أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح عويسات - قراءة في رواية -أنا من الديار المقدسة-














المزيد.....

قراءة في رواية -أنا من الديار المقدسة-


صلاح عويسات

الحوار المتمدن-العدد: 6737 - 2020 / 11 / 19 - 10:34
المحور: الادب والفن
    


صدرت رواية اليافعين"أنا من الدّيار المقدّسة" للأديب جميل السلحوت عام 2020 عن مكتبة كل شيء في حيفا، وتقع الرواية التي يحمل غلافها الأوّل لوحة للفنّان التّشكيليّ طالب الدويك، وصمّمها ومنتجها شربل الياس في 62 صفحة من الحجم المتوسّط.
كشجرة زيتون متجذّرة في أرض فلسطين، يروي الشّيخ جميل السلحوت قصّة شعب مظلوم، هضمت حقوقه كلّها حتّى على مستوى اﻹعلام الذي يقلب الحقائق ويزوّر التّاريخ، رواية جميلة رائعة، رواية "أنا من الدّيار المقدّسة "، حيث يبدأ الحدث في أمريكا حين تسأل معلمة إحدى الصّفوف طالبتين فلسطينيّتين عن بلدهما، فيتبيّن أنّ المعلمة ومديرة المدرسة لا تعرفان عن فلسطين إلا أنّها اسرائيل، ومن هنا تبدأ القصّة بالتّعرف على فلسطين أوّلا من خلال كتابين ﻹدوارد سعيد (قضيّة فلسطين) والثّاني (تغطية اﻹسلام)، وبعد التّعرف النّظري من الكتابين تعتذران ﻷهل الطفلتين عن الخطأ، ثمّ تقرّران ( المعلمة والمديرة) زيارة الدّيار المقدّسة للتّعرف عن كثب على فلسطين وأهلها، وهنا يتجلى الكاتب في الشّرح والتفصيل على لسان الدليل السياحي،فيورد تواريخ الأمكنة ووصفها بشكل دقيق يلفت النّظر، مع مراعاة الواقع المعاش في نفس الوقت، فحين يتحدّث عن سور القدس وبانيه سليمان القانوني وعن طول الجدار وارتفاعه وسمكه وبواباته، يذكر حرس الحدود وهم يفتّشون الشّباب الفلسطينين بفظاظة، ويذكر ردّة فعل السّائحتين اﻷمريكيّتين الغاضب تجاه الحدث، وبيننا هو يشرح لهم عن أسواق القدس وحواريها، ومسجدها اﻷقصى وكنيسة القيامة ومسجد عمر بن الخطاب، لا ينسى المطعم الشّعبيّ في المصرارة، ويبيّن أنّ الحمّص والفول والفلافل أكلات شعبيّة فلسطينيّة، وليس موروثا عبريّا، ويظهر حرص الكاتب على طرح كلّ المسائل كالحفريّات تحت المسجد اﻷقصى وفي قرية سلوان، وينوّه إلى اﻵثار اﻷمويّة، ثم يعرّفهم على المقابر المحيطة بالمسجد اﻷقصى، كمقبرة باب الرّحمة، وحتّى اللوحة التي تزيّن واجهة كنيسة الجثمانية يشير إلى من رسمها وهو دافنشي.
من القدس إلى بيت لحم
أمّا في بيت لحم فكانت البداية سعيدة - وإن نغّص على المشهد منظر الجدار-إﻻ أنّهم حين زاروا مهد المسيح واستمعوا للشّرح وأدّوا الصّلوات ثم حلّوا بفندق دار جاسر، وحضروا عرسا فلسطينيا يزينه اللباس التّراثيّ الفلسطينيّ، وجوّ المحبّة والفرح، غمرتهم السّعادة، وفي اليوم التّالي طافوا أسواق بيت لحم الجميلة وابتاعوا اﻷثواب التّراثيّة وقطع التّراث اﻷثريّة والدّينية وهم في سعادة غامرة، إلا أنّ الجوّ انقلب بسرعة إلى أجواء حرب حيث قنابل الغاز والصّوت وعجّت السّاحة بالجرحى،هناك شعر الوفد بالغضب والخزي والعار خاصّة عندما تبيّن له أن اﻷسلحة المستعملة لقمع الشّعب الفلسطينيّ هي أسلحة أمريكيّة الصّنع، فقرّروا العودة إلى القدس سريعا والمكوث في الفندق حتى انتهاء اﻹجازة، إلا أنّ الدّليل أقنعهم بزيارة أريحا، وهنا يعرض الكاتب على لسان الدّليل المشاكل، عرض صاحب قضيّة يعرف ماذا يريد وتفاصيل اﻷمور منها مشكلة اﻹستيطان الذي يعتلي رؤوس الجبال، وتشريد أصحاب اﻷراضي اﻷصليّين كالجهالين، ثمّ يعرض مشكلة البحر الميّت ونقص الماء فيه نتيجة لحجب مياه نهر اﻷردنّ وتحويلها عنه لصالح مشروعات اسرائيليّة، ولا يترك مجالا إلا وعرض مشاكله، حتّى السّفر في طريق العودة كان هناك تباين في المعاملة في المطار بين الفلسطينيين وغيرهم من المسافرين اﻵخرين.
وفي الختام إن الأديب جميل السلحوت يستحقّ وعن جدارة لقب شخصيّة القدس الثّقافيّة التي منحته إيّاها وزارة الثّقافة الفلسطينيّة، كونه ابن القدس ويعرفها ككفّ يده، يعرف أماكنها وتاريخها وشوارعها وحواريها وكلّ ما فيها، وكل ذلك تجلّى واضحا في سرده الرّائع في هذه الرّواية الرّائعة.



#صلاح_عويسات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحصاد المرّ وأقاصيص أخرى
- ربيع الخراف وأقاصيص أخرى
- انحراف وأقاصيص أخرى
- بهاء وأقاصيص أخرى
- إحساس وأقاصيص أخرى
- زعامة وأقاصيص أخرى
- انتهازي وأقاصيص أخرى
- قناعات وأقاصيص أخرى
- غربة وطن وقصص أخرى
- فلق الصبح وقصص اخرى
- ناخب وقصص أخرى
- ثكلى وقصص أخرى
- قهر وقصص أخرى
- هاتف وقصص أخرى
- أمومة وقصص أخرى
- لفافة وقصص أخرى
- شرف وأقاصيص أخرى
- قارون-أقصوصة
- قصص قصيرة جدا-4-
- ظاهر وباطن-أقصوصة


المزيد.....




- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح عويسات - قراءة في رواية -أنا من الديار المقدسة-