أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ارشد احمد سمو - ثقافة الاختلاف














المزيد.....

ثقافة الاختلاف


ارشد احمد سمو
باحث في العلاقات الدولية

(Arshed Ahmed Simo)


الحوار المتمدن-العدد: 6593 - 2020 / 6 / 15 - 01:29
المحور: الادب والفن
    


.....قصة حوارية من وحي الخيال .....

(ثقافة الاختلاف) قصة رقم (2)

قام عبدالله من مجلسه هائماً يريد زيارة صديقه من ايام الدراسة (شڤان) الذي اصابه وعكة صحية قبل ايام جعله بلازم الفراش، وفي طريقه الى هناك صادف ابن عمه وصديق الطفولة (رزگار) الذي تبضع من السوق بعض الاحتياجات اليومية التي طلبتها منه زوجته (شيلان)
لتحضر مأدبة اكل لضيوف رزگار الذين قدموا من بغداد .

وصل عبدالله الى منزل شڤان ، وبعد الترحيب به من اهل بيته ، بدأ عبدالله يسأل شڤان ...

عبدالله :
ما الذي اصابك اخي ، لماذا ارى هذا الحزن العميق على وجهك الشاحب؟ كن منفائلاً وكن على علم بان المرض يصيب الجميع دون تمييز بين الغني والفقير.

شڤان :
نعم اخي عبدالله اعرف ذلك ، واكن اااااه... ( ويسكت شڤان وعيناه توشكان على ان تذرف الدموع)

عبدالله:
ما بالك ايها الرجل ؟ مِمَ انت مقهور ومكبوت ؟ اَخْرِجْ ما في صدرك من هموم فانا مستعدٌ للاصغاء اليك.

شڤان :
لا اعرف ماذا اقول يا اخي لكن اشعر بان موتي وساعة رحيلي بات وشيكاً ولا ادري لمن اترك هؤلاء الاطفال ( هنا يبكي شفان بحِرقةٍ شديدة) وعبدالله ينتظره ليكمل كلامه ... ويسترسل شڤان قائلاً ...

شڤان :
اتعلم يا صاحبي انني في حياتي كلها ما اهَنْتُ نفسي، اتعلم انني في اقسى ظروف المعيشة لم ارضى ان اخذ صدقةٍ او زكاةٍ او هبةٍ من احد، يا اخي تحملت مرارة العيش بدون الراتب الوظيفي في التسعينات لاننا كنا نسعى لانجاح تجربة الاقليم ونرى فيها حلماً جميلاً سيتحقق وسيؤَمن لاولادنا واحفادنا مستقبلا افضل من الحياة التي عشناها ، لكن اترى ما الذي حصل، قتلوا احلامنا ونحن لا زلنا لم نصح من النوم ، كنا نحلم بالتامين الصحي ، نحلم بتقاعد يكفينا شر الحاجة الى الاخرين ، كنا نحلم بالعدالة الاجتماعية ، نحلم بالمشاركة السياسية، نحلم بالحرية في معناها الحقيقي، نحلم بنظام تعليمي يبني مجتمعاً ذات وعي وعقل جمعي يؤمن باحترام رأي الغير ، نحلم بتمدن في العقول يصاحبه احترام الاعراف والاديان ، نحلم بقضاء نزيه ومجتمع يكون القانون فيه سيداً على المتنفذ قبل المعدوم، نحلم بسلطة همها تحقيق الرفاهية والتنمية في جميع المجالات ذات الصلة بالافراد، نحلم بوجود الرقابة الذاتية على تصرفاتنا واملاكنا وما هو تحت إمْرَتِنا وضمن نطاق مسؤولياتنا ناهيك عن الرقابة العامة من قِبَلِ مؤسسات الدولة، كنا نحلم يا اخي بنهاية النفاق والشقاق والدجل، نحلم بالقضاء على الفساد ، نحلم بالاصلاحات المجتمعية المدنية منها والسياسية والاقتصادية وحتى الثقافية والفنية والرياضية، نحلم بزوال نظام الثأر القَبَلي، نحلم ببنية تحتية تكفي تحمي الشعب وتقضي على البطالة بجميع اشكالها ، كنا نحلم بتقدمنا التجاري والصناعي والزراعي، نحلم بالقضاء على التقليد الاعمى للاخرين ، نحلم بالابتعاد عن استنساخ تجارب الشعوب الاخرى كوننا لنا خصوصيتنا كشعب قد تختلف مع خصوصيات الشعوب الاخرى ، كنا نحلم بجيل جديد يحترم الاباء والامهات جيلْ يطبق قول الله عز وجل
{وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا }
، كنا نحلم بمجتمع يحترم ثقافة الاختلاف و لا يجعل من الخلاف سببا في تصدع المجتمع، كنا نحلم ان نرقى الى مرحلة لا تكون المظاهر فيها معياراً لتصنيف الانسان ، كنا نحلم ان نهيش لانفسنا وذواتنا ، نحلم ان نبني بيوتاً نسكنها بهدوء ونأمن فيها على اعراضنا وخصوصيتنا ، نحلم ان نلبس كما يحلو لنا لا كما يحلو للمجتمع... نأكل كما نريد لا كما يريده الاخرون ... نقود المركبات التي تناسبنا وتناسب ظروفنا الاقتصادية لا لنتظاهر بها امام الاخرين ... نسمع للموسيقى التي نهواها لا كما يقبلها الاخرين ... نصلي ونصوم ونتصدق ونزَّكي اموالنا وانفسنا لله الواحد الاحد ، لا ليقول عنا الاخرون مؤمنٌ وتقيٌ وعابدٌ ووليٌ من اولياء الله ... نسافر متى ما اردنا .. نتأقلم مع ما هو منطقي وسليم ، والكثير الكثير يا اخي ، لو اسردت ذلك ساعات طوال فلن تكون لها نهاية .. فقل لي بربك يا اخي كيف لا امرض ولا اصاب بالاكتئاب والانفصام وانا اعيش في مجتمع متناقض في كل شئ ؟؟!!!!!


.....للحوار بقية .....



#ارشد_احمد_سمو (هاشتاغ)       Arshed_Ahmed_Simo#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حب الروح
- هل القناعة كنز لا يفنى ؟؟
- وفد الاقليم في بغداد
- رجب طيب اردوغان والطابع العلني للسياسة الخارجية
- كونفشيوس حكيم الشرق واستفتاء كوردستان الجنوبية
- نحو الاستفتاء ماضون
- الاستفتاء والسياسة الدولية
- يا امة الكورد لا تهدروا الفرصة التاريخية
- ضحكة بيانكا ترامب بالمليارات
- رسالة الى العراقي العربي
- لا تستعجل كي لا تتأخر
- امننا واستقرارنا مرهون بمدى انتماءنا لأرضنا


المزيد.....




- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...
- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...
- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام
- -بردة النبي- رحلة كتاب روائي في عقل إيران الثورة
- تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2025 بتحديثه الجديد على النايل ...
- قصة الرجل الذي بث الحياة في أوليفر تويست وديفيد كوبرفيلد
- وزيرة الثقافة الروسية: زاخار بريليبين مرشح لإدارة مسرح الدرا ...
- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ارشد احمد سمو - ثقافة الاختلاف