أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الشهاوي - اللهجة المصرية أم اللغة المصرية؟!














المزيد.....

اللهجة المصرية أم اللغة المصرية؟!


محمد الشهاوي
(Muhammad Alshahawy)


الحوار المتمدن-العدد: 6755 - 2020 / 12 / 8 - 18:49
المحور: كتابات ساخرة
    


كثيرٌ منّا ما زال يعتقد أن ما نقوله بالمصري يُعد لهجةً مُنبثقة من اللغة العربية القديمة، وأن كل البلاد التي انبثقت ألسنتُها من العربية مجرد لهجات عربية، وليست لغات قائمة بذاتها. أنا، حقيقةً، أتعجّـبُ جدًا من المصري الذي يستمع- للغة المغربية مثلًا- وغالبًا لا يفهم أيّ شيء، بل قد يصعب عليه فهم مضمون الكلام أصلًا، وما زال يظن أن المغربية لهجة عربية مثلها مثل المصرية والليبية، إلخ... هذا أمر عجيب. بكل بساطة، هناك أمران يجب أن نذكرهما لأهميتهما في هذا الصدد. أولًا: التعريف باللغة عمومًا، وثانيًا، توضيح حقيقة اللغة العربية القديمة وما نتج عنها. نستطيع أن نقول أن اللغة هي عبارةٌ عن وسيلة لتوصيل المعاني أو المقاصد ليسهُل بسببها التعامل الاجتماعي فيما بين الأفراد الذين يستخدمونها، لكن هناك حقيقة هامَّة يجب الالتفات إليها وهي أنه لا يوجد أصل أو بداية محضة لأيّ لغة، ولا ثبات للغة. اللغة تتطوَّر مثلها مثل أيّ شيء حولنا؛ وبموجب كثرة معطيات الحياة، وزيادة الوعي البشري بالمؤثرات الخارجية، أصبحنا في حاجة لاختراع "ألفاظ" جديدة لنلصقها بشيء معين يحمل المعنى، وهذا يتكرَّر منذ أكثر من مائة ألف سنة، فاللغة التي يستخدمها أفراد قد، بعد آلاف السنين، تبدو وكأنها تحوَّلت كليًا إلى لغة لا تنتمي مُطلقًا للغة الأولى، وذلك أمر طبيعي وواقعي جدًا. من أجل ذلك، وبكل إيجاز وبساطة وبعيدًا عن نظريات اللغة وهاتيك القصص، أنا أرى أن اللغة العربية القديمة- الفصحى- قد ماتت- أو اندثرت- تمامًا كلغة منطوقة ومُستعملة كما كانت أو حتى شبه ما كانت، ولم يعد لها أيّ استخدام مُلِح فيما بيننا، بل حتى أساليب كتابتها قد تغيّرت بشكلٍ كبير جدًا، وتنوَّعت كثيرًا. ثانيًا، أنا أرى أن ما نستعمله من لغة عندنا في مصر مثلًا ليست لغة عربية، إنما هي لغة مصرية. أقول "لغة" مصرية، وليست لهجة. فهي "لغة" لاختلاف استخدام ألفاظها، وتمثيلها نُطقًا، وما تحتويه من غرائب أو مُخترعات جديدة بمقتضى زيادة مُعطيات الحياة. كذلك الأمر في اللغة المغربية واللغة التونسية واللغة السورية، وهكذا. هذه لغات وليست لهجات. اللهجة تحدث بفعل اختلاف النطق بموجب البُعد الجُغرافي- فال Accent تخص طريقة النطق كأصل، وغالبًا يكون تغيُّر اللهجة في الدولة الواحدة طفيفًا للحد الذي يُمكننا تسميتها لهجات فعلية- مع عدم نسيان أن الدول ذات المساحات الهائلة قد تحتوي على أكثر من لغة، لا أقول لهجة. فكلمة لهجة تعود أصلًا على النطق، أمَّا ما يخص استخدام الألفاظ فهي الدايالكت Dialect وليست الآكسنت. فلو تغيّرا ال Accent وال Dialect وانحرفا تمامًا لشكل آخر كما الحاصل في المصرية مع العربية الفصحى، هنا تتكوّن "لغة" مُختلفة يصعب فهمها. الغرض التفاعلي الرئيس من وراء اللغة هو توصيل المعنى، بجانب التعبير عن النفس والشعور، ولا يعد الاختلاف هنا مجرد اختلاف Accents. لكن لماذا أكتب الآن بالعربية الفصحى مع أنها رحلت عن عالمنا؟ أقولُ الموطن الوحيد الذي يُمكن للغة العربية أن تكون ذات أهمية كبيرة فيه هي عندما يتم استخدامها- سواء مكتوبة أو منطوقة- كرسالة يفهمها كل العرب، بعيدًا عن اختلاف لغاتهم عنها أساسًا. فلو أننا كتبنا رسالة لكل العرب باللغة الجزائرية، لن يفهمها كل العرب، كذلك الأمر مع كل اللغات التي تولَّدت من العربية، وعليهِ يكون استخدام الفصحى بمثابة رموز ثابتة يدركها كل العرب رغم اختلاف ألسنتهم والبُعد الجغرافي الكبير فيما بينهم. هذه هي الفائدة الرئيسة للغة العربية الفصحى. وأنا قد أذهب بعيدًا بعض الشيء وأقول أن اللغة المصرية يُمكن أن تلعب هي الآن دور اللغة الأم استخدامًا- سواء في المنصوص أو المنطوق- وذلك لأن كل العرب يفهمون على المصريين بفضل انتشار الفن المصري من أغاني ومسلسلات أو بموجب صناعة الفنون والآداب المصرية عمومًا، ممَّا سمح لدخول ثقافتنا إلى كل الدول العربية الأخرى. اللغة المصرية أصبحت سهلة الفهم منذ بدايات أغاني أم كلثوم ثم عبد الحليم مع مشاهدة الأفلام التي كانت مصر تعرضها قديمًا، لذلك غالبًا أيّ عربي يفهم اللغة المصرية، ولكن المصري لا يستطيع أن يفهم على أيّ لغة- وأنا أميل إلى أن اللغة الأسهل لنا هي الشامية عمومًا، أو السورية خصوصًا. ويومًا ما ستندثر اللغة المصرية المُستخدمة حاليًا وتتحوَّل للغة أخرى مختلفة تمامًا عنها، وهكذا.... هذا، وأرجو أن يكون مقصودي قد اتضح في هذه المسألة. وينبغي أيضًا عدم نسيان التفريق بين استخدام الفصحى بشكل شخصي أو إعتقادي، واستخدامها في العموم كما تناولناه في هذا المنشور.



#محمد_الشهاوي (هاشتاغ)       Muhammad_Alshahawy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفات شخصية قميئة
- عَبَط بعض الشَّخصيَّات البشرية في اجتمعاتِنا
- عبقرية آينشتاين
- تفكيك شبهة تطوُّر العلم وعدم ثبات نظرياته
- خرافة البحث عن الحقيقة!
- رغبة التغيير
- عَبَط الاقتصاد البيولوجي!
- سِحر الأموال...
- كيف نحكم، بشكلٍ تجريديٍ بحت، على فعلٍ مُعيّن أو تصرّفٍ مُعيّ ...
- هل يجب علينا أن نخاف الموت، أم هو فقط من رُعب النهاية؟
- آليات اكتساب اللغة


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الشهاوي - اللهجة المصرية أم اللغة المصرية؟!