هكذا تعزز دولة الصين وجودها في السوق المغربية بفضل وباء “كورونا”

محمد ضريف

الحوار المتمدن-العدد: 6735 - 2020 / 11 / 17 - 02:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أميرة جيهان خلف الله، ترجمة: محمد ضريف

هل سيتم تلقيحنا؟ أين؟ متى؟ كيف سيتم تلقيحنا؟

خلال الأشهر القليلة الماضية، كان المغاربة، لاسيما ساكنة الدار البيضاء، الذين لا زالوا في المنطقة الحمراء، والذين فرض عليهم الحجر الصحي الجزئي، يأملون بشغف للعودة إلى حياتهم الطبيعية كما كانت قبل حلول كوفيد-19. لكن، لا يبدو أن هناك انفراج قريب كما يدعي المتخصصون،لأنه حتى لو كانت هناك لقاحات في المرحلة التجريبية، فلا يزال هناك الكثير مما ينبغي عمله.

في المغرب، وفي مدينة مثل الدار البيضاء، الأسواق تغلق على الساعة الثالثة مساءً، والمطاعم على الساعة التاسعة مساءً. وحظر التجول ساري المفعول بعد ساعة من ذلك. كما تم منع مغادرة المدينة بدون وثيقة سفر. كما أُسند لوزارة الداخلية مسؤولية حظر الولوج لفضاءات الترفيه والحياة الاجتماعية لإبطاء انتشار الفيروس، مع حرص وزارة الصحة على إيجاد حل طويل الأمد أكثر قابلية للتطبيق.

وفي شهر غشت الماضي، تم توقيع اتفاقية بين المغرب ومختبرات Sinopharm CNBG الصينية بشأن التجارب السريرية للقاح قيد التحضير. وينص هذا التعاون أيضا على أن المغرب سيحصل في البداية على 10 ملايين جرعة. وهذا يعني أنه يمكن تلقيح 5 ملايين مغربي.

ويتكون اللقاح من جرعتين. من الواضح أن الأولوية ستعطى، بالطبع، للفئات السكانية الأكثر هشاشة، كما أُعلن عن ذلك. لكن، شروط حفظ هذا اللقاح تطرح مشكلة؛ حيث يقتضي حفظه في مكان بارد عند 70 درجة! هل يملك المغرب التجهيزات اللازمة والكميات الكافية للحفاظ على الدواء في درجات الحرارة المطلوبة؟ على أي حال، من المحتمل أن يشكل نقل الدواء إلى المناطق النائية مشكلة لوجستيكية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.

لكن، وزارة الصحة تبدو متفائلة وقد تم الإعلان عن إطلاق حملة إعلامية قريبًا لشرح طبيعة وخصوصية هذا التلقيح. الخبر السار هو أن عملية التجريب أطلقت في 18 غشت، وأجرى عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني “وانغ يي” محادثة هاتفية مع وزير الخارجية المغربي “ناصر بوريطة”، الذي قال إن “الصين قدمت دعمًا قويًا للمغرب في أكثر الأوقات خطورة لوباء الفيروس التاجي وأن الملك محمد السادس والحكومة المغربية ممتنون للغاية”.

لا يخفى على أحد أنه منذ عام 1975، أطلقت بكين عمليات طبية في المغرب استمرت في تعزيزها. مثلا انشائها لمركز الوخز بالإبر في المحمدية والمراكز الطبية في سطات وأكادير وتازة وشفشاون … كما تم إنشاء 8 هياكل طبية مهمة في المملكة ويقدم آلاف الأطباء الصينيين العلاج المجاني في المملكة.

منذ ظهور فيروس كورونا و بكين تسعى لترسيخ حضورها في البلاد والاستفادة من سياسة العزلة الأمريكية التي أطلقها الرئيس “دونالد ترامب”. كما كان لانسحاب أمريكا من منظمة الصحة العالمية في خضم الوباء العالمي هبة من السماء للصين، التي تسعى لتأكيد قوتها وهيمنتها. حيث قدمت بكين تبرعات بمليارين لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة الفيروس في جميع أنحاء العالم وعززت روابطها وتغلغلها في العديد من البلدان الإفريقية وأمريكا الجنوبية.

وهكذا، فإن المغرب، ومن خلال مختبرSothema ومجموعة BMCE BOA للتمويل الجزئي، وشركة SinopharmCNBG الصينية العملاقة أطلقت عملية التجارب السريرية؛ حيث اجتازت العينة اللازمة المكونة من 600 متطوع المرحلة الأولى بنجاح، وسيتم تلقيح الجرعة الثانية من اللقاح في الأيام المقبلة، وسيتم إرسال عينات الدم إلى الصين لتحليلها. وأعلن وزير الصحة في مقابلة مع ميديا 2 أنه يمكن إطلاق حملة التلقيح في نهاية دجنبر أو أوائل يناير.

ليس المغرب هو البلد الوحيد الذي اختار هذه التجارب السريرية الصينية، فقد أطلقت دول أخرى مثل لبيرو أو الأرجنتين أو الإمارات العربية المتحدة هذه العمليات.لكن، في أزمنة اللايقين، لا يمكن لأي دولة أن تقتصر في اتفاقيتهاعلى مختبر واحد. وحتى لو كان هناك حديث عن وجود Sinopharm في المغرب لنقل التكنولوجيا، فإن المملكة على اتصال بمختبرات أخرى للقاح، مثل: AstraZeneca, CanSino Bio, Pfizer and Johnson & Johnson.

علاوة على ذلك، فإن اللقاح الذي يقترحه هذا الأخير، إذا تمت الموافقة عليه، هو أحد أبسط اللقاحات استخدامًا ولا يتطلب جرعة معززة أو تخزينًا في درجات حرارة منخفضة جدًا، مما يسهل تسويقه وإمكانية الوصول إليه.

إذا تم تحقق الجدول الزمني الذي يأمله وزير الصحة، فإن اللقاح الصيني سيستفيد من تصريح الطوارئ الدولي.

وللإشارة، فقد تم الانتهاء من لقاح “إيبولا” في سنة 2016، لكن أمر قبوله استغرق ثلاث سنوات أخرى من أجل الموافقة عليه وتسويقه. لكن في حالات الطوارئ، يجب إنقاذ الأرواح أو التضحية بها … سيخبرنا التاريخ.

#محمد_ضريف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات