أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريبر هبون - صور من المخيم















المزيد.....

صور من المخيم


ريبر هبون

الحوار المتمدن-العدد: 6695 - 2020 / 10 / 5 - 17:35
المحور: الادب والفن
    


قصة: ريبر هبون *
1

مذ تسلمت منصب وزيرة شعرت أنها باتت أكثر طولاً من ذي قبل،أحست أن من حولها يهابها ويخاف من جحوظ عينيها إن غضبت فهي قادرة على إخراج عين كل من تسول له نفسه في التعدي أو التجاوز فهي الآن
. مسؤولة وتملك صلاحية ممارسة السلطة كما تشاء
صحيح أنها غير قادرة على المشي بشكل عادي كبقية الناس ، إلا أن القدر مكنها من التأثير بالأسوياء جسدياً فما هي إلا إشارة إصبع من يدها حتى تتحدد أقدار العمال الذين تشرف عليهم على نحو مباشر
ان السلطة بإمكانها أن تسد عرج مشيتها، وتنوب عن شهادة الطب التي تحملها دون أن تستفيد منها.
ما ينبغي فقط هو التقيد بأوامر وتعليمات الجهات العليا والأهم تبجيل القائد الأحد والذي لا أمل لحياة جديرة
. بالعيش بدونه
هيباتيا الفامينية كما تدعي ، ولأن الحب ليس باليد فقد أحبت متزوجاً لبضع شهور ، من ثم تركته فقد استيقظ ضميرها الفاميني ، وأحست أنها تخون مبادئها في البقاء معه، ورأت في استمرار حبه خيانة

: للنسوية، لاسيما وأنها قد أبعدت قريبتها عن حبيبها الذي كان يكبرها بعقد، قائلة لها

يود استغلالك هذا النكرة، اسحقيه فهو رجل ذكوري ويريد استعبادك باسم الحب، هذا عصرنا ، فبدل من أن -
. يصطادونا هم ، نحن سنصطادهم من ثم نلقيهم في مكب النسيان

في غمرة الأحاديث البطولية والأهازيج الشعبية والأناشيد الثورية تسير الجموع بمناسبة ودون مناسبة تحمل الصور واللافتات ، ذلك يشعرها بنشوة النصر في عز الانكسار والبعد عن الأرض التي تقاسمها اللصوص والمرتزقة ، تلك الجماهير يستولي عليها الابتهاج بمجرد الهتاف فتنسى بؤسها وتجد في لذة الرقص والدبك
. والغناء تعويضا عن الهزائم
لتخرج عليهم هيباتيا بخطاب مهيب ، تعبر فيه عن التشبث بالحق والأمل وابتسامة القائد فهي دليل النصر
. التام لتحقيق مجتمع مثالي طيب اشتراكي أممي بريئ على أنقاض مجتمع القومية العبودية الشرير
.ولم تنتهي من خطبتها بعد حتى علا التصفيق والصفير
ويعود الناس بعد ذلك للخيم الصامدة بوجه الريح والمطر الغزير بعد أن تجتاز أقدامهم أكثر الطرق الموحلة
. صعوبة
ويتلاشى بنج الشعارات رويداً رويداً حينما يتفاجىء الناس بنقص الوقود لأجل الشتاء القارس وقلة الحليب للأطفال وانقطاع الكهرباء من حين لحين ، ناهيك عن تحليق الطيران التركي حول رؤوسهم وذاك القصف
. المتقطع للقرى المتآخمة مع المخيم
طفلة تغني أغنية الرجوع لأمها وآخر يستخدم مكنسة البلاستيك الصغيرة كآلة طمبور
طفل آخر في المخيم الملاصق يبكي بسبب البرد وأمه تحتار أين ستجلب الوقود لتوقد المدفأة
2

أراد سردار منذ الطفولة أن يصبح سياسياً لكن الظروف لم تسنح له بسبب القمع المفروض من قبل الدولة ،
: لكنه مابعد الحرب الأهلية استطاع تحقيق ذلك وبدأ يحدث البقال عن مأساة عفرين

بسبب صورة القائد تم احتلال مدينتنا -
يارجل وهل صورة القائد في ليبيا وأرمينيا وشرق المتوسط ،هل التوسع التركي سببه القائد -
.كف عن ذلك الكلام بحق العفاريت الزرقاء
لا يجب اعطاء الذريعة القانونية لهم لغزونا ببساطة فالعين لا تقاوم المخرز يا أبو عكيد-
كلام متخاذلين -
كما تشاء-
:أبو عكيد يهمس في أذنه قائلاً -
. حاذر من نشر الإحباط في معنويات الناس فالرفاق يسألون كثيراً عنك-

عائلة سردار بقيت في المدينة عندما بدأت العملية العسكرية اثر تأكيد جاء بضرورة عدم ترك المدينة تحت أي سبب كان والتشبث بالتراب حتى آخر رمق بينما سردار خرج بعد تغير الوضع، بضرورة الخروج من المدينة فكل من لا يخرج فهو خائن ومتواطىء مع الأعداء ويسهم بشكل ما بشرعنة الاحتلال
وهكذا تفرق سردار عن العائلة اثر حيرة اعترت النفوس ما بين البقاء أو المغادرة ،يبحث عن عمل فلا يجد ،
. يتصل بأخته خناف عسى تتدبر له عملاً في الأرشيف

خناف تطلب الطلاق من زوجها الغني والبخيل اثر غرامها بشاب كان قد وعدها بمساعدتها لأجل الخروج لأوروبا،العائلة تقطعت أوصالها بين عفرين والمخيم والجزيرة والطريق غير سالكة فمن يذهب للجزيرة يصعب عليه العودة للشهباء والعكس
الأحلام وسوء الأوضاع وهذا الألم الذي لا يبارح النفوس يستولي على ملامح الناس وسحناتهم، حنق يسيطر على الحناجر ،سباق على المناصب الخلبية بين خناف وصديقاتها اللاتي وشوا بها فسرحوها عن وظيفتها واستبدلوها بفتاة أمية لا تملك شهادة سادس لكنها من عائلة الشهداء
بدت تشكو ذلك لكل من يدنو منها حتى ينشل رأس المستمع من حديثها المتكرر وهكذا
منصب لامع يتقاضى فيه الشخص ما يقارب ١٥٠دولار لا يكاد يسد مصروف شخص يدخن التبغ الغازي
مع ذلك فهو أفضل من الجوع بأشكاله المخيفة ، فالجوع داعر .
هكذا كان لسان حالها وهي تذرع الطريق جيئة وذهاباً عند رئيس الكومين علها تفهم سبب تسريحها
: وملابساته بينما أخذ زوجها يهاتفها
أ أنت جادة في تركي، اعقلي وعودي للمخيم -
أو أرسلي لي ابني
. منذ متى وأنت تسأل لا يهمك سوى المال لا شيء آخر .أنا البلهاء الحمقاء التي اعتقدت انك ستتغير-

حينما تتحول السياسة في بلادنا إلى ضرب من العبث والتسلق ، تصح ممارسة الفوضى والنزوات بأنواعها ، طالما تمتلك سلطة تمارس من وراءها ما تريد فلا يهم ، كما قالت جارة خناف العانس لها ذات يوم قبل أن يلتقطوا فوق سريرها عشيقها وهي
: تصلي معه صلاة التراويح

كل خطيئة أو نزوة لم تكتشف فهي لم ترتكب، كون لا أحد قد سمع بها أو رآها -
حتى رأها أهلها وهي تمارس خطيئتها المشتهاة وسمعوا رعشاتها الخارقة لجدار الصوت على سريرها الفوضوي وهو عبارة عن قطع من الخشب فوق بضع قطع من البلوك المهترئ في بيت صمم على عجل
. للهاربين من الحرب

وطن تشرب القهر والفوضى واكتنز بروائح الدم والبارود، أناس يتأرجحون بين أطياف شهداء لا يبرحون البال وبين أشباح الضعف البشري وهي تتقيح إخفاقاتها وخذلانها قيئاً ونفايات
بين عاشقة يطاردها صوت حبيبها الشهيد وداعرة تقض مضجع البراءة والنقاء على مذبح ساسة النفاق
هنا في هذه البلاد يشرب الأبرار نخب البطولات ، وتبرز القصص الطويلة وترفع شالها لتلك الدروب التي تنشد نشيد الغليان والغضب على إيقاع العمليات الفدائية، مدينة نزلت من الجنة الموعودة لتكون جنة بارزة كالبدر مقابل الأحداق لتصير ميداناً للثعالب وأكلة الفطائس من أبناء زواج الرهط والاستبضاع والمسيار ،
. يجتمعون على امرأة لفض بكارتها، ويقتلعون بهمجية التماسيح جذور التين والزيتون



#ريبر_هبون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الحب كرنفال إلهي للشاعر اسماعيل أحمد
- موجة الإسلام السياسي و استبداد البعث
- ملامح الالتزام القومي في رواية انبعاث في أغوار الجبال للكاتب ...
- :الإرادة المعرفية في مواجهة التطرف الإسلامي
- الخط الكوردستاني الثالث في ( لغة الجبل) ليحيى سلو
- (قراءة في وجع -طفل يلعب في حديقة الآخرين- لجان بابير)، ريبر ...
- (موجز عام حول روايات حليم يوسف الخمس)
- ثنائية توحش الإستبداد البعثي و المعارضة الأخوانية
- مسارات رؤيوية لفهم رواية الوحش الذي بداخلي ل حليم يوسف
- سبل معرفية لمناهضة العنصرية ، الاغتراب و الشمولية
- سلطة البعث السوري في حربها ضد الإنسان، استلهمات نقدية من روا ...
- حرية الفكر المعرفي بمواجهة التجهيل
- المعرفيون في كوردستان الشمالية
- المعرفيون بمواجهة الخوف في غربي كوردستان
- رحلة في سبر الألم في رواية عندما تعطش الأسماك لحليم يوسف
- دلالة الحدث في مجموعة هذيان السمع والبصر لمحمود الوهب
- تصورات نقدية في خوف بلا أسنان لحليم يوسف
- تنهدات خريف كسيح، ريبر هبون ، بنار كوباني
- الإرادة المعرفية في مواجهة القمع
- حقيقة التنازع وتجلياته في سوبارتو لحليم يوسف


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريبر هبون - صور من المخيم