أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن مدن - هشاشة الثقافة المدنية














المزيد.....

هشاشة الثقافة المدنية


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6737 - 2020 / 11 / 19 - 08:55
المحور: المجتمع المدني
    


العبارة التي في العنوان أوردها الدكتور أحمد زايد، وهو يناقش في أحد كتبه تناقضات الحداثة في العالم العربي. لا ينفي الدكتور زايد، ولا أحد آخر من الباحثين سواه، ينفي أن مظاهر الحداثة تحيط بنا، إذا ما حكمنا على ظاهر الأمور، فنحن نتعامل مع تقنيات ووسائل اتصال فائقة التطور والتقدم، وندير تفاصيل حياتنا اليومية بمنجزات الحداثة، التي لولاها لبقينا في المكان نفسه الذي كان فيه آباؤنا وأجدادنا.
لقد أخذنا من الحداثة شكل العمران ونظام المرور ووسائل النقل وتلاه وسائل الاتصال الرقمية، ودخلت الحداثة في بنية التشريعات والقوانين، لكن هل يعني هذا، بصورة أوتوماتيكية، أننا أصبحنا في لجة الحداثة أو على أقل تقدير بتنا إليها أقرب مما كنا قبل قرن مثلاً، حينما بدأت الحداثة تدقّ علينا الأبواب، لا في صورها المادية فحسب، وإنما في الثقافة والفكر وشكل الحكم، حيث كانت عندنا مرحلة وصفها غسان سلامة ب «البرهة الليبرالية»، وهي ليبرالية فعلاً، لكنها مجرد برهة سرعان ما تبددت وزالت.
واقع الحال يشير إلى النقيض تماماً. الأرجح أننا كنا أقرب إلى الحداثة يومذاك مما نحن عليه اليوم، حيث نعيش حالاً يصفها الدكتور زايد نفسه ب «القلدنة» ويعني بها النكوص إلى الوراء، بغية تقليد الماضي والبحث عن أجوبة فيه على أسئلة الحاضر، ظناً منا أن الحداثة لا تناسبنا.
وفي هذا نحن ازدواجيون. نريد من الحداثة مظاهرها وما تيّسره من سهولة في المعيش، ولكننا نرفض فكرة الحداثة وفلسفتها، وفي هذا بالذات حدثت القطيعة التي ما زلنا أسرى لها، وربما نظل كذلك لفترة قادمة طويلة إن لم نحسم أمر تجاوز هذه الازدواجية، ازدواجية التماهي مع مظاهر الحداثة بما فيها الأكثر استهلاكية وزيفاً، ورفض جوهر الحداثة، من حيث كونها رؤية وفكرة.
نجحت حداثة الغرب لأنه أسس لها بداية بالفكر والعلم، وجعل منها قاعدة لمناهج التعليم والتفكير، قبل أن ينشغل بمظاهرها، لذلك لم تنشأ الحداثة في الفراغ، وإنما بنيت على مداميك فكرية وتربوية وفلسفية راسخة، جديرة بأن تصحح أي انحراف محتمل، فيما «حداثتنا» اكتفت باستيراد المظاهر من الخارج، ومحاولة التماهي، الهش أيضاً، معها، ونأت بنفسها، ما استطاعت، عن الحداثة نفسها كفكرة ومنهج حياة.
أسوأ من ذلك تسعى منظومات الحكم، ما أمكنها، توظيف بنية الماضي وإعادة تشغيلها لإعاقة التحديث المنشود، ومنع مؤسسات المجتمع المدني، التي هي إحدى ثمرات الحداثة، من أن تكون شريكاً، مفضلة الاستعانة بالقوى التقليدية عضيداً وسنداً.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهشيم صورة المثقف
- (أوراق) عبدالله العروي
- تأنيث العالم
- بين عبدالخالق محجوب وسيد قطب
- فُتوّة العقل
- الجدران الغليظة
- ديستوفسكي في مرآة فرويد
- بيرم التونسي .. سيرة الجوع والمنفى
- (الجغرافيا تاريخ ساكن .. التاريخ جغرافيا متحركة)
- الترامبية
- ما يطلبه المستمعون
- مركزية الدولة لا شموليتها
- هل للدماغ هوية؟
- يوم تخلينا عن ابن رشد
- مجيد مرهون ابن البحرين المعدم الذي طافت موسيقاه العالم
- عن أي (ليبرالية) يجري الحديث؟
- التاريخ حاضراً
- من يصنع الطاغية؟
- العابرون للطوائف
- للمقهورين أجنحة


المزيد.....




- الصحة العالمية تحذر من -حمام دم- ومن امتداد المجاعة لجنوب ال ...
- فرار 8 معتقلين من سجن في هايتي والشرطة تقتل 4 آخرين
- الآلاف يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة باتفاق رهائن مع حماس
- ميقاتي ينفي تلقي لبنان -رشوة أوروبية- لإبقاء اللاجئين السوري ...
- فيديو.. سمير فرج يُشكك في عدد الأسرى الإسرائيليين: حماس تخفي ...
- برنامج الأغذية العالمي: أجزاء من غزة تعيش -مجاعة شاملة-
- مديرة برنامج الأغذية العالمي: شمال غزة يواجه بالفعل مجاعة كا ...
- -جيروزاليم بوست-: صحفيون إسرائيليون قرروا فضح نتنياهو ولعبته ...
- فعلها بحادثة مشابهة.. اعتقال مشتبه به دهس طفلة وهرب من مكان ...
- المياه ارتفعت لأسطح المنازل.. قتلى ومفقودون وآلاف النازحين ج ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن مدن - هشاشة الثقافة المدنية