أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضريف - لماذا الديمقراطية؟














المزيد.....

لماذا الديمقراطية؟


محمد ضريف

الحوار المتمدن-العدد: 6464 - 2020 / 1 / 13 - 15:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعتبر الديمقراطية من المفاهيم التي تحتل موقعا مهما داخل الفكر السياسي، فهي خضعت لتفسيرات وتأويلات متباينة باختلاف السياقات والأزمنة للاجتماع السياسي الإنساني، كما ظلت عبر تاريخها توضع في تعارض مع بعض أضدادها من قبيل الاتوقراطية، الديكتاتورية والاستبداد..فرغم إعلان بعض الكتابات السياسية-لاسيما الانكلوساكسونية منها- عن تراجعها لما عرفته من عجز على مستوى الانجاز وهو ما عبر عنه المفكر الأمريكي فرنسيس فوكوياماFrancis Fukuyama في الكتاب الجماعي الموسوم ب "الديمقراطية في تراجع" (Democracy in decline 2015)من خلال تساؤله في مقالة عن أسباب ضعف إنجازات الديمقراطية؛ ومع ذلك تبقى هذه الأخيرة في نظر العديد من المنظرين والباحثين أقل أنظمة الحكم سُوءا.
حاول المفكر السياسي الأمريكي روبرت دال في كتابه الموسوم " عن الديمقراطية" on democracy أن يعدد الكثير من منافع الديمقراطية وذلك من خلال مقارنتها بتجارب سياسية أخرى. فالديمقراطية بالنسبة لدال تضمن الحقوق الأساسية للمواطنين على عكس الأنظمة السلطوية التي تقيد الحقوق والحريات، فالديمقراطية بالنسبة له ليست فقط عملية حكم، بل هي في الأصل نسق من الحقوق والحريات التي من شأنها أن تضمن هامش واسع من الحرية الشخصية على عكس أي حكم آخر.
فالحكومة الديمقراطية بالنسبة له تسعى باستمرار لتقوية المساواة السياسية بين مواطنيها، لكون الديمقراطية بطبيعتها تقوم على المشاركة السياسية والاختيار الحر، من خلال ما تمنحه من ضمانات مؤسساتية؛ على عكس الأنظمة السلطوية والاستبدادية التي تحد من مشاركة المواطنين في الحياة السياسية أو تعمل على تحييد معارضيها ووضع العراقيل أمامهم لتقييد ديناميتهم ومشاركتهم بشكل فعال في صناعة القرار السياسي وللوصول للحكم وللسلطة.
من سمات الديمقراطيات التمثلية الحديثة حسب دال أنها لا تخوض حروبا فيما بينها، فمن بين أربعة وثلاثين حربا دولية فيما بين سنة 1945 و 1989 لم تقع أي منها بين دول ديمقراطية؛ فرغم كونه يقر بأن الديمقراطيات الحديثة دخلت في حروب مع دول غير ديمقراطية كما فعلت في الحربين العالميتين الأولى والثانية، كما فرضت حكما استعماريا بالقوة المسلحة على الشعوب الضعيفة؛ ومع ذلك يصر على أن هناك حقيقة ملحوظة أن الديمقراطيات النيابية الحديثة لا تدخل في حرب فيما بينها.

الديمقراطيات التمثيلية الحديثة في تصور"دال" تميل لكي تكون متألقة وناجحة على عكس غير الديمقراطية، نظرا لخضوعها لمفهوم المسؤولية السياسية وما تفرضه من محاسبة سياسية؛ فالحكومات الديمقراطية تؤسس مشروعيتها على الانجاز وتسعى لنفيذ التزاماتها وبرامجها التي عاقدت عليها مع مواطنيها؛ وذلك على عكس الأنظمة السلطوية والاستبدادية التي تحكم خارج مبدأي المسؤولية والمحاسبة. كما تكون الديمقراطيات الحديثة في نظره أكثر رخاء من غيرها؛ من حيث قدرتها على تعزيز فرص التعلم الجيد لشعوبها لخلق نخب مثقفة ويد عاملة منتجة تساعد على الابتكار والنمو الاقتصادي. كما تدعم الديمقراطيات المعاصرة حكم القانون أكثر من غيرها بحيث تكون المحاكم أكثر استقلالا وحقوق الملكية أكثر أمنا.
يؤكد المفكر الأمريكي الراحل صاموئيل هانتغتون في كتابه الموجة الثالثة من الدمقراطيةThe Third Wave: Democratization in the Late Twentieth Century هذا بقوله أنه رغم ما يعتري الديمقراطيات الحديثة من إشكالية القيادة؛ إلا أنها غالبا ما لا تتصف بالعنف على عكس ما نجده في الأنظمة غير الديمقراطية من عنف وتنكيل بمواطنيها في ضرب صارخ لمبادئ حقوق الإنسان. كما تسعى في نظره الديمقراطيات إلى خلق قنوات مقبولة للتعبير عن الرأي المعارض في إطار النظام القائم؛ وهو ما يحد من حدة الصراع والاصطدام بين الحكومة والمعارضة؛ فضلا عن مساهمة الأنساق الديمقراطية في ترسيخ الاستقرار بما تمنحه من فرص لتغيير القادة السياسيين وتبديل السياسات العامة والتداول على السلطة؛ علاوة على الحصانة التي تتسم بها الأنظمة الديمقراطية ضد الاضطرابات الثورية الكبرى على عكس الأنظمة الاستبدادية والسلطوية المعرضة باستمرار للهزات العنيفة.



#محمد_ضريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنظمة السياسية الهجينة
- لماذا وكيف يتمرد اليشر؟
- تونس، مصر...أية علاقة؟
- في ماهية العلمانية
- نقد العقل الإسلامي عند محمد أركون
- الشباب و سياسة التمييع


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضريف - لماذا الديمقراطية؟