أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضريف - الخلفيات النظرية للمقاطعة والمشاركة الانتخابية بالمغرب














المزيد.....

الخلفيات النظرية للمقاطعة والمشاركة الانتخابية بالمغرب


محمد ضريف

الحوار المتمدن-العدد: 6737 - 2020 / 11 / 19 - 09:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلما اقترب موعد الانتخابات إلا واشتد السجال السياسي داخل الحياة السياسية المغربية، بين دعوة بعض الفاعلين السياسيين إلى مقاطعتها، ويشكل كل من حزب النهج الديمقراطي و جماعة العدل والإحسان أبرز الداعين لهذا التوجه، وبين هيئات سياسية أخرى تدعم وتدعو إلى المشاركة الانتخابية، منها أحزاب كانت إلى حدود التسعينات من القرن الماضي ترفض مبدأ المشاركة، مثل أحزاب الكتلة الديمقراطية؛ تترك مثل هذه النقاشات تشويشا لدى فئات كبيرة داخل المجتمع، لاسيما تلك البعيدة عن مواكبة مسارات الحياة السياسية المغربية.

إن الدعوة إلى المقاطعة أو المشاركة في الانتخابات ليس قرارا سياسيا حزبيا أو تنظيميا اعتباطيا بل تؤطره أطروحات نظرية تشكلت منذ بداية تأسيس الدولة الوطنية بعد الاستقلال السياسي الذي عرفه المغرب سنة 1956، خاصة النقاش الذي بدأ مع بداية التفكير في صياغة دستور 1962 حول الأطر المؤسساتية والمسالك الديمقراطية التي تستجيب لإرساء دستور ديمقراطي شكلا ومضمونا، ذلك السجال المحتدم الذي دار بين القصر الملكي في شخص صديق الملك الراحل الحسن الثاني "أحمد رضا كديرة" الذي دعا إلى استبعاد الجمعية التأسيسية المنتخبة في صياغة الدستور، وأحزاب الحركة الوطنية التي كانت تنتصر إلى إعمال آلية الجمعية التأسيسية في بناء الدستور، لتجسيد السيادة الشعبية في الوثيقة الدستورية.

فرغم أن هذه النقاشات النظرية/ السياسية دارت حول المسألة الدستورية، إلا أنها ساهمت في خلق نقاشات نظرية أخرى حول طبيعة الدولة ومؤسساتها، شارك فيها العديد من الباحثين في العلوم الاجتماعية، الذين بلوروا أطروحات نظرية وفكرية وضعت النظام الساسيي والحياة السياسية المغربية على محك المساءلة المعرفية، ومن بين هذه الأطروحات التي سنقف عندها، والتي يصطف إليها الفاعلون السياسيون: نظريتا الاستبداد والتحديث السياسي.

يستمد الفاعلون السياسيون المقاطعون للانتخابات موقفهم من أطروحة "الاستبداد"، التي ترى أن النظام السياسي المغربي يستند على أطر ثقافية تقليدية تنهل من مرجعيات كلاسيكية تجعل السلطة السياسية محتكرة من طرف الحاكم/ الملك الذي "يهيمن" على المؤسسات ، وهو ما يحول دون تشكل مؤسسات قوية؛ وبالتالي ستكون الانتخابات حسب هذا التوجه فقط أداة لشرعنة الحكم "الاستبدادي المطلق"، مادامت الانتخابات لا تصنع مؤسسات قوية، قادرة على التعبير عن السيادة الشعبية، وصناعة القرار السياسي المستقل.

أما دعاة المشاركة في الانتخابات من الفاعلين السياسيين، فيستند موقفهم على نظرية "التحديث السياسي"، التي ترى أن النظام السياسي المغربي رغم نزوعه التقليداني، فهو يمر بتحولات اجتماعية واقتصادية تجعله بالضرورة يعيد النظر في أطر حكمه، والانخراط في اللعبة المؤسساتية كفيل الدفع بالدولة للإصلاح، وتشكل الانتخابات بالنسبة إليها أهم المحطات التأسيسية لإصلاح أعطاب الدولة، تبلور هذا الموقف عند أحزاب الكتلة الديمقراطية منذ بداية التسعينات.

فرغم الخلفيات النظرية التي تقبع وراء مواقف الفاعلين السياسيين من المقاطعة أو المشاركة في الانتخابات، فهي كثيرا ما لا يتم الإشارة إليها في خطابهم أو بالأحرى تعميقها باجتهادات نظرية أخرى تسمح لهم بتشكيل خطاب سياسي عميق من شأنه أن يغني الفضاء السياسي العمومي بأفكار وأطروحات نظرية تعطي للفعل السياسي معنى فكريا، بعيدا عن الخطب والتصريحات "الدوغمائية" و "الشعبوية" التي استحوذت على خطاب الفاعل السياسي المغربي.

* باحث في العلوم السياسية



#محمد_ضريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلماني والإسلامي.. حوار من أجل الإصلاح
- بكين تعزز وجودها في المغرب بفضل كورونا
- كيف يغير الناس العاديون مدينة الخميسات؟
- جماعة العدل والإحسان وحركة 20 فبراير: اللقاء الملتبس
- هكذا تعزز دولة الصين وجودها في السوق المغربية بفضل وباء “كور ...
- النظام السياسي المغربي وجمود الانتقال
- موجز تاريخي عن حالة الاستثناء
- السلطوية الانتخابية
- لماذا الديمقراطية؟
- الأنظمة السياسية الهجينة
- لماذا وكيف يتمرد اليشر؟
- تونس، مصر...أية علاقة؟
- في ماهية العلمانية
- نقد العقل الإسلامي عند محمد أركون
- الشباب و سياسة التمييع


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضريف - الخلفيات النظرية للمقاطعة والمشاركة الانتخابية بالمغرب