أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الحاج - قصائد حب لم تكتمل بعد !














المزيد.....

قصائد حب لم تكتمل بعد !


احمد الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 6749 - 2020 / 12 / 1 - 22:49
المحور: الادب والفن
    


عرفته شاعرا وقاصا عراقيا مبدعا وواعدا في بداية مشواره الادبي ينبئ بولادة شاعر مخضرم لايقل شأنا عن كبار القامات الشعرية في عراق الحضارات ...كان شابا مرهف الحس ،كثير المطالعة ،واسع الثقافة،رقيق المشاعر،دائم البسمة،منفرج الاسارير، كان شعره المجعد الاصفر وشاربه الكث الاشقر وعيناه الخضراوان مع بياض البشرة كونه في الاصل من اقصى غرب العراق تضفيان عليه وسامة رجولية لافتة ومميزة لايمتلكها اكثرنا من شباب المنطقة - المجولحين - كعمال مناجم الفحم بالسخرة ، برغم الاناقة واللباقة والسشوار والتحضير والتعطر والتأنق للمناسبات -والخشات والطلعات -على افضل ما يرام ، لا ادري حقيقة والى يومنا هذا لماذا كان يخصني انا بالتحديد للبوح بأسراره وما يختلج في صدره عن حبه لإبنة عمه ونيته خطبتها والزواج بها في القريب العاجل اثناء الحرب المشتعلة على كل الجبهات والتي لايعلم احد يقينا متى ستكون نهايتها ، وقد يكون الزواج بعد انتهاء الحرب لتكون فرحة مضاعفة ، فرحة بالزواج من محبوبته وفرحة بنهاية حرب قتلت أكثر من مليون انسان واخذت ثلاثة أضعافهم من الجرحى والاسرى والمفقودين والمشوهين ...لا ادري لماذا كان يخصني انا ايضا ومن بين عديد اصدقائه بمعاناته من زوجة ابيه بعد وفاة أمه صغيرا، ولا ادري لماذا كان يعرض عليَّ نصوصه الادبية من قصص قصيرة ومحاولات شعرية، ربما لأنني أعشق الشعر ، ربما لأنني أهوى القصة القصيرة ، ربما لانني مصغ جيد أحسن الانصات الى محدثي محترما رأيه وان كان مخالفا،ربما لأنني اكتب اكثر مما اتحدث بكثير،ربما لأني حافظ للاسرار ، لاأدري حتى الان وكم تمنيت لو انه اخبرني عن ذلك ..كنا نجلس سوية على دكة كراج منزل خمسيني قديم وخلفنا سيارة اميركية طويلة عريضة - مجرقعة - موديل 1966 يأبى صاحبها ان يبيعها ، لأصغي الى كل ما يقول بإمعان ..كان يكثر مازحا من استعارة عبارة عادل امام الشهيرة في مسرحية"شاهد ما شافش حاجة " والتي خرج فيها عن النص ، فكان توفيق لايفتأ يرد على الرأي الذي يعجبه ويفاجئه بعد ان يستعصي عليه الحل بـ" ينصر دينك يا استاذ نفيسة "ولكأني به وهو يردد تلكم العبارة جذلا يقلد بها مفردة (وجدتها)، لأرخميدس يوم اكتشف قانون الطفو داخل الحمام مع الفارق بطبيعة الحال !
تواعدنا قبل ايام من سفره الأخير على ان يولم لنا فور عودته من الجبهة سالما ليقرأ علينا وبعد الفراغ من الوليمة صفحات من ديوانه،من اوراقه،من يومياته،من مذكراته،من قصص ماتزال مخطوطة في - دفتر ابو الستين - لم يتسن له قراءتها عليَّ من قبل ،ليبوح بأسرار جديدة عن حبه وعن حبيبته التي ينوي الزواج بها مع انه لم يصارحها بحبه يوما قط....!
ذهب توفيق الى حيث لايدري ولاندري ، ودعته في كراج النهضة ولما تزل ابتسامته كعهدي بها عريضة مشرقة ولاتكاد أن تفارق محياه ..الا ان توفيق لم يعد بعدها ابدا ..لم يولم لنا وليمته المنتظرة كما وعد ، بل نحن واصحابه واقاربه من أولمنا عليه ..استشهد توفيق في احدى قواطع العمليات حيث الخنادق المتداخلة والحدود الملتهبة بقصف مدفعي ايراني مزقه اشلاءا ، وظلت محاولاته الشعرية والقصصية الانسانية التي تفيض رقة وعذوبة وشاعرية حبيسة ادراج مكتبته المنزلية الصغيرة والمتواضعة يؤججها حب عذري قد يكون من طرف واحد لحبيبة لم تعلم حتى بحبه لها ، كلماته ماتزال ترن في اذني مذ رحيله وحتى كتابة السطور ..شيعته الى مثواه الاخير في مقبرة الكرخ مع ثلة من الاصدقاء وعدت القهقرى الى دكة كراج السيارة القديمة وحيدا وانا انعى صديقا وفيا مخلصا وارثي قصائد حب يتيمة لم تر النور قط ...في الشهر التالي " استشهد صلاح "بعد ان صار صديقا عزيزا من اصدقاء الدكة القديمة اياها بدلا من توفيق وكانت له قصة حب عذري هو الآخر يحب أن يسمعني اياها ويستأنس برأيي فيها اسوة بتوفيق ، ولكن مع فتاة احلام اخرى نظم بحقها قصائد تلو الاخرى لم تكتمل ولم تصل الى مسامع من يحب بعد ...رحم الله شهداء العراق واسكنهم فسيح جناته بمناسبة يوم الشهيد العراقي .اودعناكم اغاتي



#احمد_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن بحاجة الى مفسرين للتأريخ أكثر من حاجتنا لقصاصه !
- -غلمان الكرات الطائشة-رواية جديدة تلخص صفحة من صفحات العراق ...
- انت تسأل والمهتمون بتأريخ الاوقاف وعائداتها يجيبون !
- الى اين ولمن تذهب أموال الوقف والزكاة والخمس ولماذا ...؟!
- وتالي وبعدين ..؟!
- بمناسبة يوم العزاب العالمي في 11/ 11
- لماذا فشلت واختطفت احتجاجات تشرين ؟
- جسورك يابغداد الحزينة تزف ابناءها تباعا !
- افلاسونيات سوداء في عصر الانتخابات و-الورقة الاقتصادية البيض ...
- انت تسأل عن الوضع الاذري - الارميني العجيب والجيو سياسة تجيب ...
- أعطني مثقفا وطنيا واعيا وخذ كل ..الزعاطيط !
- كان يا ما كان بحرب 1973 ومابعدها من نوايا صادقة تخطت حاجز ال ...
- ظواهر إجتماعية عراقية قمئة ..-نفخ الذات-أنموذجا !(1)
- تالي شلون راح تنتهي التمثيلية أيتها المخلوقات الفضائية ؟!
- كتاب ومبدعون في مهب ريح -دكاكين- الطباعة والنشر والتوزيع الت ...
- -بيت خالتي-رواية جديدة للدكتور أحمد خيري العمري تتحدث عن بشر ...
- عندما تستبدل العدو الصهيوني الحاقد بالاقارب والخلان !
- أنموذج للغدر الصهيوني الأبدي غير المأمون بالمرة ...!
- لماذا يتغنون ب-تل أبيب- برغم لعنات التأريخ البعيد والقريب؟!
- كي لاتتحول الخطوة الجريئة بملاحقة الفاسدين الى اجراء ..فالصو ...


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الحاج - قصائد حب لم تكتمل بعد !