أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض عبد الحميد الطائي - معالم الحياة المعاصرة / 33















المزيد.....

معالم الحياة المعاصرة / 33


رياض عبد الحميد الطائي
كاتب

(Riyad A. Al-taii)


الحوار المتمدن-العدد: 6760 - 2020 / 12 / 13 - 20:58
المحور: المجتمع المدني
    


ـ هناك تساؤلات عديدة حول مدى قدرة النظام التعليمي السليم على تحقيق اصلاح المجتمع ونهضته ، وهل ان اصلاح النظام التعليمي يجب ان يسبق ويمهد لاصلاح النظام الاجتماعي ام ان اصلاح النظام الاجتماعي هو الذي يجب ان يسبق اصلاح النظام التعليمي ؟ ... في الحقيقة ان برنامج اصلاح النظام التعليمي هو جزء من مشروع اصلاح النظام الاجتماعي الذي يشمل ايضا برامج اصلاح انظمة ( العمل والاسرة والسكن والقضاء ) ، يهدف برنامج اصلاح النظام التعليمي الى نشر الوعي العلمي لدى الاجيال الناشئة ورفع مستوى الثقافة العامة لتكون منسجمة مع معطيات العصر الحديث ، باصلاح نظام التعليم نؤسس لمجتمع معاصر يتمتع افراده بتفكير علمي منطقي ، ونرى بان برنامج اصلاح النظام التعليمي لن يحقق النتائج المرجوة منه اذا لم يرافقه اصلاح النظام الاجتماعي في مجال الاسرة والعمل ، ما هي قيمة مناهج دراسية حديثة في مجتمع يخضع لنظام اجتماعي متخلف ؟ اذ ان وجود قوانين في مجال الاسرة والعمل غير صالحة سوف يفسد النظام التعليمي مهما تجرى عليه من اصلاحات ، ان عملية اصلاح المجتمع واحداث التغيير المنشود في النظام الاجتماعي تتطلب جهودا جبارة وشاقة بسبب صعوبة تقبل التغيير ، اذ ان مدى تقبل افراد المجتمع للتغيير يعتمد على ثلاثة عوامل وهي : اولا ) العوامل الوراثية ، ثانيا ) مستوى الثقافة العامة السائدة في المجتمع ، ثالثا ) طبيعة الاوضاع الاقتصادية والسياسية في المجتمع والتي لها تأثير على حالة المزاج العام لافراد المجتمع ومدى استعدادهم النفسي والعقلي لتقبل الافكار الجديدة ، من المعلوم ان كل عملية تغيير لابد ان يسبقها حالة صراع بين القديم والجديد ، الجديد لا يأتي الا بعد مخاض عسير ومغالبة التحديات ، اصلاح النظام الاجتماعي يكون من خلال رؤية علمية واقعية في معالجة الواقع الاجتماعي ، وبناءا على ما تقدم تصبح الحاجة الى قوانين اجتماعية واقعية هي الاساس في مجمل عملية الاصلاح .
ـ لطالما تسائلنا ونحن نقرأ تاريخ حضارات الشعوب كيف حصل التمايز بين الشعوب في مجال الثقافة العامة ؟ هل الرغبة في العلم والمعرفة هي رغبة موروثة ام هي رغبة مكتسبة ؟ والحقيقة ان الثقافة العامة كمعارف وسلوك تتأثر بطريقة تفاعل الانسان مع البيئة الطبيعية وطريقة تفاعله مع البيئة الاجتماعية ، التفاعل مع البيئة الطبيعية أدى الى الكشف عن القوانين المحركة لقوى الطبيعة الفيزيائية والكيميائية فظهرت العلوم ... كما انه أنتج الاخلاق نتيجة تفاعل الانسان مع بيئته الاجتماعية فكانت الاخلاق هي الضابط للسلوك ، أصبحت المعرفة هي اداة الانسان لتحقيق ارادته في البقاء ، وانه يتوجب على الانسان ان يسعى بشكل دائم وبجد ليوسع من معارفه وثقافته وعلومه ليزداد بها قوة ورفعة ويزداد قدرة في التحكم بقوانين البيئة الطبيعية ، هذا وان عملية انتاج المعارف تتوقف على كفاءة القدرات الذهنية ، الانسان يولد جاهلا ويكتسب المعرفة من بيئته بتوفر قابلية الادراك والفهم وهي ميزة للانسان العاقل ، ثم يتشكل البناء المعرفي للانسان من تراكم المعلومات المتاحة لتتكون قاعدة بيانات في الدماغ تعكس مدى الاستيعاب الذهني المبني على الادراك والفهم للامور ، فالادراك والفهم يؤسسان لقاعدة معرفية ، وتصبح هذه المعلومات مصادر او مرجعيات يستعين بها الانسان في حياته اليومية ، والمعارف بشكل عام هي ثروة متجددة غير قابلة للنضوب وهي في خدمة جميع الناس ومتاحة لهم في جميع الاوقات ، وان عملية ابتكار معلومة جديدة او اعادة تشكيل معلومة قديمة على صيغة اكثر تعبيرا عن الحقيقة او اكثر نفعا للناس انما هي عملية ذات طابع انتاجي تعكس مقدرة على الابداع الذهني لخلق فكرة تضاف الى ذلك البحر الكبير من المعارف التي ابدعتها الحضارة البشرية .
ـ ذكرنا سابقا ان الثقافة العامة هي حصيلة ما اكتسبه الانسان في حياته من معلومات في العلوم والاداب والفنون وقواعد السلوك من المصادر المتيسرة له في بيئته الاجتماعية اولا ثم في البيئات الاخرى التي تفاعل معها لاحقا ، وبالتالي فان ظاهرة الاطلاع على الثقافات الاخرى والتفاعل معها والاقتباس منها انما هي عملية طبيعية رافقت مسيرة الحضارة البشرية منذ انطلاقها ، وفي عصرنا الحالي اصبحت هذه الظاهرة اكثر انتشارا حيث ان الاطلاع على ثقافات الاخرين اصبحت في متناول جميع البشر وبكل سهولة ويسر عن طريق الاقمار الاصطناعية في نقل المعلومات عبر قنوات التليفزيون الفضائية وكذلك شبكة الانترنيت واجهزة الهاتف المحمول ، العالم في عصرنا الحالي يتجه نحو التوحد في المجال الثقافي وتبادل المعلومات والخبرات ، واننا نرى ان توجه شعوب العالم نحو التوحد الثقافي هو حتمية تاريخية لا مناص منها ، وان محاولات الابقاء على ثقافات الماضي وقيمه ومفاهيمه وعاداته وتقاليده انما هي محاولات لا مستقبل لها بسبب طبيعة التحولات التي يشهدها عصرنا والتي شملت جميع المفاهيم والقيم التي نشأنا عليها سابقا ، فالتحولات التي يشهدها عصرنا الحالي انما قد نجمت عن طبيعة التحديات الواسعة والعميقة التي تواجه البشر حيث الازمات الاقتصادية التي تهدد معيشة الانسان مع التزايد المتسارع في عدد نفوس البشر وازدياد احتياجاتهم الى الطعام والمياه والطاقة والتي أدت الى اهتزاز تلك المفاهيم النمطية التي كرستها عادات وتقاليد الماضي ، المستقبل هو للعلم فقط وهذه حتمية تاريخية ، فالعلم هو الاداة الوحيدة في مواجهة تحديات المستقبل مواجهة فعالة وحقيقية ، واننا نرى بان مناهج التعليم يجب ان تركز على الجوانب العلمية مع عدم اغفال الجانب التربوي في المجال الاجتماعي والوطني ، واننا نرى بان الانتماء الوطني هو الانتماء الذي يجب التركيز عليه في المدارس ، الانتماء الوطني حسب رؤيتنا هو الانتماء الى أرض محددة جغرافيا ويسكنها شعب موحد الاماني والمصالح رغم انه قد يكون متعدد القوميات والاديان ويخضع الشعب لسلطة سياسية واحدة ، فالوطن باختصار هو ( أرض + شعب + سلطة سياسية )
ـ هناك تأثير متبادل بين نمط الثقافة العامة ونوع النظام السياسي ، نوع النظام السياسي هو انعكاس لنوع الثقافة العامة ، كما ان الثقافة العامة تتأثر بنوع النظام السياسي ، فساد السلطة السياسية من فساد الثقافة العامة ، كما ان بقاء السلطة الفاسدة مرهون ببقاء العيوب في الثقافة العامة ، الشعوب التي تفتقر الى ثقافة احترام الرأي الاخر المختلف تعجز عن صنع انظمة سياسية تؤمن بالديمقراطية لشعوبها ، احترام الاخر المختلف هو تربية وسلوك اجتماعي وليس منحة من السماء ، كما ان الشعوب التي تفتقر الى ثقافة الشعور بالمسؤولية فانها تعجز عن صناعة انظمة سياسية تحرص على خدمة شعوبها ، فالشعور بالمسؤولية والاخلاص في العمل تربية وسلوك اجتماعي وليس صفة مستوردة ، الديمقراطية صفة للشعوب قبل ان تكون صفة لانظمة الحكم ، كلما تمتلك الشعوب المزيد من ثقافة الشعور بالمسؤولية واحترام الاخر المختلف كلما تصبح اكثر اقترابا من صنع انظمة سياسية ديمقراطية تحترم ارادة شعوبها وتحرص على خدمتها .
..... يتبع الجزء / 34



#رياض_عبد_الحميد_الطائي (هاشتاغ)       Riyad_A._Al-taii#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معالم الحياة المعاصرة / 32
- معالم الحياة المعاصرة / 31
- معالم الحياة المعاصرة / 30
- معالم الحياة المعاصرة / 29
- معالم الحياة المعاصرة / 28
- معالم الحياة المعاصرة / 27
- معالم الحياة المعاصرة / 26
- معالم الحياة المعاصرة / 25
- معالم الحياة المعاصرة / 24
- معالم الحياة المعاصرة / 23
- معالم الحياة المعاصرة / 22
- معالم الحياة المعاصرة / 21
- معالم الحياة المعاصرة / 20
- معالم الحياة المعاصرة / 19
- معالم الحياة المعاصرة / 18
- معالم الحياة المعاصرة / 17
- معالم الحياة المعاصرة / 16
- معالم الحياة المعاصرة / 15
- معالم الحياة المعاصرة / 14
- معالم الحياة المعاصرة / 13


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض عبد الحميد الطائي - معالم الحياة المعاصرة / 33