أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكيب كاظم - أبو تمام وبُنَيَّاته في آفاق الكلام وتكلم النص














المزيد.....

أبو تمام وبُنَيَّاته في آفاق الكلام وتكلم النص


شكيب كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 6749 - 2020 / 12 / 1 - 14:31
المحور: الادب والفن
    


اعترف ابتداء، أنه ما أن أعارنيه أو أهدانيه، صديقي الدكتور قيس كاظم الجنابي، هذا الكتاب الذي ألفه الدكتور عبد الواسع الحميري ووسمه بـ (في آفاق الكلام وتكلم النص)، وتولت دار الزمان للطباعة والنشر بدمشق نشر طبعته الأولى عام 2009، اعترف بأني لم أسمع بهذا الباحث اليمني الرصين، على الرغم من كثرة قراءاتي ومتابعاتي، مما يؤكد عسر وصعوبة متابعة هذا السيل المنهمر من المطبوعات التي تنفحنا بها دور النشر، وهالني ان هذا الباحث الجاد، أصدر قبل كتابه هذا ستة من الكتاب على مدى نحو عقد من الزمان، إذ أصدر كتابه الأول الموسوم بـ (الذات الشاعرة في شعر الحداثة العربية) عن المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر ببيروت عام 1999 وأصدر كتابه السادس وعنوانه (خطاب الضد: مفهومه- نشأته- آلياته- مجالات عمله) وصدر في طبعته الأولى عن دار الزمان ذاتها عام 2008 وبين هذين التاريخين أصدر كتبه الأربعة الأخرى.
ولقد كشف الباحث الدكتور عبد الواسع الحميري، أن لم يكن همه الأول في هذه الدراسة الكشف عن أدبية الكلام، الأدبي عموماً، لأن حقل الأدبية عموماً يعد حقلاً محدود المدى، محصور الأهمية والفاعلية كما لم يكن هدفه الكشف عن شعرية الكلام الشعري لأن الشعرية ليست إلا سمة نوعية متحققة أيضاً في جنس خاص من الكلام، وهو الكلام الشعري، وإن تسربت هذه السمة الى بعض الأجناس القولية الأخرى، فصرنا نسمع اليوم بشعرية القصة وشعرية الرواية وشعرية السرد.
فلقد آثر الباحث عبد الواسع الحميري في كتابه المهم هذا ان يسلط الضوء على ظاهرة تكلم الكلام الحي، وما به تكون حياته وحيويته، فضلاً على الكيفية التي يتكلم بها الكلام الحي كلامه الخاص عموماً، لأن من شأن تسليط الضوء على ما نسميه بـ (تكلم الكلام الحي) عموماً أنه يفضي بنا في نهاية المطاف، الى الكشف عما به يكون الكلام ذاته لا سواه، أو عما به يكون هو هو لا غيره، أي عما به يتكون الكلام أو عما به يتشكل ويُشكل ليفضي من ثم الى الكشف عن أشكال تكلمه/ وجوده الخاص، وهذا يقتضي البحث في أخص خصوصيات نصوص الكلام عموماً أو فيما هو في أساس ما هية تلك النصوص، أو عما يشكل جوهر هويتها النصية، وذلك لأن الأصل في نصوص الكلام أنها إنما تستمد وجودها/ قيمتها... فقط من شكل تكلمها أو من طريقة تكلمها الخاص عموماً.
الباحث الأكاديمي عبد الواسع الحميري، وهو يبحر بنا في هذا العباب المتلاطم من الأفكار والمناقشات وتقليب الأمور على أوجهها المتعددة، إنما اسعفته في اجتياز هذا العباب، ثقافة واسعة وقراءات مستفيضة في تراث العرب القديم، وكتاباتهم المحدثة، فضلاً عن استفادة من المناهج النقدية الحديثة، فتراه ينتقل بك من أبي تمام ومقولته المدوية في من عاب عليه قوله ما لا يُفهَم، وأنت لماذا لا تفهم ما يقال، أو مقولته الأخرى، في من عاب عليه، والناس غالباً عيابون ذامون، توجهه بقصائده المدحية الى أكثر من ممدوح فأجابه هن (أي قصائد المدح تلك) بُنَيَّاتي أُنكِحهُن من شئت، ومن ثم ما يذكره أبو علي الحسن بن رشيق القيرواني الازدي (390- 456هـ)، في كتابه النقدي الرصين (العمدة. في محاسن الشعر وآدابه ونقده) ما نصه (ومن الشعراء من ينقل المديح من رجل الى رجل وكان ذلك دأب البحتري وفعله أبو تمام في قصائد معدودة ومنها:
قدك أتئب أربيت في الغلواء
نقلها عن يحيى بن ثابت الى محمد بن حسان، فأما الذي قال: (هن بنياتي أنكحهن من شئت فهو معذور ان لم يُثَب فأما إن أثيب فذلك منه قلة وفاء، وفرط خيانة)، تراجع ص143، من الجزء الثاني طبعة دار الجيل- بيروت- الطبعة الرابعة 1972.
ولقد حذا حذو أبي تمام والبحتري في عصرنا هذا، شاعر العرب والعراق الأكبر الجواهري، إذ أنه مدح حكمة سليمان رئيس الوزراء العراقي الأسبق الذي نصبه الفريق بكر صدقي، قائد أول انقلاب فتح شهية العسكر نحو السلطة وضد الشرعية الدستورية في 26/ تشرين الأول/ 1936، الذي بلغ به الأمر حداً كبيراً في تأييد الانقلاب، أن أصدر جريدة سماها (الانقلاب) نشر فيها قصيدة مدوية عنوانها (تحرك اللحد) خاطب فيها رئيس الوزراء حكمة سليمان قائلاً:
أكان للرفق ذكر في معاجمهم- أم عن حكمة أو أصحابه خبر
حق إذا أديل الحكم الملكي، ألقى الجواهري القصيدة هذه في تجمع جماهيري واسع في ساحة الكشافة استجابة لدعوة جبهة الاتحاد الوطني، التي تأسست عام 1957 حتى إذا حصلت أحداث تموز 1958 انفرط عقدها لتنازع الأحزاب المؤتلفة فيها، وخاصة البعث والشيوعي أقول استجابة لدعوة الجبهة للاحتفال بذكرى التظاهرات التي اندلعت في كانون الثاني 1948 احتجاجاً على عقد معاهدة بورت سموث التي وقعها رئيس الوزراء صالح جبر مع رئيس وزراء بريطانيا بيفن، وكانت استباقاً ذكياً لما سيحصل إذ أقيم الكيان الصهيوني بعد أشهر من هذه التظاهرات العاطفية بعيداً عن العقل التي وأدت المعاهدة الاستعدادية التي كانت تهدف الى تسليح الجيش العراقي بالأسلحة الحديثة دفاعاً عن فلسطين ووأد الأطماع الصهيونية فيها.
أقول وإذ أطل الجواهري الكبير على حشود الناس حتى ألقى على مسامعهم القصيدة ذاتها لكن بتغيير طفيف.
ليكون البيت المشار إليه آنفاً:
أكان للرفق ذكر في معاجمهم- أم عن كريم أو أصحابه خبر
ولقد صحح لي ما وقعت فيه من وهم صديقي الباحث الرصين مهدي شاكر العبيدي بمقالته المنشورة في جريدة (الزمان) اللندنية يوم الأربعاء 28/4/2004 (العدد1791) تعقيباً على مقال لي منشور في الجريدة ذاتها في 8/3/2004.
إني إذ اعتذر للقراء عن هذا الاستطراد فإنما لأقول ان بعض الكتب يصعب الحديث عنها باجتزاء كونها مسبوكة، سبكاً رصيناً يصعب عليك مغادرة بعض فصولها من دون الإشارة إليه، ومن هذا اللون كتاب (في آفاق الكلام وتكلم النص) للأستاذ الدكتور عبد الواسع الحميري الباحث اليمني الرصين، وهادفاً الى توجيه أنظار الدارسين والقراء الى منجزات هذا الباحث الذي أرى انه لم ينل حقه من الدراسة والتنويه والتثمين.



#شكيب_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد اللطيف الشواف في ذكرياته وانطباعاته حادثة تموز 1958 قفزة ...
- عبد الجبار عباس فتى النقد الأدبي في العراق. أجهر بأنني ناقد ...
- هل كان للهجة تميم أن تسود وتمسي لغة العرب؟
- روح المواطنة في مواجهة الغزاة رواية (أضلاع الصحراء)
- أستاذي الدكتور كمال نشأت
- نساء رائعات.. كامي شلفون أرملة ألبير أديب
- كأن لم يسمر بمكة سامر.. رحل أنور الغساني من غير أن يذكره ذاك ...
- عزيز السيد جاسم وتطابق المَظْهَر مع المَخْبر
- أما آن لهذه المرأة أن تصمت؟
- محمود درويش وسليم بركات
- القهوة مكانا أليفا.. القهوة شرابا أنيقا
- رواية (بير الشوم) لفيصل الحوراني... تدوين لسنة حاسمة فى الشأ ...
- جمال عبد الناصر من حصار الفالوجة حتى الإستقالة المستحيلة
- التأريخ الهجري جزء من منظومتنا الثقافية والقومية
- أحمد زكي الخياط.. قبس من أخلاقه ونزاهته
- كانا يغيّران في قصيدهما أبو عبادة البحتري ونظيره أبو فرات ال ...
- حين يمسي المفكر التنويري عنصريا إطلال على بعض آراء إسماعيل م ...
- عزوّ أقوال إلى قائليها
- (لماذا تكرهين ريمارك؟) لمحمد علوان جبر نص روائي مثقف تناوب ع ...
- في رحيل الشاعر والمفكر اللبناني صلاح ستيتية.. خافوا التاريخ


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكيب كاظم - أبو تمام وبُنَيَّاته في آفاق الكلام وتكلم النص