أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اخلاص موسى فرنسيس - فيروز فعل الإيمان والغبطة














المزيد.....

فيروز فعل الإيمان والغبطة


اخلاص موسى فرنسيس
(Eklas Francis)


الحوار المتمدن-العدد: 6739 - 2020 / 11 / 21 - 09:45
المحور: الادب والفن
    


بمناسبة عيد ميلاد السيدة فيروز أتقدم بأصدق الأماني وأطيبها لسفيرتنا إلى النجوم،فيروز فعل الإيمان والغبطة
أن يرتقي إنسان فوق الأديان والمذاهب، والأجناس والأعراق، وأن يكون القاسم المشترك الذي في نبضه يجمع الشرق والغرب، وحول دفء صوتها يلتف كلّ عشاق الموسيقا والحياة، من كل لون ودين ومذهب ، اسمٌ واحد مضيء كما قمر في القلب، اسم تُحنى له الجباه، وتصفّق له القلوب إجلالا ورهبة.
فيروز التي بصوتها رتقت أواصر الناس، وضمدت جرح الإنسان، وجمعت ما كسرته وشرذمته الحرب، قيل عن فيروز، عندما كانت تعبر الحواجز في ذروة الحرب والذبح على الهوية بين بيروتين كانت تُؤدّى لها التحيّة، وتُفتح لها الحواجز، وتُسدّ أفواه البنادق وأزيز الرصاص.
فيروز لبنان، فيروز الوطن، فيروز الأرز، فيروز الإنسان.
هي ليست السفيرة للنجوم فقط بل سفيرة الإنسانية.
ماذا أكتب عنها؟ هل تكفي الأبجدية؟ وهل حروفي تليق بها؟ لا أدري، أقف حائرة، أحاول أن أجمع شتات أفكاري، أراني أسمع وترها الشجي الذي يفجر المشاعر في داخلي، ليخطف أنفاسي إلى عوالم أخرى، أراني أولد من غيمة صوتها.
فيروز هي السفيرة إلى النجوم والقلوب، تلك الإنسان التي دخلت القلوب، أجّجت رماد الزمن، وجمعت ما بين الأجيال في داخلي طفلةً ويافعةً وكهلةً، فتراني معها أخرج من هذا العالم الدونيّ المحسوس إلى عوالمَ أسمى وأرقى وأنقى، إلى عوالم سماويّة وملائكيّة، امتزج فيها الحب مع الدمع، الأمل مع الألم، العشق مع روح الطفولة العفوية مع الشموخ.
فيروز تدخلني في عمق مغارة جعيتا، لأصغي إلى أصوات الأولين، يتردد صداه مع أنفاس هذا العمق الفسيح، يأخذني تارة أخرى إلى جبل الأرز، فأنحني أقبل التراب، وأغوص ممتدة مع جذورها إلى الأعماق، لأعرف ماهيتها، ومن أين أتت بهذا الاخضرار والحياة والصمود في وجه عوامل الطبيعة على مدار الزمن، وأقف على أسرار البخور المتصاعد من بين حفيف أوتار الشجن في صفاء ذلك الصوت، فتبتهج روحي، و اغمض العين لأراني أقف في هياكل بعلبك، وقلاع عنجر، أسمع صهيل الأعمدة الرخامية التي وقفت فيروز على مسارحها تنشد أناشيد الحرية، وتشهد على مسيرة أبطال من بلدي.
وفي برهة أعود لأسكر برائحة البحر وزرقة السماء وألوان الأرجوان على شطوط صور وصيداء، أقطف المرجان وأصطاد اللؤلؤ من محار صوتها.
فيروز تعود بي إلى ذلك الوادي البعيد، إلى روح طفولتي، أركض مع شادي، أطارد طير الوروار، وأجلس على شرفات المساء، أشعل قنديل الذكريات، وأنا على سطح منزلي، تحملني نغمة صوتها فراشة إلى أول حبّ عرفته، حيث كانت فيروز أول رسالة غرام محكيّة كتبتها، أرسلتها عبر الفضاء الرحب لتصل إلى الحبيب، إلى أبي وأخي اللذين راحا مع الزمن.
الكتابة عن فيروز يعني أن أعود للتسلّل من شباك المنزل، وأهرب إلى الغابة المجاورة، إلى شجرة الصنوبر، أفترش أغصانها، وأرقب القمر والنجوم، أدرس علم الفلك والفضاء، لأعرف ذلك الوطن الفيروزي.
أيها الوطن الممتد ما بين غابري وحاضري، وتليدي وطارفي، وناي جبران، وسر الوجود.
أيها الوطن الذي تشرف بأن تكون فيروز " رسولته بشعرها الطويل حتى الينابيع" أيها الوطن البعيد القريب، القديم الجديد، أيها الوطن الذي يحمل أنفاس جبران وروح نعيمة، أيها الوطن الذي عرفتك، حملتك معي إلى غربتي، من خلال ترنيمة ميلادية. أيها الصوت الملائكيّ الذي هدهد سريري لأنام، وكان أول طقوس الصباح، حيث جدل الفجر نهاري من خصلات شعرها، ووردة مزروعة في كتبي.
فيروز يا رائحة الحبق في حديقة أمّي تتسرب إليّ في نبوّة صوتها، أرشفه مع فنجان قهوتي وغربتي، وأنا أجلس في صباحتي الخالية إلا منها.
فيروز فعل الإيمان وغبطة الروح، صوت الحضارة الممتدة إلى ألفي عام، الأغنية التي لا تكبر، الصلاة التي لا تنتهي.
فيروز وحدها العوض في زمن الشح والحقد في مجتمع يفتقد للمحبّة والإنسان.
فيروز الكبرياء والتحدّي.
فيروز.. “إذا المحبة أومأت إليكم فاتبعوها"



#اخلاص_موسى_فرنسيس (هاشتاغ)       Eklas_Francis#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم الطفل العالمي
- الوردة ذات التويجات المبعثرة (مصطفى النجار)
- اعترافات
- -تجلّيات حب- شعر مصطفى النجار
- قراءة في عنوان ديواني -وأمضي في جنوني- بقلم الشاعر جميل داري
- ثريات الحبق
- الجميل النائم
- حلم تفتّح في أباريق الندى
- نهاية كورونا
- هو وطنٌ
- القلب المقدس
- عزلةٌ
- الحب يلد الأطفال
- قراءة في قصيدة -لاءاتُ جسد- للشاعرة حياة قالوش
- قراءة في قصيدة -لا تسافر- للدكتور عبدالحكيم الزبيدي
- للحرية وداعاً
- لا تنسَني
- -نهوضُ القرنفلِ- الشاعر مصطفى النجار
- -مناديلُ ملونةٌ-الشاعر مصطفى النجار
- -القنديل- للشاعر مصطفى النجار


المزيد.....




- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اخلاص موسى فرنسيس - فيروز فعل الإيمان والغبطة