أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريبر هبون - في رحاب الحب














المزيد.....

في رحاب الحب


ريبر هبون

الحوار المتمدن-العدد: 6737 - 2020 / 11 / 19 - 00:27
المحور: الادب والفن
    


قصة : ريبر هبون

:بعد فراق صاخب تعانقا من بعيد , بينهما أميال من البعد, تحدثا على الواتس آب ،
أعشق وجودك وأنفاسك، عدد مرات شهيقك وزفيرك اليومية، دقات قلبك مذ كنت جنيناً وحتى خروجك-
.سيبقى عشقك في دمي لأخر نفس في حياتي -
. إنك الفصل اليتيم من سعادتي عداك كل الفصول يتم -
لامعنى للسعادة إلا معك -
. حولي الاشجار صفراء أتخيلك ونحن نمشي بين تلك الاشجار -
. خريفي معك ربيع أخضر -
. أنت ربيعي -
لامعنى لحياتي من دونك -
كأن الايام لم تمضي ،كأن كل شيء يبدو على حاله-
سبحان العشق وهو يوقف عقارب الزمن بكل دهاء.
.نعم أشعر وكأنني في العشرينيات من عمري -
أشعر بأن ماحصل معي هو كابوس وهاعدت للحياة مجدداً -
أشعر بيدك دافئة هذه المرة بابتسامتك وهي تخلب قلب السحب -
تخرج من بطن قوس قزح .لتحيل العتمة إلى ألوان
لن تحل العتمة مجددا في حياتنا ،أعشقك حد الموت -

لا يخطف الموت من يحبون بصدق الا حينما يرتدون عن دين العشق ،وقتها يبيح عزرائيل قتلهم بدمه البارد.
فليكن الموت مصيري عندما ارتد -
اننا موتى دون بعضينا ،ليرحمنا القدر الحسود هذه المرة ، لينشغل بعقاب الجبناء -
.وليرفق بنا آناء الليل وأطراف النهار
كم انا مشتاقة اليك -
وانا اكثر عمري -
الشوق يشوي قلبي هو تنين يدمن شي قلبي المنهمك بإحصاء الوقت الذي فات-
لم اشتاق لأحد بهذا القدر في حياتي.شوقي إليك يقتلني-
ماذا لو كنا في الجامعه الآن؟-
.لو كنا.كنا ذهبنا للمدينة الجامعية سنأخذ سندويشتي بطاطا ونأكلها ونحن جالسين على مقعد ازرق.-
التقاها ، قبل المذبحة السورية ، حلب ، كلية الآداب ، وفي قاعة الفراهيدي ، كان يحجز لفتاة مجهولة تجلس قربه ، احساس كونه طالب مستجد في الجامعة وبحاجة لفتاة تكون بجانبه دافىء كدفء المدرج المزدحم بطلاب قسم اللغة العربية التواقين لمحاضرة الدكتور عبد الجليل المتميز بظرفه وسلاسة اسلوبه في اعطاء مادة النحو
مكان المدرج الطابق الثاني الواسع والذي بالإمكان الطلوع له عبر ممرين رئيسي يفضي لعدة مدرجات
. وقاعات صغيرة وآخر خلف الكلية عند مغاسل الحمامات ، القسم المخصص للطالبات.
فتاة بيضاء، عسلية العينين ،شعر مسترسل لايبدو طويلا أو قصيرة ، ترتدي جاكيتا بنيا غامقا اضفى على طولها أناقة ، اقتربت منه ، أشار إليها بوجود مكان للجلوس، تأخر المحاضر ثم تأجلت المحاضرة اثر غيابه وخرجت تلك القطعان الآدمية من المدرج ، بقيا لبرهة:
. أنت كوردية -
ومن عفرين وأنت؟-
كوباني -
تشرفت بك -
ًلنخرج أيضا-
نعم لم يبقى أحد-

لم تكن السنة الأولى في الجامعة لدى البعض الغالب من الفتيات إلا بمثابة سوق للزواج، حيث تلبس الفتيات حينذاك أجمل ما لديهن من حلي وثياب مع مساحيق مبالغ فيها على الوجه ، فالذكية الماهرة هي القادرة على جذب أعين الشبان الأغنياء أو طلاب السنة الرابعة ممن يبحثون هنا وهناك عن فتاة تكون مشروع زواج بعد تخرجهم ، الواقع بات واضحا للكثير من الشباب الجامعي حينذاك
فالشاب بحاجة لمعدل جيد ووساطة للحصول على وظيفة أو سينتظر عدة سنوات بعد أن يتم الخدمة الالزامية ليقدم على مسابقة وهكذا، أما الفتيات فالزواج من شخص غني يعتبر تخرجاً سريعاً ويسيراً ،تلك كانت الحياة بكل تفاصيلها الشاحبة ،
لسان حال روج انها تحس بالملل بوجود صديقها السعيد برفقتها أو برفقة أصدقاء ضيعتها الذين ينقلون في جلساتهم قصص زواج فلان وعلان من ضيعتهم وهكذا ،يحمل كل شاب أو فتاة ما لدى بيئتهم من قصص وغصص وأحاديث .
لم يكن هنالك حب تام الأركان وانما حب تجهضه الظروف المادية ،والتقاليد الاجتماعية
أصرت الخالة فريدة على تزويج ابنتها الصغرى، ولمن يطلبها من الضيعة فقط،
ًروج أيضا لم تكن تهتم لا بدراستها ولا بشيء آخر غير الاكتئاب الذي راح يلتهم ابتسامتها شيئاً فشيئا
ريناس بدوره رأى فيها ملاذه ، ظل يملأ مساحات روحه بكتاباته عن تلك التجارب والمواقف التي كان يواكبها ،احساسه أنه مع روج بدد لديه التفكر بمأساة الحب الدامية
نجم عن ذلك الغموض في التواصل ما بين روج وريناس إلا حالة من التباعد والتقارب يشوبها الاحساس بالعبث واللاجدوى ..
في كثير من الأحيان وللقضاء على احساس الملل ،تقوم روج بتشغيل موسيقا من جوالها تمتزج فيهما أوتار البزق بأنات الناي ، يغيب ريناس عبر ذلك في أمواج عينيها العسليتين ، بينما تغيب هي في النظر تارة للسماء والغيمات البيض وتارة للأسفل ..كأنها تتفحص شكل البلاط على الأرض ورخام الحديقة الصغيرة .
الحياة في داخلهما تسير كقطارين يمضيان بمحاذاة بعضيهما ،للوصول لمفترق ،يفترقان فيه ،وهنا حدثت المفاجأة، الملل الذي راح يحصد روح روج ،ألقتها في القفص الذهبي ،بينما أصيب ريناس بمرض الذهول
. المتطور عن مرض الملل ،وظلت العدوى ترافقه كقدر خشن الطباع
كيف بدأ الحلم وكيف انتهى ، أي حطام أبله استوطن قلبه المهدم ،لا مكان لأي طلل أو ارتفاع،لم يتذكر سوى آخر مرة أرته فيها ألبومها صورة وهي جالسة على صخرة سوداء من صخور ضيعتها الجميلة التي استوطنتها خفافيش ثورة اللصوص والمرتزقة ،وأخرى وهي تسند ظهرها على الأريكة المصفوفة في جهة الحائط الأبيض المدهن بإنقان
ابتلع بحر القدر روج ،غادر ريناس وهو يلتفت خلفاً على أنغام موسيقا فلم تايتنك ، أملاً في إشارة يستدل إليها لمكان روج
كلاهما أيقنا أنهما أقفلا باب سعادتهما هي بمللها،هو بذهوله،في بلاد لا تعرف الحب وتنتصر للإخفاقات
حين ترك ريناس خلفه هذه البلاد ،أيقن أن حبيبته هي الشمس الغائبة عن ظلام الوطن الكسيح
راح يبحث عنها في الفيسبوك ولا يجدها،خياره هو أن يعصر ذاكرته ويستحضر أشياء فقدها بغتة..
عثر عليها ، كتب لها ما تأخر عن قوله لها لسنين ، هي بكامل لهفتها وألمها تلقفت هذا الحنين الجارف
بينما أحس بسياط تلسع روحه باقترابه منها ..مشهد دموعها في مكالمة فيديو أخيرة جمعته بها ،جعله يهوي
. من طوابق الحزن الشاهقة على أرض مكتظة بالزجاج المنكسر



#ريبر_هبون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيود
- صور من المخيم
- عن الحب كرنفال إلهي للشاعر اسماعيل أحمد
- موجة الإسلام السياسي و استبداد البعث
- ملامح الالتزام القومي في رواية انبعاث في أغوار الجبال للكاتب ...
- :الإرادة المعرفية في مواجهة التطرف الإسلامي
- الخط الكوردستاني الثالث في ( لغة الجبل) ليحيى سلو
- (قراءة في وجع -طفل يلعب في حديقة الآخرين- لجان بابير)، ريبر ...
- (موجز عام حول روايات حليم يوسف الخمس)
- ثنائية توحش الإستبداد البعثي و المعارضة الأخوانية
- مسارات رؤيوية لفهم رواية الوحش الذي بداخلي ل حليم يوسف
- سبل معرفية لمناهضة العنصرية ، الاغتراب و الشمولية
- سلطة البعث السوري في حربها ضد الإنسان، استلهمات نقدية من روا ...
- حرية الفكر المعرفي بمواجهة التجهيل
- المعرفيون في كوردستان الشمالية
- المعرفيون بمواجهة الخوف في غربي كوردستان
- رحلة في سبر الألم في رواية عندما تعطش الأسماك لحليم يوسف
- دلالة الحدث في مجموعة هذيان السمع والبصر لمحمود الوهب
- تصورات نقدية في خوف بلا أسنان لحليم يوسف
- تنهدات خريف كسيح، ريبر هبون ، بنار كوباني


المزيد.....




- طهران تحقق مع طاقم فيلم إيراني مشارك في مهرجان كان
- مع ماشا والدب والنمر الوردي استقبل تردد قناة سبيس تون الجديد ...
- قصيدة(حياة الموت)الشاعر مدحت سبيع.مصر.
- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...
- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...
- طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20 ...
- -لم أقتل زوجي-.. مسرحية مستوحاة من الأساطير الصينية تعرض في ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريبر هبون - في رحاب الحب