارا، هو المادية الديالكتيكية التي تبنت تماما التقاليد التاريخية لمادية القرن الثامن عشر في فرنسا ومادية فيورباغ في المانيا ،وهي مادية بلا جدال ، ملحدة ومناهضة بإصرار لجميع الاديان ..! ان الدين أفيون الشعوب - هذا القول المأثور لماركس- هو حجر الزاوية لمجمل وجهة نظر الماركسية حول الدين ، لقد نظرت الماركسية دائماً الى الاديان والكنائس وجميع المنظمات الدينية كأدوات بيد الرجعية البرجوازية للدفاع عن الاستغلال ولتسميم عقل الطبقة العاملة .
هنا ينصح الوردي ويعتب على الماركسية. ويقول ! :
" اني اعتقد ان هذا الموقف المعادي الذي اتخذته الماركسية تجاه الدين قد أضر بها ضررا كبيرا حيث اتخذ خصومها ذلك سلاحا بايديهم حاربوا الماركسية به به دون ان تجني هي منه نفعا يوازي هذا الضرر ،و يبدو ان لينين فطن الى ذلك ،ولهذا رأينا ينصح الماركسيين بأن يتبعوا في دعاياتهم الإلحادية طريق الحكمة "
يقول اي لينين :
" يجب ان نكون حريصين للغاية في نضالنا ضد الاوهام الدينية، اذ ان بعض الناس يسبب اذى كبيرا في هذا النضال عندما يسيء الى المشاعر الدينية ..ان الجذر الأعمق للوهم الديني هو البؤس والجهل ، وذلك هو الشر الذين نحاربه "
ويأتي لينين بمثل على ذلك حيث يصور لنا منطقة صناعية تضم فئتين من العمال احدهما متدينة والأخرى ملحدة ، فاذا حدث إضراب في تلك المنطقة وجب على الماركسي ان يكرس جهده لانجاح حركة الإضراب وان لا يتعرض للدين بشيء"

،يقول لينين : "ان الدعاية الإلحادية في مثل هذه الظروف يمكن ان تكون مؤذية وغير ضرورية لانها تشق صفوف العمال وتقدم البرجوازيين ورجال الدين سلاحا يستخدمونه في مناوئة الحركة ثم يضيف لينين في ذلك قائلا ما نصه :
" ان الماركسي يجب ان يكون ماديا ، اي عدوا للدين ولكن يجب ان يكون ماديا ديالكتيكيا، اي ناظرا الى النضال ضد الدين ليس بطريقة تأملية اي ليس على اساس الدعاية المجردة من النظرية المحضة الثابتة أبدا ، وانما بطريقة ملموسة على اساس الصراع الطبقي الدائر فعليا الذي يثقف الجماهير اكثر وأفضل من اي شيء اخر .."

يعلق الوردي على قول لينين هذا ويقول :
الواقع ان قول لينين هذا يثير فينا الاستغراب، فهو يوصي الماركسيين بأن يتجنبوا الاساءة الى المشاعر الدينية في وقت الإضراب ،وقد كان الاحرى ان يوصي الماركسيين بأن يتجنبوا الاساءة الى المشاعر الدينية في كل زمان ومكان . نراه يركز اهتمامه لأنجاح حركة الإضراب في منطقة صناعية محدودة ويغفل عن نجاح الحركة الشيوعية في العالم كله ، ان السواد الأعظم في العالم متدينون وهم اولى برعاية طبعا من تلك الفئة الصغيرة من العمال .
والكلام لا زال للوردي : الملاحظ ان الحكومات الاشتراكية أخذت تتبع تجاه الدين طريقة اخرى غير التي قال بها لينين ، فهي اليوم تراعي المعابد وتحترم الطقوس الدينية وحين تزور الوفود الأجنبية بعض البلدان الاشتراكية يذهبون بهم لمشاهدة المعابد والمساجد لكي يدرأوا عن انفسهم تهمة الالحاد ! ولسان حالهم يقول : انظروا كيف نحن نحترم الاديان !
ثم يستمر الوردي ويقول : لقد كان الاحرى بالماركسية ان تتبع هذه الطريقة منذ بداية أمرها ، ولو كانت قد فعلت ذلك لكسبت من الانصار انصار ما كسبوه الان .( لنا تعليق )

هل الدين مخدر ؟
هنا يرد الوردي على هذا القول او المبدأ بان الدين مخدر الشعوب فيقول :
يمكن ان نحصر الأسباب التي دفعت الماركسية الى محاربة الدين في سببين اثنين هما كما يأتي :
اولا :ان الفلسفة الماركسية - كما ذكرنا سابقا -تقوم على اساس الفلسفة المادية التي تؤمن بالمادة وحدها وتنكر ما عداها ،بينما الدين قائم على اساس الاعتقاد بقوى غير مادة كالله والروح والملائكة والوحي وما أشبه .
ثانيا : ان الماركسية تنظر الى الدين نظرتها الى شيء مخدر يضعف عزيمة الطبقات الكادحة في الثورة على مستغليها .
ثم يقول الوردي : لا اريد مناقشة الماركسية حول السبب الاول ، وهو موضوع فلسفي ليس هنا مجاله ، واكتفي بمناقشة السبب الثاني .
ثم يضيف :" الواقع اننا حين ندرس تاريخ الاديان دراسة دقيقة نجد انها لم تكن دائماً مخدرة للشعوب ، وقد يصح ان نقول أن كثيرا من الحركات الدينية كانت في بداية امرها ثورة على النظام القائم ، وقد دل التاريخ ان كل نبي يظهر لابد ان يقاومه سلاطين زمانه او المتنفذون في مجتمعه وقد فطن انجلز ولينين الى ذلك حيث لاحظا ان المسيحية في طورها الاول كانت كانت ذات طابع ثوري ولهذا قاومتها الدولة الرومانية واضطهدوا اتباعها ."
ويستمر الوردي دفاعه عن الدين وهذه المرة عن الاسلام من هذه الناحية ويقول :
" يتضح التابع الثوري للدين الاسلامي بوجه خاص ! اذ ان الاسلام كان في بداية امره ثورة على طبقة المترفين المرابين ! وقد قاومته تلك الطبقة مقاومة شديدة كما هو معروف ، وحين نقرأ القرأن نجد الطابع الثوري واضحا في الكثير من اياته يكفي ان نذكر هنا واحدة منها وهي [" وما أنزلنا في قرية من نذير الا قال مترفوها انا بما أنزلته به لكافرون ]!!"
" لا ينكر ان بمرور الزمن يفقد طبيعته الثورية الاولى ، فينجرف مع الدنيا تحت تأثير السلاطين من جهة ،وتأثير العامة من الجهة الاخرى، لهذا يصبح رجل الدين مضطرا ان يجاري السلاطين في طرفههم وتعسفهم او يجاري العامة في خرافاتهم ، وهذا لا يمنع من قيام حركات دينية جديدة بين حين وآخر تحاول العودة الى ثورية. الدين من حيث محاربة الظلم او الخرافات . "

والكلام لا زال للوردي : " ان انحراف الدين عن طبيعته الثورية الاولى ليس عيب الدين ، بل هو عيب رجال الدين ، يجب ان لا ننسى ان رجل الدين بشر كسائر الناس ،وهو قد أخذ الدين مهنة يرتزق منها على نحو ما اتخذ غيره مهنة اخرى وهو مضطر اذن الى مداراة مصدر رزقه سواء من الحكام او العوام ونحن نظلم رجل الدين حين نطلب منه ان يكون كالنبي ثائرا فمعنى ذلك اننا نطلب منه القيام بموقف ينفر زبائنه منه !."

" ان رجل الدين قد يكون ثائرا حين يجد تشجيعا على الثورة في مصدر في مصدر رزقه ويحدث ذلك في الغالب عندما يثور الرعايا على حكامهم ، فيثور رجل الدين معهم ، فاذا تقاعس عن ذلك هبطت منزلته بين الناس وباء بالخسران ."

ويعودالوردي الى الماركسيين ينصحهم !! فيقول :
" كان الجدير بالماركسيين ان يفهموا هذه الحقيقة الاجتماعية ،! فلا يتورطوا في خطأ محاربة الدين. لقد كان بمقدورهم أن يجتذبوا لصفوفهم رجال. الدين ! بدلا من تنفيرهم عنها ."
ثم يتحول الى نفد رجال الدين نقدا صادما فيقول :
" رأينا في التاريخ سلاطين بلغوا من الدناءة والظلم والترف الدرجة القصوى ولكنهم استطاعوا بالرغم من ذلك اجتذاب رجال الدين الى جانبهم وكذلك راينا بعض العوام بلغوا درجة من القصوى في انتهاك بالسخافات والخرافات ، وقد ايدهم رجال الدين عليها ، او سكتوا عنها ، ومعنى هذا ان الماركسيين كان في مقدورهم اجتذاب رجال الدين الى جانبهم على نحو ما فعل السلاطين والعوام !!. "

ثم ينتقل الى لينين ليقول :
يقول لينين :" لقد نظرت الماركسية دائما الى. الاديان والكنائس وجميع المنظمات الدينية كأدوات بيد الرجعية البرجوازية للدفاع عن الاستغلال ولتسميم عقل الطبقة
العاملة "
ويعلق الوردي على هذا فيقول : لقد فات لينين ان الماركسية قادرة على اتخاذ المنظمات الدينية ادوات بيدها في مكافحة الاستغلال بدلا من. تركها ادوات في يد الرجعية البرجوازية !! فالقضية هي قضية من يداري اكثر او يدفع اكثر !! ولوكانت الماركسية قد فعلت ذلك. لوجدنا كثيرا من رجال الدين يقفون في الصفوف . الأمامية للحركة الماركسية !! ويؤدونها بادلتهم" العقلية " والنقلية ".

(. انتهى الاقتباس من مناقشة الوردي للدين )

—————————

تعليقنا

1- يقول الوردي في اول تعليق له على اهمية الدين للبشر " انه غفل ، اي ماركس ، عن حقيقة اجتماعية كبرى هي ان التدين ليس أمرا طارئا على الطبيعة البشرية وربما صح القول ان النفس البشرية تحتاج الى التدين كما يحتاج الجسم الى الغذاء "

ونحن نقول : ان ماركس احد فلاسفة عصره ومشهود له بذلك فهل يمكن ان يفوته معنى الدين وما هي جذوره وكيف نشأ وتطور الى ان وصَل الينا وما وظيفته وتأثيره في الفرد والمجتمع وكيف ان رجاله يلتزمون جانب السلطات بتبرير شقاء وبؤس الجماهير باعتبارها من إرادة الله اي ان ظلم واستهتار واستخفاف السلطات بحقوق الشعب لا دخل لها في فقر وشقاء الشعب وخاصة الفقراء والكادحين منهم ! كل ذلك عرفها حتى الانسان البسيط في المجتمع الاوروبي منذ ما سمي بالاصلاح الديني ولكن ماركس الفيلسوف لم يدركها !!!؟
هذا من جهة ومن الجهة الثانية لو صح هذا ان كون الدين بهذه الضرورة ضرورة الماء والغذاء ! للإنسان لكان الحاسة الثامنة من حواسه الستة او السبعة التي ترافق الانسان منذ ولادته ولا يحتاج الدين الى التلقين ولكان دينا واحدا لكل البشر كما الحال في الحواس الستة او السبعة فهي واحدة لكل البشر ، و،كما الحال في الغرائز كالجنسية والجوع والعطش التي تفرض نفسها على الكائن الحي رغما عنه ، وقول الوردي" ان الدين كالماء والغذاء للإنسان "! ونحن نقول : هذا اي دين الذي يسبب موت الانسان اذا حرم منه او تخلى عنه شهرا او طيلة عمره كما الحال في الماء والغذا ؟ !!
ثم كيف عاش اجدادنا الانسان القديم مئات الألاف او الملايين من السنين بدون دين لان عمر الاديان لا يتجاوز عشرة الاف سنة او ربما اكثر بعدة الالاف اخرى من السنوات استنادا الى ما يقوله المؤرخون ؟! .
ان الوردي بحكم اختصاصه في علم الاجتماع هو مؤرخا ايضا ، فنسأله هل المعري والراوندي وماركس وانجلز ولينين و مئات الملايين الملحدين ماتوا او يموتون بسبب تركهم الدين ؟؟ ام المؤمنون الذي يصرون على العلاج بالدِّين من خلال الأيات والدعاء ويرفضون مراجعة المستشفيات ، يموتون بسبب إصرارهم العلاج بالايات والأدعية بدلا عن الأدوية ؟؟
ونقول ان الدين لا يكتف بالتخدير بل يحول الانسان الى انسان منافق رغما عنه ، كما يقول رجل الدين الشيعي اياد جمال الدين عندما قال " العرب لم يكن يعرفون النفاق قبل الاسلام ! وعندما فرض عليهم الاسلام بالسيف تظاهروا بالايمان خوفا من السيف " ،
وكم سمعنا من طبيب ينصح الناس وخاصة الاطفال بالإكثار من تناول الماء او السوائل في الصيف تعويضا للعرق ، وهذا الطبيب نفسه يظهر على شاشات التلفاز ايام صوم رمضان يقول : رمضان صحة وعافية ! بما فيه عدم تناول الماء والسوائل حتى اذا كان في الصيف طيلة ساعات النهار ! وكم شاهدنا اناسا يأكلون ملء مادته
ثم يخرجون متظاهرين بالصوم ،. وَقّال احد رجال الدين من خلال شاشة التلفزيون :
اذا تريد الا تصوم سافر شيء 25 كم وتأكد هناك باعتبارك "على سفر " اليوم السفر 25 كم بالسيارة بعضهم يقومون به يوميا للانتقال الى العمل بل أضعاف هذه المسافة !!
اي تتحايل على الدين
فهل اراد الوردي ان يكون ماركس والماركسييون كرجال الدين منافقون !!.

2- يقول الوردي : " اذا جاز لنا ان نقول عن الدين أفيون الشعوب على نحو ما قال ماركس ، جاز لنا ان نقول ايضا انه أفيون ضروري لا يمكن ان تستغني الشعوب عنه ، فاذا منعنا الشعوب عنه لجأت هي ، اي الشعوب ، الى مخدر اخر للاستعانة به على مواجهة الحياة "
وردنا نقول : ان ماركس ولينين وبقية الماركسيين لم يكونوا قساة تجاه الدين عندما قالوا
انه " أفيون الشعوب " بل نقول ان الاديان مدمرة الشعوب. وخالقة الحقد والكراهية بين الناس دون سبب غير اختلافهم. بالدِّين الذي فرض عليهم منذ الولادة ،ويحدثنا التاريخ الحروب الدموية التي سببتها الاديان ، هل ظهر يوما مخدرا شاهرا سيفه ضد غير المدمن كما يفعل الاسلامي ضد الملحدين !! ان الأفيون قد ينجو الانسان منه لسبب او اخر ،ولكن الدين يسيطر. على العقل والفكر ويمنع الانسان من ان يفكر " لا تفكر لها مدبر " " ولا تسالوا ان بدت ... " و".لا تشك " فماذا نسمي الانسان الذي لا يفكر ولا يسال ولا يشك ،بماذا سيختلف عن الحيوان في النطق فقط ، وهكذا قادت بعض الاديان وخاصة الاسلام جيوشا جرارة لغزو العالم للقتل والنهب والسبي دون تفكير بذرة من الانسانية واعتبر الدين جرائمهم واجب مقدس :
". والله اشترى من المومن انفسهم يقتلون ويقتلون في سبيل الله ولهم الجنة .... "

ان الدين يحول الانسان الى روبوت يمسك مفاتيحه رجال الدين الذين ينصبون انفسهم وكلاء عن المعبود دون وكالة مصدقة من المؤكل ، ويلتصق الدين بكيان الانسان من المهد الى اللحد ولا يشفى منه الا بمجازفة في حياته في الشعوب المتخلفة ، اما الأفيون فكثيرون ما يتخلصون منه بالأدوية او النصائح او يكون بسبب ظروف اذا انتهت تلك الظروف ينتهي الإصابة بالأفيون .
هنا نجد ان الوردي ليس مانعا لديه ان يعتبر الدين كمخدر ! وهذا اعتراف غير مباشر من الوردي بان الدين مخدر للشعوب او اعتباره كذلك !! وهل يوافق رب الدين او رجاله اعتباره مخدرا في سبيل الابقاء عليه ! أشك في ذلك !! وكأن الوردي يطلب من العلماء والفلاسفة اللجوء. الى خداع الشعوب بالاديان بدل توعيتهم بالحقائق العلمية الملموسة والمحسوسة !!
وهنا هل يخشى الوردي على الدين ام على الماركسية ام يريد إنقاذ الاثنين وان كان عن طريق تخدير وخداع الشعوب ، هنا نجد الوردي يتجنب جانب الماركسية ضد الدين لكي لا يعتبر ماركسيا ملحدا باي حال من الاحوال وان تطلب منه ثلم الحقائق ، ولو كان الموضوع غير الماركسية او الشيوعية ربما كان موقفه غير هذا الموقف من الدين !! .

وانا اكاد لا اصدق ان هذا كلام صادر عن الوردي ! الذي لا مانع لديه من خداع الناس في سبيل الابقاء على الدين.! هنا الوردي يخسر الاثنين فلا الدين ولا الماركسيين ولا حتى العلمانين اوالديمقراطيين يقبلون ان يكونوا دعاة خداع الشعوب . لأن الاديان تصر على ان ما تقدمه حقائق مطلقة لا شك فيها !! والماركسية نظرية مادية ديالكتيكية ! فكيف يمكن الجمع بين المادة العلمية وحكايات واساطير وان كانت حكايات مقدسة ! كما يسميها د . خزعل الماجدي العراقي والمفكر السوري فرأس السواح وكيف يمكن الجمع بين الواقع والخيال ، و بين التجارب العلمية الملموسة والأساطير والحكايات ،الا ان المفكر السوري ( فراس السواح) يخفف عنها ويسمي حكايات الدين " حكايات مقدسة " وعندما يغلف الدين حكاياته" بالقداسة " تتقبلها الشعوب مرغمة لانها مقدسة ليس الا .
. والوردي نفسه لم يسلك سلوك التخدير كالغش والخداع ، في كتبه وخاصة كتابه
( وعاظ السلاطين ) وغيره ومحاضراته ،فلماذا ينصح غيره باتباع هذا السلوك المشين .؟!
وهل يريد الوردي هنا ان ينقد الماركسية ام يحافظ على الدين ؟ ام يخشى على الاثنين معا !! في ان واحد باي طريقة كانت بما فيها الغش والخداع. !!

3- يقول د. الوردي في موقع اخر ان البشر ربما تمكنوا في المستقبل من انشاء نظام يسد جميع حاجاته المادية على نحو ما تنبأ به الماركسيون ؟!
هنا كأن الوردي يريد ان يقول : هل سيتمكن العلم ان يحل جميع المشاكل البشرية التي حلها الدين !!
ونحن نتسأل ونقول : اي. دين هذا الذي. حل المشاكل البشرية ويعجز العلم حلها ؟ ، ، الأمراض ، الأوبئة ، الفيضانات ، الزلازل ، التنقلات والاتصالات ، بل ان الاديان تركض وراء العلم لحل مشاكله ، من أضاء المعابد بالكهرباء ، من سهل سفر الحجاج الى الحج ،عندما كان كثيرون منهم يموتون في الطريق جوعا وعطشا على ظهر البعران ، من وفر للاديان بناء دور العبادة كالقلاع بعد ان كانت أكواخ وكهوف ، من وفر للاديان نشرت بأوسع نطاق من خلال. الراديو ثم التلفزيون. ثم الانترنت ، ومن وفر للاديان الاوراق والأحبار والمطابع لطبع ونشر كتب الدين حتى الإشباع ومن ومن غير العلم والمعرفة بدأ بالشك والتفكير الذي فرضها الدين !
واي دين لم تفرضه العائلة على الناس من الولادة عند الطفولة مطبقين مبدأ التعليم في الصغر. كالنقش على الحجر ! علما ان الشيخ السعداوي ( والد د نوال السعداوي ) الرجل الأزهري قال :
" الدين الوراثي ليس دينا " وكلنا ديننا وراثيا فلا يمكن ان نعتبره دينا لانه فرض علينا فرضا عندما كنّا أطفالا مسلوبي الارادة !!.
هل فرض العلم منذ الطفولة فرضا وبالعنف كما الحال في الدين ، هل عوقب من لم يؤمن بكروية الارض او بالنظرية النسبية او قوانين نيوتن او قوانين الوراثة ،ومع هذا ينتشر على حساب الدين. ،فالعلم يتوسع وينتشر والدين يتقلص وسيختفي عاجلا او اجلا .
قال القرضاوي رئيس المجلس العالمي للاسلام :" اذا الغي حد الردة في الاسلام ينتهي الاسلام " !! قالها علنا ومن خلال شاشة التلفزيون دون خجل ، هل قال ماركس ونيوتن واينشتاين وغيرهم من العلماء مثل هذا الكلام ، فلو كان الدين ضروري للإنسان فهل
يتطلب فرضه وحمايته بالسيف ،والتخويف بالنار الأزلية وإغرائهم بحور العين والغلمان المخلدون وانهارا من الخمر واللبن ولحم الطير وووو!!!


ما هية الدين
لو تحرينا معنى او جوهر الدين ، اي دين كان ، فالدين يعني او مرادف للعبودية ، لان الانسان يولد حرا طليقا ثم يعرفونه بمعبود ليعبده اي ليكون عبدا له طيلة حياته وقد يسمى عبد الله وَعَبَد الموجود وَعَبَد الرحيم. وَعَبَد الرحمن ...الخ سواء كان المعبود في السماء او على الارض ،علما بان بعد ان اكتشف كوبرنيكوس وغاليلو بان الارض كرة سابحة في الفضاء اللامتناه ألقيا بعهدة. الاديان السماوية السوال المحير وهو : على اي كوكب تكون الجنة والنار وكذلك الله والملائكة والصالحون ووو .لا جواب طبعا غير التهم بالكفر والالحاد .
والدين لا ينطق فهو محصور في الكتب المقدسة ،( والحكايات المقدسة ) كما يسمي المفكر السوري فراس السواح
مما تقدم وما قرأناه للدكتور علي الوردي لم نقرأ في كتبه بحثا او نقدا للدين وانما انصب نقده على رجال الدين ، ولا نعرف السبب هل كونه رجلا مؤمنا ام يتجنب ذلك خوفا من التهمة المجاهرة وهو الكفر واعتقد لو فعل هذا لحرمت كتبه ويخسر رسالته بتوعية الأجيال ، نترك الجواب للقارئ الكريم !.
المعلق : هرمز كوهاري
=========== =.



#هرمز_كوهاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكتور الوردي يناقش الماركسية من خلال المادية الديالكتيكية
- الدكتور علي الوردي .. والماركسية / 5 الاشتراكية والشيوعية
- الدكتور علي الوردي. والماركسية /4 حول طبيعة الانسان ، والنمط ...
- الدكتور علي الوردي ..والماركسية - العامل الاقتصادي — وتطور ا ...
- الدكتور علي الوردي .. والماركسية
- الدكتور الوردي والماركسيون وثورة العشرين
- المسلمون ..وعقدة الاحباط العلمي
- البديل .. قبل التبديل
- حال العراق .. وحكاية البعير !!
- كيف يستقيم الظل والعود اعوج ؟ كيف تصلح الأوضاع والمفسدون في ...
- الاسلام .. وعقدة الشريعة الاسلامية /. 5
- اسلام تحت المجهر ..- من عادات البدو صنعوا لنا دينا -
- المسلمون .. وعقدة الخلافة / 4
- المسلمون.. وعقدة الخلافة
- المسلمون .. وعقدة الخلافة /2
- المسلمون ..وعقدة الخلافة
- الحدود الدموية للاسلام .!!
- من قارءي القران .. الى تاركي الاسلام
- اوروبا بين حقوق الانسان وحقوق الاسلام ..!
- صديقي والدين..!


المزيد.....




- بآخر تحديث للجيش العراقي.. هذه نتائج انفجارات قاعدة الحشد ال ...
- شاهد اللحظات الأولى لانفجارات ضخمة داخل قاعدة للحشد الشعبي ف ...
- فيدان: زيارة السيسي لتركيا ضمن جدول أعمالنا
- الميكروبات قد تحل ألغاز جرائم قتل غامضة!
- صحة غزة: 4 مجازر خلال 24 ساعة وإجمالي ضحايا الحرب تجاوز 34 أ ...
- الحرمان من النوم قد يقودنا إلى الإصابة بـ-قاتل صامت-
- مكمّل غذائي شائع يمنع الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا
- العثور على -بكتيريا مصاصة للدماء- قاتلة متعطشة لدم الإنسان
- -واتس آب- يحصل على ميزات شبيهة بتلك الموجودة في -تليغرام-
- لجنة التحقيق الروسية تعمل على تحديد هوية جميع المتورطين في م ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هرمز كوهاري - الدكتور علي الوردي يناقش الماركسية من خلال الدين