أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ارشد احمد سمو - ابعاد ومستويات العولمة - المستوى والبعد السياسي للعولمة















المزيد.....

ابعاد ومستويات العولمة - المستوى والبعد السياسي للعولمة


ارشد احمد سمو
باحث في العلاقات الدولية

(Arshed Ahmed Simo)


الحوار المتمدن-العدد: 6753 - 2020 / 12 / 6 - 15:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يشهد العالم منذ العقد الأخير من القرن العشرين والعقدين الاولين من القرن الحادي والعشرين تحولات سريعة وتغيرات مختلفة وعلى مستويات عديدة، سياسية اقتصادية وثقافية جعلت الإنسانية تتجه نحو الشمولية واتباع نمط من الأنماط الغربية وبالذات التنميط الأمريكي والاوربي.
وتتجسد هذه التحولات والمتغيرات في ظاهرة العولمة التي تعتبر صيرورة تاريخية تحدد مسار التطور الإنساني في مختلف مجالات حياته، ومن خلال تتبع المقاربات النظرية حول مفهوم العولمة نجد أن حقيقتها ومضمونها ظاهرة ذات طابع حركي ديناميكي، ظاهرة متكاملة الجوانب والأبعاد، ظاهرة وإن كانت بسيطة في الشكل إلا أنها معقدة في المضمون، ولعل وجود قرابة اكثر من 1000 تعريف للعولمة من الدلائل الواضحة على تشعبها وتشابكها، وعليه فإنه لا يوجد بعد واحد للعولمة، بل ابعاد متعددة مثلما تم الإشارة اليه في العنوان (( ابعاد ومستويات العولمة)).
لقد باتت مظاهر التعولم تتعدد بتعدد مجالات التشابك بين الجماعات الإنسانية والدول، فهناك عولمات سياسية، اقتصادية، اجتماعية، ثقافية، تكنولوجية اتصالية، قانونية، بل وحتى صحية، كما هو الحال اليوم مع التنافس والتسابق حول إيجاد اللقاح المضاد لفايروس كورونا وغيرها من الفايروسات، الامر الذي جعل من مجتمعات الدول النامية او دول الجنوب او ما اصطلح عليه ادبيات القرن العشرين بدول العالم الثالث، ينتظرون من الدول الغربية، صنع اللقاح المضاد لفايروس كورونا، ولعل البعد الثقافي والاقتصادي والسياسي هو الأهم بالنسبة لنا، كباحثين مبتدئين في مجال العلاقات الدولية من اجل الوقوف على الظاهرة وعمليات العولمة اذ لم يعد مناسبا ان نقول العولمة بصورة مجردة ومفردة بل (عمليات العولمة).
تهدف العولمة في بعدها السياسي إلى بناء نموذج سياسي غربي تتبناه شعوب العالم، بحيث يكون النموذج السياسي العالمي الذي يعيش في ظله كل العالم، ويعتمد هذا النموذج على نشر قيم التحررية السياسية القائمة على الحرية، حرية الرأي وحرية المناقشة والتفكير والاعتقاد، وفي الدعوة إلى الديمقراطية التحررية الغربية، والتعددية السياسية واحترام حقوق الإنسان.
ترتبط العولمة السياسية أساسا ببروز مجموعة من القوى العالمية والإقليمية والمحلية الجديدة خلال عقد التسعينات من القرن العشرين، والتي أخذت تنافس الدولة في المجال السياسي وخاصة في مجال صنع القرارات وصوغ الخيارات، وتتنوع هذه القوى الجديدة أشد التنوع، ومن أبرز هذه القوى التكتلات التجارية الإقليمية كالسوق الأوروبية المشتركة التي تطورت خلال العقود الأخيرة الماضية لتشكل وحدة نقدية تعمل من خلال المصرف المركزي الأوروبي الذي أنشأ عام 1999ليشرف على عملة اليورو، وذلك بعد أن تنازلت الدول الأوروبية طوعا عن سيادتها في مجال السياسات النقدية ،إن النموذج الاندماجي الأوروبي يقوم أساسا على تخلي الدول الأوروبية الطوعي عن بعض من مظاهر السيادة لصالح كيان إقليم يتجه نحو الوحدة الاقتصادية، ولاحقا الوحدة السياسية بهدف الابتعاد من امركة المجتمعات الاوربية واقامة الولايات المتحدة الأوروبية، رغم ظهور متغيرات جديدة اثرت بشكل واضح على هدف الوحدة الاوربية من بينها خروج المملكة المتحدة البريطانية من الاتحاد الأوربي، بالإضافة الى التصدع في العلاقات بين دول الاتحاد بعد جائحة كورونا خاصة اثناء الموجة الأولى من اجتياح الفايروس وانهيار المنظومة الصحية الإيطالية دون ان تساعدها دول رائدة في الاتحاد مثل فرنسا وألمانيا.
لقد ارتبطت العولمة السياسية ببروز مجموعة من القضايا والمشكلات العالمية الجديدة التي تتطلب استجابات دولية وجماعية، وليست استجابات فردية وعلى صعيد كل دولة، فقضايا التسعينات لم تعد قضايا محلية، في ظل انكماش العالم وتقارب المجتمعات والارتقاء من المحلية إلى البحث عن الحلول العالمية، لقد اتضح الآن أن جميع القضايا الاجتماعية المعاصرة هي قضايا عالمية في أسبابها وحلولها وتأتي في مقدمة هذه القضايا قضية الإرهاب والأمن الدولي وقضايا البيئة والتلوث البيئي والتدهور البيئي المستمر، وانتشار الفايروسات المعدية والمستعصية مثل انفلونزا الخنازير ، انفلونزا الطيور، ايبولا، سارس1 وسارس 2، واخيرا COVID19 كورونا الذي لا يزال العالم بأكمله يترقب ظهور اللقاح المضاد له.
فيما يتعلق بأبعاد العولمة السياسية على كافة المستويات يمكننا تلخيص تلك الأبعاد في الآتي:
1. استمرار الدولة- رغم العولمة- كقوة ووحدة رئيسية في العلاقات الدولية وبقاء حدودها الوطنية، بحيث تعززت الدول بأساليب تكيف جديدة مع المتغيرات.
2. التحول من الديمقراطية النيابية والمركزية إلى ديمقراطية المشاركة واللامركزية، فإما أن تكون الديمقراطية محلية أو لا تكون، وتتيح آليات الديمقراطية الإلكترونية التفاعلية عدة فرص جديدة لتعزيز ديمقراطية المشاركة، بما في ذلك التحول من ديمقراطية المجتمع الصناعي، إلى ديمقراطية المجتمع ما بعد الصناعي.
3. تحول أساليب إدارة الإقليم الوطني من الأساليب المركزية إلى الأساليب اللامركزية، ومن التنظيم الهرمي الجامد، إلى التنظيم الشبكي التفاعلي الديناميكي مثل ما نراه اليوم في الدول الاتحادية.
4. تنامي أدوار ووظائف المجتمع المدني وطنيا وعبر الأوطان، وتزايد الوعي للمواطنين بأهمية المشاركة السياسية محلية ووطنية وعالمية للحيلولة دون تداعي عدوى الأزمات والأمراض العابرة للحدود الوطنية.
5. الأخذ بمبدأ الحكم الصالح والشفافية والنزاهة السياسية في إدارة الشأن العام وتنمية الموارد الاقتصادية بعيدا عن المحسوبية و الرشوة والمحاباة والغموض واللصوصية.
6. زيادة درجة التسيس لأوساط واسعة من البشر بعد طول احتكار للمجال السياسي من طرف السياسيين، وأساليبهم السرية في إدارة الشأن العام، وانكشاف الكثير من ممارساتهم عبر السلطة الرابعة ومواقع الانترنت والقنوات الفضائية خاصة في ظل الثورة المعلوماتية.
من خلال هذه الأبعاد للعولمة السياسية يظهر أن الدولة التقليدية بهذا الشكل، قد فقدت مبرر وجودها، وذلك بفقدها الكثير من وظائفها المعهودة لقيام الدولة، وذلك أن العولمة قد سعت ومنذ البداية إلى تحويل السلطة من الدولة إلى المؤسسات عابرة القارات، وهو ما أسفر عنه اهتزاز في مصداقية ومشروعية الدولة لدى مواطنيها، مما سبب في كثير من حالات عدم الاستقرار السياسي، حتى أن الدولة أصبحت عاجزة عن التصدي للسياسات الموحدة المفروضة من الخارج.
في مقابل هذه السلبيات التي تتأتى عن العولمة السياسية فإنه لا بد من التركيز على الأخطار التي يمكن أن تنشأ جراء العجز الديمقراطي، فشعور الشعوب بالاستلاب من الممكن أن يحدث تراجعا نحو السياسات الحمائية على المستوى الاقتصادي، كما قد يهيئ الجو نحو صعود قادة شعبويين على المستوى السياسي وهو ما يهدد بظهور أنظمة شمولية تهدد السلم و الاستقرار على كل المستويات المحلية، الإقليمية و العالمية، بل إن النظــــام الرأسمالي ذاتـــه مهدد بالسقوط لذلك يقول جان بول فيتوسي" J.P. Fitoussi إذا تحول النظام الرأسمالي، من خلال إبعاده للسياسي لصالح الاقتصادي، فإنه من الممكن جدا أن ينهار"
وخير مثال على واقعية هذه التحليلات هو أصوات التيارات "الشعبوية" في استحقاقات انتخابية عديدة، ابتداء من الاستفتاء البريطاني للخروج من الاتحاد الأوروبي، ومرورا بحملة الرئيس الأميركي دونالد ترمب سنة 2016، وحملته ضد الرئيس المنتخب جو بايدن ، وانتهاء بالاستفتاء الدستوري بإيطاليا الذي ربما يمهد لخروجها من الاتحاد الأوروبي في ظل وجود حركة "خمس نجوم" الموصوفة بـ"الشعبوية" والرافضة لهذه التعديلات لا سيما بعد خيبة الامل لدى الايطاليين ضد الدول الاوربية الأخرى التي لم تمد اليها يد المساعدة اثناء الموجة الأولى من انتشار كورونا فيها مطلع العام الجاري.

المصادر:
1. أشرف غالب أبو صالحة ، تأثير العولمة السياسية على الوطن العربي (1991/2011) ، مذكرة ماجستير ، قسم العلوم السياسية ، جامعة الشرق الاوسط ، 2011/2012 ، الأردن.
2. علاء بسام مهنا ، أثر العولمة في التوازن الدولي ، رسالة دكتوراه ، قسم العلاقات الدولية، كلية العلوم السياسية ،جامعة دمشق ،2014/2015، دمشق
3. عبد الخالق عبد الله ، العولمة :جذورها وفروعها وكيفية التعامل معها ، مجلة عالم الفكر العدد2،الكويت، نوفمبر 1999.
4. Chantal Mouffe,The populist challenge, on the site Date of view:22/04/2019 https://www.opendemocracy.net/democraciaabierta/chantal-mouffe/populist-challenge



#ارشد_احمد_سمو (هاشتاغ)       Arshed_Ahmed_Simo#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الاختلاف
- حب الروح
- هل القناعة كنز لا يفنى ؟؟
- وفد الاقليم في بغداد
- رجب طيب اردوغان والطابع العلني للسياسة الخارجية
- كونفشيوس حكيم الشرق واستفتاء كوردستان الجنوبية
- نحو الاستفتاء ماضون
- الاستفتاء والسياسة الدولية
- يا امة الكورد لا تهدروا الفرصة التاريخية
- ضحكة بيانكا ترامب بالمليارات
- رسالة الى العراقي العربي
- لا تستعجل كي لا تتأخر
- امننا واستقرارنا مرهون بمدى انتماءنا لأرضنا


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ارشد احمد سمو - ابعاد ومستويات العولمة - المستوى والبعد السياسي للعولمة