أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الجحافي - مآلات الحرب في اليمن والتحالف السعودي إلى اين ؟















المزيد.....

مآلات الحرب في اليمن والتحالف السعودي إلى اين ؟


رائد الجحافي
كاتب ومحامي

(Raed Al-jhafi)


الحوار المتمدن-العدد: 6743 - 2020 / 11 / 25 - 02:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكن الحرب التي اندلعت قبل ستة اعوام هي الوحيدة التي تعد المعضلة اليمنية، بل الكثير من المشاكل والقضايا المتداخلة والشائكة اضحت اليوم تضيف حمل ثقيل على كاهل البلد الذي ربما اوشك على دخول مرحلة الموت السريري.
فاليوم حتى الطرف المواجه للحوثيين (الشرعية) يعيش حالة انقسام كبير وصل حد الاحتراب بين فصيلين رئيسيين الأول تدعمه ابوظبي، والرياض تدعم الفصبل الآخر الذي يتخذ من حكومة الشرعية مظلة له، ومنذ اكثر من ثلاث سنوات اندلعت المواجهات بين الانتقالي ذات الهوية الجنوبية والشرعية التي تمزج بين شخصيات جنوبية وشمالية من العناصر المكونة للسلطة الشرعية ابرزهم عناصر حزب الاصلاح اليمني وتيار سلفي ومزيج من شرائح سياسية واجتماعية وغيرها، ورغم اعلان السعودية اجراء مساعي لرأب الصدع بين الفصائل المتناحرة الا انها لم تتوصل بعد الى حلول ومعالجات ترضي الطرفين وهو الأمر الذي ادى إلى المواجهات التي احتدمت للمرة الثالثة ولا تزال تجري رحاها حتى هذه اللحظة، هذا في حين الفصيل الذي يقوده طارق صالح (نجل الرئيس اليمني القتيل علي عبدالله صالح) لا يزال يلتزم الهدوء رغم بروز صراع قوي بينه والفصيل الراضخ لحزب الاصلاح اليمني في حكومة الشرعية، وهو حد ذاته قنبلة موقوتة قد تنفجر في اي لحظة لكن وفق رغبات الدول الراعية للمتناحرين، والتي حسب ما يبدو انه لم يأتي وقتها اذ لا يزال التحالف السعودي يحتفظ بها كورقة أخرى سيستخدمها ضمن استراتيجيته التي اعدها مسبقا وجعل من هكذا اوراق تضمن له الانسحاب دونما تبعات متى ما توصل الى قناعة بمغادرة الحرب ورفع يده عنها..
الحرب اليمنية بين الشرعية والى جانبها دول التحالف مع الطرف الآخر "الحوثيين" ومعها جملة الارباكات التي تعيشها الأولى والصراعات التي اضحت ديدنها كانت كفيلة باستنزاف الخزينة السعودية والاماراتية معاً لتطرأ نتائجها على الاقتصاد السعودي الذي اهتز وبقوة رغم قوة الاقتصاد السعودي الذي فرض على ولي العهد "محمد بن سلمان" اعلان خطة اقتصادية جديدة من خلال تغيير جذري للسياسة الاقتصادية السعودية، ولم يتوان ولي العهد السعودي بن سلمان في ضخ المليارات من الدولارات بشكل مستمر سواء في شراء الأسلحة أو كسب ود رجال السياسة وصناع القرار السياسي بالاضافة الى الشراء المستمر للمؤسسات والمنظمات الحقوقية والمؤسسات الاعلامية وغيرها..
هذا ناهيك عن المجهود الحربي الذي يذهب الى مقاتلي الشرعية في الداخل اليمني او على الحدود السعودية اليمنية..
هذا في حين الطرف الآخر (الحوثيين) لم تنهك قدراته بعد حسب رهانات السعودية التي تخفق توقعات خبرائها كل مرة، وهو الأمر الذي يوحي إلى احتمال تطويل امد الحرب الى مالا نهاية خصوصاً وان استمرار اسلمان"سيفتح افاق أخرى امام خصوم للسعودية وكذلك الباحثين عن اطماع وغيرهم ان لم تكن قد تفتحت الآفاق ووجد الطرف (الحوثي) من يدعمه لانهاك (الرياض) التي بدأت المشاكل داخل العائلة المالكة (آل سعود) بالظهور لأول مرة منذ تصدرهم الحكم أمام مرأى ومسمع العالم، ليقف الجميع اليوم ينتظرون ساعة الصفر التي قد تشتعل فيها المعركة بمجرد موت الملك "سلمان" الذي يحاول تثبيت اقدام نجله ولي العهد لضمان ديمومته وقدرته على ادارة المملكة والحفاظ على التاج الملكي وتداوله داخل عائلة (آل سلمان) وهو الأمر الذي يرفضه اولاد العمومة من احفاد الملك عبدالعزيز لذلك يحاول الملك "سلمان" اليوم تعبيد طريق نجله من خلال اعادة غربلة أهم اجهزة المملكة الأمنية والعسكرية والاستخباراتية، بالاضافة الى البيوت التجارية والشركات باستهداف المال الذي يمتلكه كل من يتوقع معارضته ووقوفه ضد الملك القادم، وبايعاز وضوء اخضر من دول غربية وأوروبية يعمل الملك سلمان على اقالة احفاد والده الملك الراحل عبدالعزيز من مناصبهم وتشديد الرقابة على الجميع دون استثناء، وحتى التيار الديني طالته الخطة اذ ينظر الى فصيلي الشيعة كطائفة معادية للأسرة المالكة والاخوان المسلمين كحركة عالمية تخضع لأعداء السعودية على انهما تيارين سيشكلان خطورة مؤكدة على مستقبل الملك المرتقب خصوصاً في حال ظهرت اي ارباكات او اختلالات قد تعقب وفاة الملك "سلمان"..
ومن وجهة نظر شخصية نخمن ان حرب اليمن التي تجري اليوم ماهي الا واحدة من خطوات استراتيجية التتويج القادمة للملك المرتقب، اذ ترى الاستراتيجية من انه لابد من تأمين الجبهة الداخلية بدءا بتأمين المحيط بالمللكة وبما ان الحوثيين الذين ينتهجون الفكر الشيعي المعادي للوهابية التي ترعاها السعودية وتسببت طيلة اكثر من ستة عقود في الحاق الضرر بالشيعة في اليمن وغيرها وانه بمجرد بروز خلافات داخل الاسرة المالكة فأن الشيعة المهمشين الذين يوجدون في الداخل كمواطنين اصليين طالهم الظلم منذ تأسيس المملكة السعودية وبمساندة الحوثيين الذين يسيطرون على الدولة اليمنية ويهيمنون على الشريط الحدودي الطويل مع السعودية سيشكلون خلفية امداد وحاضن قوي لشيعة السعودية وسيتمكنون من الانقضاض على القصر في حال شهد صراع ما عقب موت الملك "سلمان"، لذلك وجد الملك سلمان ان من اولويات خطته في تتويج نجله وضمان استمراره على تاج المملكة هو القضاء على الحوثيين لذلك اوجدت هذه الحرب التي كان السعوديين وحلفائهم بمن فيهم الخبراء والمراقبين الأجانب يتوقعون حسمها في غضون وقت قصير، لكن أيضاً ومن وجهة نظر شخصية نرى ان مسألة الحسم المبكر للحرب ليس من ضمن المخطط السعودي الذي ربما يهدف الى تفتيت كل مقدرات الحوثيين بشكل خاص وانهاء مكامن القوة لليمن بشكل عام وذلك للقضاء على اي قوة عسكرية او سياسية او بشرية يمنية في الشمال والجنوب وادخال اليمن في اتون صراع شائك وثارات وغيرها حتى افراغه من اي عقول او خبراء وغيرها وضمان انتاج بيئة احتراب طويل الأمد لتأتي لحظة تتويج الأمير محمد بن سلمان ملك جديد واليمن هش ضعيف تحكمه عصابات تخضع للرياض وتسخر كل شيء لحماية حدود المملكة لذلك ظهرت التسريبات الأخيرة التي تحدثت عن مطالبة السعودية لمنطقة عازلة في الأراضي اليمنية الواقعة على حدود الدولتين ستكون هذه الأرض منطقة عازلة من المتسللين الذين يدخلون السعودية من خلالها..
وامام هذه السيناريوهات والاحتمالات توحي الشواهد وبما لا يدع مجال للشك انه لم تصل اليمن الى استقرار قبل وفاة الملك "سلمان" وانه حتى القوى التابعة للسعودية التي تتبع الشرعية لن يسمح لها بالاستقرار وبناء قوة تظامية لها خوفاً ان تتحول الى قوة بامكانها رفض السيناريوهات السعودية او احتمال انفرادها بالدخول في مفاوضات مع الحوثيين وايقاف الحرب واقامة دولة او حتى دولتين عن طريق تسوية سيبلغها اصحاب العقول، ولهذا ستستمر الاغتيالات للكوادر في شتى المجالات وستتقلص امكانيات تأهيل الشباب في جميع المجالات وقد يصل الأمر في نهاية المطاف الى اغلاق المدارس وتوقف التعليم بالاضافة الى استمرار افتعال الازمات المتعلقة بالخدمات وغلاء الأسعار وتفشي الأمراض يقابلها مواصلة تدهور العملة المحلية وتضييق الخناق على الشباب وارغامهم على الانخراط في القتال دون سواه، وبعد مضي عشر سنوات من الحرب وبلوغ العام ٢٠٣٠م ستضمن الرياض وجود جيل جديد غير قادر على البناء والتفكير، في حين الجيل الذي استطاع الحصول على تعليم مستقر قبل الحرب سيكون قد وصل مرحلة الشيخوخة واصبح غير قادر على العطاء، وهكذا سيعيش اليمنيين على ما يصلهم من حسنات الرياض التي ستبقى تمتلك القدرة والامكانية على ادارة اليمن عن بعد وافتعال الأزمات واشعال الصراعات كلما رأت ان هناك خطر ما قد يهددها..



#رائد_الجحافي (هاشتاغ)       Raed_Al-jhafi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خبط دبلوماسي فلسطيني وعربي حول موضة التطبيع مع اسرائيل سببه ...
- حول نظرية الربيعي حول يمننة اليهود
- السلام العنوان الوحيد للخروج من الأزمة اليمنية (الحلقة الثان ...
- السلام العنوان الوحيد للمخرج للأزمة اليمنية (الحلقة الأولى)
- التوحش.. جرائم ناتجة عن قصور الثقافة وغياب الوازع الديني
- السلام، عنوان الحياة الحرة الكريمة
- -بيرلاند- الدولة الجديدة القادمة
- كورونا.. الفيروس الذي أربك العالم والعلم والعلماء
- اضمحلال العقل العربي وباء ثقافي بحاجة إلى إرادة تغيير
- المبعوث الاممي الى اليمن هل سيكرر اخطاء من سبقوه؟
- قراءة أخرى في أسباب فشل مشروع الوحدة في اليمن
- عشرون عاماً من اعلان الحرب على الجنوب واشتراك القبيلة والاره ...
- اليمن.. خطوات نحو الانهيار
- جنوب اليمن اليوم.. الصورة اتضحت
- خارطة بلون الألم
- أهمية الزحف والمشاركة بفاعلية في مليونية ذكرى استقلال جنوب ا ...
- أطفال الجنوب في اليوم العالمي للطفولة
- اليمن اللا دولة.. حقائق وأرقام (الحلقة الأولى)
- صور الفشل والنجاح في المشهد الإعلامي في ثورة جنوب اليمن
- كيف يجري استهداف الجنوب في مزعوم الحوار اليمني


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الجحافي - مآلات الحرب في اليمن والتحالف السعودي إلى اين ؟