أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - غازي الصوراني - باروخ سبينوزا([1]) (1632م. – 1677م. )















المزيد.....



باروخ سبينوزا([1]) (1632م. – 1677م. )


غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 6741 - 2020 / 11 / 23 - 15:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



ولد في مدينة أمستردام في أسرة يهودية كانت قد هربت من محاكم التفتيش البرتغالية، ودرس وهو يافع الفلسفة الحاخامية واللاهوت، غير أن سبينوزا سرعان ما أبان عن تفكير مستقل عززته دراساته للعلم الطبيعي وفلسفة ديكارت.

ينتمي الفيلسوف الهولندي المادي سبينوزا إلى المدرسة العقلانية التقليدية، فقد كان تلميذاً لديكارت (1596 – 1650) تميز بوصفه أحد أهم الفلاسفة العقلانيين، وكانت لسبينوزا الثقة التي لا تتزعزع بقدرة العقل البشري على الوصول إلى رؤية يقينية مطلقة بواسطة البديهيات والاستدلالات الاستنباطية.

فرض سبينوزا نفسه بموهبته وسعة اطلاعه؛ وتشكلت حوله حلقة من الأتباع، كان بها نهم إلى أن تتلقى من فم المعلم فلسفة، وربما ديانة جديدة، "بيد أن مصدر القوت الرئيسي الذي تغذى منه فكره –كما يقول جورج طرابشي- كان، فيما يبدو، النصوص العبرية، وكتابات "جرسونيدس" الذي كان ينتقد المعجزات والنبوءات ويقدم سلفاً العقل على الوحي، وكتابات "ابن عزرا" الذي كان يعتقد بخلود المادة وينكر الخلق من عدم، وكان رؤساء الجالية اليهود ينظرون بعين الاستنكار إلى ذلك التعليم السري وإلى عشرة الفيلسوف التي كانت يعدونها عِشْرَة سوء. وبات سبينوزا موضع مراقبة وتقريع، وأخيراً، في 27 تموز 1656، اتخذ بحقه أقسى تدبير، وهو الحرمان: "ليكن ملعوناً في السماء وعلى الأرض، من فم الله الكلي القدرة بالذات"، ولسوف يحاول رجل متعصب من أبناء دينه أن يقتل الكافر المعلون، لكن سبينوزا "تحاشى الضربة، فما أصابت منه سوى ثوبه". ولسوف يحتفظ طوال حياته بذلك الثوب المخروق"([2]).

"لقد أدى موقفه المستقل والشاك إلى نزاع مع الطائفة اليهودية، وعندما لم تنفع معه الدعوات، ولا التهديدات، فترده عن الهرطقة، انتهى به الأمر إلى الطرد من الطائفة ملعوناً، وبعد ذلك انسحب سبينوزا ليعيش حياة بسيطة وهادئة، وكان يكسب قوت عيشه عن طريق عمله في صنع العدسات للأدوات البصرية، وهكذا حقق حريته واستقلاله، وفي ما بعد، رفض عرضاً لوظيفة في جامعة كي يتفرغ كلياً لأبحاثه الفلسفية"([3]).

إن الطريق لاكتساب المعرفة –عند سبينوزا- هو بالحدس المباشر. وهذا هو الطريق الوحيد -عنده- الذي يعطينا معرفة واضحة ويقينية، ويؤدي بنا إلى جوهر الأشياء، وهنا نجد وجوه شبه مع نظرة ديكارت إلى الحدس والدليل، يقول: "إذا كان لابد لنا من أن نملك رؤية يقينية، يجب أن يكون هناك طريق هو الرؤية الحدسية المباشرة، كان سبينوزا فيلسوفاً عقلانياً إعْتَقَد أننا نتوصل إلى معرفة جوهر شيء ما بواسطة حدس عقلي"([4]).

"عام 1660 كتب "تاريخ مبادئ الفلسفة الديكارتية" مبرهناً عليها بالطريقة الهندسية و"تأملات ميتافيزيقية"، و"رسالة وجيزة في الله والإنسان وهنائه"، وفي "إصلاح العقل" (ولم يكتمل)، وفي عام 1662 بدأ سبينوزا المسودة الأولى لرسالته في "الأخلاق". وفي عام 1665 كان سبينوزا يوشك أن ينجز كتاب الأخلاق، لكن الفيلسوف توقف بغتة عن تحريره، وبعيد ذلك بوقت وجيز من العام نفسه (1673) تلقى سبينوزا دعوة لتعليم الفلسفة في جامعة هايدلبرغ، فرفضها بتهذيب.

بعد عام 1673 عزف سبينوزا نهائياً عن كل نشاط عام، وانصرف إلى إنجاز كتاب "الأخلاق"، فكان تمامه في عام 1675.

فلسفته:

تشكل فلسفة سبينوزا أحد الاتجاهات الرئيسية في مادية القرن السابع عشر؛ وقد أكد على أن الفلسفة يجب أن تعزز سيطرة الإنسان على الطبيعة.. دحض سبينوزا افتراءات رجال الدين اليهود عن "قدم التوراة" وأصلها الإلهي.. فهي، أي "التوراة" كما يقول ليست وحياً إلهياً بل مجموعة من الكتب وضعها أناس مثلنا وهي تتلاءم مع المستوى الأخلاقي للعصر الذي وضعت فيه.. وأنها "سمة لكل الأديان".

لقد "دلل سبينوزا على أن الطبيعة ليست بحاجة إلى علة اولى، وانما هي علة ذاتها، وآية ذلك أن العلية لا تنطبق إلا على الاشياء الجزئية، وليس على الجوهر الذي هو الطبيعة في مجموعها، فالجوهر بالتعريف هو ما يقوم بذاته، وليس بأي شيء آخر غيره، وإن شئت أن تطبق مفهوم العلية عليه، فانك تقول ان الجوهر علة ذاته، أي أن العلية في الجوهر الذي هو مجموع الطبيعة، انما هي علية باطنة، وليست ابدا علة مفروضة عليه من الخارج، والافضل أن نقول إن الطبيعة، التي هي الجوهر، ليس لها في مجموعها علة، لأنها أزلية، ومحال أن نقول انها لم تكن في أي وقت موجودة ثم وجدت"([5]).

وهكذا يكون سبينوزا –كما يقول د.حامد خليل- قد "سار بالنزعة الطبيعية في تفسير الطبيعة إلى نتائجها القصوى، وبلغة مدرسية، ألغى تماماً –ومن الوجهة الانطولوجية- وجود عالمين متميزين ومستقلين عن بعضهما البعض، عالم العقل أو الروح وعالم المادة، وأحل محلهما عالما واحدا أسماه الطبيعة، فأعاد للإنسان ما انتزعته منه التفسيرات اللاهوتية التي نفذت إلى مذهب ديكارت من الثغرات التي اقتضتها أبستمولوجيته المتمثلة في استخدامه للمنهج الاستنباطي العقلي"([6]).

وعلى هذا النحو يكون اسبينوزا قد سار بالنزعة الطبيعية، التي لم يكن ديكارت حاسماً بما فيه الكفاية فيها، إلى نتائجها القصوى، وأرسى القواعد الاساسية لنظام اجتماعي شامل للإنسان وفقاً لها وحدها، أعني أنه ربط كل نشاطات الإنسان وأفعاله الخلقية والاجتماعية والسياسية بقواه الطبيعية وحدها، وأوصد الباب في وجه أية قوة مغايرة له، تسعى إلى أن تنفذ إلى صميم ذلك النظام الصارم.([7])

وحقيقة الأمر أن اسبينوزا كان يرى أن قوانين الطبيعة البشرية ليست قواعد أخلاقية، أو أوامر الهية، وإنما هي قوانين علمية اقتضتها الطبيعة البشرية ذاتها، وأما بالنسبة للإنسان كقوانين الطبيعة بالنسبة إلى الكون، فالإنسان كائن عاقل، وهو حين يسلك بطريقة عقلانية، فانما يفعل ذلك تمشياً مع الطبيعة الخاصة به بوصفه عاقلاً، وحين يتصرف على هذا النحو، فانما يتصرف بوصفه حراً أيضاً، إنه قانون طبيعي ذلك الذي يقول إن الإنسان يفعل ما يعتقد أنه الافضل، ولا يفعل الا على هذا الأساس .

ولا شك أن "هذه النتيجة التي انتهى اليها اسبينوزا، كانت تشكل منعطفاً خطيراً في تاريخ الفكر الاوربي بوجه عام، والفكر الفلسفي على وجه الخصوص، فهي تنطوي على دعوة صريحة إلى الثورة على كل نظام اجتماعي وسياسي قائم حين يتبدى انه لا يعود يحقق المطلب الإنساني الشامل، وهو أن يعقل الإنسان بحرية، فلما كان الأساس الذي يبرر وجود أي نظام قائم إنما هو تمكين الناس من تنمية عقولهم وقواهم الطبيعية بالدرجة الأولى وليس تحويلهم من كائنات عاقلة إلى مجرد كائنات تتغذى وتتوالد، فإن ذلك النظام يفقد شرعيته حين لا يقوم بهذا الدور، وحينئذ تصبح الثورة ضده أمراً تحتمه قوانين الطبيعة البشرية"([8]).

في كتابه "تحسين العقل" يقول سبينوزا : "ان الخير الأعظم هو معرفة الاتحاد الذي يربط العقل بالطبيعة كلها.. وكلما ازداد العقل علما ازداد فهما لقواه ولنظام الطبيعة وكلما ازداد فهما لقواه ازدادت مقدرته على توجيه نفسه ووضع أحكام لها، وكلما ازداد فهما لنظام الطبيعة ازداد مقدرة وسهولة على تحرير نفسه من الأشياء التي لا فائدة فيها. اذن فالعلم وحده هو القوة والحرية، والسعادة الدائمة الوحيدة هي طلب المعرفة ولذة الفهم"([9]).

سبينوزا والكتاب المقدس:
اشتهر الفيلسوف الهولندي سبينوزا بمؤلفه " رسالة في اللاهوت والسياسة "التي نقد فيها أسفار العهد القديم سِفراً سِفراً، نقدا تاريخيا دقيقا. ولم ينقد سبينوزا العهد القديم باعتباره نصا فقط، بل نقده أيضا باعتباره مصدر الديانة اليهودية، فإذا طالعنا رسالته رأيناه يمارس نقدا وثائقيا وتاريخيا للأسفار، ونقدا عقلانيا وفلسفيا للديانة اليهودية نفسها ولكل عناصرها الأساسية: النبوة والشريعة والكهنوت.

كانت رسالة سبينوزا هذه بداية لاتجاه في النقد التاريخي للكتب المقدسة وللأديان بوجه عام، ومن أبرز أعلام هذا الاتجاه فولتير وهيوم وكانط وهيجل، واليسار الهيجلي من بعده وعلى رأسه فويرباخ.

مارس كل من سبينوزا وهيجل "نقدا فلسفيا لليهودية كان متفقا مع نظرتيهما للدين عامة ومع فلسفتيهما العقلانيتين خاصة، ومع روح عصر التنوير الذي رفض الخرافات والأفكار الميتافيزيقية، وأي نوع من السلطة على العقل، والحقيقة أن كثيرا من النظريات السوسيولوجية حول الدين في القرن العشرين جاءت لتثبت صحة نقدهما للدين وتدعمه بتفسيرات سوسيولوجية للظواهر الدينية ترجعها إلى أصولها الاجتماعية"([10]).

انتقد سبينوزا أخلاق "الكتاب المقدس" انتقاداً مراً، واستنتج مبدأ الحق من القوة، واعتبره مبدأ كل أخلاق، من بين اهم كتبه، كتاب "مقالة في اللاهوت والسياسية"، كان هدف سبينوزا في هذا الكتاب – كما يؤكد بحق هاشم صالح - يكمن في:-

أولا: تفكيك فتاوى اللاهوتيين وأحكامهم المسبقة التي تمنع الناس من ممارسة التفلسف أو التفكير العقلاني بحرية. فهم يقولون بأن الفلسفة ينبغي أن تظل خادمة مطيعة، بل وذليلة، لعلم اللاهوت الذي هو أشرف العلوم وأعلاها، وأما سبينوزا فيقول بأنه يحق للعقل أن يؤكد ذاته ويفكر بحرية بغض النظر عن أي دين كان.

ثانيا: الدفاع عن مشروعية الفلسفة والفكر الحر ضد هجمة الأصوليين الشرسة، صحيح أنه يُعتبر أحد تلامذة الفلسفة الديكارتية، ولكنه تجاوز الأستاذ من حيث أنه طبق في كتابه "مقالة في اللاهوت السياسي" (1670) منهجيته العقلانية على مجال آخر لم يجرؤ الأستاذ على الخوض فيه، يقول مثلاً: “اقتناعي العميق هو أن الكتابات المقدسة (أي التوراة والإنجيل) لا علاقة لها بالفلسفة على الإطلاق. وإنما كل واحد منهما ينحصر في مجاله الخاص بالذات، فالتعاليم التي تخص الروحانيات نستمدها من الكتابات المقدسة فقط وليس من تعاليم النور الطبيعي، أي العقل، وبالتالي فالمعرفة القائمة على الوحي تتمايز كلياً عن المعرفة الطبيعية أو العقلانية سواء فيما يخص موضوعها أم مبادئها الأساسية أم وسائلها ومنهجيتها"([11]).

وفي هذا السياق، أشير إلى أنه حتى لحظة سبينوزا، لم يكن أحد قد تجرأ على تطبيق المنهجية التاريخية واللغوية النقدية على التوراة والإنجيل، ولهذا انفجر كتاب سبينوزا كقنبلة موقوتة في عصره، فقد كان يحمل في طياته شحنة تفكيكية وتحريرية هائلة لا تكاد تصدق.

كان سبينوزا يقول: لو كان جميع الناس عقلانيين، لاختاروا العيش داخل نظام ديمقراطي متسامح وعلماني، ولكن الشعب الذي يسيطر عليه اللاهوتيون لا يمكن أن يكون عقلانيا، ولهذا السبب، ألف الكتاب لكي يثبت للجميع أن هناك تفسيرا آخر ممكناً للدين: هو التفسير العقلاني، وبدونه لا يمكن تشكيل مجتمع ديمقراطي عن طريق لجم العناصر الأصولية اللاعقلانية الهوجاء: أي التي تهيج الشعب عن طريق اللعب على وتر الغرائز التحتية والعصبيات الطائفية والمذهبية.

العقل والاخلاق عند سبينوزا:
ان الرجال الحكماء في نظر سبينوزا هم رجال صالحون بفضل عقولهم، رجال يسترشدون العقل في البحث عما ينفعهم ويحبون لأنفسهم ما يحبونه لغيرهم، كما جعل سبينوزا بحثه بان يجعل السعادة هدفاً للأخلاق، ويعرف "سبينوزا" السعادة ببساطة بكونها وجود اللذة وانتفاء الألم، لكنه لا يطالب الإنسان أن يضحي بنفسه من أجل مصلحة الآخرين، انه اكثر لينا وتساهلاً من الطبيعة. والانانية عند سبينوزا نتيجة لازمة للغريزة العليا، وهي غريزة الاحتفاظ بالنفس، يقول: "لا يهمل إنسان شيئاً نافعاً له إلا اذا كان يرجو خيراً اعظم منه"([12]).

لذلك يقول: "يجب على كل انسان ان بحب نفسه، ويبحث عما يفيده، ويسعى إلى كل شيء يؤدي به في الحقيقة إلى حالة أعظم من الكمال، وان كل انسان يجب أن يحاول المحافظة على بقائه كلما استطاع إلى ذلك سبيلاً".

كما يقول سبينوزا: ان نظام الاخلاق الذي يدعو الناس إلى الضعف ويُعَلِّم الإنسان أن يكون ضعيفاً، هو نظام لا قيمة له وغير جدير بالاهتمام، ذلك ان أساس الفضيلة عنده ليس الا مجهود الإنسان في الاحتفاظ ببقائه، وسعادة الإنسان تتألف من قوة الإنسان على حماية وجوده.

إن "سبينوزا مثل نيتشه لا يؤمن بالتواضع، فالتواضع في نظره نفاق وتملق من جانب من له غرض، أو خجل ووجل، ومن صفات العبيد، ويدل على الضعف والعجز، بينما جميع الفضائل في نظر سبينوزا متفرعة عن القوة والمقدرة، ويترتب على هذا أن يكون لوم الضمير، أو الندامة، نقصاً وليس فضيلة، والندم والتأسف يضاعف من شقاء الإنسان ويزيد في ضعفه، ولكن سبينوزا لا يسرف في تضييع الوقت في القدح والذم في التواضع مثل نيتشه الفيلسوف الألماني، لأن التواضع أمر نادر بين الناس، وكما يكره سبينوزا التواضع نجده يُكْبِر ويُقَدِّر الإعتدال، ويعترض على الفَخَار أو الكِبَرْ إن لم يكن مقروناً بالعمل، ان الكبرياء او الخيلاء تثير الأذى والضرر، وتبعث القلق والازعاج بين الناس"([13]).

نشير إلى جانب اهتمامه بالفلسفة، كانت الصداقة هي الأساس الرئيسي في دعم حياة سبينوزا، فقد كتب في إحدى رسائله:

من بين كل الأشياء التي فوق طاقتي لا أُقَدِّر شيئاً أكثر من تقديري لأن يكون لي شرف عقد أواصر الصداقة مع أناس يحبون الحقيقة في إخلاص، فإنه من بين الأشياء التي فوق طاقتنا، ليس في العالم شيء يمكن أن نحبه في هدوء إلا مثل هؤلاء الرجال([14]).

رسالته السياسية:
سبينوزا هو "أول من وضع نظرية فلسفية في الفصل بين السلطة السياسية والسلطة الدينية، فقد وضع فلسفة سياسية عَبَّرت عن آمال الأحرار والديمقراطيين في هولندا في ذلك الوقت، وأصبحت احدى المنابع الأساسية لجدول الأفكار التي بلغت أوجها في روسو والثورة الفرنسية"([15]).

فالدولة الكاملة عنده "ينبغي ان لاتحد من قوة مواطنيها إلا إذا أدت هذه القوة إلى إلحاق الضرر والاذى بأفراد المجتمع. وينبغي على الدولة ان لا تنزع حرية من مواطنيها إلا إذا أضافت في مكانها حرية أوسع منها، ليست الغاية الأخيرة من الدولة التسلط على الناس أو كبحهم بالخوف، ولكن الغاية منها ان تحرر كل انسان من الخوف كي يعيش ويعمل في جو تام من الطمأنينة والأمن"([16]).

ان الغاية من الدولة –عند سبينوزا- ليست تحويل الناس إلى وحوش كاسرة والآت صماء، ولكن الغاية منها، تمكين اجسامهم وعقولهم من العمل في أمن واطمئنان، وأن ترشدهم إلى حياة تسودها حرية الفكر والعقل، كيلا يبددوا قواهم في الكراهية والغضب والغدر، ولا يظلم بعضهم بعضا.

وهكذا "فإن غاية الدولة هي الحرية في الحقيقة، وهدفها هو الحرية، لأن عمل الدولة هو ترقية النمو والتطور، والنمو يتوقف على المقدرة وتوفر الحرية، ولكن ماذا يفعل الناس لو كبتت القوانين النمو وخنقت الحرية؟ وماذا يفعل الناس لو اتجهت الدولة إلى ايثار مصلحة الطبقة الحاكمة والتسلط على الشعب والاستغلاله، وسعى الحكام إلى الاستئثار بالمناصب والكراسي وعدم افساح المجال لغيرهم للوصول إلى الحكم؟ ويجيب سبينوزا على هذه الأسئلة "بوجوب اطاعة القوانين حتى ولو كانت جائرة وظالمة ما دامت الحكومة لا تمنع الناس من حرية الكلام والاحتجاج للوصول إلى تغيير الأوضاع بالوسائل السلمية، اذ ان حرية الكلام والاحتجاج والنقد ستؤدي في النهاية إلى تغيير الأوضاع الفاسدة بالوسائل السلمية""([17]).

"وكلما زادت الحكومة في مكافحة حرية الكلام وخنقها، كلما زاد الشعب عنادا في مقاومتها، ولن يتصدى لمقاومة هذه القوانين أصحاب الشره والطمع من رجال المال، بل أولئك الذين تدفعهم ثقافتهم واخلاقهم وفضائلهم إلى اعتناق الحرية، فقد جَبُلَ الناس بوجه عام على الا يطيقوا كبت آرائهم التي يعتقدون بانها حق والا يصبروا على محاربتها واعتبارها جرائم ضد القانون، وعندئذ لا يعتبر الناس ان مقت القوانين والامساك عن مقاومة الحكومة عار وخزي بل شرف عظيم، وينتهي سبينوزا بقوله "فكلما قلت رقابة الدولة على العقل، ازداد المواطن والدولة صلاحاً"، واذا نال الناس هذه الحرية، فلن يضيرهم أي نوع من أنواع الحكومة تتولى امورهم، سواء كانت ديمقراطية أو ارستقراطية أو ملكية أو غيرها، وهنا سبينوزا يميل إلى تفضيل الحكومة الديمقراطية"([18])، فالديمقراطية أفضل أنواع الحكومة عند سبينوزا، لان سلطان الحكومة الديمقراطية يمتد إلى أعمال الناس لا إلى عقولهم وتفكيرهم، وبما أن الناس يختلفون في تفكيرهم، فان صوت الأكثرية هو القانون.

لكن سبينوزا "يعيب على الديمقراطية في ميلها إلى وضع طبقة العامة في السلطة، والطريقة الوحيدة لتجنب هذا العجز في الديمقراطية، هو حصر المناصب في الدولة في أصحاب الكفاءات والمؤهلات والخبرة والبراعة، لان الحكمة ليست في كثرة الناس، وقد ينتخب الشعب أكثر الناس بلاهة وبلادة ويضعهم في أعظم مناصب الدولة، لا لشيء الا لمقدرتهم على تملق الشعب ومداهنته، كما ان الجماهير متقلبة في ميولها واهوائها، وهذا التقلب في طبيعة لجماهير يدفع أصحاب الخبرة والمواهب إلى اليأس، لان الجماهير تسوقها العواطف وتحكمها الا هواء لا العقل، وهكذا تصبح الحكومات الديمقراطية في يد المشعوذين والدجالين والمنافقين الذين يسايرون اهواء الشعب، وهذا يؤدي إلى اشمئزاز أصحاب المواهب والقدر والذكاء والابتعاد عن ترشيح انفسهم في انتخابات تضعهم تحت حكم من هم أقل منهم مقدرة وخبرة وذكاء، وسيثور أصحاب المواهب والمقدرة ضد هذا النظام ان عاجلا أو آجلا على الرغم من كونهم أقلية"([19]).

وفي كل الأحوال فإن الحكم الديمقراطي عند سبينوزا هو أرفع أشكال الحكم بشرط أن يكون تنظيم الدولة موجهاً لخدمة مصالح كل الناس، ويؤكد أن المشاركة في السلطة العليا حق من حقوق المواطن الأساسية، وليست منَة من الحاكم؛ والحكم الفاضل في رأيه هو الذي يشعر فيه الناس أنهم هم الذين يُسَيّْرونَ أمور الدولة وأنهم يعيشون وفقاً لإرادتهم الخالصة وفق عقلهم وتفكيرهم الخالص.



تأثير سبينوزا:
لم يحاول سبينوزا –كما يقول ديورانت- "ان يضع مذهباً، ولم يضع مذهباً، ومع ذلك فقد نَفَذَتْ أفكاره إلى الفلسفة من بعده، ويقول لنا "ليسينج" ان الناس كانوا يتحدثون عن سبينوزا باحتقار وكأنه كلب ميت، ولكن ليسينج هو الذي أعاد له شهرته وذكره.

من ناحية ثانية، إهتم جوته بسبينوزا، الذي قال بعد قراءة كتاب (الاخلاق) لأول مرة، "انه الفلسفة التي تاقت لها روحه، والتي طغت بعد ذلك على شعره ونثره، وأثَّرَتْ على تفكيره ومجرى حياته"، "وبدمج فلسفة سبينوزا مع فلسفة "كانط" عن المعرفة والمنطق توصل فخته وشلنج وهيجل إلى وحدة الوجود كما رآها كل واحد منهما، كما تاثر به شوبنهور ونيتشه وبرجسون.

لكن هيجل، اعترض على فلسفة سبينوزا –حسب ديورانت- وقال عنها "بانها جافة ولا حياة فيها، ولكنه اعترف بأمانة بأن من يريد ان يكون فيلسوفاً ينبغي ان يقرأ سبينوزا أولاً، كما ارتفع تأثير سبينوزا في إنجلترا اثناء الثورة، وفي القرن الثاني بعد وفاة سبينوزا جُمِعَتْ التبرعات لإقامة تمثال له في لاهاي، وانهالت هذه التبرعات من كل حدب من العالم المثقف، وعند إزاحة الستار عن تمثاله في عام 1882 القى "ارنيست رينان" كلمة اختتمها بقوله (ويل لمن يمر أمام هذا التمثال، ويوجه إهانة أو لعنة لهذا السيد والفيلسوف المفكر، لأنه سيعاقب بخسته كما تعاقب جميع النفوس الخسيسة العاجزة عن تصور الله"([20]).

عزلة سبينوزا:
لقد قابل سبينوزا الحرمان من الكنيس بشجاعة هادئة، قائلاً: "لم يرغمني على شيء ولم يَحُلْ بيني وبين شيء أعمله، ولم يحاول سبينوزا اعتناق مذهب ديني آخر، وعاش حياته وحيداً، وطرده والده الذي كان يتوقع بروز ابنه وتفوقه في العلوم العبرانية، وتجنبه اصدقاؤه، وبالتالي –يستطرد ديورانت- قائلاً: "لا غرابة ان لا نجد فيه ميلاً للمرح والفكاهة عندما يتذكر من وقت لآخر بمرارة والم حماة هؤلاء الذين يريدون البحث عن أسباب المعجزات، وفَهْمْ ظواهر الطبيعة كالفلاسفة، والذين لا يكتفون بالتحديق فيها في دهشة كما يفعل الاغبياء، سرعان ما نعتبرهم ملاحدة كفرة، بينما تَرْفَعْ عامة الشعب أولئك الذين يتصدون للفلسفة، وتعتقد فيهم العلم والقدرة على تفسير أسباب الطبيعة والالهة، لان الذين يتربصون بالفلسفة ورجالها يعلمون بأن اظهار الحقيقة وتبديد الجهالة، سيؤدي إلى إزالة الغشاوة عن قلوب الناس وعقولهم لاجل الجهل هو وسيلتهم الوحيدة للاحتفاظ بسلطتهم ونفوذهم"([21]).

صور من معاناة سبينوزا:
بينما كان سبينوزا يسير ذات ليلة في احد الشوارع، "هاجمه وغد متدين يريد اثبات تدينه بالقتل والجريمة، وطعنه في خنجر، واستدار سبينوزا بسرعة واسرع في الهرب، والدم يجري من جرح صغير في رقبته، وانتهى بعد هذا الحادث إلى الاعتقاد بالخطر، واستأجر غرفة هادئة في شارع بعيد عن أمستردام، ومن المحتمل أن يكون الان قد استبدل اسمه من باروخ إلى بندكت، وكانت العائلة التي سكن معها تدين بمذهب مسيحي وبها استعداد لتفهم الهرطقة، وكانوا يرحبون به، ويسرون بمجلسه عندما كان يسهر معهم من وقت لآخر، يدخن غليونه، ويفرج عما في صدورهم من كبت وتوتر بحديثه، وكان يكسب قوته في بادئ الأمر من تعليم الأطفال في مدرسة في فان اندي، وبعدئذ اشتغل في صقل العدسات البلورية، وبعد خمس سنوات انتقل صاحب المنزل الذي كان يسكن فيه إلى رينسبرج قرب ليدن، وانتقل سبينوزا معه. ولا يزال هذا البيت قائماً حتى يومنا هذا، ويحمل الشارع الذي يقع فيه هذا البيت اسم الفيلسوف سبينوزا. لقد كانت هذه السنوات سنوات عيش بسيط، وفكر عظيم، وكثيراً ما كان يبقى في غرفته مدة يومين أو ثلاثة لا يرى فيها احد، يتناول طعامه البسيط الذي يعده له أهل البيت. ولم يدر عليه عمله في صقل العدسات البلورية سوى الكفاف"([22]).

خلال "هذه السنوات الخمس التي عاش فيها سبينوزا في رينسبرج كتب فيها رسالته الصغيرة في تحسين العقل، وكتاباً اسمه "الاخلاق مؤيدة بالدليل الهندسي" الذي فرغ من كتابته في عام 1665، ولم يحاول نشره طيلة عشر سنوات، ولكنه عدل عن نشره، فقد سرت في البلد إشاعة على انه سينشر كتاباً يقيم فيه الدليل على عدم وجود الله، كما يقول في رسالة له لصديقه أولدنبرج، ثم يقول، من المؤسف ان عددا كبيراً من الناس قد صدقوا هذه الاشاعة، واستغل بعض رجال الدين هذه الفرصة لتقديم شكوى ضدي للامير والقضاة، وعندما تلقيت إشارة من بعض الأصدقاء حول ما يبيت لي من شرور وأن رجال الدين يتربصون في كل مكان للايقاع بي، قررت ارجاء نشر الكتاب إلى وقت آخر"([23]).

"ولم ينشر كتاب الاخلاق إلا بعد موت سبينوزا وذلك في عام 1677 مع رسالة صغيرة عن السياسة لم يفرغ الفيلسوف من كتابتها بعد، أما الكتب الوحيدة التي نشرها سبينوزا في حياته فهي "مبادئ الفلسفة الديكارتية" و"رسالة في الدين والدولة" وقد ظهرت في وقت واحد في عام 1670 ووضعت فوراً في القائمة السوداء، أو قائمة الكتب التي ينبغي "تطهيرها" وحظرت الحكومة بيعها، وكان هذا دافعاً على انتشارها تحت عناوين مختلفة لتضليل الرقابة، فقد نشرت تحت عنوان رسالة طبية، وأخرى تحت عنوان قصة تاريخية"([24]).

موته:

جاء فصل النهاية في حياته في عام 1677، انه الان في الرابعة والأربعين من عمره، ولكن اصدقاءه شعروا بأن سنواته أصبحت محدودة. لقد ورث مرض السل عن والديه، ونخر المرض رئتيه عاماً بعد عام.

"لقد أعد نفسه لهذه النهاية المبكرة، ولم يَخَفْ إلا على كتابه الذي لم يجرؤ على نشره في حياته لئلا يضيع أو يتلف بعد موته، لقد وضع كتابه هذا (الاخلاق) في درج مكتب صغير وأقفل عليه، وأعطى المفتاح لصاحب المنزل، وطلب منه أن يرسل المكتب والمفتاح إلى الناشر في أمستردام بعد موته، وفي يوم الأحد في العشرين من فبراير 1677، خرجت الأسرة التي كان يعيش معها إلى الكنيسة، بعد ان أكد لها بأنه لا يحس بشدة المرض، وبقي الطبيب "ماير" وحده معه، وعندما عادت العائلة وجدت الفيلسوف مسجي بين ذراعي الطبيب وقد فارقته الحياة، وبكاه الكثيرون، كما أحبه البسطاء لرقته، وأحبه العلماء لحكمته، وانضم الفلاسفة والقضاة إلى الشعب وساروا وراءه إلى مقره الأخير، واجتمع حول قبره رجال من كل مذهب ومن كل دين"([25]).

قالوا عنه([26]):
- "سبينوزا نقطة فاصلة في الفلسفة الحديثة. والإحراج هو : إما سبينوزا أو لا فلسفة.. ومتى يبدأ المرء بالتفلسف، فلا بد له أولاً أن يكون سبينوزياً". (هيغل)

- "السبينوزية هي بالفعل، المذهب الذي يضع الفكر في سلام وفي سكون تام، وهي في نتائجها الأخيرة المذهب المكتمل للتقوية النظرية والعملية. ووسط العواصف التي يثيرها قلق الفكر وحركته الدائمة، يمكن للمرء أن يجد مثل تلك السكينة عديمة النفع.. ولهذا فإن السبينوزية، على الرغم من الهجمات العديدة والدحوض الكثيرة، لم تمس قط جزءاً من الماضي، ولم تُغْلَبْ قط غُلباً حقيقياً إلى يومنا هذا. وإذا لم يغرق المرء في لجتها، ولو لمرة واحدة في حياته، فإنه لن يقيض له أبداً أن يأمل بالوصول إلى الحق وإلى الكمال في الفلسفة". (شلينغ).

- "إن المادية الحديثة لهي في الحق سبينوزية واعية بقدر أو بآخر، أقول ذلك لأن هناك ماديين لا يعون صلة قرباهم بسبينوزا". (بليخانوف)




([1]) اسبينوزا اسم عبري معناه المبارك.

([2]) جورج طرابيشي - معجم الفلاسفة – دار الطليعة – بيروت – ط2 - ديسمبر 1997– ص359

([3]) د. حامد خليل – مشكلات فلسفية – الطبعة الثالثة – دار الكتاب – دمشق – 1989/1990 م - ص 124

([4]) غنارسكيربك و نلز غيلجي – تاريخ الفكر الغربي .. من اليونان القديمة إلى القرن العشرين – ترجمة: د.حيدر حاج إسماعيل – مركز دراسات الوحدة العربية – الطبعة الأولى ، بيروت، نيسان (ابريل) 2012 - ص 436-437

([5]) حامد خليل – مشكلات فلسفية – الطبعة الثالثة – دار الكتاب – دمشق – 1989/1990 م - ص 124

([6]) المرجع نفسه –ص 126

([7]) المرجع نفسه –ص 137

([8]) المرجع نفسه –ص 140

([9]) ول ديورانت– قصة الفلسفة– ترجمة:د.فتح الله محمد المشعشع- مكتبة المعارف – بيروت – الطبعة الخامسة 1985م - ص209-210

([10]) أشرف حسن منصور – نقد هيجل لليهوية ودلالاته السوسيولوجية – الحوار المتمدن – 4/1/2007 .

([11]) د. هاشم صالح – سبينوزا بين الدين والفلسفة – الانترنت – موقع: هوامش – 5 ابريل 2017.

([12]) ول ديورانت – مرجع سبق ذكره- قصة الفلسفة - ص227

([13]) المرجع نفسه - ص228

([14])ول ديورانت – مرجع سبق ذكره - قصة الحضارة "عصر لويس الرابع عشر" (33/34) -ص 109

([15]) أشرف حسن منصور – مرجع سبق ذكره - الفلسفة الحديثة – الحوار المتمدن.

([16]) ول ديورانت– قصة الفلسفة – ترجمة: د.فتح الله محمد المشعشع - مكتبة المعارف – بيروت – الطبعة الخامسة 1985م - ص240

([17])المرجع نفسه- ص241

([18])المرجع نفسه- ص242

([19])المرجع نفسه- ص244

([20])المرجع نفسه- ص246-247

([21])المرجع نفسه- ص194

([22])المرجع نفسه- ص195 / 196

([23])المرجع نفسه- ص197

([24]) ول ديورانت – مرجع سبق ذكره - قصة الفلسفة - ص198

([25])المرجع نفسه- ص202

([26]) جورج طرابيشي - معجم الفلاسفة – دار الطليعة – بيروت – ط2 - ديسمبر 1997– ص361



#غازي_الصوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بليز باسكال (1623 - 1662)([1])
- رينيه ديكارت ( 1596 م. _ 1650 م. )
- كتاب :الأسطورة والإمبراطورية والدولة اليهودية
- توماس هوبز (1588 – 1679 )
- المسألة اليهودية والصراع العربي الصهيوني
- كلام في السياسة
- جاليليو ( 1564 م. _ 1642 م. )
- عن انتشار الاسلام السياسي و دور جماعة الاخوان المسلمين......
- فرنسيس بيكون ( 1561 م _ 1626 م )
- ليوناردو دافنشي ( 1452 م. - 1519 م.)
- جوردانو برونو ( 1548 م. _ 1600 م. )
- جان كالفن (1509 - 1564)
- مارتن لوثر (1483 - 1546)
- توماس مور (1478 – 1535)
- نيكولاس كوبرنيكس ( 1473 م. _ 1532 م. )
- نيقولا ميكافيلي ( 1469 م. _ 1527 م. )
- الفلسفة الأوروبية نهاية القرون الوسطى
- فلسفة عصر الاقطاع في أوروبا منذ القرن السادس حتى الرابع عشر
- شروحات ختامية حول تأثير الفلسفة الإسلامية في العصور الوسطى
- ابن خلدون ( 1332 م. _ 1406 م. )


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - غازي الصوراني - باروخ سبينوزا([1]) (1632م. – 1677م. )