محمد الشهاوي
(Muhammad Alshahawy)
الحوار المتمدن-العدد: 6288 - 2019 / 7 / 12 - 15:31
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
إنك، مِن غير شك، قد قابلت أو-- قطعاً ستقابل-- بعض الأشخاص في المجتمع لديهم صفات تستفزّ فيك جروح الدقائق، والساعات، والأيام، والليالي... إنني أتكلمُ عن كومة مِن صفات أولئك الذين يفسدون عليك حياتك، بطريقةٍ أو بأخرى، وما عليك غير ضبط سلوكياتهم أو الابتعاد عنهم. أوَّلُ صفةٍ أبغضُها، بشكلٍ شخصي، فيهم هي صفةُ "التلاعُب،" والتي مِن شأن أصحابها أن يتلاعبوا بك بكل الطرق لمنفعةٍ ما في بالهم، ولهم طريقتهم في استخدام الأشخاص في تحقيق "أهدافهم الخاصة" بغض النظر عمَّا يريد الشخص المتلاعب به، فهم بعيدون تمامًا عن المساواة والعدل في علاقاتهم بالبشر. وهؤلاء-- أعني أولئك الذين يستعملونك-- مِن أسوء ما يكون، ومِن أكثر ما يكون! كذلك مِن الصفات القبيحة بنظري صفةُ "عدم الإعتذار" لأنه، عند مَن لا يعتذرون، لا شيء يستدعي الاعتذار بنظرهم أصلاً وفرعا، ففي جميع الحالات هذا خطأُ شخصٍ آخر غيرهم، ومنهم مَن يستخدم علاقاته لإبعاد الاعتذار عن نفسه، ويسعى لاستدرار التعاطف والانتباه على حساب الآخرين؛ وذلك صنفٌ من الناس شديدُ الرداءة. كذلك لا ينبغي لنا أن نتجاهل صفات أولئك الذين دومًا يضعونك في "موقف دفاعي،" أو موطن اتهام، أو يستحثونك على إثبات نفسك لهم، وهذا يجعلُك تفضّلهم عن باقي الأشخاص لأنكَ فضَّلت احتياجاتهم على احتياجاتك، وهم غالبًا مِن أهل الريف، أو الأقاليم عامَّةً، وما شابه، والأولَى والأمثل تركهم. وكذا ينبغي الحذر مِن الذين يلومونك دائمًا؛ فقد يكون الولاءُ كلمةً مُنهارةً في قواميسهم. ليت هؤلاء وأولئك يعلمون أننا قد أغلقنا، منذ أمَدٍ بعيد، تلك الكتب التي يفتحونها، وأنهم مكشوفون، وأننا نقرأهم لدرجة الإستحياء من النظر في وجوههم. لكنني، بعيدًا عن كل شيء، لا أكرههم شخصياً، إنما أنا أُثبت صفات قد مرَّت بنا في كل مراحلنا العمرية؛ ما بين صفات الجهل الذي يجعلُ مِن عقل صاحبه مِرحاضًا لأيّ بيان ومُنكِرًا لأيّ تبيان، والفقر الذي يُسقِط الهيبة ويستثير كل ما هو سيّئ في البواطن، والإنحياز في التفكير بالنظر لقضايا الدنيا بشكل أُحادي الإتجاه بموجب موروثات الاجتماع وأعرافه، والتراكم المعرفي المضروب بالنار، والخوف الذي هو أصلٌ عتيقٌ مِن أصول البدائية، وصفة عدم الإستماع للرأي المخالف أبدًا، وكارثة مقابلة الكلمات باللّكمات، وغيرها وغيرها... إن تلك الصفات ينبغي أن تكون مِن أبعد ما يكون عن الإنسان. فإن الإنسان استطاع، عبر التاريخ، إمعان النظر في الفن، ومَارسَهُ بشكلٍ عجيب؛ وهذا يجعلهُ جديرًا بالرفاهية، بصورةٍ أو بأخرى.
#محمد_الشهاوي (هاشتاغ)
Muhammad_Alshahawy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟