أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهور العتابي - أيام لاتُنسى .....














المزيد.....

أيام لاتُنسى .....


زهور العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 6768 - 2020 / 12 / 22 - 03:23
المحور: الادب والفن
    


تمر عليَّ في مثل هذه الأيام ذكرى وفاة ولدي البكر الطبيب الحبيب فرات...تحضرني فيها ذكريات حزينة لاتُنسى وتأخذني بعيدا لتلك الايام المشحونة بالوجع والهَم والقهر.. عشتُ فيها عامين كاملين في العناية المركزة. في ال( rcu) مرافقة لولدي الغالي الذي كان فاقد الوعي تماماً يخضع فيها لأجهزة الإنعاش لاحول له ولا قوة ..يا لها من أيام ...!!!!
في ليلة من تلك الليالي التي لاتختلف عن سابقاتها (خوف وترقب والم )كنت فيها أناجي كلّ يوم نبي من أنبياء الله متوسلة اليه ومخاطبةً ايّاه بمعجزاته ومكانته عند الله أن يشفع لولدي عند الله عَلَّه يفيق من غيبوبته هذه ويُشفى تماما من مرضه مع انّي كنتُ أدرك جيدا أن هذا مستحيل لان الفايروس الذي اقتحم دماغه كان قد تمكن منه كثيرا أفقده الحركة والنطق و....وكل شيء لكني ك (أم) كنت امنّي النفس بأن لا شيء مستحيل امام قدرة الله وعظمته..فلعلّ ملازمتي اليه وصلاة الليل والتسبيح وتلاوة القران والألحاح بالدعاء (يخلّي الله ينكسر خاطره عليَّ) فيشفيه( هكذا كنت أحسبها ) ..في تلك الليلة التي لا تُنسى كنتُ قد ناجيت فيها هذه المرة نبيّ الله عيسى بن مريم عليه السلام ...ناجيته بمعجزاته كيف انه كان يُحيّ الموتى ويُبريءُ الأكمه والأبرص باذن الله.. دعوته واكثرتُ من الدعاء.. وبينا انا كذلك غلبني النعاس فَنمتْ ...كنتُ أنَمْ ليلي حينها على كرسي ملازم لسرير ولدي .أضع راسي على السرير قريبا من يده ..واتوسّد راحته لإنام ....وبينا انا بين اليقضة والنوم رايت ذاك المنام الذي لا يمكن لي ان أنساه ماحييتْ ..رأيت القديسة الطاهرة مريم العذراء أزاحت الستارة جانبا ودخلت عليّ بذات المكان وانا بتلك الهيئة يتبعها ابنها نبيّ الله عيسى بن مريم عليهما السلام..فنهضت فرحة ..مستبشِرة..وتوجهت اليهما متوسلة بدأتُ بالقديسة الطاهرة قلت لها مذهولة..انتِ هنا سيدتي مريم العذراء !!؟؟ ...(يااا ياسيدتي يامولاتي ..يا أمّ عيسى..مسَّني الضُر في ولدي والله أرحم الراحمين اشفعي لي عند الله .ارجوكِ...ارجوكِ ) قلت هذا واني ابكي بحرقة ..نظرتْ اليّ بألم ولم تنبس ببنت شفّة !! توجهتُ بعدها لنبي الله عيسى ..قلت بذات التوسل ..يا سيدي ياعيسى بن مريم انك تُحيّ الموتى بأمر الله.. استحلفكَ بمعجزاتكَ ومكانتكَ عند الله أن تعيد لولدي الحياة انه والله ولد بار يستحق عطفك وشفاعتك .يانبي الله ..ياوجيهاً عند الله اشفع له عند الله .. ولم يتكلم هو الاخر أبدا ..لكنه نظر الي بألم ولاح بوجهه نحو ولدي وأخذ ينظر اليه والحزن يملأ مَحياه ...أكثرتُ من التوسل اليهما والغريب أنهما لم ينطقها بكلمة واحدة... اقسم بالله صادقة أني رأيت دموع العذراء بأم عيني لكنها لم تتكلم ابداً... بل اشارت بسبابتها إلى الجدار الذي كان خلف رأس ولدي تماما..نظرتُ بسرعة حيث تُشير .تسمّرت في مكاني...هالَني مارأيت جملة مضيه كانها الشمس (( لاجِدال.. انّها مشيئةُ الله ))... قرات العبارة وبكيت والتفت اليها لأسالها ..كيف ..و..!؟ لكني لم أرها .. كانت قد غادرت المكان ..استيقضت ساعتها على صوت المؤذن لأذان الفجر ...ذهلتُ لهذا الحلم ..لتلك الرؤيا ...ونظرت طويلا لوجه ولدي ..صامته.. شاردة ..مذهولة.....وكانت تلك اللحظات بحق من اقسى أيام عمري !!....اخذتُ يد ولدي بين راحتي وضممتها الي..قبلته ..وبكيت طويلا بحرقة لاتخلو من الخيبة والحزن .. استجمعتُ قِواي بعدها واستغفرت ربي فنهضت ...توضأت وصليت...صليت الفجر خاطبت فيها ربّي وقلت ..الهي سيدي ومولاي لقد وصلت الرسالة ...ما من امل..(هي مشيئتكْ ...حكمكَ وقضاءكَ)...ذاك ما اشارت اليه سيدتي مريم العذراء بتأكيد من ولدها نبيك عيسى بن مريم عليهما السلام..راضيةٌ انا بحكمك ربّي..ولن اقول الاّ( الحمد لله ولايُحمَد على مكروهٍ سِواه.)...صليتُ بعدها ركعتين أهديتها لمريم العذراء ومثلها لنبي الله عيسى بن مريم...شعرتُ بعدها بسكينة وهدوء ما بعده هدوء..راحة لم اعهدها من قبل... ومن يومها تغيّر دعائي .. أكثرت من الصلاة والتسبيح ..نعم .. لكني بتُ اطلب من الله عز وجل أن يلطف بي في القادم من الأيام ويصَبرني على هذا البلاء وحرقة مَصابْ فقد الوَلد ...اما تلكَ الرؤيا فبرغم تقادم الاعوام فلازالت عالقة في ذهني إلى الآن ... واقسِمُ صادقة أني لم انسى أبداً مسحة الحزن الذي كان عليها نبي الله عيسى بن مريم وهو ينظر إلى ولدي..ولن انسى كذلك دموع القديسة الطاهرة مريم العذراء وهي تشير باصبعها إلى الجدار وما خُطَّ فيه من كلام ..!!!.عليها وعلى عيسى بن مريم افضل الصلاة والسلام ......



#زهور_العتابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عوّدَتني الحَياة ....
- تالي العمُر ...
- محَرَّمٍ الحَرام سَيكونُ مختلفاً هذا العام ...!!
- بَسيطةٌ هي أحلامُ العراقيين !!
- أجمل الناس ....!!
- من أين لنا بسعدون خليفة التكريتي (ثاني)....!!؟
- شَرْد أكلّكْ يازَمَن ....!!
- ما يحدث الان بأميركا ....
- حِلمْ .....!!!
- رمضان والمراة في زمن الكورونا....
- وقففففة.....
- كورونا وتداعياتها....!!
- اتفاقية الصين بين المُضي قُدماً ....والتسويف !!
- بَطَّلنا العَتَب ...!!
- انكِشفَت وجوه الناس ...!!
- التظاهرات وما رافقها من تداعيات ...!!!
- كَلمَةُ الله هيَ الفَصلْ ...!!
- لا أمل .....!!
- وقفة .....!!
- التظاهرات وما رافقها من تداعيات !!


المزيد.....




- كيف أعاد شفيق البيطار بادية بني سعد إلى البيوت بلغة عربية فص ...
- قتلى أو شهداء أو ضحايا؟ عن مفهوم التضحية ما بين اللغة والفلس ...
- الرواية بين المحلية والعالمية.. علامات من الرواية الأردنية
- خامنئي يبث رسالة باللغة العربية: لن نساوم الصهاينة أبدا ويجب ...
- خامنئي يبث رسالة باللغة العربية: لن نساوم الصهاينة أبدا ويجب ...
- حضور لافت للسينما العراقية في مهرجان عمان السينمائي
- إستذكار الفنان طالب مكي ..تجربة فنية فريدة تتجاوز كل التحديا ...
- براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-
- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهور العتابي - أيام لاتُنسى .....