أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضريف - تونس، مصر...أية علاقة؟














المزيد.....

تونس، مصر...أية علاقة؟


محمد ضريف

الحوار المتمدن-العدد: 3270 - 2011 / 2 / 7 - 18:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن المتتبع للأحداث التي عرفتها تونس، والتي تولدت عنها ثورة شعبية،أدت إلى انهيار نظام حديدي سلطوي حكم تونس لمدة 23 سنة، بعد ̋ انقلاب ابيض على الرئيس الراحل ̋̋ بورقيبة̋̋. والأحداث التي تعرفها مصر التي بدورها تدور حيال السلطة والحكم بين إرادة شعبية ̋̋ شبابية ̋ تطالب بالتغيير، ونظام سلطوي أبوي حكم مصر هي الأخرى لمدة ثلاث عقود. يرى المتتبع أن هناك نقطا مشتركة بين الدوافع والرهانات، التي عرفتها الأحداث السياسية في كل منهما، والتي يمكن أن نجملها من خلال النقط التالية:
النقطة الأولى:عانى كلا من الشعبين (التونسي والمصري ) من نظام تسلطي واستبدادي، هيمنا على الساحة السياسية لعقود، بأداة حزبية واحدة، تقصي وتنفي كل من يعبر عن موقف خارج سياجها الاستبدادي؛ الذي شيده المال والنفوذ والقبضة البوليسية...
النقطة الثانية: افتقاد كلا النظامين إلى مبدأي" الشرعية والمشروعية" اللذان يعتبران من المبادئ والأسس التي تقوم عليها الأنظمة الديمقراطية المعاصرة، ويبرز غياب هذين المبدأين في الترقيع الذي عرفه دستور كل منهما، بغية إطالة مدة حكمهما - خارج المعايير التي تقوم عليها الدساتير الديمقراطية؛ ويتبدى غياب المشروعية بجلاء في الجماهير الغفيرة التي خرجت تطالب برحيلهما عن سدة الحكم.
النقطة الثالثة: برزت داخل الشعبين قوة شبابية، آمنت بأن المنفذ الوحيد للقضاء على الاستبداد، والخروج من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، هي الاحتجاج والثورة على هذين النظامين( التونسي والمصري) الذين لم يستوعبا التحولات القيمية للأجيال الجديدة، في علاقاتها بالتطور المذهل الذي عرفته وسائل الاتصال الحديثة.
فالنظام التونسي البائد غلق تونس في حين أن العالم منفتح على كل أشكال الاتصال (فضائيات، انترنيت، ...). والنظام المصري؛ الذي استبد بالسلطة لعقود؛ تحت أسطورة̋ بطل أكتوبر"( حسني مبارك ) التي لم تنفع معه الآن في ظل مطالب الشباب التي تنشد الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان...- التي وسمها الأستاذ محمد حسنين هيكل ب "مطالب العصر".
النقطة الرابعة: لعبت وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة (فايسبوك،تويتر،يوتوب) دورا مهما في أحداث كلا الدولتين؛ وذلك بنقل مايقع في العالم الواقعي من انتهاكات وعسف إلى العالم الافتراضي، في شبكة علائقية اجتماعية، تتفاعل فيها مجموعة من الشباب حيال أوضاعهم، ورهاناتهم المستقبلية؛ خارج المؤسسات الإعلامية الرسمية، التي تعمل على تمجيد "الدكتاتور"، وإخفاء الواقع.وفي هذا الإطار يقول عالم الاجتماع الانجليزي أنتوني جيدنز، "...قد تجلى هذا الانفتاح الإعلامي ولمعلوماتي في ابرز مظاهره على شبكات الانترنت، وأسهمت هي ووسائل التواصل البشري الأخرى في دك الأسس التي كانت أنظمة الحكم التقليدية تبني شرعيتها عليها، سواء أكانت استخدام القوة ضد مواطنيها أم إضفاء هالات من الاحترام أم التبجيل للرموز السياسية المحلية. وفي هذه الظروف فقدت أنظمة الحكم الشمولية التسلطية قدرتها على مواكبة حياة الأفراد والجماعات التي تتمتع بالدينامية والمرونة في تواصلها وتفاعلها في عالم الاقتصاد الالكتروني هذه الأيام."
من خلال ما تقدم يتبين أن هناك أوجه شبه بين ثورتي تونس ومصر، والتي يمكن أن نستخلص منهما أن الاستبداد مهما طال عمره فهو قابل للانكسار والأفول، وان ما وقع في هذين البلدين يمكنه أن يطال كل الأنظمة العربية–الإسلامية التي يستفحل فيها الفساد والفقر والتهميش والبطالة وكافة أصناف المعاناة الوجودية.



#محمد_ضريف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ماهية العلمانية
- نقد العقل الإسلامي عند محمد أركون
- الشباب و سياسة التمييع


المزيد.....




- طبيب أمريكي كان في غزة 6 مرات يوجه رسالة مؤثرة عند سؤاله عما ...
- -تصعيد خطير ضد مؤسسات الدولة-.. الرئاسة السورية تدين الهجوم ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: سوريا بين الساحل العلوي والهجمات ضد ال ...
- بوتين يؤكد عدم حاجته إلى منبه للاستيقاظ في الصباح
- القوات الروسية تدمر 10 زوارق مسيرة أوكرانية في مياه البحر ال ...
- علماء روس يرصدون تفكك المذنب -إيستر-
- خبير لا يستبعد مشاركة عسكريين من كوريا الشمالية في معارك دون ...
- تايلاند تطلب دعم روسيا للحصول على العضوية الكاملة في مجموعة ...
- الحوثيون: العملية العسكرية في حيفا نفذت بصاروخ باليستي فرط ص ...
- زعيم فيتنام ينطلق في زيارة لروسيا وبيلاروس وكازاخستان وأذربي ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضريف - تونس، مصر...أية علاقة؟