أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريبر هبون - عن الحب كرنفال إلهي للشاعر اسماعيل أحمد














المزيد.....

عن الحب كرنفال إلهي للشاعر اسماعيل أحمد


ريبر هبون

الحوار المتمدن-العدد: 6683 - 2020 / 9 / 21 - 20:56
المحور: الادب والفن
    


عن (الحب كرنفال إلهي) للشاعر اسماعيل أحمد
ريبر هبون *

الشاعر يعتمد السهل الممتنع في كتاباته، فهي تعود لبدايات مرحلة الشباب الأولى، المفردات لديه مطواعة سلسلة تأتي دون تكلف وتعب، لتلامس شغاف الأرواح المسالمة، تجربته تتميز بنضجها ورمزية الوضوح التي يبرع في تدوينها، حيث يذكرنا بما قاله
: نزار قباني في معرض عفويته في قول الشعر

إذا قالوا عني أحس كفاني
ولا أطلب الشاعر الجيدا
شعرت بشيء فكوّنت شيئاً
بعفوية دون أن أقصدا

التصوير لديه يعتمد الشفافية ، يتعامل مع المشاهد الوجدانية ببراعة المصوّر ، كاميراه كلمات تستسهل الغموض فتخوض فيه
: بيسر هنا ص 69 في مطلع قصيدة مرآة العيون يقول

ألمح في عينيك تضاريساً وغابات
وأسراباً من الطيور
تتنهد على عبور لم يكتمل

الشاعر يجبرنا أن نعتنق العمق والشفافية في مطاردتنا لكلمات قصائده ، حيث تتيح لنا صورها على فهم دواعي الاغتراب النفسي ، وفهم الحب بعيداً عن الضجيج والأرق، إلى حيث دنيا الخيال والأماني النقية ، يبحر دون التفاتة للخلف، ويحيل الكآبة
. إلى فصول دهشة والتياع

الشاعر وعلاقته بالمكان وطيدة وفيها الكثير من الشجن والحزن، فهو يذكر الرحيل والفراق والفواجع المتلاحقة، إلى جانب الأمل
: في رؤية المكان مجدداً ، في قصيدة شيران مهجتي ص 71، يوضح دلالات الإبحار في المكان فيقول

حمامتان من نور
وشهقة على صدر الحبيب أنت

:ويقول هنا مكملاً عزفه المنفرد

فراشات وأزهار من ربيعك
تملأ جفوني كنوزاً
من زهو وسرور

للربيع دلالة لدى الشاعر الكوردستاني، فهو يشير إلى نوروز ، عام الثورة والانقياد للجذور الطبيعية، والعراقة التي تتجلى في آذار ، شهر الملمات والفواجع، المكان والمرأة امتداد واحد ، وحكاية واحدة لا تتجزأ ، كالأرض والسماء، والجوز وقشره، العنب ولبه، وهكذا ، ثنائية الأنا والأنت ، تشغل ذهن الشاعر، لهذا نراه شغوفاً بعقد المقارنات والمفاضلات بين الإنسان والآخر،
: ليعبر عما قاله جان بول سارتر

الجحيم هو الآخر

لكنه ما يلبث أن يستظل بنور الحب ليختم قصيدته بمفرده أحبك إشارة للآخر، وإلى مفردة أحبكم للإشارة للآخرين، إنه يؤكد هنا
. ارتباط الفرد بالجماعة، وما ارتباطه إلا نتيجة وعي وجودي معرفي ، إذ لا جنة دون أناس
: يقول




تعالي يا شاهقة العينين

مازال هناك أمل

نهج الشاعر اسماعيل أحمد غنائي تفاؤلي، لا يسيطر عليه التشاؤم، إذ يجد كل الحل في الحب والوفاء للأمكنة والارتباط بالجماعة يسيطر على الديوان بكامله الحب ، من بدايته لنهايته، دون الدخول في فوضى السياسة وآلاعيبها، يدمن اسماعيل احمد النسك
. والتتلمذ في معبد العشق المقدس،يجد العالم متحرراً بالمطلق، ويجد الزمن فيه متنصلاً من تقاليد الموت والفناء والترهل
نجد ميله الواضح لمفردات تكثف أكثر من فكرة عصية مثل :أسقطوك في ضمير الله ، أستحم في فراغات انتظارك، خاصرة العالم تفقد عذريتها تحت بريق نشوتك ، مشانق العذوبة، على ثغرها الباسم يذوب نبيذ اشتياقي
لعل الشاهد التالي من أجمل ما كتبه في وصف المحبوبة هنا في قصيدة الليل وأشجانه ص 130

وتطير الحمامات من صدرها
أسراباً اسراباً
خلف ومضات الضوء

: أيضاً في قصيدة أيا ليل ص 131

إن أردت
انثرني كحبات الرز على الكلمات
أو احفظني كقصيدة نثرية بجميع اللغات
سأرويك من دالية الحنين
حينما يزهر الرمان في قصب القصيدة

كرات من مرايا الصور الجميلة في هذه الشواهد التي أوردتها، وهي تفصح عن خيال الشاعر وروحه السابحة في فلك المناخات الوجدانية الحية ، تسعفه في ذلك ذاكرته الفتية وحبه العميق للمرأة الملاذ، فهنا في قصيدة أيتها الغابرة نلتقي بمفردات غاية في التكثيف التصويري المرتبط بالنفس الشغوفة لموادعة الأنثى ببراءة لا حد لها
: يقول

خذي من عنبر القصيدة أشواقي
ومن ثدي براءتي عنوان ابتسامتك المجهولة

:ويكمل في ذات القصيدة

فالمجانين لا وطن لهم ولا مبيت
لا الحارات تزف أخبار العاشقين
وما من طفل يجري خلف الهواء
وأنت أنت حكايتي الموجوعة للأبد

ويختم الشاعر فصول قصائده المتزحلقة على موز القدر الأصم

يامن تبحثون عني بين كل هذه الأنقاض
أحبكم

ليؤكد على ارتباطه بالحب كخلاص للبشرية من أزماتها وحروبها وكوارثها المتلاحقة

……………...تمت………..



#ريبر_هبون (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موجة الإسلام السياسي و استبداد البعث
- ملامح الالتزام القومي في رواية انبعاث في أغوار الجبال للكاتب ...
- :الإرادة المعرفية في مواجهة التطرف الإسلامي
- الخط الكوردستاني الثالث في ( لغة الجبل) ليحيى سلو
- (قراءة في وجع -طفل يلعب في حديقة الآخرين- لجان بابير)، ريبر ...
- (موجز عام حول روايات حليم يوسف الخمس)
- ثنائية توحش الإستبداد البعثي و المعارضة الأخوانية
- مسارات رؤيوية لفهم رواية الوحش الذي بداخلي ل حليم يوسف
- سبل معرفية لمناهضة العنصرية ، الاغتراب و الشمولية
- سلطة البعث السوري في حربها ضد الإنسان، استلهمات نقدية من روا ...
- حرية الفكر المعرفي بمواجهة التجهيل
- المعرفيون في كوردستان الشمالية
- المعرفيون بمواجهة الخوف في غربي كوردستان
- رحلة في سبر الألم في رواية عندما تعطش الأسماك لحليم يوسف
- دلالة الحدث في مجموعة هذيان السمع والبصر لمحمود الوهب
- تصورات نقدية في خوف بلا أسنان لحليم يوسف
- تنهدات خريف كسيح، ريبر هبون ، بنار كوباني
- الإرادة المعرفية في مواجهة القمع
- حقيقة التنازع وتجلياته في سوبارتو لحليم يوسف
- حول مناقشة مسودة رابطة الجامعيين والمثقفين الكورد، إعداد الم ...


المزيد.....




- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...
- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريبر هبون - عن الحب كرنفال إلهي للشاعر اسماعيل أحمد