أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكيب كاظم - محمود درويش وسليم بركات














المزيد.....

محمود درويش وسليم بركات


شكيب كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 6674 - 2020 / 9 / 11 - 23:59
المحور: الادب والفن
    


يوم كتب الشاعر والروائي الكردي السوري سليم بركات، بعضا من ذكرياته مع صديق العمر؛ الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش ( آب2008)،كاد هذا الحديث يُقرأ من غير أن يثير هذا الفيض من الجدل والنقاش والردود، لولا أن ورد في ثنايا الحديث، أن محمودا أخبره مرة وبشكل عابر، أن له بنتا من إحدى النساء؛ إنه تلقى خبرا عن أبوته على الهاتف، لا تأكيد ولا نفي، باح له صديقه الراحل محمود درويش ( ببرود) أو ربما لم تعنه(أبوة) يتلقفها من صوت امرأة على الهاتف، ولم يتعد الأمر خبرا سمعه درويش عن طريق الهاتف، فأسمعه صديقَه سليم بركات".
هذا الأمر أثار حفيظة بعضهم، واهتزت مواقع التناشز والتقاطع بالردود فضلا عن العديد من الصحف، وقد استغل بعض هؤلاء ما توفره هذه المواقع من تفلت في الكتابة وسخف القول.
ردود ومناقشات، بعضها هادىء ورصين، وبعضها الآخر منتفخ الأوداج، حتى يكاد الزَبَد يتطاير من فيه غضبا وحنقا، والشر والشرر من عينيه.
فرحت- أولا- لهذا الفيض من النقاش وطرح الرأي، فهذا دليل على أننا نقرأ، إذن من أين جاءت مقولة إن العرب لا يقرأون، وإذا قرأوا لا يفهمون، وإذا فهموا فسرعان ما ينسون؟!
لكن وجلت وأسفت أن الكثير من هذه الكتابات، ذهبت إلى التنكيل والتجريح الشخصي،ناعتين سليم بركات، بأنه ما احترم العلاقة الطويلة والصداقة مع درويش، فكيف أجاز لنفسه أن يخدش بتولية محمود درويش، كيف يشوه تاريخه،ويفتري عليه ويجعله يضعف وينام مع إمرأة؟!
كما أثرتُ أنا حفيظةَ أديب عراقي، كتب عن بتولية جبران خليل جبران، وطهريته وبيورتانيته وإنه ما أقترب من إمرأة ، طوال عيشه في الولايات المتحدة الأمريكية؛ بوسطن ونيويورك تحديداً، وحتى حين أوفدته السيدة الأمريكية ( ماري هاسكل)، إلى باريس مدة سنتين لدراسة الرسم، في حين أن استقرائي لحياة جبران ، من خلال أوراقه الخاصة ورسائله، التي درسها الشاعر الفلسطيني الراحل توفيق الصايغ في كتابه المهم ( أضواء جديدة على جبران) الصادرة طبعته الأولى سنة 1966.
إن قراءتي المتفحصة لهذه الرسائل الشخصية والأوراق الخاصة، تؤكد عجز جبران الجنسي، فالبتولية ليست سلوكا خُلُقياً مختاراً، بل سلوك خَلْقي مجبر عليه.
اقول: إنصب الإتهام، إن سليم بركات يخدش سمو أيقونة شاعر المقاومة الفلسطينية! فكيف لشاعر" سجل أنا عربي"و" ليس للكردي إلا الريح تسكنه ويسكنها، وتدمنه ويدمنها، لينجو من صفات الأرض والأشياء"و" إرحمونا من حبكم القاسي"طالبا من النقاد والقراء أن لايقرأ شعرهم ويدرس بتقديس،بل بواقع الحال، وتأشير ما فيه من ضعف، والنص على ما فيه من سمو وتألق.
كما استغل بعضهم هذه القضية،لكي يكيلوا التهم لروايته ( ماذا عن السيدة اليهودية راحيل؟) بوصفها رواية تطبيعية،وهو يدافع عنها بوصفها رواية تتحدث عن يهود مدينته ( القامشلي) الممنوعين من السفر، الممنوعين من مغادرة مدينتهم،وبيع ممتلكاتهم،وتحويل أموالهم،ودراسة دينهم في المدارس ، كيف يستطيع إنسان أن يحيا في ظل هذه الممنوعات؟!
وإذ كتب آخرون عن توهجات شاعرنا الجواهري الكبير، الذي انتظرنا عشرة قرون كي يجود الزمان علينا به، وتوقه الطاغي للنساء، فضلا عن السياب، قامت قيامة بعضهم وفار تنورهم! فكتب أحدهم ردا- اشهد أنه كان رائعا ديباجة وأسلوبا ومعلومات- لكن ظل يغترف من النهر ذاته؛ خدش الحياء والطهر والبتولة، مع أن شعر الجواهري الكبير طافح بالغزل والتشبيب والنسيب والذوب في النساء.
وهذا ما وجدته في محاولة بعضهم، الذب عن الشاعر الثائر المجاهد السيد محمد سعيد الحبوبي، وإن وصفه للخمر وتغزله بالنساء،هي محاولة منه للبرهنة على أنه يجيد النظم في الأغراض الشعرية كلها!
اقول: ماالضير أن يعشق الشاعر المحمل بأطنان المشاعر والأحاسيس، وفيض جارف من التشوفات والأشواق؟وكيف نرتضي لبليد العقل وثخين الدماغ أن يحب، ونحرم على الشاعر أن يهوى وأن يدنف؟!
الإنسان إنسان قبل أن يكون شاعرا أو أديبا...، له عين تنظر وتهوى وتعشق، ومنذ سنوات قبلنا ما باح به أديب الثورة الفلسطينية؛ غسان كنفاني في رسائله الخاصة إلى القاصة والروائية؛ أيقونة دمشق غادة السمان،قبلنا ضعفه وتوقه، فلماذا غضبنا غضبتنا المضرية على سليم بركات؟!



#شكيب_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القهوة مكانا أليفا.. القهوة شرابا أنيقا
- رواية (بير الشوم) لفيصل الحوراني... تدوين لسنة حاسمة فى الشأ ...
- جمال عبد الناصر من حصار الفالوجة حتى الإستقالة المستحيلة
- التأريخ الهجري جزء من منظومتنا الثقافية والقومية
- أحمد زكي الخياط.. قبس من أخلاقه ونزاهته
- كانا يغيّران في قصيدهما أبو عبادة البحتري ونظيره أبو فرات ال ...
- حين يمسي المفكر التنويري عنصريا إطلال على بعض آراء إسماعيل م ...
- عزوّ أقوال إلى قائليها
- (لماذا تكرهين ريمارك؟) لمحمد علوان جبر نص روائي مثقف تناوب ع ...
- في رحيل الشاعر والمفكر اللبناني صلاح ستيتية.. خافوا التاريخ
- في الحديث عن القومي العروبي الماركسي محسن إبراهيم
- تاييس رواية الحب العذري العفيف.. الوصايا تتحول وبالاً على مط ...
- مَنْ يتذكر محمد حسيب القاضي. شاعر الثورة الفلسطينية؟
- محمد عوض محمد نقلها عن الألمانية - (فاوست) ونزغات الشر في ال ...
- هل تعاني قريحة الروائيين نضوبا؟
- رواية(هل تحبين برامس؟) لفرانسواز ساكان حين يمسي ضعف المترجم ...
- محمد مهدي البصير.. الشاعر الثائر الذي غادر الشعر والسياسة
- ابتسام عبد الله.. مواهب في القصة والرواية والترجمة والحوار ا ...
- السيد محمد سعيد الحبوبي شاعر الحياة وفقيه الجهاد
- مناقشة هادئة مع المفكر الماركسي الشهيد مهدي عامل


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكيب كاظم - محمود درويش وسليم بركات