أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض عبد الحميد الطائي - معالم الحياة المعاصرة / 15















المزيد.....

معالم الحياة المعاصرة / 15


رياض عبد الحميد الطائي
كاتب

(Riyad A. Al-taii)


الحوار المتمدن-العدد: 6735 - 2020 / 11 / 17 - 13:45
المحور: المجتمع المدني
    


ثانيا : برنامج اصلاح نظام الاسرة
المقدمة :
في الحقيقة اننا عندما نقول اصلاح نظام الاسرة فاننا نقصد بالتحديد اصلاح وضع المرأة ومكانتها في المجتمع ، المرأة لها دور كبير في كيان الاسرة ، اذا كانت الاسرة هي وحدة بناء الكيان الاجتماعي فان المرأة بالذات هي حجر الاساس لكيان الاسرة وهي عماد الاسرة ، بوجود المرأة يكون هناك معنى للاسرة ، وبغياب المرأة لن يبقى للاسرة معنى ، المرأة هي التي تربي الاطفال وهي التي ُنشأ الاجيال ، اليتيم الحقيقي هو من فقد أمه وليس من فقد أبيه ، يتلقى الانسان من أسرته منذ طفولته أولى الدروس في التربية والسلوك والاخلاق .. وبالتحديد من الام التي تربي ابنائها وفقا للقيم الاخلاقية التي نشأت هي عليها ، وتغرس في نفوسهم المفاهيم والسلوكيات التي تتصف بها هي بالذات بايجابياتها وسلبياتها ، وان سوء تربية الابناء لا ينعكس تأثيره السلبي على كيان الفرد وكيان الاسرة فقط وانما يتعدى تأثيره الى المجتمع ، وبالتالي فان حالة المجتمع من حيث تقدمه ونهضته وعمرانه انما هو انعكاس لوضع المرأة ولثقافة المرأة في ذلك المجتمع ، ولا نجافي الحقيقة اذا قلنا انما الامم تنهض وتتقدم بنسائها ، بصلاح أحوال المرأة صلاح الاسرة وصلاح المجتمع ، وبفسادها فساد الاسرة وفساد المجتمع ، من هذا المنطلق فان اصلاح النظام الاسري في اي مجتمع ينبغي ان يبدأ باصلاح اوضاع المرأة في ذلك المجتمع واصلاح قوانين الاحوال المدنية بما يسمح للمرأة ان تأخذ دورها في بناء المجتمع والمشاركة في حمل المسؤولية في الاسرة والمجتمع ، واعتبار المرأة شريك حقيقي للرجل في بناء الاسرة وليس مجرد شخص مُعال مقابل خدمة ، الثقافة السائدة في مجتمعاتنا العربية تجاه المرأة تقوم على مبدأ ( الحد من حرية المرأة مقابل اعفائها من المسؤولية ) بمعنى تقليص مساحة الحرية للمرأة حفاظا على عفتها التي هي مصدر شرف الرجل ـ حسب هذه الثقافة ـ مقابل اعفائها من المسؤولية المجتمعية ، بالتالي فان الرجل ملزم بحمل كل ما يترتب على هذه المبدأ من مسؤولية وأعباء ، فمثلا المرأة البالغة اذا كانت غير متزوجة فان المسؤول عن اعالتها والانفاق عليها وتدبير شؤونها يكون اما ابيها او اخوتها الذكور مقابل وصايتهم عليها والتحكم في شؤونها ومصيرها ومستقبلها ، واما اذا كانت متزوجة فان زوجها هو الذي يكون مسؤول عن اعالتها والانفاق عليها مقابل التحكم بشؤونها ومصالحها ، وهو وحده الذي يقرر مستقبل ومصير حياتها الزوجية ، ووفقا لهذا المبدأ وهذه الثقافة فان المرأة تصبح تحت وصاية الرجل وتتحول الى جزء من ممتلكاته ، وهذا يتنافى مع مباديء حقوق الانسان ، ان هدفنا في برنامجنا الاصلاحي يتجه صوب مساواة المرأة بالرجل في الحقوق والواجبات وتحريرها من هيمنة الرجل على كيانها ومصالحها لكي تتولى هي شخصيا تدبير شؤونها واعالة نفسها دون وصاية من احد ، مما يستوجب الغاء مبدأ ( الحد من الحرية مقابل الاعفاء من المسؤولية ) المعتمد اجتماعيا في التعامل مع المرأة ، هذا الالغاء خطوة مهمة في تعزيز مكانة المرأة في المجتمع ، كما انه يؤدي في الوقت نفسه الى تحرير الرجل من تحمل الأعباء المترتبة على ذلك المبدأ ، وهي أعباء أخلاقية ومالية ، الاعباء الاخلاقية تتمثل في اعتبار المرأة رمزا لشرف الرجل المسؤول عن الانفاق عليها او حتى اي رجل من اقربائها ، ان ثقافة ربط شرف الرجل باخلاق وسلوك المرأة هو ما يدفعه الى فرض قيود على حريتها حفاظا على اخلاقها ، ونحن نعتقد بان هذه المفاهيم وهذه الثقافة لم تعد تصلح في عصرنا الحالي ويجب ان تتغير ، نحن نرى بانه اولا : يجب فك ارتباط مفهوم الشرف بالجنس ، شرف الانسان ـ ذكرا كان أم انثى ـ يرتبط بسلوكه في حياته العملية واسلوب تعامله مع الاخرين ، ولا علاقة لمفهوم الشرف بالميول الجنسية او بالسلوك الجنسي طالما كان هذا السلوك محصورا في النطاق الشخصي ولا يسبب الضرر للمجتمع ، ومن المعروف ان شدة الميول الجنسية ترتبط بالعوامل الوراثية وهذه العوامل ليست تحت ارادة الانسان وتحكمه ، وليس من العدل اعتماد عوامل وراثية خارجه عن نطاق الارادة والاستطاعة كمعايير للشرف ، ثانيا : ان شرف الانسان هو معيار شخصي مرتبط بالشخص المعني فقط ولا يجوز اسقاطه على غيره من عائلته او ذويه ، كل انسان بالغ يكون هو شخصيا مسؤول عن اعماله وسلوكه ، وان رابطة القرابة او الانتماء بالدم لا يترتب عليها مسؤولية مشتركة عن افعال اعضاء الرابطة طالما كان العضو الفاعل بالغا واعيا مدركا مؤهلا .. وبالتالي لا يجوز ان يبقى شرف الرجل مرهونا باخلاق النساء البالغات من افراد عائلته او اقربائه ، هذا ما يتعلق بمسألة الاعباء الاخلاقية ، اما ما يتعلق بمسالة الأعباء المالية فتتمثل في اعالة الرجل للمرأة ان كانت هذه المرأة زوجته او ابنته البالغة غير المتزوجة او اخته البالغة غير المتزوجة ، اننا نرى بان مسؤولية الانفاق على المرأة البالغة انما هو عبأ على كاهل الرجل ويجب ان يتحرر منه الرجل وتتحرر منه المرأة ايضا ، المرأة البالغة عليها ان تعمل لتعيل نفسها .. ولا تنتظر من أحد ان يعيلها ، الاعالة انتقاص من القيمة الانسانية للشخص المعال ، يجب ان تتحرر المرأة البالغة من وصاية الرجل عليها ان كان أب او أخ او زوج فلا تتكل على أحد في معيشتها وفي تقرير حياتها ومستقبلها ، يجب ان تكون مستقلة ماليا فلا تستجدي الشفقة والعطف من الرجل لكي يطعمها ويسكنها في مسكنه ، وهذا يحتم عليها ان تعمل لكي تتحمل نفقات معيشتها وبالتالي تكون مؤهلة لممارسة حريتها واستقلالية قرارها وممارسة دورها الايجابي الفعّال في الاسرة وفي المجتمع ، المرأة حتى وان كانت متزوجة فانها مطالبة بالعمل ، ان صفة ( ربة بيت ) لا تعني ان المرأة تمارس عمل ذو منفعة عامة ، ( ربة بيت )هي صفة لوظيفة خاصة بشؤون البيت ولاتنطبق عليها صفة خدمة اجتماعية تستحق عليها أجر ، يجب ان تمارس كل امرأة وظيفة اجتماعية تؤدي فيها خدمات للمجتمع لكي تنال مقابلها أجرا فتنفق على نفسها وتشعر بانسانيتها ، العمل هو مصدر الرزق لكي تنفق على نفسها وعلى اسرتها كما هو حال الرجل ، الانفاق بالنسبة للأسرة يجب ان يكون مشترك من قبل الرجل والمرأة ، وهذا ما سوف ينعكس ايجابيا في اسلوب تربيتها لاطفالها ، وفي حالة عدم توفر فرصة عمل للمرأة المتزوجة فان الدولة ملزمة ان تصرف لها اعانة بطالة من صندوق رزق العاطلين باعتبارها عاطلة عن العمل ، الزواج لا يسقط حق المرأة كمواطنة في الرزق من المال العام ، لا ينبغي للمرأة المتزوجة ان تصبح عبء على الرجل في المعيشة وفي الانفاق ، لا يجوز ان تعيش المرأة البالغة عالة على الاخرين فتضطر الى التنازل عن حقوقها الانسانية مقابل الانفاق عليها من قبل معيلها ان كان المعيل الزوج او الاب او الاخ ، الإعالة مهانة وإذلال للنفس وفقدان لحرية الارادة ونحن نرفض ذلك للمرأة كما نرفضها للرجل ، ليس مهمة الرجل في ان يحمل لوحده عبأ إعالة كل من زوجته وابنائه القاصرين ، بل ان الزوج والزوجة كلاهما يشتركان في حمل عبأ إعالة ابنائهما القاصرين ، الاعباء الاسرية يجب ان يتحملها كل من الرجل والمرأة مشاركة ، الزوجة شريك وليس عائل .
...... يتبع الجزء / 16



#رياض_عبد_الحميد_الطائي (هاشتاغ)       Riyad_A._Al-taii#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معالم الحياة المعاصرة / 14
- معالم الحياة المعاصرة / 13
- معالم الحياة المعاصرة / 12
- معالم الحياة المعاصرة / 11
- معالم الحياة المعاصرة / 10
- معالم الحياة المعاصرة / 9
- معالم الحياة المعاصرة / 8
- معالم الحياة المعاصرة / 7
- معالم الحياة المعاصرة / 6
- معالم الحياة المعاصرة / 5
- معالم الحياة المعاصرة / 4
- معالم الحياة المعاصرة / 3
- معالم الحياة المعاصرة / 2
- معالم الحياة المعاصرة / 1
- مقترح استخدام نظام الرقم التصنيفي بدلا من التسمية اللاتينية ...


المزيد.....




- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض عبد الحميد الطائي - معالم الحياة المعاصرة / 15