أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - شبابيكُ عشيقاتٍ منسيَّات















المزيد.....

شبابيكُ عشيقاتٍ منسيَّات


نمر سعدي

الحوار المتمدن-العدد: 6774 - 2020 / 12 / 29 - 13:48
المحور: الادب والفن
    


نمر سعدي / فلسطين



ضلَّلتنا نساءُ القصائدِ.. قايضنَ صلصالَ أقدامنا بالحرائقِ..
ما أشبهَ اليومَ بالأمسِ لولا اختلافُ الأشعَّةِ في كاميرا السائحينَ..
وما أشبهَ البحرَ بامرأةٍ زوَّجتْ زرقةَ الليلِ ظلَّ المحارةِ
كي لا تكونَ الوصيَّةَ يوماً على نزوةِ اليابسةْ
ما أشبهَ المطرَ الأنثويَّ بأيلولَ..
والماءَ في سرِّهِ بالعناقِ
وشمسَ الظهيرةِ بالغيمةِ الشجريَّةِ
والشِعرَ بالحُبِّ
والحُبَّ بالحاسةِ السادسةْ

*


سبعُ سجائرَ تكفيني لأُنادمَ هذا الليلَ
وكرسيٌّ يتأرجحُ بين المعنى السريِّ وأشجارِ الحبقِ..
وتكفيني أوتارُ الماءِ لأكتبَ لامرأةٍ لا أعرفها أو تعرفني
غزلاً حسيَّاً.. أو أصفَ عناقيدَ أُنوثتها
في مرسمِ بيكاسو والمرحلةِ الزرقاءْ

*











كأني الحصانُ الذي اكتهلَ..
الأُقحوانُ الذي شابَ في سُنبلاتِ الضفائرِ..
يوجعني صيفُ نافورةِ الضوءِ.. كحلُ الأغاني
التي جرَّت القلبَ من يدهِ
والقصيدةُ ظلٌّ على الأرضِ
وامرأةٌ كلَّما رقصتْ مونيكا بلوتشي غارتْ
من الوهجِ الأُرجوانيِّ في خصرها..
كيفَ لي أن أُعلِّمها أن تحبَّ بدونِ مقابلَ..
أو تقرأَ الآخرينَ بلا لغةٍ..
وتمرَّ مرورَ الحمامِ إلى الحلمِ..
أو كيفَ لي أن أُرمِّمَ ليلي بحبرِ أنوثتها؟
وأنا لستُ أكثرَ من قطرةٍ يا ليالي الشتاءِ
ومن طائرٍ يا حياةُ يقشِّرُ عنكِ لحاءَ الألمْ
لستُ أكثرَ من ذرَّةٍ يا براري الذئابِ
أنامُ وحيداً لأنسى الهمومَ التي اندلعتْ فجأةً في ثيابي
والحرائقُ في قاعِ قلبي تغنِّي وتكملُ رقصتها..
سوفَ أمضي لشأني وأكتبُ توقيعةً لنهارِ الخريفِ
وأُخفي جروحيَ عن أعينِ الناسِ...
بي طللٌ لا يرمِّمهُ مطلعٌ نرجسيُّ المجازِ
ولا شغفٌ بالوقوفِ

*














السجائرُ لن تخونَ القلبَ
فيها عطرُ رائحةٍ تُذكِّرُ بالحنينِ وبالشتاءِ
برقصةِ امرأةِ القصيدةِ في العراءِ
بعطرها المطريِّ أو عبقِ الترابِ
تُذكِّرُ المنسيَّ بالليمونِ والنعناعِ
في كفَّيْ حبيبتهِ
بوردِ النارِ في شفتيهِ
حينَ تلامسانِ شفاهها
هيَ كاجتراحِ الحُبِّ
كالمعنى المراوغِ حينَ يفلتُ طيرهُ من بينِ أيدينا
نداءً ما خفيَّ الجرحِ يذهبُ للطفولةِ
ساكناً في أجملِ الأشجارِ أو ورقِ الهواءِ

*




وتقولُ: سوفَ يدلُّني قلبي عليكَ..
ويدلُّني صوتي على أثرِ العناقِ وقُبلةِ الأيدي..
السماءُ خفيضةٌ وأنا أطيرُ كأنني ورقٌ خريفيٌّ
وأمشي خلف ظلِّ الليلِ..
أرقصُ في قصيدتكَ القصيرةِ مثلَ عاشقةٍ
وأركضُ في المنامِ

*










أكتبُ كعازفٍ متجوِّلٍ
يحملُ قلقَ سيورانَ في عينيهِ
وتعبَ المعريِّ في قلبهِ
كامرأةٍ ترقِّصُ أغصانَ الريحِ
وتُلقي على وجهِ الليلِ
قميصَ الشهوةِ

*










أستبدلُ تفَّاحةَ حواءَ بأثرِ قُبلةٍ على حجرٍ
قصائدَ الغزلِ الحسيِّ
بطفولةِ الشاعرِ المتشردَّةِ
حبرَ الندمِ
بأراجيحِ المطرِ الممتدَّةِ بينَ كوكبٍ وآخرَ
الدواوينَ التي لا تُباعُ ولا تُشترى
بالناياتِ التي تقطرُ من أصابعِ العذارى
في حقلِ قطنٍ بعيدٍ
ليلَ الأرقِ بشمسِ البحيرةِ
الغبارَ بوردةِ الريحِ

*






سأحتفظُ بنجمةٍ باردةٍ أنامُ تحتها
كلَّما شعرتُ بالوحدةِ وحاجتي إلى التجوُّلِ
في أزقَّةِ هديلِ الحمامِ
سأحتفظُ بوصايا نساءٍ يعرفنَ جيِّداً
كيفَ يحتوينَ قصائدي الشريدةَ تحتَ المطرِ
وكيفَ ينوِّمنَ طفولاتِ الشعراءِ
على وسائدِ صدورهنَّ الحنونةِ

*









أُريدُ أن أحضنَ صوتكِ
صوتكِ فقط
أن أتخاصرَ معهُ في الشارعِ
أن أُمسِّدهُ كما أفعلُ عادةً مع العصافيرِ الخريفيَّةِ
وأنتِ تقولينَ لي: ماذا أفعلُ بقصائدِ حبِّكَ
في هذا الشتاءِ؟
هل أتدفَّأُ عليها؟
أم أُسدِّدُ بها فاتورةَ البيتِ والكهرباءِ؟

*









هوَ لا يعرفُ أنها تحبهُ
هيَ لا تعرفُ أنهُ يحبها
منذُ سنةٍ ونصفٍ يختلفانِ على معنى كلمةِ صداقةٍ في الفيسبوك
لم يكلِّمها ولم تكلِّمهُ إلا بالهواجسِ
ليس بينهما إلَّا بعضُ اللايكاتِ السريعةِ والتعليقاتِ الحياديَّةِ العابرةِ
غريبٌ يحبُّ غريبةً تعاملُ حياتها كنادلةٍ في حانةٍ
كلَّ ليلةٍ تحلمُ أنها تتجوَّلُ في مدينةٍ بلا ملامحَ
وتبيعُ الحُبَّ على عربةٍ من سحابٍ
في آخر الليل كلٌّ يأوي الى سريرهِ وقصيدتهِ
بعد أن ينفضَ غبارَ الوهمِ الفضيَّ عن عينيهِ
يشربُ كأسَ قهوتهِ المرَّةِ
وسيجارتهُ الأخيرةَ وينامْ

*



أقولُ لأنثى الريحِ: في الدمِ رغبةٌ
تصلُّ.. وفي كفيَّ منها صدىً أعمى
سيأتي خريفي بالذي تعرفينهُ
وأمشي على ذرِّ الزجاجِ الذي يدمى
هواءٌ غواياتي.. سرابٌ قصائدي
فهل فضلةٌ في الكأسِ أشربها حلما؟
*











لستُ أملكُ شيئاً سوى أن أُخلِّصَ نفسيَ من
نزواتِ ابنِ آوى الصغيرةِ
في امرأةٍ هيَ لا تشبهُ الأُخرياتِ اللواتي
إذا ما لمسنَ القصيدةَ صارتْ فراشةَ ماءٍ..
ولا لستُ أُتقنُ شيئاً سوى أن أُنادمَ ظلِّي
وأكتبَ شِعراً على حجَرٍ في ممرِّ الرُعاةِ
على النايِ والعشبِ والمطرِ المتواصلِ..
فوقَ جناحِ الفراشةِ في زرقةِ الليلِ
فوقَ يدي وعلى ورقِ التوتِ..
بوصلتي قُبلةٌ فوقَ خاصرةِ الريحِ
أو ندمٌ حائرٌ في الغناءِ
*






لستُ ذئباً وما كنتُ ظلَّاً لذئبْ
ولكنني قد أشمُّ خطاكِ
كأني أشمُّ عبيرَ السفرجلِ في أوَّلِ الليلِ..
أنسى طريقي إلى البيتِ
لكنني سوفَ أحفظُ قلبكِ عن ظهرِ قلبْ
*












قالتْ امرأتانِ: الفراشاتُ رزقُ الفقيرِ
نصيبُ المُحبِّ الذي ليسَ يرضى
بنصفِ العناقِ وشهدِ الطيورِ
فماذا تُرى ينبغي أن أقولَ؟
الفراشةُ في خدرها اليومَ
لكنني لا أرى في المرايا
سوى ظلِّها فوقَ وردِ السريرِ
*











لا شغلَ لي في هذا النهارِ
سوى أن ألتقطَ ورقةَ وردةٍ خريفيَّةٍ من على الأرضِ
وأجعلَ منها شفاهَ امرأةٍ تقرأُ في طوقِ الحمامةِ
أو أتأمَّلَ غصنَ شجرةِ تفَّاحٍ نصفها يابسٌ
وأتخيَّلهُ ذراعَ حبيبةٍ في روايةٍ لم تُكتبْ بعدُ
تستندُ على ظلِّ غيمةٍ في إحدى قصائدي
وتنادي على طيفٍ في آخرِ الطريقِ
ليساعدها على خلعِ قميصها الليمونيِّ
*






بي رغبةٌ للكتابةِ عن أيِّ شيءٍ
ولو كانَ قبضَ الهواءِ الخريفيِّ أو قهوةَ البحرِ..
عن حجرٍ في ممرِّ الأساطيرِ
عن وردةٍ في تويجاتها نقشتْ وجهها امرأةٌ بالأظافرِ أو بنسيمِ التنهدِّ..
بي رغبةٌ أن أمسَّ جراحَ الربابةِ عندَ انكسارِ الظهيرةِ
في نقطةِ الشغفِ الأُنثويَّةِ..
بي رغبةٌ أن أرى ما وراءِ ظلالِ السطورِ..
طريقَ النمالِ مشعشعةً في ظلامِ القرى
وأن أتلمَّسَ ريحَ نباحِ الكلابِ البعيدةِ في آخرِ الحيِّ..
أن أطردَ الموجَ من جسدِ العاشقاتِ
وهنَّ يطرِّزنَ غيمَ منادليهنَّ بألوانِ قوسِ قزحْ
وعلى ورقِ الحورِ ينقشنَ أسماءهنَّ
ويطلقنَ سربَ زغاريدهنَّ وراءَ الغمامِ
*



#نمر_سعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاعب النرد والكلمات
- أعيش كنهر وحيد
- تأملات جماليَّة في قصيدة الشاعر فرحات فرحات
- يرصدُ تحوُّلات العاشق بأسلوب مشبع بالدلالات
- ديوان (استعارات جسديَّة) الصادر في عام 2018 عن دار العماد لل ...
- ايقاعات رعوية
- مطرُ الغريب(قصائد عن ليلِ المعنى)
- حنينٌ يستيقظ في الظهيرة
- لو تأخَّرتِ قليلاً عن غوايتي
- وردٌ على رمادِ القصيدةِ (مرايا نثرية 9)
- استعارات جسديَّة
- عن الشعر والأنوثة وأوَّل المطر/ مرايا نثرية(8)
- أربع قصائد
- قوسُ قزحٍ على جبلِ الكرمل (مرايا نثرية7)
- أحمد حسين.. شاعر حيفا المعذَّب بجمالها
- مرايا نثرية 6
- مرايا نثرية 5
- (رماد الغواية) ديوان جديد للفلسطيني نمر سعدي
- مجازات (قصائد جديدة)
- نقطةُ ضوء واحدةٌ من التماعات بدر


المزيد.....




- علماء الفيزياء يثبتون أن نسيج العنكبوت عبارة عن -ميكروفون- ط ...
- بعد نزول مسلسل عثمان الحلقة 160 مترجمة عربي رسميا موعد الحلق ...
- الإعلان الأول.. مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 25 على فيديو ...
- إلغاء حفل استقبال -شباب البومب- في الكويت جراء الازدحام وسط ...
- قيامة عثمان الحلقة 160 مترجمة باللغة العربية وتردد قناة الصع ...
- قمصان بلمسة مغربية تنزيلا لاتفاق بين شركة المانية ووزارة الث ...
- “ألحقوا اجهزوا” جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 للشعبتين ...
- الأبعاد التاريخية والتحولات الجيوستراتيجية.. كتاب -القضية ال ...
- مهرجان كان السينمائي: آراء متباينة حول فيلم كوبولا الجديد وم ...
- قال إن وجودها أمر صحي ومهم الناقد محمد عبيدو يعدد فوائد مهرج ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - شبابيكُ عشيقاتٍ منسيَّات