أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - بلقاسم عمامي - حكاية من الصّندوڨ















المزيد.....

حكاية من الصّندوڨ


بلقاسم عمامي

الحوار المتمدن-العدد: 6750 - 2020 / 12 / 2 - 20:41
المحور: سيرة ذاتية
    


هذي حكاية من الصندوڨ....الصندوڨ اللي فيه أحلى ما عند العيلة....صياغة وملبوس...حجج وفلوس....وريحة آمس......لڨيتها وفرحت بيها......تعمّدت إخفاء الأسامي.....بيش يتوجّه الجهد....لفن الحكي...ولا لحدث حقيقي.......مالا هانو اللي عرف حدّ.....يخبيه عندو.....وهضاكهو
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- اليوم...خلاف العادة والسبر....تصبّح في البيت (العشّة)....هي الحِجْبّة سبعة أيام وسبعة ليالي...يجيبوه العرّاسة مع طياح الليل....بالغناء والذِّكر والطبلة....الطبلة جِفنة ولّى قزديرة....المحفل ما يڨربلو حد لا مالكبار ولا من الذرّ الصغار....كي يكهّب ع الدّوار...يُرْكُبْ محفل مالنساوين....اللي عندهن ڨرجومة وصوت وغُنّة....في الخالفة متاع البيت....للا السلطانة متصدّرة....العروس تستنى....يدخل العريس في الزيطة والرنّة....معاه العصابة متاعو اللي يسموهم العرّاسة....هوما اللي يرافڨوه من طلوع السمس حتى لأول الليل...يقرّوه ويتلهو بيه....وهاني فرصتهم ماكلة مقدية ولهوة من الدوّار كلو...

2- مالعادة السلطان قبل ما تطلع السمس...ينڨّز مالخالفة من قفا العشّة وحدّ ما يشوفو....يمشي لوين يستنوا فيه العرّاسة....عندو خمسة أيام على ها المنوال.... اليوم كسّر العادة .....لبس وتهنكر ولوّح شارب البيت لتالي...حنى ظهرو بيش يخرج...ماهو خيال وطول ووهرة....ووڨف....همعوج وسمح....اللحفة جريدي والسروال عربي بالتّكّة....السورية بيضة وعليها فرملة منقوشة....جبد ڨارو...وڨالها....بنت عمتي آش شاهية؟....وجهها أحمار وعينها رجفت وتبسّمت....هزّت وجهها شاف الضو جاي من شورها....وجت العين في العين....أول مرة تزيد تحلى في عينو...جبد نفس مالڨارو....نفخ وجبد نفس من هواء رطب....نفضت راسها كاينها اطّرد في فكرة هجمت عليها....ڨالتلو...شاهية تهزّني للبْحِير انّڨعو رجلينا في الماء...

3- كاسح هو من صغرتو....ومعاندي....قرا لين وصل لتونس وروّح....تلمّ على شناتى كيفو....الحْلِڨْ والسهريات....والغناء...صوت يلعلع وڨرجومة تصقل الكلام وتخرّجو بالرّنة....وثمة حكاية أخرى بيناتهم هاك اللمة....التكروري....يعملولها عْمارة ولى زوز يعدوها ليلة وهوما يتعاندو شكون صوتو خير...ولى كي يلزّولها....يباتو يشيّعو في بعضهم لين تطلع عليهم سمس غدوة....أربعة منهم ديما امسمرين....ثمة منهو اللي يلحڨ عليهم ويغفل....نسميلكم أحمد ولزهر والصّغيّر....ومرّات علي الهاشمي....

4- هو شبّ في بنت عمّتو...شافها مرّة عڨلو تخطف....كبشت فيه لحكاية وكبّشت فيها....صبيّة مڨْدِيّة شڨرة والعين زرڨة وواسعة....الرقبة طويلة....همعوجة....الشعور حرير زايدتها في الزين شطرو....الڨصّة والسوالف حاصرين مصدر الضوّ....والوجه نور على نور....وفوڨ هذا....صوت حنين ولين معبّي....كبرت المحبة بيناتهم....وتنشرت حكايتهم....بنت عمتو...وولد خالها....نوى وقصد....ما خابش....وجاء نهار اللمة....نهار العرس....

5- من حينك....لبست كسوتها عروس تتجلّى في حجبتها....ملحفة بالڨرينة....كحلة وصفرا....وحزام بوعرضين طيّة بطيّة....تحتهم بنوار وتريكو فضيلة...خط بخط أزرڨ نيلي على أبيض....خلال بالحْجِرْ وعنقود سخاب ريحتو تهزّ الروح....بخنوڨ بسكري مالبرّ القبلي....فوڨ محرمة بالنوّار ألوان زاهية....مُور...وجوري....ونيلي ورماني....ومزروعة فيه نوارات بلاغجي....زايدتهم زينة.....هو واڨف يستنى....يرعّي وباهت في خفّتها....جبدت المَكْحْلَة والمرود....وتماطت اللّماع مرشوڨ في خلالها ليمين....وفي رمشة عين....كحّلت وثبّتت....تبسمت ورعّتلّو ولكعاتو بطرف العين ڨريب تلعب عليه الدوخة....هيّا... ڨاللها نخافو تحمى فينا الڨايلة....ڨالت "هكّْ" (نفضت ايديها وهزّت راسها) لبست الكنترى زرڨة ومحرّجة بالعدس....وفوڨها خلخال على سيقان مسروبة بيضة وصافية....وخطوتين كانت في جنبو ليسار....خرجوا مِلْبِيتْ على غير العادة والعوايد....شكون يحكم فيهم....اللّي يهني واللّي تزغرت....واللِّي يڨول في سرّو هذا منكر....وشَدّو ثنية البْحِيرْ....والبحير شرڨيهم....في تراب المحافظية....عليهم يشڨوا دواوير....

6- هي ما عرفت لْمِنْهِي تسمع....هاذي تڨلّها أعمل هكّة....لخرى تڨلّها هذا نهارك....ومن غادي خالتها تلكز فيها....وصوت غناء العزابة يزيد ويڨرب....وسّع الثنية....وسّع الثنية السلطان جا....خرجت النساوين الكل والزغاريت عاملة مسدّ....دخل السلطان ومعاه الرفاڨة متاعو....وهبطو الشارب متاع العشّة....على ضو فتيلة تلامحها....ڨلبو ردك....ومكناتو الرعشة....لا عرف يسلم ولا يتكلم...مهمه زعمة وين يڨعد...على يمينها ولى على يسارها....الجبة خمري واللحفة جريدي....والكنترة عاطية ع البنّي....هزّ الجبة على كتفو ليمين ولصڨلها لا درا يتربّع لا يڨعمز....والجماعة فيهم اللي قاري درسو وتعدّا بيها اللحظة....وفيهم اللي باقي يقرا في دروس....يعرف كي يجي نهارو حتى هو بيش يتبهذل كيما ڨاعد يشوف....ولد عمّو اللي اسمو يفجع....هاو ڨدامو يديه مِتْخوزبه ورجليه مِتْخالفه....كهّب عليها....تنحنح واحد من غادي....فهم عليه....وخِّرْ شوي وهزّ عليها الغنبوز....وهج ضو جا من وجهها....ضوت البيت...."حليلي نا" ڨالها في ڨلبو....دار طرح البلغة بين العرّاسة....والسلطانة تحكم والسلطان ينفّذ....وحليلو اللي يجيب الفردتين مڨلوبة....وهي في سينة أخرى....سلطانة تحكم وفارسها حذاها....الحلمة ولّت حقيقة....والدنيا ماشي سايعاها....

7- خرجت تدّرج وهو بجنبها....ايديها في حزامو....وهو محوّطها من أكتافها....الدنيا سمحة والسمس ماخذة بخاطرهم....نسمة تهبهب...والصوت يشرڨع....هي تجرّد وهو يشدلها....

- وباللاه يا رجااااال....وباللاه يا رجال
ثماش من يشفو حالي....على عين الغزال....
وباللاه يا جمال ينڨّل....

- صيفة غزال الجالي....ها محسنه في سيّة....
عڨلي غدا ما وللالي....أدّاته عيشة بيّة

- يا من يجينا....مريّض الدلالة....قولو لخالي....رحل بالسلامة....
برنوس جريدي على كتف سيدي....ونحيتو بيدي ..دقة الخلالة

- لبّاسة الملظوم ....زدتي عل قلبى شڨاء.....
من داها مهموم... فاطنة ميشالك بطى....
يا وْرُوفِي يل عين لعڨاب .... مضحك لهاب...
صْدِرْ ليظهر تحت سخاب....جاء ناقلو سحاب....
صوب طلع على قولاب

8- رعّى امْتوكو....فهم عليه ولد عمّو اللي مقابلو....تنحنح وقالو استحفظ عليها بنت عمّتنا....وسابع بركة ليكم....هيّو يا رفاڨة....رعشت فريستها في لحظة....تبسّمت....متهنية ولد خالها يحبّها....النساوين لبرّة وڨفو وين شبحو الشارب تهزّ وبان ضوّ الفتيلة من داخل البيت....زغاريت وغناء وشناتى تنڨز منا ومن غادي....وذرّ صغار كابس عليها النوم....وعلا صوت التجريد بالبحّة....خرجو العرّاسة وتفرّڨو....رجّع الشارب....كان هو وياها....لا عين حزّار ولا وذن واشي....وبدا يعدّد ويقول....حلمة البارح حقيقة اليوم....ڨرّبلها لين ما عادش....جبد ڨارو....وطرشڨ لوڨيدة....وجبد منو نفَس ومدهولها....تصرّت...حرّكت راسها يمين ويسار....ما هأأ.... صمّم....محبّة موش عناد....ڨالتلو وليد خالي....ما نحبّش ندوخ....هذي ليلتي اللي نستنى فيها....نحب نڨعد واڨظة.... هي تعرف اللي عندو محنة التكروري....ڨاللها دخّان راهو...ڨالتلو أحلِف.... ڨاللها وراس عيونك اللي سْبُوني....وجبدت نفس....أول نفس في حياتها....ذاڨت مطعم ولد خالها....عشقتها لكبيرة....

9- لُمّتْ غدوة الليل....رجف قلبها ولا تدري مالوحش ولى ع الدخّان....وتسمع في الذِكر والغناء يمشي ويڨرّبْ.....هام جو....هام جو....دخل السلطان واللي معاه بالزغاريد....سلمو على السلطانة شدو مضاربهم متاع البارح....دارت البلغة وهي متسلطنة....وكل مرّة ترعّيلو....ڨداش أزيان وأسماح....سعدي نا سعدي نا....جبد باكو السواڨر....خرّج منو زوز....شعّلهم في جبدة....خلّى واحد ليه والثاني....مدّهولها....تنفضت....واشي عليّ واشي عليّ...لا نحشم....ڨاللها شدّ....ڨالتللو لالا....نحشم....مختار ولد خالي هنا....ڨاللها شدّ....نا فلان بن فلان ڨلتلّك تكيّف....ومن نهارتها....باكو الدّخان رفيڨها في عبونها....

10- اللي يسمع لغناء يخرج ويرعّي....منهو هضاكا....منهي هاضيكا....اللي يهني واللي يبارك....وهي تجرّد وهو يشدلها....دواوير شڨوها....والناس فارحة....هنا هنا....وصلو للبحير....نحت الكنترى الزرقة اللي محرّجة بالعدس....حطّتها فوڨ حجيرة....شمّرت شوي الملحفة....بانت رجليها تضوي....ڨدّمت شوي وهو شادها من يديها بعد ما خلّى البلغة متاعو في الشياح....خطيوة خطيوة....في الماء لين فات الخلخال....وهي طايرة في السماء مالفرحة وكل مرّة تتلفتلو....وتزيد تشمّر شوي ع الملحفة....وهو يڨللها يزي تحشم....تضحك....تتبسّم....تلكعو بعينها....يتلفت منا ومنا......ويجبد باكو السواڨر....
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرا هذي نا نحبها....يمكن أكثر من البعض من عمّاتي وخالاتي....كنت مرات كي نمشيلها لدارها....نهزلها باكو دخان ونسيب عليها شوي هبلة....وهي مليانة سماحة ورهافة وقوة شخصية....لحكاية اللي قريتوها....هي اللي حكتهالي.



#بلقاسم_عمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أجزاء من خواطر في دردشة مع -الآلهة-
- قراءة في كتاب -التعليم التونسي بين خطر الإفلاس وواجب التأسيس ...
- بئر العاشقين
- إشكاليات التفقد البيداغوجي في تونس
- ليلة القبض على الحياة
- صدمة اختبار -الإيقاظ العلمي-...........ما هي الدروس؟
- -السبورة السوداء- مخطط الأغنياء لتحطيم التعليم العمومي
- -الشهيد منّا......والقاتل منّا-
- خواطر حول العملية الإرهابية بتونس العاصمة هذا المساء
- لنكسر السقف وننظر فيما وراء أزمة وزارة التربية مع المدرسين ف ...
- قراءة في كتاب المفكر -محمد عمامي-: تونس: الثورة في مواجهة عو ...
- في العلاقة بين الدّولة والتّعليم في تونس: رصد لسياقات التّحو ...


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - بلقاسم عمامي - حكاية من الصّندوڨ