أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض عبد الحميد الطائي - معالم الحياة المعاصرة / 32















المزيد.....

معالم الحياة المعاصرة / 32


رياض عبد الحميد الطائي
كاتب

(Riyad A. Al-taii)


الحوار المتمدن-العدد: 6759 - 2020 / 12 / 12 - 15:12
المحور: المجتمع المدني
    


رابعا : برنامج اصلاح النظام التعليمي
المقدمة :
ان الغاية من النظام التعليمي هو نشر المعرفة وترسيخ القيم التربوية السليمة لبناء الانسان سلوكيا ليكون انسانا صالحا ومواطنا نافعا في مجتمعه ، في هذه المقدمة نعرض رؤيتنا لفكرة المعرفة وصلتها بالتعليم والثقافة ومن ثم بيان رؤيتنا لاصلاح النظام التعليمي ضمن الاطار العام لبرنامج اصلاح النظام الاجتماعي :
المعرفة وفقا لرؤيتنا هي مفهوم يعكس صفة الوعي والادراك والاستيعاب للمعطيات المحيطة بنا وللقوى المحركة لهذه المعطيات ، ومفهوم المعرفة هو جزء من مفهوم أوسع وأكثر شمولا هو الثقافة ، لأن الثقافة تعني ( معارف + سلوك ) ، اذ ليس بالتحصيل المعرفي وحده يكتسب الانسان صفة المثقف وانما يجب ان يقترن تحصيله المعرفي بالسلوك الايجابي البنّاء ، ولا نجافي الحقيقة اذا قلنا ان الجانب السلوكي لشخصية الانسان هو المؤشر الحقيقي لمستواه الثقافي ، اي ان السلوك هو المرآة التي تعكس البناء الثقافي الحقيقي ثم يأتي الجانب المعرفي لتعزيز دعائم هذا البناء ، الثقافة ليست معارف للزينة والتفاخر وانما هي معارف ترشدنا للطريق الصحيح الذي ينبغي ان نسلكه في خضم تناقضات المعطيات ، وهي ايضا سلوك ايجابي نلتزم به في تعاملنا مع الاخرين داخل اطار المجتمع ، الثقافة يجب ان تكون في خدمة الانسان والمجتمع ، وعندما لا يكون هناك اي دور للثقافة في تهذيب سلوك الانسان فانها تكون عديمة القيمة ، بل قد تكون ضارة ومفسدة للذمم وهذه نطلق عليها الثقافة السلبية والتي هي عادة ما تشيع في المجتمعات المتخلفة التي يسودها الجهل والظلم والفساد ، اما الثقافة الايجابية فهي الثقافة الفاعلة التي تقوّم سلوك الانسان وتبني قواعد صحيحة للسلوك الجمعي وتدفع المجتمع للتقدم نحو الامام وبالتالي تعكس صورة ايجابية مشرقة ، ولغرض بيان العلاقة بين الثقافة والسلوك فاننا نرى بان سلوك الفرد بشكل عام يخضع لتأثيرات ثلاثة عوامل وهي : 1 ) العامل الوراثي الذي يعتبر عامل لا ارادي يوجّه سلوك الفرد وردود افعاله وفقا لطبيعة جيناته الوراثية ، 2 ) العامل الذاتي ويتعلق بتجارب الانسان الشخصية وطبيعة الظروف التي مر بها خلال حياته ، 3 ) العامل الموضوعي ويتعلق بنمط الثقافة العامة وقواعد السلوك الجمعي السائدة في المجتمع والتي تشكلت بفعل الاحداث التاريخية والمعتقدات الدينية والواقع الجغرافي والبيئي وبالتالي اصبحت قواعد سلوكية يخضع لها افراد المجتمع جميعا ، فاذا كانت الثقافة العامة لها دور في رسم معالم السلوك الفردي والسلوك الجمعي فان المعارف هي اداة الثقافة العامة في انجاز هذه المهام ، فاذا كانت المعارف محدودة كانت الثقافة العامة منحطة ، ومن هنا تتجلى اهمية المعرفة في المجتمع ودورها في عملية تقدم وتطور المجتمع ، اننا نرى الثقافة العامة في اي مجتمع على انها مرآة تعكس الحضارة الانسانية المادية والمعنوية في ذلك المجتمع ، والحضارة المادية والمعنوية لاي مجتمع نعني بها ثروة المجتمع من العلوم والآداب والفنون والتي تنعكس في الانتاج المادي والواقع السلوكي لافراد المجتمع ، هذا وان الثقافة العامة للانسان تعكس سعته المعرفية في المجالات العامة وليس التخصصية ، وبالتالي فهي حصيلة ما اكتسبه الانسان في حياته من معلومات في العلوم والاداب والفنون وقواعد السلوك من المصادر المتيسرة له في بيئته الاجتماعية التي نشأ فيها اولا ثم في البيئات الاخرى التي تفاعل معها لاحقا ، وحيثما تكون مصادر المعلومات غنية ووفيرة في بيئة اجتماعية ما يكون مستوى الثقافة العامة للناس في تلك البيئة مرتفع ، وحيث ان كمية المعلومات التي يمتلكها الشخص تعكس سعته المعرفية فان هذا يعني ارتباط السعة المعرفية بالمقدرة على اكتساب المعلومات بالوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية ، وبالتالي فان الخطوة الاولى في الطريق الطويل لنيل العلم والمعرفة هي في تعلم القراءة والكتابة والتي هي الاداة الاساسية لكل طالب معرفة , القراءة والكتابة هي وسيلة لا غنى عنها في نقل وتبادل المعلومات في كل مكان وزمان ، وقد اشر اكتشاف الكتابة في العصور القديمة الى بدء تاريخ الحضارة الانسانية .. فكانت الكتابة هي اعظم اكتشاف في تاريخ البشرية ولا زالت هي اعظم وسيلة لنقل وتبادل المعارف بين البشر ، ومن هنا تأتي الاهمية الكبيرة للتعليم في المجتمع ، وترتبط المعارف بمفهوم آخر هو الفكر ، الفكر هو عملية انتاج ذهني معرفي وهو ميزة لكل انسان يمتلك قدرات عقلية جيدة بالاضافة الى الموهبة والخيال ، وان كل مفكر لا بد ان يكون قد مر بمرحلة تلقي المعرفة أي انشاء قاعدة بيانات ذاتية اولية تنمو وتتوسع تدريجيا ثم الانتقال بعدها الى مرحلة انتاج المعرفة أي مرحلة الخلق والابداع الفكري ، نحن نرى ان الفكر انما هو تعبير عن قوة ذهنية وبالتالي له مقدار واتجاه كحال أي قوة في الطبيعة ، العقل هو الذي يحدد مقداره والضمير هو الذي يحدد اتجاهه ، ويكتسب الفكر صلاحيته وديمومته من مدى انسجامه مع التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المجتمع ومدى استشفافه لآفاق المستقبل ، ونحن واثقون ان المستقبل كل المستقبل للفكر الذي يتوافق مع العلم ومع التقدم ومع قيم الحق والخير ، ولا مستقبل للفكر الفاسد او المتخلف او الظالم او الشرير ، وحيث ان السعة المعرفية للانسان تتوقف على مدى قدرته على استيعاب وادراك المعلومات المتوفرة في بيئته ، فان قدرة الانسان على الاستيعاب الذهني تتوقف بدورها على عوامل ذاتية وعوامل بيئية عديدة ولكن أقوى العوامل وأشدها تأثيرا هو عامل الجينات الوراثية التي تتحكم في قدرات الانسان الذهنية والبدنية وفي مواهبه وفي طبيعة شخصيته ، الحقيقة ان كل الكائنات الحية تمتلك خصائص تتوافق مع بيئتها الطبيعية ، كل بيئة تفرض قوانينها على كائناتها الحية ، وبالتالي تلعب البيئة الطبيعية دورا فعالا في طريقة تشكيل الجينات الوراثية للكائنات الحية التي تحيا في مجالها ، نعم اننا البشر لسنا الا نتاج بيئتنا ، وهذه جيناتنا التي انتقلت الينا عبر سلسلة الاباء والاجداد والتي تتحكم في قدراتنا ومواهبنا بل وحتى في سلوكنا الفطري وردود افعالنا اللاارادية انما هي من صنع بيئة اجدادنا عبر عشرات الالوف من السنين ، ولكننا نؤمن ان تصرفات الانسان ورغباته بالرغم من خضوعها بشكل عام لقوانين جيناته الوراثية الا ان هذا الخضوع يمكن التحكم فيه كلما ازداد الانسان وعيا وادراكا وثقافة وعلما وتوفرت له رغبة ذاتية قوية في التغيير من اجل التقدم ، وعندما تعجز ارادة الانسان في التغيير يتوجب على العلم ان يتدخل لتحقيق التغيير المنشود ، ونحن نعتقد انه مع التقدم الكبير في مجال ابحاث هندسة الجينات الوراثية في عصرنا الحالي فانه يتحتم علينا ان نتحرر من الخضوع الكامل للبيئة وذلك من خلال السعي لاكتشاف قوانينها وامتلاك المفاتيح المتحكمة بنظام الجينات الوراثية لتوجيهها بما يتلائم مع تطلعاتنا الانسانية في مجتمعات يتمتع أفرادها بجينات غير معيوبة ، مجتمعات يتميز أفرادها بسلامة العقول والابدان وحسن السلوك وردود الافعال تعبيرا عن احترامنا للكيان الانساني ، اننا نعتقد ان الواجب الانساني يدعونا الى التدخل الايجابي لجعل بيئتنا ذات منتوجات تليق بالحياة الانسانية ولا ندع بيئتنا تنتج لنا بعشوائيتها ما لا نرغب به ، استنادا الى مبدأ ان مشيئة الانسان يجب ان تعلو على عشوائية الطبيعة .
..... يتبع الجزء / 33



#رياض_عبد_الحميد_الطائي (هاشتاغ)       Riyad_A._Al-taii#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معالم الحياة المعاصرة / 31
- معالم الحياة المعاصرة / 30
- معالم الحياة المعاصرة / 29
- معالم الحياة المعاصرة / 28
- معالم الحياة المعاصرة / 27
- معالم الحياة المعاصرة / 26
- معالم الحياة المعاصرة / 25
- معالم الحياة المعاصرة / 24
- معالم الحياة المعاصرة / 23
- معالم الحياة المعاصرة / 22
- معالم الحياة المعاصرة / 21
- معالم الحياة المعاصرة / 20
- معالم الحياة المعاصرة / 19
- معالم الحياة المعاصرة / 18
- معالم الحياة المعاصرة / 17
- معالم الحياة المعاصرة / 16
- معالم الحياة المعاصرة / 15
- معالم الحياة المعاصرة / 14
- معالم الحياة المعاصرة / 13
- معالم الحياة المعاصرة / 12


المزيد.....




- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض عبد الحميد الطائي - معالم الحياة المعاصرة / 32